كيف تتخلى عن فكرة الاستسلام وتحافظ على دوافعك؟

تنتابنا جميعاً مشاعر الشك والخوف وقلة الثقة والإيمان بأنفسنا أحياناً؛ فمهما كان الشيء الذي نريد تحقيقه في الحياة، وبغض النظر عن مدى رغبتنا في الحصول عليه، سنمر بأوقات عصيبة نضرب فيها بدوافعنا عرض الحائط، ونشعر بأنَّنا على وشك الاستسلام.



لقد سمعت بالتأكيد مقولة: "الاستسلام ليس خياراً مطروحاً"؛ ولكن عندما يتعلق الأمر بالطريقة التي تجعلنا لا ننصاع للرغبة في الاستسلام، يمكن أن يكون الأمر صعباً أحياناً.

سوف تتعلم في هذا المقال أنَّ الأوقات العصيبة تجعل حتى أكثر الأشخاص تحفيزاً يفكرون في الاستسلام، وهذا أمر طبيعي جداً؛ فرغم رغبتك العارمة في الاستسلام في وقت من الأوقات، إلَّا أنَّ هذا التوقيت أفضل توقيت كي تمتنع عن القيام بذلك.

ما الذي يجعلك راغباً في الاستسلام؟

إنَّ تحديد الأسباب التي تجعل الاستسلام يبدو الخيار الأفضل أمر في غاية الأهمية؛ فهنالك العديد من الأسباب الكامنة التي تدفع الناس إلى الاستسلام، والتي تحركها دوافع مختلفة؛ ولكن مع ذلك، هناك بعض الغرائز البشرية التي تلعب دوراً هاماً هنا، مثل:

  • الخلط بين الدروس والإخفاقات: عدم القدرة على رؤية العقبات في طريقك كدروس حياتية، والاستمرار رغم ذلك.
  • الإيمان بأنَّ النتيجة أهم من الرحلة: أي التركيز بشكل أكبر على النتيجة النهائية، واستبعاد أهمية الطريق المؤدي إلى الهدف النهائي، والنضج على طول الطريق.
  • توقُّع الفشل قبل حدوثه فعلياً: يؤدي ذلك إلى التخريب على نفسك من خلال خلق فكرة أنَّ ما تريده لن يحدث؛ ويعود سبب هذا عادة إلى معتقداتك المحدودة، وانعدام ثقتك بنفسك.
  • انعدام التنظيم: أن تدرك أنَّ تحقيق حلمك لن يحدث بشكل إعجازي في غضون بضعة أسابيع فحسب، بل يتطلب في الواقع عملاً شاقاً وتصميماً كبيراً.
  • عدم التكيف مع التغييرات: يُظهِر عدم تقبل التغييرات في حياتك، أو الحاجة إلى تعديل أفكارك، أو اكتشاف أنَّ الأشياء تتطور بشكل مختلف عن الطريقة التي تخيلتها والتعامل معها كإشارة تدل على أنَّك لن تنجح؛ أنَّك لست شخصاً منفتحاً على التغييرات، وعلى حتمية تطورك الطبيعي نحو الأفضل.

كثيراً ما يقول الناس المتفوقون أنَّ اللحظة التي أوشكوا فيها على الاستسلام كانت اللحظة التي سبقت انطلاقة نجاحهم؛ ففي حين أنَّ الإحباط والفشل والاستسلام أمور مروعة فعلاً، إلَّا أنَّ هناك سبباً لذلك، وهو أنَّك تتخلى عن شيء تعرف في أعماق نفسك أنَّه ممكن.

شاهد بالفيديو: 4 أشياء تدلّ أنك على الطريق الصحيح نحو النجاح

لماذا ينبغي عليك أن تفكر مرتين قبل الاستسلام؟

تكمن قوتك في طريقة تفكيرك، ويعدُّ تغيير عقليتك مفتاح الحفاظ على دوافعك التي تحتاجها عندما تصبح الأمور صعبة؛ لذا، من الهام أن تدرك أهمية عدم الاستسلام.

1. النجاح الفوري مجرد خرافة:

يؤمن الجيل الحالي بالإشباع الفوري لاحتياجاته، وبأنَّ كلَّ شخص يحتاج ما يريد.

ينظر الناس عادةً إلى الأشخاص الناجحين، ويفترضون أنَّهم قد حققوا نجاحاتهم بين عشية وضحاها؛ ولكن في الحقيقة، لقد تطلَّب الأمر منهم عملاً شاقاً والكثير من الفشل للوصول إلى ما حققوه.

لا يرى معظم الناس الرحلة مطلقاً، بل يهتمون بالنتيجة النهائية فقط، ويصدقون الفكرة القائلة بأنَّهم لا يحتاجون إلى العمل الجاد للحصول على ما يرغبون به؛ لكن عليك أن تفهم أنَّ هذا مجرد خرافة، وألَّا تسمح له أن يردعك؛ ذلك لأنَّ الرحلة هي موطن السحر، وهي من تجعل هدفك النهائي أكثر متعة.

2. قد تحتاج إلى اتباع نهج مختلف:

يحكم الناس على أنفسهم بقسوة، ويفترضون أنَّهم غير قادرين على فعل أيِّ شيء عندما يفشلون في الحصول على ما يريدونه، ولا يدركون أنَّ بإمكانهم معالجة هذا الأمر ببساطة من خلال تجربة نهج مختلف.

غالباً ما يركز الناس بشدة على الهدف النهائي، معتقدين أنَّ هنالك طريقة أو اثنتين لتحقيقه؛ لكن في الحقيقة، هناك مئات السبل الأخرى التي لا يدركونها.

لذا كن منفتحاً على جميع الاحتمالات، وغير وجهة نظرك، وتساءل دوماً: هل هناك طرائق أخرى قد تكون أفضل بالنسبة إليك لتجربتها؟

3. سوف يطاردك سؤال "ماذا لو" دوماً:

قد تشعر بالندم أحياناً، وترزح تحت وطأة التساؤلات التي لا تنتهي، مثل: ما الذي كان سيحدث لو تمسكت بالأمر؟ ماذا لو لم أستسلم؟ كيف كانت ستختلف حياتي؟

إنَّ الندم والتحسر على الماضي مضيعة للوقت ليس إلَّا؛ لذا قبل أن تستغني عن حلمك، فكر كيف يمكن أن تتغير حياتك لو حققته، وأين كنت لتجد نفسك بعد عام أو عامين أو خمسة أعوام من الآن؛ ولا تترك مجالاً للندم في المستقبل بسبب قرار تتخذه في الحاضر.

4. قد تستسلم قبل نجاحك مباشرة:

عندما يستسلم الناس، قد يكونون في الواقع على بعد خطوةٍ واحدةٍ من النجاح؛ تماماً كما توضح هذه الصورة أدناه.

قد تستسلم قبل نجاحك مباشرة

إنَّ الأوقات العصيبة في حياتك هي بمثابة مقدمة لانطلاقة نجاحك؛ لذا فكر في الأمر على أنَّه مجرد اختبار لتتأكد من أنَّ هذا ما ترغب به بالضبط.

قرر الآن، وقل: "نعم، ما زلت أريد هذا أكثر من أيِّ وقت مضى"، وكأنَّك تقول: "أعطني ما أريده الآن، فأنا أستحق هذا بعد كلِّ ما فعلته"؛ وهذا هو الوقت الذي يتحقق فيه الأمر عادة. لذا، واصل التقدم، حيث يتعلق الأمر كلُّه بثقتك بأنَّك ستنجح.

إقرأ أيضاً: 10 أشياء يجب أن تتذكرها في الأوقات العصيبة

5. سوف يحدث ذلك مراراً وتكراراً:

هل تعتقد أنَّك تتخلى عن الأشياء كثيراً؟

تؤثر عقليتك وطريقة تفكيرك بشكل افتراضي فيك مراراً وتكراراً خلال حياتك في حال لم تحددها وتغيرها؛ لذا لا تفكر قائلاً: "سأحصل على فرصة ثانية في غضون عام"، إذ من المحتمل أن تكرر النمط نفسه تماماً مرة أخرى.

إنَّه لمن الهام أن تفكر في الأمر ملياً وتحدد سبب ميلك إلى الاستسلام؛ فقد تشعر بعدم الارتياح، وتقاوم هذه العملية؛ ولكن بمجرد أن تتعامل مع أفكارك التي تقيدك، ستتخلص منها بسرعة كبيرة، ويساعدك هذا على إزالة العقبات الذهنية التي لم تكن تعلم أنَّها تمنعك من تحقيق ما تصبو إليه.

6. المعاناة لا تعني الفشل:

لقد زُرِع في فكرنا جميعاً أنَّ المعاناة أمر يجب أن نخجل منه، وأنَّه يعكس إلى حدٍّ ما صورةً سلبيةً عن جوهر شخصيتنا وقدرتنا على التقدم في هذا العالم؛ ولكن يجب أن تدرك أنَّ لا صحة لهذا الكلام مطلقاً.

لا تتعامل مع الأوقات العصيبة التي تقاسيها على أنَّها فشل، وأزِل كلمة الفشل من قاموس مفرداتك، وتوقف عن الاهتمام بما يفكر به الآخرون، وكن على ثقةٍ بأنَّك ستتخطى الصعاب وتخرج منتصراً في نهاية المطاف.

تبني المعاناة شخصيتك في الواقع، وتساعدك في تعلُّم الأمور التي ستحتاج إلى استخدامها لاحقاً في حياتك؛ لذا توقف عن افتراض أنَّ المعاناة نقمة، وتعامل معها على أنَّها نعمة تأخذ بيدك نحو النجاح، وتذكر دائماً أنَّ النجاح يولد من رحم المعاناة.

إقرأ أيضاً: كيف تتعامل مع الفشل وتتابع نجاحك دون توقف؟

كيف تتخلى عن فكرة الاستسلام وتحافظ على دوافعك:

يميل الناس إلى نسيان أنَّ الفشل لا يحل أيَّ شيء، فقد تشعر بالارتياح لبرهة من الزمن لأنَّك لم تعد مضطراً إلى مواجهة التحدي، ولكنَّ شعور الرضا هذا سيكون مؤقتاً.

سواء كنت تحاول الإقلاع عن التدخين أم شرب الكحول أم أيّ عادة سيئة أخرى، أم كنت تحاول تحقيق هدف ما؛ سوف يعود إليك البؤس الذي كنت تعاني منه بطريقة أو بأخرى عند اختيارك الاستسلام في أحلك الأوقات.

إنَّ التحدي الحقيقي الذي تواجهه في تلك اللحظة هو ضعفك الذي يتجلى أمامك؛ فعندما تتقبل فكرة أنَّك لا تستحق أيَّ شيء، أو أنَّك لست جيداً بما يكفي؛ سوف تحتفظ بطريقة التفكير هذه.

بغض النظر عن التحدي الذي تواجهه -سواء كان ذلك في العمل أم المنزل- فسوف تكافح من أجل الحفاظ على تفاؤلك وتفانيك وقوة إرادتك؛ ذلك لأنَّك لم تعالج المشكلة الحقيقية، والتي هي "نفسك".

تخيل أنَّ التحدي الكبير بمثابة صخرة ضخمة تقف أمام طريقك: إذا اخترت الاستسلام، فسوف تلتف حول هذه الصخرة كي تتخطاها؛ رغم أنَّ أفضل طريقةٍ للتغلب عليها هي كسرها والمرور من خلالها.

كيف تتخلى عن فكرة الاستسلام وتحافظ على دوافعك

كيف تتخلى عن فكرة الاستسلام وتحافظ على دوافعك

كيف تتخلى عن فكرة الاستسلام وتحافظ على دوافعك

يحدث الشيء نفسه عندما تتعامل مع نقاط ضعفك، حيث يمكنك الاستمرار في تعديل حياتك لتتناسب مع مخاوفك، كألَّا تعاود البحث عن عمل لأنَّك تقبلت فكرة أنَّك ستفشل دائماً؛ أو يمكنك الاستمرار في إرسال طلبات العمل، والتواصل لمتابعة الإجراءات وتحديد مواعيد المقابلات.

مهما كان التحدي كبيراً، فإنَّ كسره وتجاوزه أمر لا بد منه؛ ولكي تظل دوافعك قوية، ينبغي عليك أن تتعلم التغلب على التحديات، وذلك بغض النظر عن مدى صعوبتها.

من الصورة نستنتج أنّ أسرع طريقة هي تحطيم الصخرة.

من الصورة تلاحظ أنّ أسرع طريقة هي تحطيم الصخرة.

لكي تتغلب على ضعفك فعلاً، تحتاج إلى تحطيم الصخرة الكبيرة وتحويلها إلى قطع أصغر، والتعامل مع كلٍّ من الأحجار الصغيرة على حدة.

لكي تتغلب على ضعفك فعلاً، تحتاج إلى تحطيم الصخرة الكبيرة وتحويلها إلى قطع أصغر، والتعامل مع كلٍّ من الأحجار الصغيرة على حدة.

قد يبدو الأمر مستحيلاً في حينها، وقد يبدو وكأنَّه أصعب شيء تمر به على الإطلاق؛ لكن تذكر عدد المرات التي غيرت فيها معتقداتك.

إليك بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك في اتخاذ تلك الخطوات الأولى لكي تواصل التقدم، وتواجه الخيارات الصعبة في حياتك:

1. اكتشف ما ينقصك:

بغض النظر عن التحدي الذي تواجهه، هناك سبب يجعله يمثل تحدياً لك في الأصل؛ فإذا كان هذا التحدي وظيفة، فلماذا لا يجري تعيينك؟

عُد إلى قوائم الوظائف والمهارات المطلوبة، واكتشف أيُّها يغيب عن سيرتك الذاتية؛ فإذا كنت لا تمتلك مهارة أو خبرة كافية، فافعل شيئاً حيال هذا الأمر؛ سواء أكان ذلك التسجيل في دورة تدريبية عبر الإنترنت أم القيام بعمل تطوعي يجعل منك "المرشح المثالي" لشغل الوظيفة.

2. تحلَّ بالصبر:

ما من أحد أصبح رئيساً تنفيذياً بين عشية وضحاها؛ فإذا كانت لديك أحلام كبيرة، يتعين عليك بذل جهد كبير لتحقيقها.

لا بأس في قضاء بعض الوقت في اكتشاف الطريقة المثلى للمضي قدماً، ولكن ليس من المقبول الهروب من كلِّ تحدٍّ تواجهه.

3. كن فخوراً بنفسك بعد كلِّ انتصار صغير:

هل سبق ولاحظت كيف يمكن لخطأ صغير أن يثقل كاهلك لأيام؟

سواء كنت تصنف نفسك كشخص عاطفي أم لا، لا يهم ذلك عندما يتعلق الأمر بالذنب الذي نضعه على عاتقنا؛ ولكن عندما نخطو خطوات صغيرة نحو تحقيق أهدافنا، لا يبدو أنَّنا نمنح أنفسنا الكثير من الاحترام والتقدير.

عندما لا نكافئ أنفسنا على النجاحات الصغيرة التي نحققها، نقلل من دوافعنا، بحيث يصعب علينا تحقيق أهدافنا الأكبر.

4. تذكر أنَّك لست أول شخصٍ يشعر بهذه الطريقة:

عندما نواجه خيارات أو أحداثاً صعبة في حياتنا، غالباً ما ننسى أنَّنا لسنا أول ولا آخر شخصٍ يخوض هذه التجربة؛ حيث يواجه الجميع قرارات صعبة، سواءً كان ذلك قرار إنهاء علاقة، أم تغيير وظيفة، أم الانتقال إلى مكان مختلف، أم التخلي عن أصدقاء.

نواجه كُّلنا هذه الأشياء دوماً؛ لذا لا تخف من التواصل مع أصدقائك أو عائلتك لتناقش أفكارك معهم، فقد يتمكن هؤلاء في بعض الحالات من تقديم نصائح لم تكن لتخطر في بالك أبداً.

5. اعلم أنَّ شخصيتك ستنضج بمجرد خوض التجربة:

إنَّنا نبني شخصيتنا خلال تلك الأوقات العصيبة؛ لذا عندما تخوض تجربة صعبة، ينبغي أن تتعلم منها بغض النظر عن النتيجة، وأن تدرك الفرص المتاحة للتعلم وتنمية الشخصية.

إقرأ أيضاً: 24 علامة تدل على بلوغ الشخص مرحلة النضوج العاطفي

6. تذكَّر أنَّك تمتلك الخيارات:

بغض النظر عن مدى صعوبة التحديات التي تواجهها، فإنَّ أحد أفضل الأشياء التي يمكنك التركيز عليها هو امتلاك العديد من الخيارات.

أنت فقط من يقرر كيفية التعامل مع شيء ما، والخطوات التي ينبغي أن تتخذها، وكيفية اتخاذ الخطوة التالية.

لديك القدرة على المتابعة في طريقك أو الخروج منه؛ لذا ابقَ متحفزاً عبر اختيار ذلك، وانظر إلى العقبات كدروس، واسأل نفسك: "ما الذي يظهره لي هذا؟ كيف سيفيدني؟"؛ إذ تكون هذه العقبات في معظم الحالات موجودة لإرشادك للمضي قدماً نحو طريق لم تفكر في أن تطأه من قبل؛ لذا آمن بهذا الكلام واستمر بالتقدم.

في الختام:

لا تأتي الأمور العظيمة بسهولة؛ فعندما تحيدك الأوقات العصيبة عن مسارك، ستحتاج إلى طريقة تدفعك إلى الأمام. تعلم وافهم الأمر الذي يثبط عزيمتك حقاً، وعدل طريقة تفكيرك، وتعلم كيفية التعامل مع التحديات؛ وستظهر في نهاية الأمر كشخص قوي وناجح، مهما كانت التحديات التي تواجهها.

 

المصدر




مقالات مرتبطة