فكر في العاملين المحبطين كفرصة لتغيير ثقافة التعلم في شركتك

من الطبيعي أن يكون لدى أي شركة بعض الموظفين غير السعداء بشأن شيء ما، أو يعانون من شيء ما؛ فحتى أفضل الشركات ليست مثالية بالنسبة إلى جميع الموظفين، وأحياناً تكون معاناة الموظف لأسباب ليس لها علاقة بمكان العمل.



وبصرف النظر عن السبب، فإنَّ الموظفين غير السعداء يمكن أن يؤثروا سلباً في ثقافة الشركة، وحتى في نشاطها التجاري؛ والسبب في ذلك أنَّهم قد يقدمون للعملاء خدمات رديئة، أو أنَّ أداءهم يكون دون المستوى المطلوب، أو أنَّهم لا يقومون بأي عمل مطلقاً، كما أنَّهم يتفاعلون تفاعلاً سيئاً مع زملائهم في العمل.

كما أنَّ للمديرين والقادة في الشركة دوراً حيوياً في التأثير في حالة موظفيهم في الشركة، وقد يشمل تأثير ذلك النقاط الآتية:

  • قد لا تثير حالة الموظف غير السعيد انتباههم، ومن ثمَّ لا يُحدِثون أي تغيير حيال ذلك، وفي هذه الحالة، سيؤثر الموظف المحبط تأثيراً سلبياً في غيره من الموظفين، وعلى الأرجح سيقدِّم استقالته.
  • قد يعلم المديرون والقادة أنَّ الموظف غير سعيد، ومع ذلك، تُتجاهل هذه الحالة. وإذا سلك المديرون هذا المنحى في التعامل مع المشكلة؛ فسيواجهون مشكلة تتعلق بفاعليتهم في العمل، وستستمر هذه المشكلة، وربما تنتشر بين باقي الموظفين.
  • قد يكتشفون أنَّ الموظفين غير سعداء، ويحاولون إيجاد طريقة لحل هذه المشكلة. وفي هذه الحالة، سيكون لدى كل من الموظفين والشركة الفرصة للتعلُّم من هذه الحالة، وتحقيق مزيدٍ من التطور والازدهار.

إذاً؛ المفتاح لحل المشكلة هو التعلُّم، عندما يتعرف المديرون والقادة إلى القضايا التي تتعلق بموظفيهم، ويدركون ما معنى أن تكون موظفاً في هذه الشركة، فإنَّهم يُظهرون أنَّ التعلُّم هو جانب هام من ثقافة الشركة.

الإصغاء والتعلُّم:

عندما يصغي القادة إلى موظفيهم، فإنَّهم يمارسون أحد أشكال التعلُّم، ويتيحون فرصاً للتعلُّم؛ وذلك لأنَّ معظم الموظفين يعبِّرون عن رغبتهم بمزيدٍ من فرص التعلُّم. ووفقاً لأحدث الأبحاث في هذا المجال، يرغب معظم الموظفين في الشعور بأنَّهم يستعدون لوظيفتهم التالية بينما يكونون في وظيفتهم الحالية.

وتُبيِّن الأبحاث أيضاً أنَّ قلة فرص التطور المهني ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالطريقة التي يتفاعل فيها الموظفون ضمن بيئات عملهم. وفي دراسة استطلاعية لموظفي الخدمة المدنية في "المملكة المتحدة" (UK) وُجِد أنَّ 50% فقط من الموظفين شعروا بالسعادة لأنَّه كان لديهم فرص للتعلُّم والتطور المهني.

ونرى أنَّ لدى بعض الشركات فرصاً حقيقية للتطور والنمو في مجال التعلُّم والتطوير، وقد يكون الموظفون ذوو الأداء المنخفض أكبر الداعمين لعملية التعلُّم، وكذلك أكثر مَن يشجِّع على خلق ثقافة التعلُّم.

شاهد بالفيديو: طرق تعامل المدير الناجح مع الموظفين

5 إجراءات تفضي إلى ثقافة تعليمية في بيئة العمل:

عندما يكون قادة الشركات مستعدين لإجراء التغييرات وإنشاء ثقافة تعلُّم بالاعتماد على التغذية الراجعة التي يقدِّمها الموظفون المحبطون، فإنَّه يكون لديهم خطوات محددة يجب اتخاذها لجعل عملية التعلُّم أسهل، ومن هذه الخطوات:

1. التعرُّف إلى الوضع:

قبل وضع أي افتراضات أو اتخاذ أي قرارات، فإنَّه من الضروري أن يعرف القادة ما الذي يجري في شركتهم؛ فهم يحتاجون إلى معرفة ما الذي يجعل الموظفين يعانون، وما هي التغيرات التي تساعد هؤلاء الموظفين.

2. اتخاذ إجراءات فورية:

حدد الوضع قبل أن يزداد سوءاً، وهذا قد يتطلب منك عقد اجتماعات، وإنشاء برامج جديدة، أو التواصل مع موظفين آخرين للعمل على حل المشكلة، ففي أغلب الأحيان، يشارك الموظفون المحبطون أفكارهم مع زملائهم في العمل.

إقرأ أيضاً: 3 طرق لتحديد أولويات ثقافة الشركة خلال فترات التغيير

3. إجراء اجتماعات فردية:

التواصل هو أفضل طريقة للتأكد من أنَّ المشكلة قد حُلَّت حلاً مهنياً وخاصاً.

4. استخدام التعاطف:

التعلُّم يعني ارتكاب الأخطاء والقدرة على التعبير عن الآراء والأفكار، ويمكن للقادة أن يساعدوا على خلق بيئة تعلُّم من خلال التشجيع على ثقافة التعاطف؛ لذا يجب عليهم الإصغاء بهدوء، وأن يحاولوا فهم المشكلات التي يعاني منها الموظفون، وعندما يفعل القادة ذلك؛ فإنَّ الموظفين سيشعرون بأنَّهم يستطيعون التعبير عن أفكارهم المتعلقة بمشكلاتهم، والأكثر من ذلك أنَّهم سيساعدون الشركة على الازدهار من خلال التعلُّم.

إقرأ أيضاً: التعاطف في العمل، تنمية المهارات لفهم الآخرين

5. أخذ الوقت الكافي:

قد تفكِّر في أنَّه يجب حل جميع المشكلات بأقصى سرعة، ولكن نادراً ما يُحقَّق ذلك، ولكن مع الوقت وعلى الرغم من تحديد المشكلات؛ إلا أنَّها قد تستمر لبعض الوقت، وقد يستغرق الأمر وقتاً حتى يشعر الموظفون بأنَّ هناك مَن يصغي إلى مشكلاتهم ويفهمها.

إنَّ برامج التعلُّم لا تؤتي ثمارها بين عشية وضحاها؛ فهي تبدأ بأشياء صغرى، ثم تتسع لتشمل أشياء أكبر، وتحقق نتائج أفضل مع استمرار الموظفين بتقديم التغذية الراجعة. وقد يبدو الموظفون المحبطون كأنَّهم مصدر خسارة واستنزاف لموارد الشركة، وهم كذلك إذا تُرِكَت مشكلاتهم دون حل؛ وهذا يؤدي إلى نشر روح الإحباط لدى باقي الموظفين.

لكن إذا اختار قادة الشركة الإصغاء إلى هؤلاء الموظفين، فسيستثمرون هذه المشكلات لنشر ثقافة التعلُّم؛ فعندما تصغي إلى مشكلات الموظفين؛ فإنَّك تشجع على نشر جو التعاون الذي يؤدي إلى حلها، وسترى أنَّ هؤلاء الموظفين يساهمون في إنشاء برنامج تعليمي فعال، والتعلُّم هو الشيء الذي يريده الموظفون كلهم.

المصدر.




مقالات مرتبطة