كيف تصبح شخصاً واثقاً من نفسه؟

هل تريد أن تصبح أكثر تأثيراً في الآخرين؟ وهل تريد تحقيق نجاحاتٍ كبيرةً في حياتك؟ هل تريد التعامل مع المشكلات التي تواجهها في العمل بكلّ سهولةٍ ويسر، وزيادة ثقتك بنفسك؟ بمقدورك القيام بكلّ ما سبق إن طبّقت النصائح الواردة في هذا المقال.



يقول بروس بارتون: "لا تتحقّق الإنجازات العظيمة إلا بأيدي من يجرؤون على تصديق أنَّ هنالك شيئاً في داخلهم يكون أقوى من الظروف". حينما تزداد ثقتك بنفسك وقدراتك، تضع لنفسك أهدافاً أكبرَ وتصبح أكثر قوةً وإقناعاً، وتتعامل مع مشكلاتك الحياتية بكفاءةٍ أكبر. عندما تزداد ثقتك بنفسك، لن يكون هنالك مستحيل بالنسبة إليك. لذا، نقدم إليك بعض الجوانب التي يجب عليك أنت تُنمّيها في حياتك:

أولاً: ثقتك بقدراتك ومهاراتك

يمتلك كلّ شخصٍ قدرات ومهارات تختلف عن أقرانه، فقد حباكَ الله بقدراتٍ غير محدودة؛ فأنت مُميّزٌ وفريدٌ من نوعك، وشخصٌ مُتفرِّدٌ لن يتكرّر وجوده، وتحتاج فقط إلى أن تثق بما منحك الله من مواهب وقدرات.

نحن نعلم أنّ بعض الناس سيجدون هذا الأمر غاية في الصعوبة، فمعظمهم يقلّلون من شأن قدراتهم؛ ذلك لأنَّهم يقارنون أنفسهم بغيرهم، ويُرَكّزون على نقاط ضعفهم، دون نقاط قوتهم. لذا يتعيَّنُ عليك ألا تقارن نفسك بالآخرين، وأن تركز على نقاط قوتك وتُنمّيها.

من الأسباب الرئيسة لضعف الثقة بالنفس، عدم الشعور بالسعادة بما يحققه الأشخاص في حياتهم أو في عملهم، لكن ومع ذلك؛ تجدهم يستمرون في فعل الأشياء نفسها، ويفكرون ويتكلمون بالطريقة نفسها؛ ومن ثمَّ تعتريهم الدَّهشة حينما يصلون إلى النتائج السلبية نفسها!!

يقول أينشتاين: "إنَّ إعادة نفس التجربة، مع توقع نتائج مختلفة؛ لهوَ ضربٌ من الحماقة!".

لذا يتوجّب عليك أن تغيّر طريقة تفكيرك تجاه المواقف، كي تُغيِّرَ حياتك؛ وذلك بأن تبدأ التركيز على نقاط قوتك، وألا تقارن نفسك بالآخرين، وأن تنظر إلى النصف الممتلئ من الكأس في أيّ موقفٍ تمرُّ به.

إقرأ أيضاً: كل ماتحتاج معرفته عن الثقة بالنفس

ثانياً: عدم انتظار مدح وثناء الآخرين

المدح والثناء أمران جميلان؛ إذ يفرح غالبية الناس بالمدح والإطراء. بيد أنَّ الناجحين والمفكرين والعظماء لا ينتظرون مديحاً من أحد؛ فهم واثقون بما يعملون، ويمتلكون أهدافاً واضحة في حياتهم. لذا كن واحداً منهم.

كُلّ ما عليك القيام به هو أن تثق بما تفعل، وأن تمدح نفسك وتفتخر بإنجازاتك وتكافئ نفسك عليها، ولا تنتظر مديحاً قد يأتي أو لا يأتي. لذا اهتم لنفسك أكثر؛ فهي تستحق اهتمامك أنت دوناً عن غيرك.

ثالثاً: إدراك أنَّ المرء يعيش ما يُفكّر فيه

يؤثر العقل والجسد ببعضهما ببعض، إذ يأخذ العقل ما تفكّر فيه وتقوله لنفسك ويُخزّنه، بما في ذلك حركاتك وتعبيرات وجهك، فتشعر بجسدك وتتأثر بسبب فكرةٍ ما. لنضرب لك مثلاً: تَذَكّر أجمل يومٍ في حياتك، تذكّر تفاصيل كلّ تلك اللحظات والدقائق والثواني التي عشتها في ذلك اليوم، وتذكّر الأشخاص الذين كانوا يشاركونك تلك اللحظات، والمكان الذي كنت تستمتع به، والمشاعر التي كانت تغمرك؛ ألا تلاحظ أنَّك تعيش تلك المشاعر الآن، وكأنَّ المشهد يتكرر؟

إذاً فالفكرة تؤثر على الجسد، سواءً أكانت إيجابيّةً أم سلبيّة؛ لذا يتعيّن عليك أن تنتبه لأفكارك طوال الوقت مهما كان نوعها، وأن تجعل منها أفكاراً إيجابيّة طوال الوقت، لأنَّها تؤثر على جسمك وطاقتك وصحتك.

إقرأ أيضاً: تأثير التفكير الإيجابي وفوائده في حياتك

رابعاً: العيش ضمن مبادئك وقيمك

لكلِّ فردٍ منا قِيَمَهُ الخاصّة؛ سواءً عرفها أم لم يعرفها. و تساعده معرفته على تحقيق أهدافه، وبناء الثقة بنفسه والآخرين. إنَّ القيم هي كلّ ما له قيمة، مثل: الصدق والكرم والإحسان وما شابه ذلك، لذا يجب عليك أن تُحَدّد ما هي قيمك في الحياة.

إليك التمرين التالي ليساعدك على تحديد قيمك: تناول ورقةً واكتب فيها أهم 10 قيم في حياتك، ومن ثم رتبها من الأكثر أهمية إلى أقلها أهمية، من خلال المواقف التي تمر بها. إليك بعض الأمثلة التي توضح كيف يمكنك ترتيب قيمك:

  • الذي يرى أنَّ العائلة أهم من الصحة، فسيضحي بصحته مقابل العائلة.
  • ومن يرى أنَّ المال أهم من الأصدقاء، فسيضحي بالأصدقاء مقابل المال.
  • والذي يرى أنَّ الأبناء أهم من حياته، فسيضحي بحياته من أجل أبنائه.
  • وهكذا...

إنَّ ترتيب القيم مهمٌّ للغاية؛ فهو يحدّد ما تكون عليه، وما نوع الحياة التي تعيشها. كما أنَّ اختيارك لمبادئك هو إعلانٌ واضحٌ لنفسك وللآخرين، عن الطريقة التي ستعيش بها من الآن فصاعداً. وبمجرد أن تختار قيمةً ما، تتحوّل إلى ضمن إحدى المبادئ التي ترسم شخصيتك. وعندما تدرك في قرارة نفسك إنَّه لمن المستحيل التخلي عن تلك المبادئ، ستمتلك شعوراً عميقاً من قوة الشخصية، يؤهّلك للتعامل مع المواقف بكلّ ثقةٍ وأريحيّة.

إبدأ من اليوم بالتصرّف وكأنَّك تمتلك كلّ الثقة بالنفس الموجودة في هذه الدنيا. وتحمّل مسؤوليّة كلّ شيءٍ صرت عليه لغاية الآن، وكلّ شيءٍ ستكون عليه مستقبلاً. وكرِّس نفسك لكي تُحَسّن ذاتك دوماً، لكي تصبح أفضل يوماً بعد يوم. فحياتك أنت من يرسمها ويحدد ملامحها، فارسمها وعشها بالطريقة التي تجدها مناسبة.

واتخذ القرار اليوم، بأنَّك لن تستسلم غداً. وإليك بعض المقالات التي من الممكن أن تفيدك في هذا السياق:




مقالات مرتبطة