عناد المُراهقة والتعامل مع المراهق العنيد

تعتبر المراهقة من أهم المراحل العمرية التي يمر بها الإنسان فهي فترة تتميّز بالتغيّرات النفسية والعقلية والجسمية التي تظهر بشكل ملحوظ على الشخص، إضافة للتغيرات الانفعالية التي يغضب الشخص المراهق فيها لأصغر وأتفه الأسباب، كما يبدأ بالتمرد على الأهل ومحاولة عدم الاستماع لهم، ويبدأ دماغ المراهق بالنمو من الناحية العقلية، فيزداد ذكاؤه بشكلٍ حاد، ويأخذ تفكيره طابعاً غير الطابع الذي كان عليه، وتبدأ هذه المرحلة في العادة من سن الثالثة عشر، وقد تمتد إلى سن الواحد وعشرين، ويكتسب صاحبها صفات جديدة لم تكن موجودة كالعناد نتيجة نشاط المشاعر السلبية لدى المراهق.



يحاول المراهقون في هذه المرحلة إثبات وجهة نظرهم ويتمسكون بها حتى ولو كانت خاطئة، هذا يؤكّد أن أدمغتهم تكون شبه معطلة خلال شجاراتهم مع أهلهم، وكأنهم لا يسمعونهم فعلاً، ولا يصغون إليهم، ولا يضعون أنفسهم مكان أهلهم، فأدمغتهم تقوم بتصرفات مبنية على مشاعر سلبية سابقة، ممّا يجعلهم غير متقبلين أو متفهمين للرأي الآخر، إضافة لتغيرات تطرأ على حياتهم وسلوكياتهم نذكر منها:

  • يكون المراهق بشكل عام أكثر عدائية وانفعال وعنف.
  • المراهق في هذه المرحلة لا يثبت على قرار محدد، فقد تختلف استجابته لنفس الموقف في أوقات وفترات مختلفة.
  • ينشغل بمظهره الخارجي، كما يحبّ التمركز حول ذاته ويحبّ نفسه.
  • يبتعد عن المواقف الاجتماعية التي لا يملك بها الخبرة الكافية التي تمكّنه من التفاعل مع هذه الموقف بشكل جيد، ويشعر بأن مظهره غير لائق أو أنّه قد يتعرض للسخرية من الآخرين نتيجة لتغيرات الجسمية التي تطرأ عليه.
  • يحب المراهق في هذه الفترة إثبات ذاته، وقد تأتي على هيئة تمرد وعصيان، لاختلاف المبادئ والقيم التي نشئ عليها في فترة الطفولة.
  • ردات فعل عنيفة وقد تكون مبالغ فيها وفي غير موضعها.
  • العناد المستمر ويظهر ذلك من خلال مخالفة العادات والتقاليد السائدة في المجتمع.
  • يعمل على تفرده الذاتي في بناء شخصيته المستقلة، وتزداد عنده رغبته بالاستقلال.
إقرأ أيضاً: المراهقة: مراحلها، خصائصها، أشكالها، وأهم النصائح للتعامل مع المراهقين

أهم أسباب العناد عند المراهقين:

  • الدلال الزائد والتراخي في التربية في وقت سابق ثم منعه فجأة، فالمراهق لا يتقبل هذا الأمر ويريد الاستمرار بالحصول عليه بالعناد.
  • إصرار الأهل على ضرورة أن ينفذ الأبناء التعليمات بدون أي اعتراض في حين توجد عند المراهق أسباب أخرى من وجهة نظره للرفض.
  • تأكيد ذاته واستقلاليته وخاصة عند وصفه بالضعيف أو أنه مازال صغيراً من قبل أهله.
  • الصوت العالي الذي يرفضه المراهق عند توجيه الكلام له دون أي مبرر واضح.
  • وصف الأهل للمراهق بأنه عنيد مع تكرار هذه العبارة أمام الآخرين، وبالتالي تترسخ هذا الفكرة عنده منذ الصغر فيستمر بالتصرف وفقاً لذلك لحين بلوغه سن المراهقة.
إقرأ أيضاً: أشبع قلب ابنتك المراهقة بالحنان

1- كيف نتعامل مع المراهق العنيد؟

معظم المراهقين لديهم صفة مشتركة وهي الرغبة في تنفيذ ما يحبونه ويفكرون به، لذا يجب التعامل مع المراهق من خلال فهمه ومعرفة ما يخيفه ويحبه، لأن ذلك سيسهل عملية التواصل والتعامل مع المراهق في أي نقاش أو خلاف، مع التأكيد بأن التعامل بالأسلوب الصحيح قد يجنّبنا مالا تحمد عقباه من خلال اتباع عدة أمور نذكر منها:

  • تعامل مع المواقف التي يتعرض لها المراهق من خلال معرفة كيف يشعر، وتعاطف معه ولكن لا تدع هذا يؤثّر على عقلانية القرار والتصرّف بمسؤولية.
  • يقوم ابنك المراهق بتجارب لاكتشاف نفسه، فلا تحبطه، يمكنك رفض أي نشاط جديد لأبنك المراهق، ولكن تجنّب انتقاده، فذلك يدعمه كي يصبح شخص ناضج.
  • من أهم صفات المراهقين قلّة الكلام مع الوالدين، لذا حاول خلق الأحاديث بينك وبين أبنك وحاول تقديم الحلول للمشكلات التي تواجهه، فقد لا تتكرّر هذه الفرصة لمناقشة هذه الأمور.
  • تشارك الاهتمامات مع ابنك حتى لو كانت مختلفة، وبعض الأنشطة الممتعة التي يستمتع بها.
  • من المهم الاحتفاظ بالروابط الأسرية، وخلق وقت للعائلة مثل العشاء العائلي والرحلات الأسبوعية.
  • عندما يتجاهل المراهق قواعد المنزل، لا تغضب وتحلى بالصبر وكرّر له القواعد.
  • ناقش طفلك عند بلوغه سن المراهقة في بعض المواضيع الحساسة ومناقشة القضايا المتعلقة بالمخدرات والجنس.
إقرأ أيضاً: 6 أسباب رئيسيّة تؤدي لظهور حبوب الوجه بعد المراهقة

2- نصائح للتعامل مع المراهقين:

يعتبر سن المراهقة من أصعب المراحل السنية التي يمر بها الأبناء، والصعوبة هنا تكون للأبناء والآباء على حد سواء، يبدأ فيها المراهقين بالانفصال عن الوالدين، ومعظم المراهقين يرددون نفس العبارات (لم أعد صغيراً، اريد بعض الخصوصية والحرية) كما ويبدأ بعضهم بتقليد تصرفات بعض الشخصيات التي تؤثّر فيهم، ولضمان استمرار العلاقة بين الأهل والمراهق لابدّ من اتباع بعض النصائح:

  • لا تظهر استيائك في كل ما يفعله، وحاول أن تفكّر بنفس أسلوبه لكي تتوصّل لأسباب العناد، لأن ذلك سيساعدك على معالجة المشكلة والحد من تفاقمها.
  • اتّبع معه أسلوب تقديم عدة خيارات بحيث تتناسب وحل المشكلة، وقدر الأعمال الجيدة التي يقوم بها، ولا يمنع من مشاركة أفراد الاسرة ما قام به من أعمال مفيدة، حتى يعلم مدى سعادة الأهل وفخرهم به.
  • يجب أن يقوم الأهل بتعليم أولادهم كيفية اتخاذ القرار وما هي العواقب التي قد تواجههم حتى لو لم يدركوا مدى منطقيتها.
  • تواصل مع ابنك المراهق ويجب معرفة ما يفكّر به فهي من أفضل الأمور لتمنعه من الوقوع في العديد من المشاكل والأذى والسلوكيات الخاطئة.
  • اترك لأبنك المراهق مساحة خاصة به، واختيار أسلوب حياته بنفسه حتى يشعر بأنه شخص مستقل، وليس تابع إليك، ولا يمنع من مراقبته بين كل فترة وأخرى من بعيد للحفاظ عليه.
  • تقديم بعض النصائح التي تساعده في معالجة وحل المشكلات، وكيف يتنفس بشكل جيد حتى يفرغ طاقته السلبية، ونصحه بطريقة مثالية وتوجيهه للصواب بأسلوب حسن.
إقرأ أيضاً: 4 أسرار يخفيها الأولاد عن أهاليهم في سن المراهقة
  • شجع ابنك المراهق على فعل ما يحب، وعلى أن يكون نفسه ليتعلّم تقدير ذاته، ذلك سوف يساعده على تعزيز ثقته بنفسه وتقويتها.
  • الابتعاد قدر الإمكان عن مقارنته بغيره أو بنفسك عندما كنت بمثل سنه، فالأفضل مساعدته على اكتشاف موهبته وقدراته.
  • التعرّف على أصدقائهم والتقرّب منهم لمساعدته في تحديد من هو مناسب ومن هو غير مناسب.
  • لا تدخل في حوار محتدم مع المراهق إلّا في الأمور الهامة جداً، والتي لا يمكن تأجيلها.
  • يجب أن يكون الأهل مثال يحتذى به وقدوة لأولادهم في جميع تصرفاتهم.

المصادر:




مقالات مرتبطة