كيف تتغلب على عقليّة لا أقوى على فِعل ذلك

قد تشعر بنوعٍ من القصور عندما يتباهى الآخرون بالأماكن المذهلة التي يذهبون إليها، والأشخاص الرائعين الذين يقابلونهم وبالأشياء المثيرة للغيرة التي يشترونها، ولكن ذلك الصّوت الموجود في رأسك، يمكن أن يوجِّه ضربة قاصمة لثقتك بنفسك واندفاعك نحو تحقيق نجاحك، أنت تعرف ذلك الصوت، وهو الصوت الذي يوقعك في فخ السَّلبية عبر التَّركيز باستمرار على نواقصك.



على الرَّغم من أنَّ جميع أصحاب الأعمال الصغيرة يقلقون حيال حاجتهم إلى المزيد من الموظفين ورأس المال والخبرة، إلا أنَّ القلق الزائد بشأن أوجه القصور، يمكن أن يَصرِفَ انتباهك عن التَّغلب على المشكلة الحقيقية، وهي معرفة كيفية تحقيق الأمور العظيمة.

إنَّ "آيبريل فرانكس-هانت Aprille Franks-Hunt"، وهي كوتش متخصِّص في الأعمال التي مقرها مدينة أوكلاهوما سيتي، ومنسِّقة مؤتمرات متخصصة بالأعمال الصغيرة، تعرف عن كثب العجز الذي يصيبك عند تعرُّضِك لموقفٍ من نوع "لا يمكنني القيامُ بذلك". فَأثناء محاولتها زيادة حضورها في مجال الكوتشينغ لمدة ستة أشهر، عانت آيبريل من أزمة ثقة. فقد عرفت أنَّ بإمكانها تقديم خدمات قَيِّمة، ولكن عقليتها الانهزاميَّة قد أعاقتها.

"لقد علقت بذلك النوع من التفكير لأنَّني لم أكن اسماً كبيراً بما فيه الكفاية، ولم أقوَ على الانتقال من مرحلة تمكين الأشخاص الذين سمعوني أتحدّث، إلى إرشادهم وتدريبهم (على تنمية أعمالهم)".

لقد ظنَّت آيبريل أنَّ رواد الأعمال الذين يُنشِؤُونَ ويديرون أعمالهم بمفردهم في السُّوق التي تستهدفها، سوف (يضحكون عليها) لأنَّهم: "يقارنوني على ضآلتي، بالأسماء الكبيرة في عالم الأعمال، الذين يمتلكون رؤوس أموالٍ أكبر للعمل بها وقواعد شعبية ضخمة، وموارد وسطوة النجوم الهائلة." تقول آيبريل أنَّ هذه الكلمات الخمس: "أنا لست كبيرةً بما يكفي"، قد أعاقتها لشهور.

إقرأ أيضاً: قصص نجاح ملهمة لأشهر رجال الأعمال

"أنا لستُ اسماً معروفاً في الكوتشينغ، وعلى الرَّغم من أنَّ قاعدة معجبيني الصغيرة يمازحونني بقولهم بأنَّني بمثابة أوبرا وينفري بالنِّسبة لهم، إلا أنَّني لم أشعر بأنَّني كذلك. حصل ذلك لي لأنَّني لا أمتلك بعض المقوّمات، بدءاً من شهادة الدِّراسة الثانوية، وذلك يعني أنَّه يتعيَّن عليَّ أن أجتهد أكثر لإثبات نفسي. لذا سمحت لهذا الأمر أن يجعلني أُراوِح في مكاني لفترةٍ ليست بالقصيرة".

تقول آيبريل أنَّها قلبت مسار عملها رأساً على عقب عبرَ التَّصرف بواقعيَّة. "لقد تخطَّيت مرحلة عدم الشعور بأنَّني كبيرة بما يكفي، عندما بدأت أُصغي إلى الأشخاص الذين يدعمونني حقاً. فواقع الأمر هو أنَّني كنت بمثابةِ مُعلِّمٍ رائع، وأنَّني كنت أجعل عملائي يحصلون على نتائجَ في أعمالهم بشكلٍ أسرع مما يستطيعون فيما لو قاموا بذلك لوحدهم. فمن خلال تحليل برامجي وخدماتي، أدركت أنَّ ما أقوم به ينجح حقاً. لذا بدأت أترك تلك الحقيقة تتحدث عن نفسها".

إقرأ أيضاً: بناء الألفة مع الزبائن: منح زبائنك القيمة التي لم يشهدوا مثلها

وبدلاً من التركيز على فكرة "يا لي من مسكينة" (بدلاً من التشاؤم والسلبيَّة)، بدأت آيبريل تُثبت أنَّها وبكل تأكيد، لاعبة فاعلة في مجال العمل هذا. "لقد حجزت لنفسي من أجل حضور المؤتمرات الخطابيَّة، وقمت بالمشاركة بنشاطٍ أكبر على وسائل التَّواصل الاجتماعي، وقمت بإنشاء خدمة للرسائل الاخبارية و بِتُّ أرسل تلك الأخبار بشكلٍ متواصل، بدلاً من إرسالها عشوائياً أو نادراً".

بعد بضعة أشهر، لم تعد آيبريل تركِّز على ما تفتقر إليه، وحوَّلت تركيزها بدلاً من ذلك إلى ما كان عليها أن تُقدِّمَه. "وبدأ الأشخاص الذين لديهم مئات الآلاف من المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي يأتون إلينا للتدريب، الأمر الذي جعلني واثقة من أنَّني كبيرةٌ بما يكفي. وبدأت حينها بتبنّي تلك الفكرة".

ولتفادي الوقوع مجدداً في ذلك الفخ، تقوم آيبريل كل يوم بِسرد التَّحديات التي تغلبت عليها، إضافةً لكلِّ كبيرةٍ أو صغيرةٍ حقَّقَتها في اليوم السابق. "فذلك يذكرني بأنَّني لدي ما يلزم للحصول على ما أريد، وأنَّ الإجابة على التحديات التي تواجهني غالباً ما تكمن في ذاتي".

المصدر




مقالات مرتبطة