كيف تتجنب فشل المهمات الدولية؟

تنفق العلامات التجارية العالمية مبالغ هائلةً من المال على المهام الخارجية؛ بمعدل قدره أكثر من 300000 دولار. وتُستثمَر سنوياً في هذه الممارسة، إما لغرض نقل الموظفين لملء وظائف شاغرة، أو لتولِّي كبار الموظفين الإدارة المحلية في بلد أجنبي.



فوائد مهمَّات العمل الدولية عديدة، لكنَّها تتطلَّب التزامات ونفقاتٍ كبرى. ويُعتقد أنَّ الموظفين الذين يعملون مسبقاً بنجاح في أحد الفروع الخارجية للشركة، لديهم قيمة أكبر من أولئك الذين لم يقوموا بذلك بعد؛ فهم لديهم اتصالات داخلية، ويعرفون كيف تُنجَز الأعمال، كما لديهم سجلٌّ حافل. ومع ذلك، فإنَّ خبراء الموارد البشرية الذين عملوا في إدارة المشاريع الدولية، يعرفون أنَّ هذه الممارسة محفوفة بالمخاطر، بعيداً عن كونها مصدراً أساسياً لأرباحٍ كبرى.

في الواقع، تُعَدُّ 40% من المهام الخارجية جميعها فاشلة؛ مع إنَّ الفوائد واضحة للحركة الداخلية، فإنَّ نسبة كبرى من المهمات تُثبت أنَّها تهدر الوقت والمال والموارد.

تعلَّم من هذا الفشل:

مع ذلك، لا ينبغي أن يمنع هذا الشركات من القيام بمهماتٍ دولية، وبدلاً من ذلك، يجب أن يكون هذا المعيار المرتفع للفشل درساً يستفاد منه.

يمكن أن يساعد النقل الداخلي العلامة التجارية على جني فوائد انتقال الموظف المتمرِّس والناجح إلى منطقة تسعى إلى التحسين، ولكن لا ينبغي أبداً افتراض أنَّهم قادرون على تولِّي زمام الأمور بسهولة دون اعتباراتٍ مسبقة.

عبَّر مديرو الشركات العالمية الذين عانوا من الفشل في المهمات الخارجية بوضوحٍ عن العقبات الأساسية؛ ومع معرفة أخطائهم، يمكننا أن نتطلَّع للتغلب عليها في المستقبل؛ ولكن ما هي هذه الأخطاء بالضبط؟

لم تغيِّر التكنولوجيا نسبة الفشل:

حدَّد العديد من الباحثين الذين درسوا البيانات منذ عام 1965 نسبة الفشل بين 25-40% للمهمات الدولية في العقود التي سبقت الألفية الجديدة. على الرغم من اتساع تكنولوجيا الاتصالات، وقدرتنا على السفر، وانتشار الشبكات العالمية، ما تزال العلامات التجارية تكافح لتحقيق النجاح نفسه اليوم، كما فعلت قبل هبوط الإنسان على سطح القمر. يقودنا هذا إلى مواجهة حقيقة مؤسفة؛ عالم العمل الدولي لا يتطور، والمشكلات والضغوطات التي كانت موجودة قبل 50 عاماً ما تزال موجودة حتى يومنا هذا.

يجب أن يدرك متخصِّصو الموارد البشرية أنَّه بغض النظر عن خبرتهم، وعن عمق اندماج الشركة في الأسواق الخارجية، فإنَّ الانتقال إلى الخارج سيكون دائماً تحدِّياً؛ لذا لا ينبغي التقليل من احتمالية الفشل.

شاهد بالفديو: أهم أسباب الفشل في العمل

الفشل في التحضير:

إذا كانت الإجابة عن نسبة الفشل المرتفع للمهام الدولية لا تفترض أنَّ الأمور ستتحسَّن مع توسُّع الاتصالات، فما هي الإجابة؟ يعزو العديد من قادة الأعمال ذوي الخبرة النجاح إلى شيءٍ رئيس واحد: (التحضير).

قد يبدو إعداد مرشَّح لمهمة خارجية للقيام بدوره أمراً واضحاً، لكنَّه ليس شيئاً شائعاً في عالم الأعمال. فإنَّ أكثر من 75% من الشركات لا تقدِّم تدريباً كافياً، أو تحضيراً قبل مهمة دولية، مع تقديم نحو 16% من العلامات التجارية دعماً أو توجيهاً ضئيلاً. ولكن، في حين أنَّ الأعمال تفوِّت الإعداد الشامل إلى حد كبير، يمكن معالجة المشكلات الرئيسة التي حددَتها الموارد البشرية من خلال النظر بعناية في هذه العوامل الثلاثة على الأقل:

1. اللغة:

إنَّ 87% من خبراء الموارد البشرية في التوظيف العالمي، يعتقدون أنَّ مهارات اللغة الأجنبية هي عنصر أساسي في المهام الخارجية الناجحة. ومع ذلك، فإنَّ 18% من الشركات الأمريكية توفِّر مثل هذه المواد التحضيرية.

التواصل القوي - بلا شك - مهارةٌ لا غنى عنها في أي مهنةٍ تقريباً. وعدم القدرة على التواصل تواصلاً فعَّالاً مع زملائك، ورؤسائك، وعملائك سيؤدي إلى عدم القدرة على العمل عملاً صحيحاً، ومن ثمَّ إلى فشل مشاريع العمل في الخارج. إنَّه حاجز يسير للغاية للتغلب عليه، ويتطلَّب إعداداً أساسياً، واستثماراً مالياً صغيراً.

إقرأ أيضاً: 8 نصائح تساعدك على تعلّم اللغات الأجنبية بسهولة

2. التأقلم الثقافي:

على المنوال نفسه، يرى مدير الموارد البشرية أنَّ الحواجز الثقافية، تمثِّل مشكلة كبرى لمهام العمل في الخارج. حدَّد 48% من العمال عدم القدرة على العمل ضمن ثقافة أجنبية، أو فهمها بوصفها عاملاً مساهماً عند الوصول إلى فرص العمل الدولية.

تختلف ثقافات العمل في جميع أنحاء العالم، ويمكن أن يؤدِّي الفشل في فهمها إلى سوء الفهم، وعدم القدرة على نقل المعلومات، إلى انهيار العلاقات الداخلية والخارجية من خلال تصرفات تبدو غير محترمة. ومع ذلك، فإنَّ الاستعداد هو كل ما يلزم لمعالجة هذه المشكلة.

إنَّ توفير المواد المرجعية عن ثقافة العمل في الخارج، هي بداية جيدة. أضِف هذا إلى الاجتماعات مع الزملاء عن آداب المكتب، والمقابلات مع العملاء عن كيفية قيامهم بأعمالهم، وستضمن مهمة أكثر استقراراً.

3. منطقة راحة المرشح:

إنَّه فخٌّ يقع فيه العديد من الموظفين الداخليين؛ مراقبة نجاح العامل، والإيمان بأنَّه يستطيع تكرارها في مكان آخر. ومع ذلك، فإنَّ الشخص الذي يمكنه تحقيق نجاح كبير ضمن مكان يقع في منطقة راحته، لا يكون قادراً على فعل الشيء نفسه في مكان خارج عن روتينه الطبيعي ومجموعة مهاراته.

يمكن أن تشكِّل المهام الدولية العديد من التحديات، ولن ينجح أولئك الذين لا يستطيعون التعامل مع الضغط. فمن الضروري تحديد نقاط الضعف مثل هذه قبل الانتقال، وليس في أثناء المشروع.

بالنسبة إلى التحركات الخارجية الرئيسة التي تنطوي على استثماراتٍ كبرى، وأهداف هامة، فلا بدَّ من إجراء التحضير في شكل اختبار قدرة الموظف المحتمل على العمل خارج منطقة الراحة الخاصة به. قد يكونون قادرين على التعامل مع المواقف شديدة الضغط داخل بيئة يعرفونها، ولكن كيف يتعاملون مع المواقف التي هم أقل دراية بها؟

إقرأ أيضاً: 10 خطوات كي تخرج من منطقة راحتك وتتغلب على مخاوفك

العائلة والاعتبارات الشخصية:

في أثناء العمل في صناعة نقل الشركات والمهام الخارجية، ستُسامح لأنَّك ركَّزت تماماً على ذلك الجانب المؤسسي لأي خطوة. ومع ذلك، فقد كشفت الدراسات أنَّ القضايا الشخصية والعائلية، ربما تكون العامل الأكبر في المشاريع الخارجية الفاشلة، مع نسبة تصل إلى 70% من عمليات الإعادة؛ نتيجة الخلافات الشخصية.

السفر إلى الخارج تجربة مرهقة، ومن الممكن أن يكون الاستقرار في منزل جديد أصعب من دون الدعم، كما يمكن للعديد من العوامل المساهمة؛ مثل: الصدمة الثقافية، والحنين إلى الوطن، والعزلة، وإدارة الحركة العامة أن تؤدي إلى عدم قدرة عائلات صاحب المهمة، أو صاحب المهمة نفسه، على التعامل مع الحياة في الخارج. ومع ذلك، فإنَّ الموارد البشرية لديها القدرة على التأثير في التكامل الشخصي لصاحب المهمة.

من خلال الإدارة الداخلية، أو موارد الجهات الخارجية، يمكن للموارد البشرية ترتيب، ودعم جميع أنواع عناصر النقل الشخصية؛ من توفير المدارس، والإدارة المالية، والإقامة، إلى ترتيب التكامل المجتمعي وتوجه المنطقة. كما يمكن أن تكون الممارسات الداعمة للجانب الشخصي للمندوب خارجياً أداةً قوية في الاحتفاظ بالمهام الدولية. كما يؤدي إبطال عدد كبير من الهفوات الشخصية المحتملة إلى زيادة فرصة وقوع الموظف ضمن معدل النجاح البالغ 60% وعدم كونه جزءاً من 40% التي تفشل.

المصدر




مقالات مرتبطة