كيف تحقق النجاح من خلال دراسة التاريخ؟

تمنحك دراسة التاريخ ميزة؛ وذلك لأنَّ الطبيعة البشرية لا تتغير أبداً. عندما كنت طفلاً، أخبرتني أمي أنَّ دراسة التاريخ ستفيدني كثيراً، في حين كان تفكيري الأولي، أنَّ التاريخ يتحدث عن الماضي، وأنا أحتاج إلى التركيز على المستقبل.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب ديفيد ميلزير (David Meltzer) الذي يُحدِّثنا فيه عن فوائد دراسة التاريخ.

لم يدرك عقلي الشاب المتكبِّر تماماً ما تعنيه والدتي، حتى أدركت شيئاً واحداً في نصيحتها التي جعلتني أفهم كل شيء: الطبيعة البشرية لا تتغير أبداً.

ربما سمع الجميع عبارة: "التاريخ يعيد نفسه"، لكنَّ معظمنا لا يبذل جهداً للتحقيق في سبب تكرار هذه العبارة كثيراً.

في تقديري، السبب في أنَّ هذه العبارة أصبحت شائعة جداً بسيط؛ إذ بينما قد يتغير الناس، فإنَّ طبيعتهم لا تتغير، يمنحك فهم الطبيعة البشرية ميزة هائلة في العمل وفي الحياة؛ وذلك لأنَّه يُمكِّنك من التواصل عاطفياً مع الآخرين؛ إذ إنَّ فهم كلٍّ من الطبيعة البشرية والتاريخ يؤهلك للفعل بدلاً من رد الفعل كما يفعل الآخرون.

انظر إلى التاريخ على أنَّه "منتور":

إحدى النصائح المفضلة التي أقدمها للمتدربين وعملاء الكوتشينغ؛ هي "عَدُّ التاريخ منتوراً".

في الواقع، التاريخ هو المنتور الأقل كلفة، والأسهل وصولاً، وفي السابق، كان عليك القيام برحلة إلى المكتبة من أجل دراسة التاريخ والطبيعة البشرية، وكنت بحاجة إلى بطاقة مكتبة للوصول إلى ذلك، وفي بعض الأحيان، لم تكن الكتب التي كنت تبحث عنها موجودة، وفي أوقات أخرى، كان عليك دفع رسوم تأخير.

لدراسة التاريخ اليوم، كل ما تحتاج إليه هو جهاز مزود بإمكان الوصول إلى الإنترنت، والقدرة على تمييز التاريخ الحقيقي من "الأخبار المزيفة"، لديك إمكان وصول أكبر إلى التاريخ أكثر من أي وقت مضى، ويمكنك استخدام الماضي لمساعدتك على دفع نجاحك إلى الأمام.

شاهد بالفديو: 18 نصيحة سريعة تساعدك على تحقيق النجاح

ينبغي ألَّا يكون التاريخ لغزاً:

من خلال دراسة تاريخك، يمكنك أن تفهم فهماً أفضل الأخطاء التي ارتكبتها وكيف جذبتها إليك في المقام الأول؛ هذا سوف يساعد على رفع وعيك، ويمكن أن يمنعك الوعي المتزايد من ارتكاب الأخطاء نفسها مراراً وتكراراً؛ لذلك لا يتعين عليك دفع "ضريبة الجهل" أكثر من مرة.

لا تجعل أخطاءك عادة؛ بل اجعل تحليلها كذلك.

إلى جانب دراسة تاريخك الخاص، استخدم التاريخ أيضاً كمنتور من خلال دراسة الأفراد الذين يشغلون المنصب الذي تريد أن تكون فيه، أو الذين لديهم معرفة ظرفية ترغب في امتلاكها، حدد شخصاً ناجحاً أو أكثر، سواء كان على قيد الحياة أم لا، ممَّن تكون حياتهم المهنية جذابة بالنسبة إليك، ثم ابحث عن كيفية تطور حياتهم، وعند القيام بذلك، يمكنك التعلم من رحلتهم أيضاً.

ثلاثة من أكثر المنتورز الذين تأثرت فيهم هم الدكتور واين داير (Dr. Wayne Dyer) وتيدي روزفلت (Teddy Roosevelt) ونابليون هيل (Napoleon Hill)، وعلى الرغم من أنَّني لم ألتقِ بهم أبداً، إلا أنَّه يمكنني الوصول إلى الاستراتيجيات والمبادئ التي جعلتهم ناجحين من خلال دراسة تاريخهم وعملهم فحسب، يمكنني أيضاً تجنُّب الوقوع في الفخاخ نفسها التي وقعوا فيها في وقت مبكر من حياتهم، ببساطة عن طريق زيادة وعيي.

الآن، مع ظهور الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، أصبح الوصول إلى التاريخ سهلاً، بينما تطبيق ما تعلمته من التاريخ على حياتك هو الخطوة الأصعب.

إقرأ أيضاً: 5 التزامات لتصبح مُرشداً عظيماً

العاطفة والغرور، إليك بعض الأمور التي يجب معرفتها:

يُعدُّ الغرور من أكثر الأشياء التي تَحُدُّ من تقدمنا.

عندما تفهم احتياجات غرورك، مثل الحاجة إلى أن تكون على صواب أو مُهاناً أو متفوقاً أو أدنى من الآخرين أو منفصلاً عنهم، يمكنك أن تفهم فهماً أفضل الطرائق التي سيتفاعل بها الناس في موقف معيَّن.

بمجرد فهم آليات الدفاع وأنماط الغرور، يصبح من الأسهل بكثير معرفة كيفية التواصل مع الآخرين عاطفياً، واحدة من "حيل الغرور" المفضلة لدي هي الاستعداد للابتعاد عن الصفقة، وبالنسبة إلى العديد من الأشخاص، يمنعهم غرورهم من التعامل مع رؤية صفقة مربحة تختفي من على الطاولة، ممَّا يجعل هذه الأداة مهمة في التفاوض.

حتى أنَّ هناك أعمالاً تجارية كاملة تعتمد على الغرور، ولا يمكنني إخبارك بعدد لجان الجوائز التي ترسل رسائل بريد إلكتروني، تخبرني بأنَّني فزت بنوع من الجوائز، أو تعرض عليَّ المزيد من الجوائز أو اللقاءات الصحفية مقابل المزيد من المال، عندما لا تكون بحاجة إلى الشعور بالتفوق، فإنَّ هذه العروض ليست بهذه الأهمية.

تصبح الطبيعة البشرية شيئاً غريزياً:

ترفع دراسة الطبيعة البشرية وعينا، ممَّا يساعدنا على فهم رد فعل الناس فهماً أفضل في أي موقف معيَّن.

انظر إلى ماضيك.

انظر إلى ماضي الذين قدَّموا لك المنتورينغ.

انظر إلى التاريخ والأزمان التي مضت.

عند القيام بذلك، ستزيد من إدراكك، وتستخدم الماضي للمضي قدماً في أعمالك التجارية.

المصدر




مقالات مرتبطة