كيف تختارين ملابس أطفالك؟

ملابس الإنسان من الأساسيات التي يجب الاهتمام بها من خلال اختيارها بحرص؛ فهي ما يعكس جمال الإنسان بشكل أو بآخر؛ إذ تعبِّر عن ذوق الإنسان كما أنَّها تنعكس على ثقته بنفسه أيضاً، وهذا ما يجعل الأمر يأخذ حيزاً كبيراً من اهتمام الناس وخاصةً النساء؛ لذلك وضع المتخصصون عدَّة قواعد ونقاط تساعد على تعلُّم كيفية اختيار الملابس؛ كأن يتم الاختيار وفقاً للعمر الزمني للشخص وأن تكون ألوان اللباس ملائِمة للون البشرة؛ فمثلاً الألوان الغامقة تبرز اللون الداكن للبشرة والعكس صحيح، كما أنَّ الألوان الفاتحة لها دور في إبراز الزيادة في الوزن؛ لذلك يُنصَح من لديه وزن زائد بالاتجاه في اختياراته نحو الملابس الغامقة، على عكس مَن يتمتَّع بجسد نحيف، وبعد مراعاة ما سبق لا بدَّ من مراعاة تناسق ألوان الملابس مع بعضها بعضاً.

عند الانتباه إلى النقاط السابقة يصبح أمر اختيار الملابس سهلاً بالنسبة إلى نفسك أو إن كنتَ تختارها لشخص آخر، لكنْ هل يكون الحال نفسه عند اختيار الملابس لطفلك؟

أمر اختيار ملابس الطفل يبدأ منذ اقتراب موعد ولادته ويستمر لسنوات طويلة ويضع الأم في مواقف الحيرة؛ وذلك لأنَّ ما تدركه من نقاط عن كيفية اختيار الملابس لن يفيد كثيراً عند اختيار ملابس طفلها، فتبدأ بطرح الاستفسارات والتساؤلات بهدف معرفة ما يحتاج إليه الطفل فعلياً في كل مرحلة؛ لذلك سنجيب عن تساؤلات الأمهات في مقالنا هذا.



كيف تختارين ملابس طفلك؟

تسعى الأمهات عامةً إلى إظهار أطفالهن بأجمل حلة وأبهى صورة، حتى أنَّ بعضهن تهملن أشكالهن الخارجية وتركزن فقط في أناقة أطفالهن؛ وذلك ما يجعل الكثيرات يقعن في فخ شراء قطع من الثياب غير الملائمة أو التي يكون وجودها غير هام للطفل، وخوفاً على الأم من الإسراف والتبذير وحرصاً على راحة الطفل وأناقته يمكنكِ أيتها الأم الانتباه إلى النقاط الآتية عند اختيار ملابس طفلك:

1. نوع القماش:

قبل النظر إلى الشكل الخارجي للقطعة وتخيُّل طفلك وهو يرتديها يجب التركيز جيداً في نوع القماش المصنوعة منه؛ إذ يُعَدُّ القطن هو الاختيار الأمثل دائماً للأطفال سواء حديثي الولادة أم الأطفال الأكبر سنَّاً وحجماً، وبالنسبة إلى فصل الشتاء وضرورة تدفئة الطفل جيداً يمكن اختيار الملابس الصوفية لكنْ ناعمة الملمس كي لا تتسبَّب بخدش الجلد، وحتى لو كان الخدش بسيطاً فيتسبَّب بحكة وإزعاج للطفل.

2. اختيار ملابس عملية:

عندما يكون الطفل رضيعاً تحتاج والدته إلى تبديل ملابسه باستمرار حفاظاً على صحته ونظافته الشخصية، وعندما يكبر الطفل يصبح كثير الحركة؛ فيقع وتتَّسخ ملابسه باستمرار أيضاً؛ لذلك على الأم اختيار الملابس القابلة للغسل المتكرر ومن الأفضل أن تكون قابلة للغسل في الغسالة الأتوماتيكية وقابلة للجفاف بسرعة لتوفير وقت وجهد الأم وخاصةً إن كانت الأم عاملة، فعندها تصبح مسألة غسل الملابس باستمرار مشكلة تحتاج إلى الحل.

3. شراء ملابس مريحة:

إذ يجب الابتعاد عن الألبسة التي تُلبَس من خلال الرأس بالنسبة إلى الطفل الرضيع واختيار الألبسة التي تشبه القمصان، لكنْ يكون ذلك مع الانتباه إلى ضرورة أن تكون الأزرار ناعمة ومريحة للطفل ولا تحتوي على الدبابيس أو الأربطة أو الأزرار كبيرة الحجم أو التي توجد فيها ربطة عنق.

كما يجب الانتباه إلى أنَّ معدل نمو الطفل يختلف من طفل إلى آخر؛ لذلك لا يجب شراء الملابس بناءً على تغيرات طفل آخر، كما أنَّه يتعيَّن على الأم شراء الملابس دائماً بمقاس أكبر من مقاس الطفل بدرجة؛ وذلك لأنَّ الطفل سريع النمو وكثير الحركة وخاصةً بعد السنة الأولى من عمره.

شاهد بالفيديو: كيف يتم العناية بالطفل حديث الولادة؟

4. ملابس النوم:

تُعَدُّ ملابس النوم أمراً هاماً وخاصة للطفل الرضيع؛ إذ يجب اختيار الملابس التي تكون عبارة عن قطعة واحدة وتغطي الطفل كاملاً فتكون الجوارب وأحياناً القفازات من ضمنها، وهذه الطريقة تحمي الطفل أكثر من الغطاء العادي "اللحاف" وخاصةً في فصل الشتاء، فالجوارب قد تنزلق من قدميه الصغيرتين بسبب تحركه فيصل البرد إلى جسده، وبالطبع لا نقصد أنَّه على الأم إغراق الطفل ضمن طبقات متعددة من الملابس في الشتاء؛ بل يجب اختيار قطعة ثقيلة مع ملابس داخلية قطنيَّة.

5. الملابس الداخلية:

يُفضَّل أن يتم اختيار ملابس داخلية ذات قدرة عالية على امتصاص العرق؛ وذلك لأنَّ العرق من الأشياء التي تتسبَّب في إزعاج الطفل وخاصةً الطفل الرضيع، كما يُفضَّل أن تكون فاتحة اللون؛ وذلك لأنَّ الملابس ذات الألوان الغامقة تحتفظ بالحرارة، ومن ثم تتسبَّب بزيادة التعرُّق وخاصة في فصل الصيف، إضافة إلى ذلك يُفضَّل أن تكون خالية من الطبعات أو التطريزات البارزة أو الخيوط الزائدة وأن تكون واسعة قليلاً، وخاصةً الأكمام كي لا تسبِّب له الضيق.

6. ملائمة لسن الطفل:

تميل العديد من الأمهات إلى النمط الرسمي والكلاسيكي، فتطبقن ذلك حتى على أطفالهن، وعلى الرغم من جمال وأناقة ذلك النمط من اللباس، إلَّا أنَّه غير متناسب مع المرحلة العمرية له؛ والتي تتَّسم بالبراءة؛ لذلك يمكن اختيار النمط الرسمي عند وجود مناسبة ما؛ كاصطحاب طفلك إلى حفل زفاف أحد المقربين، أما في الحياة اليومية فيجب الابتعاد عن هذا النمط؛ وذلك لأنَّه غير مريح للطفل بسبب عدم تمتُّعه بالمرونة التي يحتاج إليها جميع الأطفال.

7. مناسبة للفصل:

نظراً لأنَّ الطفل يفقد حرارة جسمه بشكل أسرع من الأشخاص الأكبر سناً؛ لذلك لا يمكن اختيار الملابس بناءً على حرارة جسمك وشعورك في كل فصل؛ فمثلاً نحن الكبار لا ننتقل من اللباس الصيفي إلى الشتوي فوراً؛ بل نعتمد الملابس الطويلة وذات الأكمام في فصل الخريف، ولكنَّها خفيفة نوعاً ما، أما الطفل فلا يمكن معاملته كذلك؛ بل يجب اختيار الملابس الشتوية لفصل الخريف أيضاً وليس للشتاء فقط.

8. الملابس الطبية:

قد يعاني الكثيرون من الأطفال من مشكلة صحيَّة في البشرة أو في الأقدام أو أي مكان آخر من الجسم، ولا يمكن اكتشاف الكثير من تلك المشكلات إلَّا عند ارتداء الطفل لنوع معيَّن من الأقمشة؛ لذلك من الضروري عدم المبالغة في شراء الملابس للطفل قبل ولادته؛ بل يجب شراء الحاجات الأساسية، وعند التعرُّف إلى طبيعة بشرة الطفل أو جسده بشكل عام يمكن للأم شراء الملابس بقدر ما ترغب.

9. الألوان:

"للألوان تأثير كبير في نفسية الطفل"، تلك الفكرة لا يجب نسيانها أبداً، والألوان الملائمة للطفل الرضيع هي الألوان الفاتحة جداً كالأبيض والبيج والأزرق الفاتح والوردي، وعندما يصبح الطفل أكبر قليلاً؛ يمكن اختيار مُختلَف الألوان الزاهية كالأخضر والبرتقالي والأحمر وحتى يمكن اختيار الملابس التي تحتوي على العديد من الألوان، لكنْ بشكل أنيق ومتناسق فيما بينها لتعطي الطفل مظهراً حيوياً ونابضاً بالحياة.

شاهد بالفيديو: 6 نصائح لاختيار الحذاء المناسب لطفلك

10. عدد القطع:

لأنَّ الأم ستُبدِّل ملابس طفلها باستمرار؛ فيجب اقتناء عدد كافٍ من كل نوع؛ إذ يتناسب ذلك مع طول الفترة بين الغسل والآخر ومع الفصل أيضاً؛ إذ إنَّ تنشيف الملابس في الشتاء أو في الأيام الرطبة يحتاج إلى وقت أطول مقارنةً بفصل الصيف.

11. اختيار الطفل لملابسه بنفسه:

إنَّ السماح للطفل باختيار ملابسه بنفسه يعود عليه بالكثير من الفوائد، ومنها ما يأتي:

  1. زيادة ثقة الطفل بنفسه واختياراته أيضاً.
  2. المساعدة على تطوير شخصية الطفل؛ إذ يُنمِّى ذلك لدى الطفل مفهوم تحمُّل مسؤولية القرارات التي يتَّخذها، كما يساعده على تكوين وجهة نظر مستقلة وخاصة به تجاه الأشياء.
  3. تنمية الحس الفني للألوان عند الطفل؛ إذ يبدأ بتعلُّم تنسيق الألوان مع بعضها بعضاً ومعرفة كل لون وما يناسبه.

يبدأ الطفل بالتعبير عن رأيه في ملابسه عندما يصبح بعمر 3 إلى 4 سنوات عادةً؛ لذلك يجب السماح له باختيار الملابس لكنْ بطريقة ذكيَّة؛ فمثلاً يمكنك التعبير عن مدى إعجابك به لارتداء قطعة معيَّنة ليشعر بالحب تجاهها، كما يمكن اصطحابه إلى التسوُّق واختيار عدَّة قطع أعجبتك ثم السماح له باختيار إحداها؛ فعندها يشعر بأنَّه هو مَن اختار ملابسه لكنْ في الحقيقة هي اختيارك أنت.

من الضروري أيضاً محاورة الطفل دائماً وشرح وجهة نظرك له وإعطاء النقاط الأساسية لاختيار الملابس؛ كتوضيح الفارق بين الملابس الصيفية والشتوية وبين ملابس الرياضة وملابس الزيارات والمناسبات الرسمية بطريقة تتوافق مع مرحلته العمرية.

إقرأ أيضاً: الألوان وتأثيرها على الحالة النفسية والمزاجية للأطفال

في الختام:

تبدأ الأم بشراء ملابس أطفالها منذ اقتراب موعد ولادة الطفل ويستمر ذلك لسنوات طويلة، لكنْ في البداية ونتيجة عدم وجود الخبرة الكافية أو ربما نتيجة سعادتها بقدوم طفلها تشتري العديد من الملابس التي تدرك عدم أهميتها لاحقاً؛ لذلك كان من الضروري توضيح بعض النقاط الأساسية المتعلقة باختيار ملابس الطفل؛ كأن تكون الملابس مصنوعة من قماش متين وعملي كالقطن مثلاً، وأن تكون مريحة قدر الإمكان فلا تحتوي على الأربطة أو الأزرار الكبيرة، كما أنَّ الحاجة إلى تبديل ملابس الطفل باستمرار تفرض على الأم اختيار ملابس عملية قابلة للغسل المتكرر.

إقرأ أيضاً: 5 نصائح تساعد على منح طفلك الكثير من الثقة بالنفس

يجب اختيار الملابس التي تضمن الدفء للطفل في الشتاء والتي تمتص العرق في الصيف ليستطيع النوم براحة، وننصح الأم أيضاً بعدم المبالغة في شراء الملابس قبل ولادة الطفل، والتعرُّف إلى طبيعة بشرته، ولا يجب إهمال رأي الطفل وإجباره على ارتداء ما نريد، فالطفل تصبح لديه رغبة في اختيار ملابسه عند وصوله إلى عمر معيَّن، فيجب مراعاة وجهة نظره في الأمور الهامة جداً سواء في اختيار الملابس أم غير ذلك.




مقالات مرتبطة