كيف تتبنى أساليب قيادة حديثة؟

يُعَدُّ البحث الدائم عن المعرفة من الأمور المشتركة بين القادة، سواء من خلال الكتب أم ورشات العمل أم الأقران، وتُعَدُّ هذه الخصلة في غاية الأهمية؛ وذلك لأنَّها تساعدهم على اللحاق بركب التطور وتحفِّز الإبداع، والأهم من هذا أنَّها تضمن نضجهم ونموهم ليصبحوا قادة منتجين وملهمين.



ومع دخول الجيل "زد" إلى ميدان العمل، فقد ازدادت أهمية هذه الصفة؛ فطريقة قيادة جيل الألفية وطفرة المواليد مختلفة تماماً عن الجيل "زد"؛ لذلك فأحد المجالات التي يجب عدم التغاضي عنها هو تطوير صيغ جديدة للقيادة بحيث يمكن التواصل مع هذه الفئة، وإليك بعض النصائح لتطبيق ذلك:

1. عزز من قدراتك القيادية:

يقول أعضاء مؤسسة "تيم توني" (Team Tony): "يُعَدُّ تطوير المهارات القيادية أحد أكثر الخطوات فاعليةً والتي يمكنك القيام بها للنهوض بحياتك المهنية والشخصية؛ فهي عملية لتسخير مواهبك الفطرية لإلهام الآخرين، وخلال هذه العملية، ستصبح أيضاً أكثر انسجاماً مع نقاط قوَّتك وضعفك؛ مما يخلق وعياً بالذات والقدرة على التواصل مع الآخرين".

ستحقق هذه الأمور عن طريق سؤال نفسك الأسئلة الآتية:

  • هل أعرف ما هو أسلوب قيادتي؟ يضيف الأعضاء قائلين: "إنَّ فهم أسلوب قيادتك يفتح المجال أمام بناء المهارات الإدارية التي تتناغم مع طبيعتك؛ فهل نهج قيادتك هو نهج ديمقراطي، أم حالم، أم كوتشينغ أم تشاركي أم توجيهي، أم قيادي؟" عندما تدرك "المكان الذي تندرج فيه في هذه الفئات، فأنت أكثر استعداداً لتطوير مهارات القيادة".
  • ما هي نقاط ضعفي؟ كن صريحاً مع نفسك هنا، فهي الطريقة الأكثر فاعلية لتحديد المهارات أو صيغة القيادة التي تحتاج إلى معالجتها.
  • كيف يمكنني التصرف؟ الآن بعد أن أصبحتَ على دراية بنقاط القوة والضعف لديك، يمكنك اتخاذ خطوات لتطوير مهارات القيادة، على سبيل المثال: إن كنت تريد أن تصبح كوتشاً، فيجب التركيز على مجالات مثل أن تصبح أكثر وعياً بنفسك وكيفية طرح أسئلة إرشادية، وعليك أيضاً أن تتدرب على تقديم التوجيه بدلاً من الإدارة التفصيلية للآخرين.

2. أعطهم من وقتك:

افعل ما يفرِّق بين المدير والقائد؛ حيث يعتقد المديرون أنَّهم أعلى مكانة من الفريق، لكنَّ القادة الحقيقيين هم جزء من الفريق، فبدلاً من الاختباء في مكتبك أو النأي بنفسك عن فريقك، اقضِ وقتاً معهم، ربما بتناول الغداء معهم، وجدولة المواعيد الفردية، والعمل معهم جنباً إلى جنب، بالإضافة إلى منحك الفرصة للتعرف إليهم بشكل أفضل، والتي يمكنك استخدامها لتحفيزهم، كما يمكنك أيضاً تعلُّم أشكال جديدة من القيادة منهم.

على سبيل المثال: ربما يكون من الصعب عليك التخلي عن روح السيطرة، وهذا مبرر بصفتك ربَّ عمل، لكنَّ تشجيع المسؤولية هو أحد أكثر الطرائق فاعلية لتحفيز فريقك، ولكن بعد قضاء الوقت مع أحد أعضاء الفريق، سوف تدرك أنَّهم سينتجون بعد اتباع هذا الأسلوب أكثر من أسلوب عدم التدخل، لتتمكن بعد ذلك من الاختيار بين العقول، وتستطيع التفويض بشكل أكثر فاعلية، وتعزز بيئة عمل أكثر استقلالية، وتتخلى عن السيطرة.

شاهد بالفديو: 10 نصائح لتطوير المهارات القيادية

3. تقبَّل التغذية الراجعة بـ 360 درجة:

يعني نهج التغذية الراجعة 360 درجة أن يستخدم القادة حلقةً كاملةً من وجهات النظر لتقييم أدائهم، وتشمل الأمثلة التغذية الراجعة الواردة من المرؤوسين والزملاء والعملاء وتقييمهم الذاتي، وعند القيام بذلك بشكل صحيح، تزيد كمية الوعي الذاتي وتوضيح السلوك ودفع التطور الشخصي، وتتمثل أكبر عقبة في عدم قابلية الاستماع للتغذية الراجعة السلبية؛ لذا لا تأخذ الأمور على محمل شخصي، فيمكنك عدَّها فرصةً للتعلم والنمو وإحداث التغييرات.

4. تعلَّم من كوتش أو منتور أو مستشار:

وظِّف كوتشاً، أو تابع مع منتور، أو اجلب مستشاراً؛ ذلك لأنَّ هذه الإجراءات لن تُقدَّر بثمن؛ حيث يمكنك أن تتعلم منهم كيف حققوا انتصاراتهم السابقة وكيف تغلبوا على العقبات، وبالإضافة إلى ذلك سيشجعونك على تجريب أسلوب قيادي جديد، أو يمكن أن تستمد منهم الإلهام وتضيف لمستك على أسلوبهم.

على سبيل المثال: يمكن أن تتطلع إلى أشخاص مثل "ستيف جوبز" (Steve Job) و"إيلون ماسك" (Elon Musk) على أنَّهم مبدعون، وحازمون، ومشجعون لفريق العمل، لكن دون تقديس سلوكاتهم غير اللائقة، وبهذا يمكنك مزج هذه الأساليب مع التعاطف.

إقرأ أيضاً: ما هي أهمية العثور على منتور؟

5. اعمل خارج شركتك:

يكتب "بن بريرلي" (Ben Brearley) الحاصل على بكالوريوس وماجستير في إدارة الأعمال: "إنَّ من أبسط وأقوى مصادر التعلم هو أن تعمل مع شركة مختلفة؛ حيث يميل القادة الذين أمضوا معظم حياتهم في العمل بشركةٍ واحدةٍ إلى أن يكونوا معتادين على الوضع الحالي".

ولتلافي هذا الأمر، يمكنك قضاء بعض الوقت في بيئة عمل مختلفة، وحين تقوم بذلك، فإنَّك كما يوضِّح "بريرلي" تواجه "أفكاراً جديدة، وأناساً جدد، وأساليب إدارة جيدة، وسيزودك ذلك أيضاً بالتعرف إلى نهج قيادة مختلف؛ ذلك لأنَّك ستواجه بذلك العديد من الرؤساء لتقدم تقاريرك لهم".

ويقترح: "إن أمضيتَ وقتاً طويلاً وأنت تعمل في الشركة نفسها، فتأكد من توفر مصادر خارجية يمكنك التعلم منها قدر الإمكان، فلعلَّ هذا يزودك بمعلومات خارجية متنوعة لتتبناها في أسلوبك"، ويمكنك إيجاد عمل بدوامٍ جزئي، أو عمل تطوعي، أو تتعاون مع منظمات شريكة، فقد تكون بعض الأفكار الخاصة بالفكرة الأخيرة هي المشاركة في تمويل حدث أو العلامة التجارية المشتركة لمنتج أو خدمة أو نشر بحث مشترك.

إن كان ما ذُكِرَ آنفاً صعباً، فيمكنك أن تتخذ دوراً مختلفاً أو مسؤوليات جديدة ضمن نطاق شركتك، فيمكنك على سبيل المثال العمل ضمن قسم المبيعات لترى نهج رئيس ذلك القسم في القيادة.

إقرأ أيضاً: 8 طرق تجعل شركتك بيئة عمل مريحة

6. انشر ما تعرفه:

تنصح "سالي فوكس" (Sally Fox) الحاصلة على دكتوراه: "إن أردت أن تتعلم فعلِّم، فإنَّ أولئك الذين يدربون على القيادة باحتراف يعلمون هذا السر: يجب أن يطوِّر المرء نفسه، ويستمر في التعلم، ويجعل ما يؤمن به نموذجاً يُحتذَى به؛ لذا أياً كان موقعك في مهنتك، فيمكنك تعليم الآخرين، فشاركهم أسئلتك، وتبادل الأفكار، واستمر في التعلم، وبفعل ذلك، فإنَّك ستوسع مداركك".

بالإضافة إلى التوجيه، اكتب مدوَّنة، أو ابدأ دورة تدريبية عبر الإنترنت، وتشبث بفرص التحدث لأنَّه بذلك يمكنك أيضاً الاختلاط والتواصل، وعموماً، لن تنفد الطرائق التي يمكنك من خلالها نقل معرفتك.

7. خصص وقتاً لنفسك:

يتجنب معظمنا قضاء الوقت وحده؛ وذلك لأنَّنا في النهاية كائنات اجتماعية، ويمكن للوحدة أن تؤثر سلباً في صحتنا النفسية وحتى الجسدية، لكن لا ضرر من العزلة من وقتٍ لآخر؛ حيث يمكن لهذا أن يكون مفيداً في تخفيف التوتر، وتحفيز الشعور بالامتنان، وتعزيز الصحة النفسية، بالإضافة إلى أنَّ قضاء وقت وحدك يمكِّنك من تعزيز التعاطف، والأهم أنَّه يمنحك الفرصة لتفكر وتتعلم أكثر عن نفسك كي تكون متصالحاً مع ذاتك.

لا بُدَّ أنَّك محاط بالكتب المفضلة، والمدونات الصوتية والمواقع الإلكترونية - ولا حرج في ذلك - ففي النهاية، هذه الموارد هي طرائق فعَّالة لمواصلة التعلم والنمو، ولكن عليك أيضاً توسيع آفاقك؛ لذا استشِر مَن حولك عن الكتاب الذي يجب أن تقرأه بعد ذلك، واستمِع لمدونة صوتية جديدة تماماً في أثناء التجول أو ممارسة الرياضة.

يمكنك أيضاً الاشتراك في مدوَّنات الإبداع مثل "إدارة الابتكار" (Innovation Management)، أو متابعة المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، ويمكن أيضاً أن تصبح عضواً في منصة "تيد" (TED) وتبحث في تقارير القيادة من منظمات مثل "كريتيريون" (Criterion).




مقالات مرتبطة