كيف تتعامل مع نوبات الهلع؟

هل سبق لك أن واجهت شعوراً قوياً بالرعب أو الخوف دون سبب واضح؟ إذا كان الأمر كذلك، فربما تكون قد تعرضت لنوبة هلع، فإذا كنت تعاني من نوبات الهلع المتكررة، فقد تكون لديك حالة تُعرف باسم اضطراب الهلع.



ويمكن أن تشير نوبات الهلع أيضاً إلى وجود حالة صحية أو عقلية، بما في ذلك اضطرابات النوم، واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) أو الاكتئاب، وقد يستخدم الناس مصطلح نوبة الهلع لوصف مجموعة من الأحاسيس والمخاوف بشأن حدث ما.

ما هي أعراض نوبة القلق؟

يمكن أن تختلف أعراض نوبة الهلع من شخص إلى آخر، فقد يعاني بعض الأشخاص من بعض الأعراض الخفيفة، في حين قد يعاني بعضهم الآخر من مجموعة متنوعة من الأعراض الأشد، وتشمل هذه الأعراض:

  1. خوفاً شديداً.
  2. الإسهال.
  3. صعوبة النوم.
  4. فمَّاً جافاً.
  5. التهيُّج.
  6. الدوار.
  7. الصداع.
  8. شدَّاً عضلياً.
  9. الغثيان.
  10. سرعة دقات القلب.
  11. التعرق.
  12. ضيق في الصدر والحلق.
  13. صعوبة في التركيز.
  14. قلقاً شديداً.

هل تُعدُّ نوبة الهلع حالة خطيرة؟

نوبة الهلع ليست خطيرة، لكن غالباً ما يُخلَط بين الأعراض الهلعية، والأمراض الطبية الخطيرة، ففي بعض الأحيان، قد يشعر الشخص وكأنَّه يعاني من نوبة قلبية أو يحتضر.

ما هو الفرق بين نوبة الهلع ونوبة القلق؟

نظراً لأنَّ أعراض نوبة الهلع تتشابه مع أعراض بعض الأمراض الشديدة، فيجب استبعاد أي أسباب طبية؛ إذ تختلف نوبة الهلع عن نوبة القلق من حيث المدة التي تستغرقها، عادةً ما تكون نوبات الهلع أقصر، وتستمر في مكانٍ ما بين 10 و20 دقيقة، في حين يمكن أن تستمر المشاعر المرتبطة بنوبة القلق لفترة أطول، وتبدأ تدريجياً، وقد تستمر لساعات أو أيام.

شاهد بالفديو: 6 نصائح بسيطة تساعدك على التخلص من مخاوفك

ما هي أعراض نوبة الهلع؟

قد تشمل أعراض نوبة الهلع ما يأتي:

  1. ألماً أو انزعاجاً في الصدر.
  2. قشعريرة أو هبات ساخنة.
  3. الخوف من الموت.
  4. الخوف من فقدان السيطرة أو الجنون.
  5. الشعور بالدوار أو عدم الثبات أو الإغماء.
  6. الشعور بالاختناق.
  7. الشعور بعدم الواقعية (الاغتراب عن الواقع)، أو بالانفصال عن النفس (تبدد الشخصية).
  8. خفقان القلب أو تسارع معدل ضربات القلب.
  9. الغثيان أو ضيق في البطن.
  10. الإحساس بالخدر أو الوخز (تنمل).
  11. الارتجاف أو الاهتزاز.

يكون الشخص الذي لديه تاريخ من اضطرابات القلق، أو الاكتئاب، أو الأمراض العقلية الأخرى، أو الإدمان على المخدرات، أو الكحول أكثر عرضة لنوبات الهلع.

إقرأ أيضاً: كيف تتعامل مع نوبات الهلع؟

كيف يُشخَّص اضطراب الهلع؟

لا توجد اختبارات محدَّدة يستخدمها الأطباء لتشخيص اضطراب الهلع؛ لذلك يستخدم الأطباء معايير من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية الإصدار الخامس (DSM-5-TR)، لتوجيه تشخيصهم، وأغلب الأطباء سيقومون بتشخيص اضطراب الهلع في ظلِّ الظروف الآتية:

  1. تحدث نوبات الهلع حدوثاً متكرِّراً، يتَّبعها شهر واحد أو أكثر من القلق المستمر بشأن التعرض لنوبة أخرى.
  2. يغيِّر الشخص سلوكه لتجنُّب المواقف التي يعدُّها مثيرة للنوبة، مثل العمل أو المدرسة.
  3. لا تحدث نوبات الهلع فقط نتيجة تعاطي المخدرات أو الأدوية أو غيرها من الحالات الطبية.
  4. لا يمكن أن تفسِّر التشخيصات الأخرى الأعراض تفسيراً أفضل.
  5. لا تكون نوبات الهلع دائماً نتيجة مُحفِّز يمكن التعرف إليه.
  6. يعاني الشخص من القلق الجسدي والعقلي.

يجب على المتخصِّصين في الرعاية الصحية استبعاد الحالات الأخرى قبل تشخيص اضطراب الهلع، فبمجرد تشخيصها، يمكنهم استخدام مقاييس التقييم، لتقييم مدى شدَّة نوبات الهلع، والتي يمكن أن تفيد في تحديد نوع العلاج.

كيف تتعامل مع نوبة الهلع؟

يمكن أن تحدث نوبات الهلع لأي شخص وفي أي مكان وتسبِّب له خوفاً غير معروف المصدر؛ إذ تحدث نوبة الهلع بسرعة، ويمكن أن يعاني الشخص من تسارع الأعراض في غضون دقائق، وقد تساعدك النصائح الآتية على التعامل مع نوبة الهلع، ويمكن أن تمنع حدوثها:

1. تعرَّف إلى العوامل المحفزة:

يجب أن تعرف الظروف أو الأشياء التي تحفِّز نوبة الهلع، ويمكن أن تكون المحفزات أحداثاً صادمة، أو إجهاداً في أثناء الحياة اليومية، مثل حركة المرور المزدحمة، أو الإفراط في تناول الكافيين، أو التدخين، أو إجهاد العمل، أو الصراخ المفاجئ، أو الخوف من عدم إكمال العمل في الموعد النهائي، أو الوقوع بمفردك في المصعد، أو النقاش مع الناس، فإنَّ فهم هذه المحفزات المجهدة وتجنُّبها مع معرفة أنَّ حالة الذعر هذه ستنتهي وستكون بخير يساعد على إبقائك صامداً.

2. مارِس اليقظة بانتظام:

يشعر المريض في أثناء نوبة الهلع بالانفصال عن الواقع؛ لذا تساعدك ممارسة اليقظة على التواصل مع الواقع، ويمكن أن تقيك من نوبة الهلع؛ إذ تزيد تقنية اليقظة من تركيزك على محيطك وحالتك العاطفية، والتي تدير التوتر وتساعدك على الاسترخاء.

شاهد بالفديو: 12 عادة لتعزيز القوة الذهنية

3. ركِّز على شيء قريب منك:

عندما تحدث نوبة هلع، فإنَّ تحويل تركيزك إلى شيء قريب يمكن أن يكون مفيداً، فوفقاً لدراسات عديدة، يجد بعض الأشخاص المصابين باضطراب الهلع تركيز كل انتباههم في أثناء نوبة الهلع على شيء آخر مفيداً جداً؛ لذلك في حالة حدوث نوبة هلع، حوِّل كل طاقتك إلى شيء في مرمى بصرك، وصِفْ جميع التفاصيل التي تراها في عقلك، وستجد أنَّ نوبة الهلع تتراجع شيئاً فشيئاً.

4. انغمس في التمارين الخفيفة:

إنَّ الحفاظ على نشاطك وممارسة التمارين بانتظام لا يؤدي فقط إلى تحسين صحتك الجسدية؛ بل يدعم أيضاً صحتك النفسية والعقلية؛ إذ يمكنك تدريجياً ممارسة الأنشطة البدنية في روتينك اليومي، مثل المشي، أو اليوجا، أو التمارين الرياضية، أو ركوب الدراجات، أو السباحة، أو الرقص، لكن قبل بدء التمرين، استشر طبيبك؛ لأنَّ هذه المواقف الجديدة يمكن أن تثير قلقاً لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الهلع.

عندما يعاني الشخص من نوبة هلع، يمكن أن تساعد تمارين استرخاء العضلات المتوترة على إيقافها، وستكون هذه التقنية أكثر فائدة إذا مارستها بانتظام.

5. تدرَّب على التنفس العميق:

عندما يعاني المرضى من نوبة هلع، يصبح تنفسهم سريعاً وسطحياً، ولكنَّ ممارسة التنفس العميق تقلِّل من أعراض فرط التنفس في أثناء النوبة، وتقلِّل ممارسة تمارين التنفس العميق يومياً مستويات هرمون الكورتيزول (هرمون التوتر) الذي يقلِّل التوتر كثيراً.

إقرأ أيضاً: تمارين التنفس العميق وفوائدها لصحة الجسم

6. العلاجات المنزلية:

تساعد بعض العلاجات التقليدية، مثل استنشاق اللافندر، على تقليل التوتر ونوبات الهلع، ويُعدُّ استنشاق زيت اللافندر الأساسي ذا تأثير مهدِّئ ومريح، كما يساعد قضاء الوقت في الطبيعة أو في أي مكان للاسترخاء على التقليل من التوتر والقلق.

7. اطلب المساعدة من المحترفين:

إذا كنت تعاني من نوبات هلع متكرِّرة، يمكنك استشارة الطبيب أو المعالج النفسي، ويساعد العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، وأنواع الاستشارات الأخرى المرضى على التعامل جيداً مع أعراضهم، على سبيل المثال، العلاج السلوكي المعرفي القائم على التعرض؛ إذ يعرِّضك معالجك لعوامل الإثارة، ويساعدك على التغلب على مثل هذه المواقف.

8. تناوَل الأدوية المناسبة:

يمكن للأطباء وصف أدوية البنزوديازيبينات، أو الأدوية المضادة للقلق، أو مضادات الاكتئاب، بناءً على الأعراض التي تشعر بها؛ إذ تساعدك هذه الأدوية على علاج أعراض نوبات الهلع.

ليس من الممكن دائماً منع نوبة الهلع، لكنَّ الأساليب المذكورة أعلاه يمكن أن تساعدك على إدارة المواقف العصيبة.

ما هي العوامل التي تساهم في حدوث نوبات القلق والهلع؟

ما يسمِّيه الناس في بعض الأحيان "نوبات القلق" هو ​​في الواقع ردود فعل طبيعية فيما يخصُّ تجارب الحياة التي تجعلنا قلقين، ويمكن أن تشمل هذه التجارب أشياء، مثل:

  1. أن تصبح أحد الوالدين.
  2. تبديل الوظائف.
  3. التعامل مع المرض.
  4. مخاوف مالية.
  5. وفاة أحد أفراد أسرته.
  6. حدوث الطلاق.
  7. الزواج.
  8. ضغوطات الأبوة والأسرة.
  9. إلقاء خطاب.
  10. إجراء امتحان مدرسي.
  11. الإجهاد الناجم عن العمل.

قد تسبِّب مثل هذه المواقف مشاعر يمكن أن تتراوح من القلق الطبيعي (الذي قد يكون مفيداً في كثير من الأحيان) إلى نوبة القلق، وقد يكون هذا القلق مؤقتاً، لكنَّه يبقى مزعجاً، ويمكن أن يتداخل مع قدرتك على الأداء في مواقف معيَّنة (مثل إلقاء خطاب)، فإذا كانت نوبات القلق تجعل حياتك صعبة، فقد يكون البحث عن العلاج مفيداً.

تشمل العوامل الأخرى التي تساهم في أعراض نوبة القلق؛ العوامل الوراثية، والتوتر المزمن، وتعاطي المخدرات، والكحول، وتغيرات الدماغ، وبعض الأدوية، والأحداث المؤلمة، ويمكن أن يؤدي الاستهلاك المفرط للكافيين أيضاً إلى نوبة قلق.

ما هو العلاج النفسي لنوبات القلق والهلع؟

  1. يركِّز العلاج النفسي على تغيير الأفكار والعواطف والسلوكات المقلقة، فثمَّة عدة أنواع مختلفة للعلاج النفسي، ولكنَّ العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، وعلاج التعرض هما أكثر الأنواع استخداماً.
  2. العلاج السلوكي المعرفي هو نهج يتضمَّن تحديد أنماط التفكير السلبية التلقائية المرتبطة بمشاعر القلق، فبمجرد تحديد هذه الأفكار، يتعلَّم الناس بعد ذلك تحدي هذه الأفكار بنشاط آخر واستبدالها بأفكار أكثر واقعية.
  3. علاج التعرض هو نهج علاجي يمكن أن يكون فعَّالاً عند علاج أنواع معينة من القلق، وخاصة الرهاب.

ما هو العلاج الدوائي لنوبات القلق والهلع؟

  1. البنزوديازيبينات، مثل زاناكس (ألبرازولام)، والفاليوم (ديازيبام).
  2. مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، مثل ليكسابرو (إسكيتالوبرام)، وزولوفت (سيرترالين).
  3. مثبطات امتصاص النوربينفرين الانتقائية (SNRIs)، مثل إيفكسور إكس آر (فينلافاكسين)، وسيمبالتا (دولوكستين).

في الختام:

تُعدُّ نوبات الهلع أمراً شائعاً، وعلى الرَّغم من صعوبة المشاعر التي يمرُّ بها المريض خلال النوبة وقساوتها، فإنَّها تُعدُّ حالة سليمة وغير خطيرة، ولا تعني أنَّ صاحبها قد أصابه الجنون، كل ما هو مطلوب من عائلته هو أخذه إلى طبيب أو معالج نفسي والالتزام بإرشاداته وتعليماته.




مقالات مرتبطة