كل شيء حول مرض الصداف، وهل يؤثر على أخذ اللقاحات والعلاقة الحميمية

يُعَدُّ الصداف من الأمراض الجلدية الشائعة التي تؤثر في سير نمو خلايا الجلد؛ حيث تتسرع دورة حياة الخلايا الجلدية لتتراكم على سطح الجلد في شكل قشور وسفية بيضاء صدفية سميكة، تثير حس الحكة، وربما تسبب بعض الألم.



يصنف الصداف على أنَّه من الأمراض طويلة الأمد والتي تتميز بتناوب الهجمات الشديدة والهجوع؛ إذ قد تمرُّ فترات تتحسن فيها الأعراض، ثم ما يلبث هذا التحسن أن ينتهي لينتكس المريض مجدداً.

تتفاوت شدة الصداف من شخص إلى آخر، فقد يسبب لبعض الأشخاص الإزعاج قليلاً، فيما يسبب العجز عند آخرين، خصوصاً عندما يترافق مع التهابات المفاصل.

1. ما هي أسباب مرض الصداف؟

يظن العلماء بأنَّ السبب وراء الصداف هو خلل يصيب مناعة الجسم؛ حيث يؤدي هذا الخلل إلى تجدد أو تكاثر الخلايا الجلدية بمعدل أكبر أو أسرع من الحالة الطبيعية، على سبيل المثال: في الصداف اللويحي الذي يُعَدُّ أشيع أنواع الصداف، يؤدي التكاثر السريع في الخلايا الجلدية إلى تشكل قشور فضية وبقع ذات لون أحمر.

لنكن صريحين، لم يتوصل العلماء والباحثون إلى سبب واضح يفسر سبب هذا الاضطراب الهام في الجهاز المناعي، في حين يعتقد الأطباء بأنَّ العوامل البيئية والجينية قد يكون لها دور هام في هذا الأمر.

2. ما هي العوامل التي تحفز ظهور الصداف؟

قد يكون مريض الصداف مصاباً بالمرض من دون أيِّ أعراض؛ حيث يبقى المرض هاجعاً لسنوات طويلة، حتى تأتي المحرضات المختلفة فتؤدي إلى ظهوره، ومن أهم هذه المحرضات:

  • الإصابة البكتيرية أو الفيروسية، وخصوصاً الإنتانات الجلدية التي قد تحرض الصداف.
  • تغيُّر الظروف الجوية، وخصوصاً الجو الجاف والبارد.
  • الأذيَّات الجلدية من جروح أو خدوش أو حروق أو لدغات أفاعٍ وحشرات.
  • الجهد الشديد، حيث يُعَدُّ من أهم محرضات الصداف.
  • التدخين والتدخين السلبي؛ إذ يحرض المرض ويزيد شدة الهجمة.
  • استهلاك الكحول بكميات كبيرة.
  • بعض الأدوية، مثل أدوية الضغط أو أدوية ارتفاع الضغط أو مضادات الملاريا أو الليثيوم.
  • الإيقاف المفاجئ للكورتيزونات التي تُعطى بالطريق الجهازي، والذي قد يؤدي دوراً كبيراً في تحريض هجمة الصداف؛ لذلك نقوم بإيقافها بشكل بطيء أو تدريجي.

3. هل يمكن لمرضى الصداف أخذ اللقاحات؟

في حقيقة الأمر، ينبغي على مرضى الصداف تجنب اللقاحات التي تحوي فيروسات حية، مثل لقاح الإنفلونزا على سبيل المثال، خصوصاً في حال كان المريض يتناول أدوية تؤثِّر في مناعته مثل الميتوتركسات أو الأدوية البيولوجية أو الكورتيزون؛ ذلك لأنَّ المناعة الضعيفة تشكل بيئة خصبة لتكاثر الفيروس.

شاهد بالفديو: 8 أسباب تؤدي لجفاف البشرة وتشققها

4. الصداف والعلاقة الحميمية:

بالتأكيد يشكل مظهر القشور والبقع الحمراء مظهراً محرجاً للمريض، وقد تنتابه الشكوك حول كيفية تقبُّل شريكه للأمر، وخصوصاً خوفه من أن يكون المرض معدياً، ناهيك عن شعوره بالحرج من لمس جسد الشريك خوفاً من إيذائه أو إيلامه.

قد تشكل هذه الأمور وغيرها عائقاً أمام العلاقة الحميمية مع الشريك، خصوصاً أنَّ القشور قد تظهر على الأعضاء التناسلية، لكن في حال كنت قلقاً تجاه هذا الموضوع، فلا تأبه دائماً فالحلول موجودة.

في البداية وقبل أن تطلب من شريكك تقبُّل مظهرك، عليك ابتداءً أن تتقبل نفسك وتغمر ذاتك بالحب، بدل تذمرك الدائم من نفسك وتقريعها، ثم حاول أن تستشير طبيبك حول هذه المشكلة وسبل حلها؛ إذ إنَّه بالتأكيد قد مرت به حالات كثيرة مثل حالتك، فأنت لست وحدك من يعاني من هذا الأمر.

بعدها حاول أن تفكر في الطريقة المناسبة لإخبار الشريك بحقيقة مرضك، وجرب التحدث بالأمر مع نفسك بدايةً وانتقاء العبارات المناسبة.

إقرأ أيضاً: سبع نصائح لعلاقة زوجية حميمية أفضل

5. الصداف والأمراض النفسية:

لا شك في أنَّ منظر الجلد المصاب بالصداف، سيسبب انخفاض ثقة المريض بنفسه، ناهيك عن الخجل والقلق والانطواء الاجتماعي، ومن ثمَّ يجعله عرضة بشكل أكبر للأمراض النفسية أو العقلية التي بدورها تسيء إلى الصداف.

يجب على المريض تثقيف نفسه بكل ما يتعلق بمرض الصداف، واتباع نصائح طبيبه والمداومة على الأدوية ومراجعة طبيب الجلدية في الأوقات المحددة؛ فكلها أمور تزيد من وعي المريض بالمرض، ومن ثمَّ تمنحه شعوراً بأنَّه يسيطر على المرض، وأنَّه قادر على أن يكسر رهبته ويواجهه ولا يهرب منه.

من المفيد لجوء المريض إلى مجموعات الدعم النفسي الخاصة بمرضى الصداف؛ حيث يستطيع من خلالها أن يرى تجارب بقية المرضى مع الصداف، ويتعلم منها ويستفيد من خبرتهم، وبحضور المريض لهذه الجلسات سيقتنع بأنَّه ليس الوحيد الذي يعاني من المرض؛ ممَّا يخفف من وقع الإصابة على حالته النفسية.

وربما تكون أهم نصيحة لمريض الصداف هي أن يهتم جيداً بحياته الاجتماعية، من خلال التواصل المستمر مع العائلة والأقارب والأصدقاء، والخروج في نزهات معهم، وممارسة النشاطات الرياضية إلى جانبهم؛ حيث إنَّ التحدث إليهم عن معاناته مع المرض، وطلب الدعم والمساعدة منهم، جميعها أمور تريح نفسيته.

وفي حال لاحظ المريض أو أحد المقربين أنَّ الأمر قد زاد عن حد الانزعاج من الأعراض، ووصل إلى مرحلة من الاكتئاب، هنا لا بُدَّ من مراجعة الطبيب المختص بالأمراض النفسية.

6. ما هي مضاعفات مرض الصداف؟

يكون لدى المصاب بالصداف عادةً أهبة زائدة للإصابة بالأمراض الآتية:

  • الآفات العينية، مثل التهابات العنبة أو التهابات الملتحمة أو التهاب الأجفان.
  • زيادة الوزن أو السمنة.
  • داء المفاصل الصافي، الذي يتميز باليبوسة والألم والتوذم.
  • السكري من النمط الثاني، وارتفاع ضغط الدم الشرياني.
  • الأمراض القلبية الوعائية المختلفة.
  • أدواء المناعة الذاتية الأخرى، مثل الداء الزلاقي وداء كرون والتهاب الكولون القرحي.
  • الأمراض النفسية مثل الاكتئاب وضعف الشخصية وانعدام الثقة بالنفس.
  • الستيروئيدات الموضعية: وهي الأكثر استعمالاً لعلاج حالات الصداف الخفيفة والمتوسطة، وتتوفر في جميع الأشكال الصيدلانية.

7. ما هي الأدوية المستخدمة في علاج الصداف؟

تُستَعمل الستيروئيدات الخفيفة مثل الهيدروكورتيزون لعلاج الصداف الموجود في المناطق الحساسة، والبقع الصافية المنتشرة على مساحات واسعة من الجسم، وتُستخدَم هذه الأدوية مرة واحدة في اليوم خلال فترة الهجمة.

قد يؤدي استعمال الكورتيزون الموضعي لفترات طويلة إلى ترقق الجلد، ويقلل من الفاعلية المطلوبة.

  • مضاهيات فيتامين دال: مثل الكالسيترول، والذي يعمل على جعل تكاثر خلايا الجلد أبطأ، كما يمكن إشراكه مع الكورتيزون الموضعي، فالكالسيترول يسبب تهيجاً أخف في الأماكن الحساسة، ولكنَّه يُعَدُّ دواء غالي الثمن.
  • معاكسات الكالسينورين: مثل التاكروليموس، والذي يخفف من حدة الالتهاب ويقلل من تراكم القشور؛ حيث يُفضل استخدامه في أماكن الجلد الرقيق أو الحساس، كالمناطق حول العينين على سبيل المثال، والتي لا يناسبها الكورتيزون الموضعي أو الريتان.

لا يمكن استخدام معاكسات الكالسينورين لفترات طويلة؛ حيث إنَّها قد تؤدي إلى حدوث سرطان الجلد أو سرطانات لمفاوية.

  • حمض الصفصاف: يعمل شامبو حمض الصفصاف على التخفيف من قشور الصداف الموجودة على الفروة، ويمكن استخدامه وحده أو بالمشاركة مع الأدوية الأخرى من أجل زيادة نفوذيتها واختراقها للجلد.
  • قطران الفحم: وهو مركب يخفف الالتهاب والحكة والقشور، ويمكن الحصول عليه من دون وصفة طبية، إلا أنَّ من سلبياته أنَّه يسبب تهيجاً في الجلد وتبقع الملابس أو الفراش، وقد تكون رائحته مزعجة للمريض، كما يوصي الأطباء بعدم استخدامه عند الحوامل أو المرضعات.

تشارك بعض المدارس الطبية العلاج الضوئي مع قطران الفحم؛ حيث إنَّ قطران الفحم يزيد فاعلية العلاج الضوئي؛ لأنَّه يجعل الجلد أكثر نفاذية أو أكثر تقبُّلاً للأشعة فوق البنفسجية التي يصدرها العلاج الضوئي.

إقرأ أيضاً: 5 أعشاب طبيعية لعلاج مرض الصدفيّة الجلدي

8. ما هي الأدوية الجهازية التي تُستخدَم في علاج مرض الصداف؟

يُلجَأ إلى الأدوية الجهازية في حال كانت أعراض الصداف متوسطة إلى شديدة، أو في حال لم تعطِ الأدوية الموضعية الفوائد المرجوة، وبسبب مخاطر هذه الأدوية، فإنَّها تُستخدَم مدة قصيرة فحسب، ثم توقَف، على سبيل المثال:

  • حقن الكورتيزون: في حال كانت الآفات الصدافية قليلة العدد وصغيرة الحجم، فقد يلجأ الطبيب إلى حقن التريامسنولون ضمن الآفة بشكل مباشر.
  • حبوب الريتان أو الأسيتريتين: تُستَعمل لتخفيف تكاثر الخلايا الجلدية، ولكن لها آثار جانبية مثل الألم العضلي وجفاف البشرة، ولا يُنصَح باستخدامها عند المرأة الحامل أو المرضع أو المرأة التي تخطط للحمل.
  • الميتوتركسات: تعمل الميتوتركسات على تقليل تكاثر خلايا الجلد، وتخفف الالتهاب؛ حيث تُعطى مرة واحدة في الأسبوع على شكل حبوب عبر الفم، غير أنَّ لها آثاراً جانبية مثل مشكلات المعدة ونقص الشهية والتعب، ثم إنَّ المرضى الذين يأخذون الميتوتركسات لمدة طويلة، تتم مراقبتهم مخبرياً بفحوص الدم ووظائف الكبد، فيجب على المريض أو المريضة إيقاف الميتوتركسات قبل أربعة أشهر على الأقل من التخطيط للحمل، ولا يمكن للمرضع تناوله.
  • السايكلوسبورين أو النيورال: يُستخدَم في حالات الصداف الشديد، ويُعَدُّ من مثبطات المناعة التي تزيد من فرص إصابة المريض بالسرطان والأمراض الإنتانية؛ لذلك لا يمكن استخدامه أكثر من سنة واحدة، ويقوم المريض خلال هذه الفترة بمراقبة ضغط الدم ووظيفة الكلية بشكل دوري.
  • المعالجات الحيوية: تُعطى بطريق الحقن، وتُعَدُّ من معدلات المناعة؛ حيث تعمل على تعديل الجهاز المناعي بطريقة توقف تطور المرض وتحسِّن أعراضه وعلاماته خلال أسابيع معدودة، مثل الانفليكسيماب وأداليموماب، كما تُعَدُّ هذه الأدوية غالية الثمن بشكل كبير، ولا تغطيها أنظمة التأمين الصحي.
  • يجب الحذر عند استخدام العلاجات البيولوجية؛ ذلك لأنَّها تثبط الجهاز المناعي، ومن ثمَّ تعرض المريض لخطر الإصابة بالإنتانات القاتلة والسرطانات.

كلمة أخيرة:

للأسف الشديد ولسوء الحظ، لا يوجد علاج شافٍ للصداف، ولكن على المقلب الآخر، يمكن لبعض التدابير الخاصة أن تساهم في تحمُّل المرض، مثل استعمال المراهم الموضعية الحاوية على الستيروئيدات، وتعريض مناطق معيَّنة من الجلد لأشعة الشمس بشكل مدروس.

المصادر: 1، 2، 3، 4، 5




مقالات مرتبطة