فاكهة البابايا الاستوائية: فوائدها الصحيّة وطرق تناولها

تنمو البابايا في الأجواء الاستوائية، وقد أصبحت بفضل طعمها الحلو، ولونها الزاهي، والفوائد الصحية المتنوعة التي تقدمها للجسم من أشهر أنواع الفاكهة في العالم وأضحت متوفرةً الآن في جميع الأوقات وعلى مدار العام بعد أن كانت سابقاً فاكهةً غريبةً ونادرة.



من الفوائد الصحية التي من المحتمل الحصول عليها عند تناول البابايا انخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب، والسكري، والسرطان، وتحسين عملية الهضم، وتعزيز القدرة على ضبط مستويات الجلوكوز في الدم لدى الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري، وتخفيض ضغط الدم، والمساعدة في شفاء الجروح.

البابايا فاكهة طريّة وذات قوام دهني تُستخدَم في إعداد مجموعة متنوعة من الأطباق. سنتعرف معاً من خلال هذا المقال على مزيدٍ من فوائد البابايا الصحية، واستخداماتها، وكيف يمكن إدخالها بشكلٍ أكبر إلى نظامنا الغذائي، والعناصر الغذائية التي فيها.

حقائق سريعة عن البابايا:

يعود أصل البابايا إلى المكسيك لكنَّها تنمو بشكلٍ طبيعيٍّ في ساحل الكاريبي وفلوريدا أيضاً. ووفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) تنتج الهند الجزء الأكبر من كميات البابايا، إذ بلغ إنتاجها أكثر من 5 ملايين طن في عام 2013. ويمكن إضافة البابايا إلى السلطات، والكوكتيلات، وغيرها من الأطباق.

فوائد البابايا:

فوائد البابايا

يُعتقَد بأنَّ العناصر الغذائية الموجودة في البابايا تُمِدُّ الجسم بالعديد من الفوائد الصحية وقد تساعد في الوقاية من كثيرٍ من الأمراض التي تصيب الصحة.

1- التنكُّس البقعي الناجم عن التقدّم في السن:

الزياكسانثين مضاد أكسدة موجود في البابايا يحمي العينين من الأشعة الزرقاء المؤذية ويقيهما من الإصابة بالتنكُس البقعي. لكن تبيَّن أنَّ الإكثار من تناول جميع أنواع الفاكهة يقلل خطر الإصابة بالتنكس البقعي نتيجة التقدم في السن.

إقرأ أيضاً: 8 أطعمة أساسية للحفاظ على صحة العين

2- الوقاية من الربو:

يَقِلُّ خطر الإصابة بالربو لدى الأشخاص الذين يُكْثِرون من استهلاك أنواع معينة من العناصر المُغذِّية. أحد هذه العناصر هو "البيتا كاروتين" الموجود في عدد من الأطعمة كالبابايا، والمشمش، والبروكلي، والبطيخ الأصفر، والقرع، والجزر.

3- الوقاية من السرطان:

قد يقلل استهلاك مُركَّب "البيتا كاروتين" المضاد للأكسدة، والموجود في البابايا، خطر الإصابة بالسرطان. ووفقاً لدراسةٍ نُشرَتْ في مجلة (Cancer Epidemiology and Prevention Biomarkers) قد يقي اتباع حميةٍ غذائيةٍ غنيةٍ بالبيتا كاروتين الرجال من الإصابة بسرطان البروستات.

إقرأ أيضاً: 8 أطعمة تحمي من الإصابة بسرطان البروستات

4- صحة العظام:

يرتبط عدم استهلاك ما يكفي من فيتامين K مع ارتفاع خطر تَعرُّض العظام للكسر. ويُعَدُّ استهلاك ما يكفي من فيتامين K مهماً للحصول على صحة جيدة لأنَّه يعزز قدرة الجسم على امتصاص الكالسيوم وقد يقلل طرح الكالسيوم عن طريق البول ما يعني احتفاظ الجسم بكمياتٍ أكبر من الكالسيوم لتعزيز قوة العظام وإعادة بنائها.

5- السكري:

تُظْهِر الدراسات أنَّ الأشخاص الذين يعانون من النوع الأول من مرض السكري ويتبعون نظاماً غذائيَّاً غنيَّاً بالألياف تنخفض لديهم مستويات الجلوكوز في الدم، وأنَّ الأشخاص الذين يعانون من النوع الثاني من مرض السكري قد تتحسن لديهم مستويات سُكَّر الدم، والدهون، والأنسولين، علماً أنَّ ثمرة بابايا صغيرة تزود الجسم بـ 3 غرامات من الألياف، أي ما يعادل 17 غراماً من الكاربوهيدرات.

6- الهضم:

تحتوي البابايا أنزيماً يُدعى الباباين يُسهِّل عملية الهضم، وهو يُستخدَم حقيقةً لجعل اللحوم أكثر طراوةً. تُعَدُّ البابايا غنيةً أيضاً بالألياف والماء اللذين يقي كلاهما من الإمساك ويعززان انتظام حركة الأمعاء ويحافظان على صحتها.

7- مرض القلب:

تساعد الألياف، والبوتاسيوم، والفيتامينات الموجودة في البابايا في الوقاية من الإصابة بمرض القلب. وتُعَدُّ زيادة استهلاك البوتاسيوم والابتعاد عن الصوديوم أهم تغييرٍ في النظام الغذائي يمكن أن يجريه الشخص ليُبْعد عن نفسه خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

8- الالتهابات:

تحتوي البابايا على الكولين الذي يُعَدُّ عنصراً غذائيَّاً مهمَّاً جدَّاً ومتعدد الفوائد يمنحنا شعوراً بالراحة في أثناء النوم، ويجعل حركة عضلاتنا أكثر سهولةً، ويساعدنا في التعلم والاحتفاظ بالمعلومات. يساعد الكولين أيضاً في الحفاظ على بنية الأغشية الخلوية، ونقل النبضات العصبية، وامتصاص الدهون، والحد من الإصابة بالالتهابات المزمنة.

9- البشرة وشفاء الجروح:

تبيَّن أن البابايا حينما تُستخدَم علاجاً موضعيَّاً تساعد في شفاء الجروح ووقاية المواضع المُتعرضة للحروق من الإصابة بالأمراض. ويعتقد الباحثون أنَّ أنزيمَي الكيموباباين والباباين الموجودين في البابايا مسؤولان عن تأثيراتها الصحية المفيدة. وقد استُخدمَت المراهم التي تحتوي أنزيم الباباين في علاج قرحات الفِراش أيضاً (وهي تقرحات تصيب الجلد نتيجة الضغط المستمر عليه لفترات طويلة وتصيب خاصةً طريحي الفراش).

10- العناية بالشعر:

تُعَدُّ البابايا مفيدةً جدَّاً أيضاً للحفاظ على صحة الشعر لأنَّها تحتوي فيتامين A وهو من العناصر الضرورية لإفراز مادة "الزُهم" (sebum) التي تحافظ على رطوبة الشعر. يُعَدُّ فيتامين A ضروريَّاً أيضاً للحفاظ على جميع أنسجة الجسم بما فيها الجلد والشعر. ويُعَدُّ الحصول على كمياتٍ كافيةٍ من فيتامين C الموجود في البابايا، ضروريَّاً لإنتاج الكولاجين الذي يمنح البشرة شكلها والحفاظ عليه.

إقرأ أيضاً: 5 وصفات سحريّة لبشرةٍ شابة مدى الحياة

العناصر المغذِّية الموجودة في البابايا:

تُعَدُّ البابايا من المصادر الرائعة التي يمكن الحصول من خلالها على فيتامين C إذ تقدّم ثمرة بابايا واحدة 224% من كمية فيتامين C الموصى باستهلاكها يومياً. ويوجد في ثمرة البابايا متوسطة الحجم:

  • 120 سعرة حرارية.
  • 30 غرام من الكاربوهيدرات من ضمنها 5 غرامات من الألياف و18 غرام من السكر.
  • غرامان من البروتين.

وتُعَدُّ البابايا من المصادر التي يمكن الحصول من خلالها على:

  • الفولات.
  • فيتامين A.
  • المغنيزيوم.
  • النحاس.
  • فيتامين B5.
  • الألياف.

يوجد في البابايا أيضاً فيتامين B بمختلَف أشكاله، والكاروتين بنوعَيْه الألفا والبيتا، واللوتين، والزيكسانثين، وفيتامين E، والكالسيوم، والبوتاسيوم، وفيتامين K، ومضاد الأكسدة الليكوبين.

الوصفات التي يمكن اتّباعها لتناول البابايا:

ثمَّة العديد من الطرق البسيطة التي يمكن من خلالها إدخال البابايا إلى أنظمتنا الغذائية. لكنَّ تناول ثمرة البابايا يُعَدُّ صعباً جدَّاً لأنَّها رخوة كثيراً لذلك جرب اتباع الطرق الآتية لتناول البابايا واستخدامها في وصفات الطعام:

طريقة تناول البابايا:

حينما تختار ثمرة البابايا أو تتناولها ابحث عن الثمار الطازجة ذات القشرة البرتقالية المائلة إلى الاحمرار والملمس الطري. قطِّع الثمرة مثلما تُقطِّع ثمرة الليمون وأخرِج البذور منها باستعمال الملعقة واستمتع بتناولها. وتُعَدُّ بذور البابايا صالحة للأكل لكنَّ طعمها مرٌّ ولاذع. البابايا فاكهة طرية ومتعددة الفوائد، هذا يعني أنَّها يمكن أن تُستخدَم في العديد من الوصفات. جرب اتباع الطرق التالية لتحضير وصفات تكون البابايا جزءاً منها:

  • قم بإعداد سلطة الفاكهة الاستوائية التي تتضمن البابايا، والأناناس، والمانجا.
  • أضف البابايا إلى الليموناضة، أو الشاي المُثلَّج، أو الماء للحصول على نكهة طازجة ومميزة.
  • قم بإعداد صلصة باستخدام البابايا، والمانجو، والهالبينو، والفلفل الأحمر، والفلفل المُجفَّف والمُدخَّن، وزيِّن بهذه الصلصة أطباق السمك.
  • أضف بضع شرائح من البابايا المُجمَّدة إلى الكوكتيلات. أضف إلى البابايا اللبن، وعصير الأناناس، ونصف موزة مُجمَّدة للحصول على شرابٍ استوائيٍّ حلو المذاق.

مخاطر تناول البابايا:

قد يتحسس الأشخاص الذين يعانون من حساسية اللاتكس من البابايا أيضاً لأنَّ ثمار البابايا فيها أنزيماتٌ تُدعى الكايتيناز قد تؤدي إلى حدوث تفاعلات متصالبة (cross-reaction) بين اللاتكس والأطعمة التي تحتوي هذه الأنزيمات. وقد تكون رائحة البابايا الناضجة بالنسبة إلى البعض غير مُستساغة، حيث يمكن لهؤلاء تخفيف هذه الرائحة بإضافة عصير الليمون إلى البابايا بعد تقطيعها. وعلى الرغم من أنَّ البعض لا يستسيغون طعم بذور البابايا إلَّا أنَّ تناولها يُعَدُّ آمناً تماماً.

 

المصدر




مقالات مرتبطة