كيف تسيطر على مشاعرك؟ دليل العيش بسعادةٍ وصحة

يتعرَّض البشر جميعهم إلى ابتلاءات، وهذا يشملك أنت وأصدقاؤك وعائلتك وحتى أولئك الذين تكرههم، فنحن نعاني من مرض وُلِد معنا، ولا يمكننا التخلُّص منه مهما حاولنا جاهدين؛ وهذا المرض ينبع من إنسانيتنا بصفتنا بشراً.



لقد عانينا جميعاً من ذلك، والأعراض ليست تلك الاعتيادية، كالرشح أو التهاب الحلق؛ بل تتمثَّل في شعورٍ بالقلق الوجودي؛ أي الخوف والقلق بشأن المستقبل والشعور بالذنب والإحراج من الماضي، فنحن جميعاً نشعر بذلك، ومع ذلك، نحاول إخفاء هذا الشعور في أعماقنا، متظاهرين أنَّه شعور غير طبيعي، وأنَّ الضعفاء فقط يشعرون بهذه الطريقة.

لكن في حقيقة الأمر هذه الحالة طبيعية؛ إذ يعاني كل شخصٍ من حولك من أعراضٍ إنسانية، ويبحث دائماً عن المرض المستبطِن المسبِّب للحالة؛ لذا كن واثقاً أنَّك لست مجنوناً، وأنَّه يمكنك أيضاً التغلب على هذه المشاعر السلبية نحو طريقك إلى حياةٍ أكثر صحة وسعادة، وإليك كيف يمكنك تحقيق ذلك.

ما هي "حالة البشر"؟

نحن كبشر اخترنا العيش في أبنية وارتداء الملابس القطنية مع الاعتماد على التقنية لجعل حياتنا أسهل وأكثر كفاءة، ومع ذلك، نحن في جوهرنا كالقردة؛ بل نحن قردةٌ في هذا السياق، لم يتغيَّر عقلنا الحيواني لمئات الآلاف من السنين؛ وهذا يعني أنَّ دوافعنا ورغباتنا الحيوانية لم تتغيَّر مع تغيُّر العالم من حولنا.

لقد تكيَّفنا كما هو معروف عن البشر، لكنَّنا ما نزال في وضع غير مريح، كما يشهد علم وظائف الأعضاء لدينا، فنحن نعتمد على دوافع قديمةٍ تحمل تأثيراً سلبياً في العصر الحديث؛ على سبيل المثال، هل يُسبِّب لك التحقق من بريدك الإلكتروني في العمل الإجهاد؟ إذا كانت إجابتك "نعم"، فلماذا؟ بعيداً عن مسألة فقدان وظيفتك، لا شيء ينتظرك في بريدك الإلكتروني يستحق التوتر الذي تُسبِّبه لنفسك بلا شك، وإذا فقدت وظيفتك بسبب البريد الإلكتروني، فما هو مقدار سوء ذلك؟ ومن المُرجَّح أنَّك ستبلغ النجاح من جديد.

ومع ذلك، ومنذ آلاف السنين، كان هذا النوع من التوتر والقلق ميزةً تطورية؛ لذا فكِّر في الأمر، أليس من المنطقي أن ينجو البشر الذين كانوا أكثر تيقُّظاً وتوتراً بشأن مواقف معينة، وتأكل الأسُودُ البشر الأقل توتراً لافتقارهم إلى اليقظة؟

خُذ السنجاب مثالاً؛ أليس من المنطقي أن تعيش السناجب التي تعاني من مستوياتٍ عاليةٍ من التوتر، في حين أنَّ السناجب الأقل توتراً ستخسر وتفترسها الحيوانات المُفترِسة؟ راقب سنجاباً في المرة القادمة التي تجد فيها واحداً وشاهد كيف يرتعش، كم يكون خائفاً وقلقاً من كونه في العَراء.

إنَّ هذه ميزة؛ وذلك لأنَّ السناجب الأقل خوفاً قد تُلتقَط بسهولةٍ من قِبل الصقور نتيجةً لتبجُّحها وعدم اكتراثها؛ وهذا ينطبق على البشر أنفسهم، فقد كان التوتر والقلق في يومٍ من الأيام سِمةً إيجابيةً للبقاء، لكن لم يعد الأمر كذلك اليوم.

ضَع في حسبانك الشعور بالذنب والمشاعر السلبية الأخرى، أليس من المنطقي أنَّه إذا زاد البشر من فرصهم في البقاء على قيد الحياة من خلال البقاء في أمان ضمن قبائل، فإنَّ البشر الذين يعانون من الشعور بالذنب والأنواع الأخرى من القلق الاجتماعي سوف يستمرون في البقاء؛ وذلك لأنَّهم كانوا على درايةٍ بالطريقة التي ينظُر بها الآخرون إليهم، وهذا يُتيح لهم مزيداً من الاندماج في داخل تلك القبائل؟ وقد طُرِد أولئك الذين لم يشعروا بالذنب أو لم يُسمَح لهم بالإنجاب، ومن ثمَّ لم يستطيعوا البقاء وتكاثُر جيناتهم.

وهذا هو حال البشر الذي يتمثَّل في طبيعتنا الحيوانية ودوافعنا التي لم يعد لنا حاجة إليها، في حين أنَّ القلق كان يساعدنا سابقاً على البقاء على قيد الحياة، فإنَّه يتسبَّب الآن في توجُّهنا نحو حلقاتٍ من التفكير السلبي غير الضرورية، وفي حين أنَّ القلق الاجتماعي كان إيجابياً سابقاً، فإنَّه الآن يجعلنا نشعر بالتقليل من شأننا حتى على شيءٍ صغير مثل؛ عدم ضحك أحد على نكاتنا، لكن لا توجد حالة حياة أو موت هنا كما كان الحال في السابق، وهذه هي "حالة البشر".

كيف تحدِّد ما إذا كان "البشر" قد تسبَّبوا في إحباطك؟

لا بد أنَّ هذا قد حدث، فإذا كنت إنساناً، فمن المُحتمل أنَّك تواجه مستوىً معيناً من التوتر أو القلق أو الذنب أو الخوف، وهذا جيد لأنَّه يعني أنَّك على قيد الحياة، وأنَّ دماغك يعمل عملاً صحيحاً، وتبحث باستمرارٍ عن التهديد التالي الذي يلوح في الأفق، مثل تصوُّرك عن وجود أسدٍ عندما ترى كهفاً أمامك، ومع ذلك، وبالنسبة إلى معظمنا، فنحن لا نعيش بجوار الأسُود، ومن ثمَّ لا نحتاج في الواقع إلى ذاك المستوى العالي من القلق والمشاعر الأُخرى التي نعيشها حالياً.

ومع ذلك، وفي بعض الأحيان تؤدي "حالتنا البشرية" إلى ظهور أعراضٍ أقوى من أي وقتٍ آخر، ويحدث هذا غالباً عندما تسعى وراء شيءٍ تريد تحقيقه، أو عندما يطرأ أمرٌ ما مع شخصٍ تحبُّه أو تحترمه، فعندما تظهر هذه الأعراض بوضوح، يحين الوقت للتوقف، وأخذ نفسٍ عميقٍ، واتِّباع الخطوات أدناه.

ومع ذلك، فإنَّ التغلب على حالة البشر رحلة تستمر طوال الحياة وتشبه تقليم الأشجار، ومجرد أنَّك لا تشعر بالقلق في هذه اللحظة، لا يعني أنَّه لا يجب عليك اتخاذ إجراءات للتحكُّم تحكُّماً أفضل بعقلك باستمرار.

كيف تتغلب على "حالة البشر"؟

إنَّ التغلب على "حالة البشر" - أي شعورك الثابت والسلبي بالتوتر والقلق والخوف والذنب وأشياء أخرى مماثلة - هو نهجٌ مقصودٌ ومنهجي؛ لذا فكِّر في الأمر على أنَّه خط الأساس الخاص بك؛ أي ركِّز فقط على الأشياء التي يجب أن تركِّز عليها، فالأعمال اليومية الاعتيادية تتغيَّر، لكن إذا ركَّزت على الخطوات العشر أدناه، فسوف تبني أساساً يساعدك على التحكم بعقلك تحكُّماً أفضل، والتغلب بسرعةٍ أكبر على الأفكار والمشاعر غير المنتِجة.

شاهد بالفيديو: 8 أمور عليكَ القيام بها عندما تشعر بالإحباط

تتضمَّن الخطوات العشر للتغلب على حالتك البشرية ما يأتي:

1.  النوم ما بين سبع إلى ثماني ساعات:

إنَّ النوم أساسيٌّ جداً، ومن دونه لا يمكنك التفكير تفكيراً سليماً؛ إذ تصبح أكثر اندفاعاً، وأكثر عرضةً للتفكير السلبي، وترك عقلك يجول في متاهة، فإذا كنت تفتقر إلى النوم، فلن تتمكَّن من تحقيق ما ورد في بقية هذه القائمة؛ لذا عليك القيام بذلك أولاً.

تقول الحكمة التقليدية إنَّك تحتاج إلى ما بين سبع إلى ثماني ساعاتٍ من النوم لتكون بصحةٍ جيدة، ومع ذلك، من الهام أيضاً أن تنام في الوقت نفسه تقريباً كل ليلة، بالإضافة إلى تقليل مقدار النظر إلى الشاشات الساطعة والأضواء الأُخرى، التي يمكن أن تؤثر سلباً في ساعتك البيولوجية وإيقاعك المعتاد؛ لذلك أنشِئ روتيناً مسائياً؛ على سبيل المثال أغلق جهاز الحاسوب الخاص بك في وقتٍ محدد، ونظِّف أسنانك، واسترخِ، واقرأ في السرير حتى يشير جسمك إلى أنَّ الوقت قد حان للنوم.

2. وضع عاداتٍ روتينيةٍ صباحية:

بعد أن تتحكَّم بنومك، فإنَّ الشيء التالي الذي يجب عليك فعله؛ هو إنشاء روتينٍ صباحي، الذي سيشكِّل أساس يومك، وهو هامٌّ جداً إذا كنت تريد أن تبدأ بالشكل الصحيح، فبالنسبة إليَّ، يبدأ يومي بترتيب سريري، ومن ثمَّ أمارس التأمُّل لمدة 15 دقيقة، ثم أكتب في يوميات الامتنان الخاصة بي.

المثير هنا هو أنَّني أستيقظ في كثيرٍ من الأحيان قلقاً، ويتشبَّث عقلي بالأشياء التي يجب أن أقلق بشأنها قبل أن أنهض من السرير، فهل حدث لك نفس الشيء؟ إنَّ نظريتي هي أنَّ الأمر يعود إلى تطورنا؛ إذ سيكون من المفيد الاستيقاظ في حالة تأهُّب، والاستعداد للهروب من أسدٍ خلال لحظات، أو محاربة قبيلةٍ مجاورةٍ قد هاجمت قبيلتك في جنح الليل.

أمَّا اليوم، فالأشياء التي أقلق بشأنها هي البريد الإلكتروني الخاص بالعمل، والشخص الذي قد نسيتُ إرسال رسالةٍ نصيةٍ إليه في اليوم الفائت، ولحلِّ هذه المشكلة، أحرصُ على قضاء الساعة الأولى من يومي في هدوء، مبتعداً عن بريدي الإلكتروني حتى أتمكَّن من موازنة عقلي والتركيز على الإيجابية والامتنان.

3. تناول حميةٍ غذائيةٍ متوازنة والحفاظ على المعدة ممتلئة:

بعد أن تستريح جيداً وتقضي الساعة الأولى من يومك في حالةٍ إيجابية، فإنَّ الشيء التالي الذي يجب أن تحرص عليه هو أن تأكل ما يكفي، وأنَّك تحصل على ما يكفي من المواد الغذائية التي تلزمك؛ وهذا لأنَّ قوة عقلك وطاقتك تعتمد على الغذاء الصحي، وإذا كنت مرتاحاً جيداً ولكنَّك جائع، فستظلُّ الأفكار السلبية قادرةً على التسلُّل إلى ذهنك.

بالإضافة إلى ذلك، تصبح خاملاً وغير قادرٍ على التفكير في الأمور المعقَّدة؛ وهذا يجعلك تشعر بعدم الكفاءة وعدم القدرة على التحكم بعقلك، بدلاً من السماح له بإمساك زمام الأمور، ومع ذلك، في حين أنَّ الحفاظ على معدتك ممتلئةً يُعَدُّ أمراً هامَّاً، فإنَّ تناول الطعام الصحي بالإضافة إلى الكمية المناسبة لا يقل أهميةً، لكن ليس القصد هنا أن تحشو معدتك بالكعك؛ بل أن تغذي جسدك باتباع نظامٍ غذائي متوازن يعتمد على احتياجاتك الشخصية، وهذا بدوره  يغذِّي عقلك ويقويه.

لا بد من ذكر أحد اقتباسات المؤلف "توني روبينز" (Tony Robbins) هنا، سأعيد صياغته، لكنَّه يعني ما يأتي: "في بعض الأحيان تشعر أنَّه يتعيَّن عليك معرفة معنى الحياة، في حين أنَّ كل ما تحتاج إليه هو حفنةٌ من اللوز"، وما يقصده بهذا هو أنَّ القرارات غالباً ما تبدو كبيرة، ولا يمكن التغلب عليها عندما تكون جائعاً أو مُتخَماً بالوجبات السريعة، لكن عندما تكون معدتك ممتلئة بطعام صحي، تصبح القرارات الكبيرة أسهل.

4. التركيز على العمل المنتِج الهادف:

الشيء التالي الذي يجب فعله هو الشعور بأنَّ العمل الذي تقوم به هادف، وأنَّ الوقت الذي تستثمره يحمل معنىً، وأظنُّ أنَّ هذا أيضاً يعود إلى جذورٍ تتعلَّق بطبيعتنا التطورية، عندما كنَّا نعيش في قبائل صغيرة، فمن المنطقي أن نرغب في المساعدة للمصلحة العامة، فأولئك الذين كانوا كذلك، كانوا مرغوبين في القبيلة، وأولئك الذين لم يكونوا كذلك، طُرِدوا.

لذا تتطلَّب طبيعتنا الحيوانية أن نشارك في عملٍ يجعلنا نشعر أنَّنا نساعد مجموعةً كبيرة، ويمكن أن يتمثَّل ذلك في العمل الذي تحصل على أجرٍ للقيام به، أو في مشروعٍ شغوف، أو حتى التطوع، ولكنَّ النقطة الهامَّة هي أنَّك تستثمر وقتك في الأشياء التي تجعلك تشعر أنَّك مؤثر؛ أي تكون عنصراً هامَّاً، ومن دون هذا الشعور، من السهل التشكيك في معنى حياتنا والوقوع في مشاعر القلق الوجودي، وتذكَّر، ساعد القبيلة لمساعدة نفسك.

5. ممارسة الرياضة:

يوجد شيءٌ ما في علم وظائف الأعضاء لدينا الذي يتطلَّب منَّا أن نكون نشيطين، وربما ذلك بسبب تطورنا، ولكنَّني سأحاول التوقف عن التعويل عليه، ويكمن المفتاح هنا في أنَّ الناس عادةً ما يشعرون بتحسُّنٍ بعد أن يكونوا قد تمرَّنوا أو شاركوا في نوعٍ مماثلٍ من النشاطات مثل الرياضات الجسدية.

ويعود ذلك إلى حدٍّ كبيرٍ إلى أنَّنا من خلال التمرين، نمدُّ أجسامنا بالإندورفين الجيد والذي يمدنا بالسعادة، وسواء كانت المواد التي تنطلق داخل جسمك ناقلاً عصبياً مثل "الدوبامين"، أم هرموناً مثل "التستوستيرون"، فإنَّ التمرين يساعد على تدفُّق مختلف تلك المواد الجيدة داخل جسمك، وأنا أجد أنَّني إذا علقتُ في دوامة التفكير السلبي أو ركَّزتُ على فكرةٍ واحدةٍ لم أستطع التخلُّص منها، فإنَّ الذهاب للجري سيفي بالغرض، على الأقل على الأمد القصير.

ومع ذلك، فإنَّ المكاسب قصيرة الأمد لا تكفي أبداً، ومن الهام جداً أن تخضع لروتينٍ من التمرينات المتَّسقة؛ إذ يضمن ذلك أنَّك تضع ضغوطات إيجابيةً على جسمك؛ وهذا يجبره على التكيُّف والنمو والتقوية، وكل ذلك في أثناء موازنة المواد الكيميائية فيه، والتأكد من حصولك على تدفُّقاتٍ ثابتةٍ من النواقل العصبية والهرمونات مع تفكيك الطعام الذي تتناوله إلى ببتيداتٍ وأحماضٍ أمينيةٍ سهلة الهضم.

ممارسة الرياضة

6. قضاء الوقت مع الأصدقاء والعائلة والغرباء:

على غرار الخطوة الرابعة فيما يتعلَّق بالعمل الهادف، فإنَّ التفاعل البشري مع الأصدقاء والعائلة والغرباء هامٌّ جداً لصحتنا العقلية، وهذا لأنَّنا حيواناتٌ اجتماعيةٌ، ومع مرور الوقت، ربَّينا أنفسنا تلقائياً بحيث نجا المزيد من الشخصيات الجذَّابة الذين وجدوا قيمةً في الاتصال البشري، والأشخاص الذين شعروا بطريقةٍ مخالفة لذلك، استُبعِدوا من القبيلة ومن التكاثر الجينات.

عندما نشعر بالإحباط في المطبَّات التي تواجهنا، ومثلما يحاول العالم بأسره أن يحبطنا، فمن الهامِّ جداً مواجهة هذا العالم من خلال قضاء وقت ممتع مع الأشخاص الذين يجعلوننا نشعر بالتحسُّن، فنحن نحتاج إلى البحث عن تفاعلاتٍ بشريةٍ حتى نتمكَّن من تكوين روابط ذات مغزىً وأن نملك تجارب ذات معنىً.

وفي حال كنت لا تملك أي أصدقاء، فسيؤدي الغرباء الغرض، وأحياناً يجعلك تكوين علاقةٍ جديدةٍ مع شخصٍ ما تشعر بتحسُّنٍ أكثر ممَّا لو كنت تقضي وقتك مع صديقٍ قد عرفته منذ زمنٍ طويل، فالنقطة الهامَّة هنا هي أنَّ البشر يشعرون بتحسُّنٍ في المجموعات، ويشعرون بتحسُّنٍ عندما يكونون مترابطين؛ لذا تأكَّد من تنمية شبكة علاقاتك الاجتماعية.

7. تخصيص الوقت للتأمُّل والتفكير الهادئ:

لم يكن الإنترنت موجوداً منذ 100000 عام، ومع ذلك، فإنَّنا نعتمد عليه اليوم كما لو كان جزءاً منَّا، تقريباً كما لو كنَّا رجالاً آليين، ومن ناحيةٍ أخرى، ونظراً لأنَّ أدمغتنا وعلم وظائف الأعضاء عموماً لم تتغيَّر على مر العصور، فمن المنطقي أنَّه على الرَّغم من أنَّ الإنترنت والتقنيات جميعها التي أتت معه مفيدة وهامَّة جداً، إلَّا أنَّ لها آثاراً ضارة.

على سبيل المثال، اعتدنا على القبائل التي يبلغ عدد أفرادها نحو 100 شخص، لكنَّنا الآن متصلون بالملايين منهم، ومن قبل، كنَّا نتفاعل فقط مع الأشخاص من حولنا، ونرى حياتهم بأعيننا، أمَّا الآن فنرى أفضل الجوانب من حياة الآلاف من الأشخاص على مواقع التواصل الاجتماعي.

ومن المُسلَّم به أنَّ هذا يحمل تأثيراً سلبياً، على سبيل المثال، إذا لم أُعِد إرسال رسالةٍ نصيةٍ إلى شخصٍ ما خلال فترة 24 ساعة تقريباً، فأشعر أنَّني فعلت شيئاً خاطئاً، وأنَّ ذلك شيءٌ غير مقبولٍ اجتماعياً؛ وهذا ليس بالأمر الصحي، ولمعالجة هذا الأمر، نحتاج إلى تخصيص الوقت لأنفسنا للتأمُّل وخوض تجربة العالم في الوقت الفعلي، وتقييم اللحظة الحالية، وللقيام بذلك، غالباً ما أبتعد عن الشاشات أيام السبت أو الأحد، فأجبر نفسي على القيام بأشياء أُخرى مثل الذهاب في نزهة أو قراءة كتاب.

8. تحديد رؤية حياتك ووضع أهدافك:

في كثيرٍ من الأحيان، عندما تراودنا أفكارٌ سلبية، يكون ذلك لشعورنا بأنَّ حياتنا بلا اتِّجاه، كأنَّنا نتحرك من يومٍ لآخر أو من أسبوعٍ لآخر دون رؤيةٍ واضحةٍ لمستقبلنا والأشياء التي نريد تحقيقها، وعندما تشعر بالإحباط، وبعد معالجة الأشياء السبعة الأخرى المذكورة آنفاً، فقد حان الوقت لتحديد حياتك المثالية بوضوح، ثمَّ تحديد الأهداف التي ستحقق لك ذلك.

إقرأ أيضاً: تحديد الأهداف الشخصية... خطّط لكي تعيش كما تريد

9. وضع خطةٍ لتحقيق أهدافك وتنفيذها:

بعد أن تحدد رؤيتك وتضع أهدافاً باتجاهها، فقد حان الوقت لوضع خطةٍ وتنفيذها لتحقيق أهدافك، ومن ثمَّ رؤية حياتك، فكلما شعرت بالإحباط أو الكآبة، من الأفضل اتخاذ إجراءٍ بدلاً من عدم القيام بأي شيء؛ لهذا عندما تعاني من "حالة البشر"، فمن الأفضل أن تقف وتحاول تنفيذ التغييرات الحياتية التي تريدها.

إقرأ أيضاً: 7 نصائح مهمة تساعدك على تحقيق أهدافك وطموحاتك

10. تقبُّل عدم اليقين والتركيز على ما يهم:

في نهاية المطاف، إنَّ الحياة غير حتمية في أي شيء، ولا يمكنك التحكم بكل شيء؛ لذلك تقبَّلها، وتحكَّم بالأشياء القليلة التي يمكنك التحكم بها، واحصل على قدرٍ كافٍ من النوم، ومارس الرياضة، وتحدث إلى الأصدقاء والعائلة، وابنِ أهدافاً على مستوىً أعلى، ونفِّذ تلك الأهداف، ومع ذلك، حتى عندما تفعل كل شيءٍ لازم، لا يمكن التنبُّؤ بما يحمله لنا المستقبل؛ لذا من الأفضل الاستمتاع برحلة حياتك بدلاً من رفضها، والتأثير فيما تستطيع التأثير فيه، والتوقف عن القلق بشأن ما لا يمكن التأثير فيه.

في الختام:

لا تقلق عندما تُحبطك الحياة، فأنت إنسان في نهاية المطاف، وعندما تشعر بالاكتئاب أو القلق أو الحزن؛ ألقِ نظرةً على الخطوات المذكورة آنفاً للتغلب على "حالة البشر" التي تُعاني منها.

المصدر.




مقالات مرتبطة