كيف تتخذ قرارات رائعة تحت تأثير التوتر؟

يوجد للتوتر تأثير سحري في اتخاذ قرارات جيدة، لكن ثمَّة ثلاثة أشياء يمكنك القيام بها لتقليل تأثيره عندما تحتاج إلى اتخاذ قرارات ذكية.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن "تايلر تيروفرين" (Tyler Tervooren)، ويُخبرنا فيه عن تجربته في اتخاذ القرارات الصائبة تحت الضغط.

الكيلومتر 21، تلك هي النقطة من كل ماراثون؛ إذ أسأل نفسي: "لماذا أفعل هذا؟ ما هذا الغباء"، لكن ما يزال لدي خمسة كيلو مترات متبقية.

يتبادر هذا الهراء إلى ذهني تحت الضغط الشديد بوصفه اختباراً لقدرتي على التحمُّل، وأنا أفعل ذلك لأنَّ إتمام السباق له مغزى شخصي؛ إذ سأتذكَّر هذا بعد أسبوع أو نحو ذلك؛ لذا احتفظت بقاعدة هامة: ألَّا أتخذ قرارات إتمام السباق في أثناء الجري؛ فبمجرد أن أبدأ لن أتوقف أو أتراجع، ولن أفكِّر بشأن المرحلة التالية.

هذا هو المنطق السليم، لكن كم مرة اتخذت قراراً سيئاً وسط موقف مرهق ومجهد؟ نحن جميعاً نفعل ذلك مع أنَّه لا ينبغي لنا ذلك، فتوجد ثلاثة أساليب بسيطة يمكنك استخدامها للتأكد من أنَّك لن تستمر في فعل ذلك في المستقبل، أو على الأقل ليس كثيراً.

الإجهاد يدمِّر قدرتك على اتخاذ الخيارات الذكية:

إذا كان لدينا شيء واحد متأكدون أنَّ طلاب الجامعات مناسبون له، فهو إجراء الاختبارات النفسية واتخاذ خيارات سيئة، ففي عام 1987، جمعت باحثةٌ مئة طالب وطالبة وطلبت منهم اتخاذ سلسلة من القرارات، وكان لكل نموذج فائزٌ واضح وخاسرٌ واضح، ومُنِحَ الطلاب الوقت الذي أرادوه لاختيار إجابة.

قد تسأل: "ما هو الخطأ الذي يمكن أن يحدث؟"، لكنَّك لم تكن لتقرأ هذه العبارة لو أنَّ الأمور تسير على ما يرام، فقد انتهى الأمر بعديد من الطلاب إلى اتخاذ خياراتٍ سيئة ندموا عليها لاحقاً، وهذا بسبب وجود متغيِّر واحد آخر في هذه التجربة وهو: التوتر.

فقد مُنِحَ بعض الطلاب بيئة تأمُّلية هادئة، وتعرَّض آخرون لمستويات متفاوتة من التوتر؛ إذ كانت بعض الضغوطات خارجة عن سيطرة الطالب - لقد حدث ذلك لهم فقط - أمَّا بعضهم الآخر كان لديهم القدرة على التحكم بضغوطاتهم.

كما خمَّنت بالفعل، اتخذ الطلاب الذين لديهم السيناريو المثالي قرارات منطقية وعقلانية، واختاروا الخيارات الصحيحة، وكما تخمِّن أنت بالتأكيد أيضاً، فالأشخاص الذين تعرضوا لقدر كبير من التوتر الذي لا يمكن السيطرة عليه قدَّموا أداءً رهيباً، فلم يتمكَّنوا من ابتكار حلول ذكية لإنقاذ حياتهم، وينطبق الشيء نفسه على الطلاب الذين كانوا تحت تأثير توتر بسيط، وحتى عندما استطاعوا التحكُّم بهذا التوتر، فقد فشلوا في مهام اتخاذ القرار مراراً وتكراراً.

كانت نتائج التجربة واضحة ومباشرة؛ إذ لا يهمُّ نوع أو مقدار التوتر الذي تتعرض له، فإذا كنت تشعر بذلك، سوف تخطئ عندما يتعلق الأمر باتخاذ خيارات جيدة، إذاً ماذا تفعل عندما تكون مستويات التوتر لديك مرتفعة ولديك قرارات هامَّة عليك اتخاذها؟ أنت تحتاج إلى استراتيجية.

شاهد بالفديو: 8 طرق للتخلص من التوتر

قواعد النجاح عندما يكون مستوى التوتر عالياً:

التوتر ليس سيئاً إلى هذا الحد، فالكثير منه جيد، فإذا كان لديك أي طموح، من المحتمل أن تشعر به كثيراً، وهذا ما يسمى التوتر الطبيعي أو المعتدل (Eustress)، وهو نوع التوتر الذي تختاره لنفسك، فهو يقوِّي حواسك، ويحفزك على أن تعطي أفضل ما لديك، لكن يخبرنا العلم أنَّك حتى إذا كنت تستمتع بالتوتر في حياتك، فيمكن أن تفعل أشياء مروِّعة لقدرتك على اتخاذ خيارات ذكية.

لذا؛ أنت تحتاج إلى استراتيجية لإدارة التوتر واتخاذ قرارات فعَّالة، فبالنسبة إلى الجزء الأكبر، فإنَّ الاستراتيجية بسيطة: لا تتخذ قرارات كبيرة عندما تشعر بالتوتر، وبدلاً من ذلك، اتبع هذه النصائح الثلاث:

1. لا تدع التوتر يحفِّز قراراتك:

لا تتوقَّف عن متابعة السباق قبل نهايته، فعندما تشعر بأكبر قدر من التوتر في العمل أو في أثناء مشروع كبير، ستشعر أيضاً بالدافع الأكبر لاتخاذ قرار سيئ، وقد تتخذ قرارك في هذه اللحظات، لكن لا تتمسَّك به؛ بل أعد التقييم دائماً عندما تهدأ الأمور.

إقرأ أيضاً: 9 خطوات لتكون حازماً في اتخاذ القرارات

2. خصص 30 دقيقة كل يوم للتخلص من التوتر:

عندما تكون تحت تأثير توتر دائم، ستشعر بمزيد من اليأس، وكأنَّك لن تحصل أبداً على فرصة لاتخاذ خيارات جيدة وعقلانية، لكنَّك لا تحتاج في الواقع إلى كثير من الوقت لتغيير ذلك، فإذا كان في إمكانك تخصيص 30 دقيقة كل يوم للاسترخاء - التمرين أو القراءة أو مجرد مشاهدة التلفاز- يمكنك أن تضع نفسك في موقف جيد لاتخاذ قرارات ذكية.

3. نفِّذ قراراتك بمساعدة شخص هادئ:

لا ضير أبداً في أن تستشير شخصاً آخر عندما تشعر أنَّك قد تتخذ قراراً سيئاً تحت الضغط، فعندما تكون متوتراً، لا يمكنك رؤية أو تقييم جميع الخيارات؛ لذا فإنَّ التفكير بالسيناريو الخاص بك بمساعدة صديق هادئ وموثوق به يمكن أن يكشف بسرعة عن النقاط المبهمة التي ربما لم تفكِّر فيها، وستعتمد جودة الحياة التي تعيشها وقدرتك على القيام بالأشياء ذات المغزى التي حددتها اعتماداً كاملاً تقريباً على القرارات التي تتخذها.

إقرأ أيضاً: كيف نتدرب على اتخاذ القرارات؟

في الختام:

هذه النصائح الثلاث هي مجموعة أخرى من الأدوات التي يمكنك استخدامها للتأكد من أن اختياراتك هي أفضل الخيارات الممكنة.




مقالات مرتبطة