فوائد السردين في الوقاية من مرض السكري وتحسين صحة الجسم

وجد الباحثون أنَّ الأشخاص الذين يعانون من مقدمات مرض السكري، والذين يتناولون علبتين من السردين أسبوعياً، يقللون كثيراً من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2، كما يقللون من مقاومة الأنسولين ويخفِّضون ضغط الدم لديهم.



مرض السكري من النوع 2 هو حالة استقلابية تتأثر بعوامل عدة، ومنها الأطعمة التي تتناولها ومقدار التمرينات الرياضية التي تمارسها. وهناك العديد من المضاعفات الصحية لمرض السكري من النوع 2 بما في ذلك الاعتلال العصبي (تلف الأعصاب)، وفقدان البصر، وأمراض الكلى والقلب.

تشير البيانات الحديثة المنشورة في مجلة "كلينيكال نيوتريشن" (Clinical Nutrition) في شهر آذار/ مارس إلى أنَّ الأشخاص الذين يواجهون خطراً كبيراً للإصابة بمرض السكري قد يجدون في تناول السردين فوائد عدة للوقاية من هذا المرض.

تشمل عوامل الخطر لمرض السكري من النوع 2، زيادة الوزن وإصابة أحد أفراد الأسرة بالسكري من النوع 2، وأيضاً قلة النشاط البدني والتشخيص بمرض سكري الحمل (السكري في أثناء فترة الحمل).

الأشخاص المصابون بمتلازمة التمثيل الغذائي أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري، وقد يتم تشخيص الفرد بإصابته بمتلازمة التمثيل الغذائي إذا كان يعاني من ثلاثة من الأعراض الخمسة المرتبطة بهذه المتلازمة.

وتشمل ارتفاع نسبة السكر في الدم، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة الدهون الثلاثية، وانخفاض مستويات البروتينات الدهنية عالية الكثافة والتي يُرمز لها بـ HDL ومحيط الخصر الكبير.

أما مقدمات السكري فهي الحالة التي يكون فيها مستوى السكر في الدم مرتفعاً جداً؛ لكنَّه لم يصل إلى المستوى الذي يكون فيه الشخص مصاباً بمرض السكري من النوع 2.

يعاني ما يقرب من 88 مليون بالغ من مقدمات مرض السكري في الولايات المتحدة الأمريكية (US)، وغالبية المصابين به لا يعرفون ذلك، وتزيد مقدمات السكري أيضاً من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.

ووفقاً لـ "المعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى" (National institute Of Diabetes and Digestive and Kidney Diseases) هناك ما يُقدَّر بنحو 34 مليون شخص يعانون من مرض السكري في الولايات المتحدة؛ أي ما نسبته 10% من إجمالي عدد السكان.

وما يقرب من 7.3 مليون شخص من هؤلاء لا يعرفون أنَّهم مصابون بمرض السكري؛ لذلك فإنَّ إجراء تغييرات في النظام الغذائي وممارسة التمرينات الرياضية قد يساعدان على تقليل المخاطر المُحتملة لتطور هذه الحالة.

شاهد بالفيديو: 8 معلومات طبية عن مرض السكري

السردين يقلل جداً من خطر الإصابة بالسكري:

تُعَدُّ إضافة السردين إلى نظامك الغذائي إحدى التغييرات السهلة والتي يمكنك إجراؤها للتقليل من خطر الإصابة بمرض السكري.

وقد وجدت دراسة أجراها باحثون من "جامعة أوبيرتا دي كاتيلونيا" (the Universitat Oberta de Catalunya) الإسبانية، والتي نُشِرَت في مجلة "كلينيكال نيوتريشن" في عام 2021، أنَّ تناول السردين بشكل منتظم قد يكون له تأثير وقائي ضد الإصابة بمرض السكري من النوع 2.

قام الباحثون في البداية بتسجيل بيانات 152 شخصاً لا تقل أعمارهم عن 65 عاماً وقد شُخِّصوا بمقدمات السكري، وقد حدد الباحثون مرحلة ما قبل السكري على أنَّها المرحلة التي يكون فيها الدم يحتوي على نسبة جلوكوز تتراوح بين 100 و124 مليغرام لكل ديسيلتر من الدم.

وحُدِّدَ برنامج غذائي للمشاركين يهدف إلى التقليل من مخاطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2، ثم فُرِزوا عشوائياً في مجموعة ضابطة ومجموعة تجريبية؛ إذ استهلك أعضاء المجموعة الأخيرة ما يقرب من علبتي سردين مع زيت الزيتون أسبوعياً.

وأُعطِيَت للمشاركين تعليمات بتناول السردين كاملاً دون إزالة العظام وقائمة بالوصفات، وفي نهاية عام من التجريب، قارن الباحثون معدل خطر الإصابة بمرض السكري بين بداية الدراسة ونهايتها.

في المجموعة الضابطة كان 27% من أعضائها معرضين لخطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 والتي انخفضت إلى 22% في نهاية العام مع التغييرات التي طرأت على النظام الغذائي.

أما في المجموعة التجريبية فقد كان 37% من أعضائها معرضين لخطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 قبل البدء بالإجراءات التغييرية على نظامهم الغذائي.

وفي نهاية العام، انخفضت النسبة إلى 8%، كما وجد الباحثون أنَّ هناك معدلات أخرى قابلة للقياس تحسنت أيضاً لدى المجموعة التي تناولت السردين أسبوعياً.

وتضمنت هذه المعدلات انخفاضاً في مقاومة الأنسولين، وارتفاعاً في كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة، وزيادة في الأديبونكتين؛ وهو هرمون يُسرِّع من عملية تفكيك الجلوكوز، كما قاموا بقياس انخفاض ضغط الدم والدهون الثلاثية.

وتعتقد "ديانا دي ريزولو" (Diana D. Rizzolo) الباحثة الرئيسة في الدراسة، أنَّه يجب التوصية بتناول السردين كاملاً، بدلاً من تجزئة فوائده الغذائية مثل أوميغا 3 وفيتامين D والكالسيوم والتوراين.

وتقول "دي ريزولو": "بالإضافة إلى أنَّ السردين ذو سعر معقول ومن السهل العثور عليه، فهو أيضاً غذاء آمن ويساعد على منع ظهور السكري من النوع 2.

إنَّ معرفتنا بفوائده في تقليل خطر الإصابة بالسكري من النوع 2، يُعَدُّ اكتشافاً علمياً ضخماً، ويصبح من السهل التوصية بالسردين خلال الفحوص الطبية وهو مقبول على نطاق واسع من قبل الناس".

وأضافت: "مع تقدمنا في العمر يكون للأنظمة الغذائية ذات السعرات الحرارية المنخفضة والمتنوعة من حيث الأطعمة، أهمية في المساعدة على منع ظهور مرض السكري من النوع 2، لكن إذا ما قورِنَت تكلفة هذه الأنظمة مع فوائدها، فإنَّ النتيجة لا تكون إيجابية دوماً، وهذا ما وجدناه في دراسات أخرى".

وعلى الرغم من أنَّ الدراسة أُجرِيَت على أشخاص كبار في السن، إلا أنَّ "ريزولو" تعتقد أنَّ هذه الآثار ستكون نفسها على أشخاص أصغر سناً.

إقرأ أيضاً: 6 أطعمة يجب أن يتجنبها مرضى السكري

السردين غني بأوميغا 3:

السردين سمك دهني ويحتوي على نسبة عالية من أحماض أوميغا 3 الدهنية، وبعد تحليل البيانات، ذكر باحثو "جامعة كولومبيا البريطانية" (UOC)، أنَّهم خططوا لدراسة كيفية تأثير السردين في ميكروبيوم الأمعاء.

ولقد أظهر تناول نظام غذائي غني بأحماض أوميغا 3 تأثيراً وقائياً في بعض المؤشرات الصحية، فمن المحتمل أن يكون ارتفاع الأمراض الالتهابية المزمنة في العقود الماضية مرتبطاً بالاستعمال الواسع للزيوت النباتية والأطعمة المُصنعة الغنية بأحماض أوميغا 6 الدهنية.

فعلى الرغم من أنَّ حمض أوميغا 6 ضروري لصحة جيدة مثل حمض أوميغا 3، إلا أنَّ التوازن أمر هام على هذا الصعيد؛ إذ يستهلك الناس الكثير من أحماض أوميغا 6 الدهنية؛ لأنَّها موجودة تقريباً في كل شيء، من البطاطس المقلية إلى الوجبات الباردة وتوابل السلطات.

لكنَّ الحفاظ على صحة جيدة يقتضي الحفاظ على نسبة (4) من أحماض أوميغا 6 مقابل (1) من أحماض أوميغا 3 التي تُتَناوَل؛ لكنَّ هذا قد يكون مستحيلاً إذا كنتَ تتناول بانتظام الأطعمة المصنعة والأطعمة الجاهزة.

يُعَدُّ حمض أوميغا 6 لينوليك (LA) واحداً من أكثر الأحماض خطورة في النظام الغذائي للإنسان، وتُعَدُّ الزيوت النباتية المُصنعة مصدراً رئيساً لهذا الحمض؛ لكنَّ الأطعمة الحيوانية مثل الدجاج الذي يخضع لعملية تغذية مُركَّزة وسمك السلمون الذي يُستَزرَع، يحتويان أيضاً على نسبة عالية من حمض أوميغا 6 بسبب الحبوب الغنية بهذا الحمض والتي تتغذى عليها هذه الحيوانات.

وهناك أدلة تشير إلى أنَّ الكمية الزائدة من حمض أوميغا 6 لينوليك تؤدي دوراً في العديد من الأمراض المزمنة؛ إذ توجد أحماض أوميغا 3 في كل النباتات والحيوانات البحرية، لكن كل مصدر يعطي نوعاً مختلفا من حمض أوميغا 3 ولا يمكن استبدال نوع بنوع آخر.

توجد دهون أوميغا 3 النباتية في الجوز والخضروات الورقية الخضراء وبذور الكتان وبذور الشيا، وتحتوي على حمض ألفا لينوليك قصير السلسلة (ALA) ولا تحتوي على حمض الدوكوساهيكسانويك طويل السلسلة (DHA) وحمض إيكوسابنتانويك (EPA) الموجودَين في أوميغا 3 ومصدرهما الحيوانات البحرية.

وعلى الرغم من أنَّ الجسم يمكنه استعمال حمض (ALA) لإنشاء حمض (EPA) و(DHA)، إلا أنَّ العملية تتطلب أنزيماً للتحويل،

وعند معظم الناس يكون معدل التحويل ضئيلاً جداً، وربما يكون أقل من 1%.

بمعنى أنَّ الكمية الصغيرة من حمض (ALA) التي قد تتناولها تُحَوَّلُ إلى دهون أوميغا 3 طويلة السلسلة التي يحتاجها الجسم، إلا أنَّ العملية غير فعالة للغاية ولا توفر نسبة الدهون طويلة السلسلة التي يحصل عليها الجسم من خلال تناول الحيوانات البحرية.

من الضروري أيضاً أن تختار الأسماك بعناية؛ لأنَّ الأسماك الدهنية التي تعيش في المياه الباردة فقط هي التي تحتوي على مستويات عالية من أوميغا 3.

وبعض الأمثلة عن هذه الأسماك، سمك السلمون في "ألاسكا" (Alaska) والسردين والأنشوجة والماكريل والرنجة، ومن الأفضل تجنب الأسماك المستزرعة، لثلاثة أسباب:

أولاً: بسبب احتمال كبير أن تكون ملوثة.

ثانياً: تقوم معظم مزارع الأسماك بتغذية الأسماك على الذرة وفول الصويا المُعدلين وراثياً.

ثالثاً: إنَّ دهون أوميغا 6 التي تُغذى بها هذه الأسماك تُشكِّل نحو 90% من دهون LA الخطرة.

بعبارة أخرى، إنَّ تناول هذه الأسماك لا يُعدِّل نسبة أوميغا 6 إلى أوميغا 3؛ بل إنَّه يزيد من نسبة أوميغا 6 مقارنة بأوميغا 3؛ إذ إنَّ السلمون المستزرع يحتوي فقط على نصف الكمية التي يحتويها السلمون البري من أوميغا 3، وفي المقابل يحتوي السلمون المستزرع على 5.5 أضعاف كمية أوميغا 6 التي يحتويها السلمون البري.

إقرأ أيضاً: زيت بذور الكتان أم زيت السمك، أيُّهما أفضل لمرضى السكري؟

مؤشر أوميغا 3 ذو دلالة هامة على حدوث الوفيات:

يمكن أن يؤدي النقص في أحماض EPA وDHA إلى جعل الجسم عرضةً للإصابة بأمراض مزمنة؛ لذلك يُعَدُّ تحسين مستوى أوميغا 3 في الجسم أمراً أساسياً لاكتساب صحة جيدة، ومع ذلك، فإنَّه لا توجد طريقة لمعرفة نسبة أوميغا 3 في الجسم دون إجراء اختبار مؤشر أوميغا 3.

النسبة التي يجب أن تحصل عليها من أوميغا 3 هي 8%، وهذه هي النسبة المألوفة للأشخاص الذين يعيشون في اليابان (Japan)؛ حيث توجد أقل نسبة للوفيات بسبب السكتات القلبية المفاجئة.

وفي المقابل، تكون النسبة الخطرة من أوميغا 3 هي 4% وما دون، ولا يوجد دليل علمي يشير إلى اختلاف هذه النسب بين الرجال والنساء أو تبعاً لاختلاف الأعمار.

قامت إحدى الدراسات، التي نُشِرَت في كانون الثاني/ يناير، بتقييم مؤشر أوميغا 3 لدى 100 شخص ومقارنتها بمؤشرات إصابتهم بجائحة كوفيد-19، وقد كانت النتيجة الأولية هي الموت.

عندما حُلِّلَت البيانات الإجمالية، وجد الباحثون حالة وفاة واحدة فقط في المجموعة ذات الربع العالي من مؤشر أوميغا 3.

أكدت بيانات البحث أيضاً النتائج السابقة التي أظهرت أنَّ الشخص العادي في الولايات المتحدة لديه مؤشر أوميغا 3 بما يقارب 5%، وهو أقل بكثير من المؤشر الذي أظهر تأثيرات وقائية في وجه معدل الوفيات الإجمالي.

أظهرت البيانات من هذه المجموعة متوسط ​​مؤشر 5.09% ومتوسط ​​4.75%، وأكدت إحدى الدراسات المنشورة في عام 2018 أنَّ دهون أوميغا 3 يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض القلب التاجية والوفيات الناجمة عن جميع الأسباب.

قام الباحثون بقياس مؤشر أوميغا 3 في 2500 مشارك، ووجدوا أنَّ الأشخاص في الخُمس الأعلى من المؤشر لديهم معدل وفيات إجمالي بنسبة 34% أقل من الأشخاص في الخُمس الأدنى.

إقرأ أيضاً: ما لا يعرفه الكثيرون عن الأحماض الدهنية أوميغا 3

الفوائد المتعددة لدهون أوميغا 3:

بالإضافة إلى حماية القلب والرئتين وعصيات المتقدرة، فإنَّ حمض أوميغا 3 يمتلك فوائد صحية أخرى وهي:

تقليل الالتهاب:

يمكن أن يكون هذا مفيداً لمن يعانون من التهاب المفاصل الروماتويدي عن طريق تقليل التيبس والألم، فالنساء اللواتي يعانين من آلام الدورة الشهرية قد يعانين أيضاً من ألم أكثر اعتدالاً.

تحسين نمو العضلات وقوة العظام:

تساعد دهون أوميغا 3 جسمك على بناء كتلة عضلية صحية، بما في ذلك الأشخاص الذين يعانون من السرطان، والذين قد يعانون من وهن (هزال العضلات)، ويمكن أن تساعد أيضاً على تحسين قوة عظامك عن طريق تحسين امتصاص الكالسيوم في الجسم، وهذا قد يؤدي إلى الحد من تطور هشاشة العظام.

تحسين الصحة النفسية والسلوك:

تظهر الأدلة فوائد للأطفال الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD)، بما في ذلك تقليل العدوانية، والحد من فرط النشاط، والاندفاع، والسلوك الاعتراضي، والأرق.

شاهد بالفيديو: فوائد صحية لا تعرفونها عن أكل السمك

حماية البصر:

(DHA) هو عنصر رئيس في تكوين العينين والدماغ، وقد تزيد المستويات المنخفضة منه من خطر الإصابة بالضمور البقعي المرتبط بالعمر.

ترتبط المستويات الجيدة من أوميغا 3 أيضاً بانخفاض خطر الإصابة بخلل وظيفي عصبي إدراكي آخر؛ مثل فقدان الذاكرة، وشيخوخة الدماغ، واضطرابات التعلم، واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، والتوحد، وعسر القراءة، وقد يحد أيضاً من أعراض متلازمة التمثيل الغذائي ومقاومة الأنسولين ويقلل من خطر الإصابة بأمراض الكلى وسرطان القولون.

المصدر: 1




مقالات مرتبطة