في كثير مِن الأحيان عندما يُظهر القادة سمات وخصائص القيادة هذه، يمسون الأشخاص الذي يريد الآخرون اتِّباعهم طواعيةً إن أُتيحت لهم الفرصة.
ما يعيه القادة المحترمون:
يعي القادة المحترَمون أنَّهم يجب ألا يفرضو قيادتهم على أحد؛ لكن إن كنت رئيساً في العمل فقد تفضل فرض هذا الأمر على مرؤوسيك مما يجعلهم يتبعونك مرغَمين وليس باختيارهم.
ربما سيعملون بنصيحتك وينفِّذون أوامرك؛ لكنَّ هذا النوع مِن القيادة يعتمد على التنظيم الهرمي للسُّلطة إلى حد بعيد، لكن يعي القادة العظماء أنَّهم كي يقودوا بفاعلية ونجاح أكبر عليهم العمل على استقطاب الأشخاص الذين يرغبون في اتِّباعهم.
كيف يجذب القادة المرؤوسين؟
يدرك القادة ضرورة استقطاب مرؤوسيهم، فاتباع القائد هو جوهر القيادة؛ فإن رغبت في أن يتبعك الناس، فيجب أن تجعلهم يثقون بالمسار الذي تسلكه كقائد، وكي يبلغوا هذا المستوى من الثقة، يجب أن يكون القائد قد عبَّر بوضوح عن المسار العام والنتائج الرئيسة المبتغاة والاستراتيجيات الرئيسة المتفَق عليها لتحقيق النتائج.
كما يجب أن يعمل القادة على تمكين الموظفين وتفعيل دورهم لتحقيق الأهداف المعلَنة، ويضعوا الإطار اللازم لتوجيه أفعالهم؛ حيث يريد الموظفون المتمكنون بعض الحرية لتوجيه أعمالهم بأنفسهم؛ لذا اعمل بهذه النصيحة وإلا سوف تفشل كقائد لأفضل موظفيك.
يحتاج الموظفون إلى الثقة بالقادة:
أحد العوامل الرئيسة في استمرار الموظف بالعمل لدى رب العمل الحالي هو ثقته في جدوى ما يفعله القادة؛ حيث تمنح هذه الثقة الموظفين السيطرة التي يحتاجون إليها في معيشتهم وإعالة عائلاتهم.
فضلاً عن ذلك، يخضع القادة الذين يتبعهم المرؤوسون للمساءلة ويكونون جديرين بالثقة؛ فإذا تعرقل التقدم نحو تحقيق الأهداف، يتحمل القائد مسؤولية معرفة سببِ المشكلة والعمل على حلها، عوضاً عن إلقاء اللوم على الآخرين.
وبالنتيجة يأمن الموظفون جانب القائد ويثقون أنَّه لن يعاقبهم على أفعالهم إذا حملوا على عاتقهم مجازفات معقولةً ومسؤولةً ومدروسةً جيداً ومبنيَّةً على أسَس متينةٍ، فهم خاضعون للمساءلة ومسؤولون عن استحقاق اتكال قائدهم عليهم وثِقَته بهم.
يجب على القادة الاعتراف بالنجاح والمكافأة عليه:
يحتاج المرؤوسون إلى الثقة بأنَّ قائدهم سيعترف بجهودهم ويكافئهم عليها في نهاية المطاف؛ حيث يجب أن يُعلم القائد مرؤوسيه بالفائدة التي سيجنونها مِن عملهم في المحصلة.
كما أنَّ القادة الناجحين صادقون بشأن المخاطر المحتَملة الكامنة في المسار المختار والمكاسب الواردة؛ فهم لا يتواصلون مع مرؤوسيهم فقط في الاتجاهات العامة؛ بل يناقشون أية معلومات لازمة لهم لتنفيذ مسؤولياتهم بنجاح ومهارة.
كما يدركون أنَّ على مرؤوسيهم فَهم الصورة الشاملة لكي يكون أداؤهم أكثر فاعلية، وهم يعرفون أيضاً أنَّ مهمتهم هي إزالة الحواجز التي تعرقِل نجاح الموظفين؛ وليست الإدارة التفصيلية لكيفية إنجاز الموظفين لعملهم.
يحتاج الموظفون إلى المعلومات:
الموظفون بحاجة إلى معرفة سببِ اتِّباع المؤسَّسة للاستراتيجيات الحالية، وهم بحاجة إلى قائد لتوجيههم ومساعدتهم في إزالة أية عوائق تصادفهم على طول الطريق، وغالباً ما يحتاجون إلى التيقن مِن أنَّ قائدهم يعول على أدائهم لتحقيق النتائج المرجوة.
في حال غياب أيٍّ مِن هذه العوامل، سيواجه القادة صعوبةً في استقطاب الأشخاص، وفي المحصلة، إنَّ علاقة القائد بمرؤوسيه هي السبب في نجاح المؤسَّسة بأكملها أو أحد أقسامها.
عندما يكون القائد هو المدير أيضاً:
يكون القائد أحياناً هو رب العمل أو مؤسِّس الشركة أو المدير التنفيذي أو الرئيس أو رئيس القسم؛ حيث تعمل الصفات القيادية إلى جانب السُّلطة على تعزيز قدرة الفرد على استقطاب المتابعين الهامِّين واستبقائهم.
في الواقع، يمكن لأرباب الأعمال الاعتماد على قدر معيِّن من الاحترام واتِّباع الأشخاص لهم بفضل ملكيتهم ومناصبهم الرفيعة؛ حيث تلعب الاستمرارية أيضاً دوراً في جذب المتابعين والإبقاء عليهم، فعلى الأغلب سيبقى الأشخاص الذين اتَّبعوا القائد لسنوات أتباعاً أوفياء له طالما أنَّهم يثقون بتوجيهاته.
وبغضِّ النظر عن منصبك في المؤسَّسة، وحتى لو كانت وظيفتك الحالية حيويةً فيها، يمكن لك أن تصبح قائداً يتبَعك الموظفون الآخرون. يتمثل أحد أسباب ترقية الموظفين إلى مناصب - مثل: قائد الفريق أو المشرف أو مدير القسم - في أنَّهم أظهروا رغبة الموظفين في اتِّباعهم مع مرور الوقت، مما جعلهم أهلاً للمناصب التي يشغلونها.
خصائص أسلوب القيادة الناجح:
توجد الكثير مِن المصادر حول ما يجعل القادة ناجحين، لكن سنقدِّم لكم الخصائص والسمات والإجراءات الأساسية لكثير مِن القادة الناجحين:
- اختيار أسلوب القيادة المناسب وممارسة القيادة التكيفية.
- أن تكون الشخص الذي يختار الآخرون اتِّباعه.
- عرض رؤية مستقبلية.
- منح الإلهام.
- جعل الآخرين يشعرون بأهميتهم ومنحهم التقدير.
- الارتقاء لمستوى قيمك والتصرف بأخلاقية عالية.
- تحديد الوتيرة مِن خلال توقعاتهم والمثال الذي يطرحونه.
- إيجاد بيئة للتحسين المستمر.
- توفير الفرص للناس للنمو على الصعيدين الشخصي والمهني.
- الاهتمام والرأفة والتواصل الإيجابي لدعم الصحة النفسية.
أضف تعليقاً