علامَ تدل الأحاسيس التي تظهر في أثناء ممارسة التأمل؟

يؤدِّي السكون الذي نشعر به في أثناء التأمل إلى الانتباه إلى أفكارنا ومشاعرنا، إذ تتباين المشاعر التي تعترينا عند ممارسة التأمل من شخصٍ إلى آخر؛ ممَّا يثير الفضول لدى الكثيرين لمعرفة دلالات الأحاسيس التي تسيطر عليهم، كالشعور بالوخز في الجسم، أو النعاس، أو الرغبة في البكاء أو الضحك بصوت عالٍ.



ورغم تنوُّع الأحاسيس التي قد تشعر بها في أثناء التأمل، توجد أربع أمور شائعة تحدث باستمرار:

  • تفهم الشعارات التي تؤمن بها أو الأمور التي تركز الاهتمام عليها.
  • تختبر الكثير من الأفكار أو الأحاسيس.
  • تغفو.
  • تشعر بسكون يكتنف أفكارك، والذي عادة ما يُشار إليه باسم "الفجوة"؛ والتي هي حالة يشعر فيها العقل بالصمت والسكينة وعدم تدافع الأفكار، وشعور واعٍ باللحظة الحالية.

ينبغي عليك أن تعرف أنَّ التأمل يُظهِر لك دائماً ما يحتاج إليه جسدك؛ فعندما تلاحظ أنَّ الأفكار أو الأحاسيس تشتِّت عقلك في أثناء التأمُّل، أعِد انتباهك بهدوء إلى السكون وترديد المانترا؛ وإذا كنت تغفو في أثناء الممارسة، فهذه دلالة على أنَّك متعبٌ وبحاجةٍ إلى الراحة؛ وإذا تكرَّر هذا كثيراً، فقد يدل على أنَّ جسدك مرهق وبحاجة إلى مزيد من النوم ليلاً.

عندما تشعر بسكون الأفكار، لن تدرك ذلك فعلياً؛ إذ لا توجد في أثناء التواجد في الفجوة أفكار أو تحليلات ذهنية، ولا يوجد سوى وعيٌ خالصٌ ومريحٌ، بحيث لا يمكنك إدراك أنَّك كنت في الفجوة سوى بعد الخروج منها. يعدُّ هذا الانجراف الهادئ بين الفكر والصمت جزءاً طبيعياً من عملية التأمل؛ لذلك لا تحاول التخلص من الأفكار؛ لأنَّ ذلك سيخلق مزيداً من الاضطراب العقلي.

كل ما عليك فعله هو الاستمرار في إعادة انتباهك إلى المانترا التي تؤمن بها؛ وما دمت تتأمل بانتظام، وتعزز الهدوء الداخلي، سيزداد مقدار الوقت الذي تقضيه داخل الفجوة في أثناء التأمل.

لقد جمعنا في هذا المقال الأسئلة الأكثر شيوعاً عن الأحاسيس المصاحبة لعملية التأمل، على أمل أن يساعدك ذلك في ممارسته؛ وإليك ما توصلنا إليه:

1. الشعور بالدغدغة:

السؤال: أشعر أحياناً بإحساس شديد بالدغدغة في منطقة القلب في أثناء التأمل، وأشعر بالرغبة في الضحك، ولكن يصاحبها أيضاً شعور بالقلق أو الخوف؛ وإذا واصلت الجلوس، أشعر وكأنَّ جزءاً ما بداخلي يشعر بالقلق والخوف، وجزءاً آخر يشعر بالهدوء الشديد؛ فماذا يعني هذا؟

الإجابة: قد يشعر جسم المرء بأيِّ نوعٍ من الأحاسيس في أثناء ممارسة التأمل؛ فنظراً إلى أنَّ العقل والجسم مرتبطان ارتباطاً وثيقاً، يكتسب الجسم حالة راحة عميقة تكفي لمعالجة أي اختلالات قد تكون مخزَّنة فيه عندما يشهد العقل مزيداً من التوسع في أثناء التأمل، ويعني الإحساس بالدغدغة في قلبك حدوث بعض التطهير في هذه المنطقة، ممَّا يسمح لك بالتعبير الكامل عن مشاعرك؛ أمَّا الشعور بالقلق أو الخوف، فهو نتيجة ثانوية لعملية التطهير هذه؛ لذا لا تمنح هذه الأحاسيس والمشاعر أهمية كبيرة، ولا تركِّز عليها، وعُد إلى ممارسة التأمل.

شاهد بالفيديو: 7 فوائد للمشي التأملي

2. الشعور بالارتعاش في أثناء التأمل:

السؤال: كنت أعاني في الأشهر القليلة الماضية من ارتعاش غريب في أثناء التأمل، وكنت في الوقت نفسه متطوعاً كاختصاصي علاج السرطان عن طريق الطب البديل في أحد المستشفيات، وكنت أشعر بعد مناوبتي في المستشفى بحاجةٍ إلى الجلوس بجانب شجرة أو شيء ما لمساعدتي في تنقية الطاقة؛ فتساءلت عمَّا إذا كان الارتعاش مرتبطاً بعملي في معالجة مرض السرطان، وما إذا كانت توجد بعض الاقتراحات لسبل أخرى للمساعدة في تنقية هذه الطاقة.

الإجابة: يعدُّ الشعور بالارتعاش أو الحركات الجسدية الأخرى في أثناء التأمل أمراً شائعاً عندما يتخلَّص الجسم من الإجهاد الشديد، وقد تكون هذه العملية مرتبطة بعبء الإجهاد الإضافي الذي تتحمله في أثناء عملك في المستشفى، وقد لا يكون مرتبطاً به أيضاً؛ فلا توجد طريقة لمعرفة السبب بصورة مؤكَّدة، ولكن لا داعي للقلق في كلتا الحالتين.

يعدُّ قضاء الوقت في أحضان الطبيعة بعد العمل في المستشفى طريقةٍ جيدةٍ للمساعدة في التخلص من التوتر والإجهاد الذي تعاني منه في أثناء العمل؛ وبغضِّ النظر عن مصدر الارتعاش في أثناء التأمل، سيسهِّل كل ما يمكنك القيام به للاسترخاء عملية تطهير الطاقة.

إنَّ طرائق مثل المشي لمسافات طويلة، والتنفس العميق، والتحدث مع الأصدقاء، وممارسة اليوجا، ومشاهدة الأفلام الكوميدية، والاستحمام بمياه دافئة ليست سوى عدد قليل من الممارسات التي أثبتت فاعليتها؛ لذا افعل الأشياء التي تساعدك على الراحة والاسترخاء، وسيُخفِّف هذا من الشعور بالارتعاش في أثناء التأمل.

3. الشعور بالنعاس:

السؤال: أواجه صعوبة شديدة في البقاء مستيقظاً في أثناء التأمل، ولا دخل للمكان أو الوقت أو وضع الجسم في هذا الأمر؛ فبعد أن أتمكَّن من إيقاف تدافع الأفكار، أظل في حالة سكون لمدَّة قصيرة، ثم أشعر وكأنَّني أحلم، وأشعر برغبة قوية في أخذ قيلولة، وأجبر نفسي أحياناً على التيقُّظ؛ ولكن تستمر رغبتي في النوم رغم أنَّني أحصل على قسط كافٍ منه، وأكون متيقظاً طوال فترة النهار، ولا أشعر بالتعب إطلاقاً؛ فهل من حل؟

الإجابة: يجب أن تسمح لجسدك بالنوم إذا شعرت برغبة قوية في ذلك في أثناء التأمل، إذ ليس من الجيد أن تجبر نفسك على البقاء يقظاً؛ فحتى لو كنت تأخذ قسطاً كافياً من النوم ليلاً، قد يتطلَّب جسدك النوم في أثناء التأمل من أجل إطلاق نوعية معينة من التكييف.

لا تقلق بشأن ذلك، ودع الجسم ينتقل إلى الحالة التي يحتاجها فحسب؛ وعندما يتخلص الجسم من هذا الإجهاد، ستستأنف تأملاتك طابعها المعتاد.

إقرأ أيضاً: كيف نحصل على نتائج التأمل في حياتنا؟

4. الحركة التلقائية لليدين والرأس:

السؤال: أحياناً تتحرك يدي -خاصة اليمنى- في أثناء التأمل من تلقاء نفسها، وتبدأ دوراناً خفيفاً من جهة المعصم، وأشعر بأحاسيس أخرى أيضاً كالضغط على كتفي الأيمن أو الأيسر.

لا يزعجني ذلك حقيقة لأنَّه غير مؤلم، ولكنَّه يمنعني من التأمل بانتظام؛ فهل يجب أن أستأنف التأمل إذا شعرت بهذه الأحاسيس أم أنهي تأملي على الفور؟

الإجابة: عندما يستقر العقل في التأمل، يتبعه الجسم للحصول على مزيدٍ من الراحة والتنفس العميق، وتخفيض معدل التمثيل الغذائي (الأيض)؛ وكلما حصل الجسم على فرصة للراحة العميقة، اغتنمها للتخلُّص من أي توترات أو صدمات قديمة قد تكون مُخزَّنة في العقل.

عادة ما يتخلص الجسم من هذه الضغوطات في أثناء التأمل مع القليل من الحركة المحسوسة؛ ولكن عندما يعاني الجسم من المزيد من الإجهاد في بعض الأحيان، فقد يشهد حركات أوضح في أثناء التأمل ومحاولات الجسم للشفاء.

يُعَدُّ هذا طبيعياً جدَّاً، وعليك أن تحرص فقط على اتِّباع سلوك محايد في أثناء العملية، وألَّا تستاء من هذه المشاعر أو تخشاها، وألَّا تشغل نفسك بالتفكير فيها معتقداً أنَّك كلما أكثرت من ذلك، ازددت قدرة على التخلص منها؛ إذ يعرِّضك التعامل مع المسألة بهذه الطريقة إلى خطر تجاوز حدود الحاجة الطبيعية، وستتوقف هذه الحركات تلقائيَّاً بعد أن يعتاد الجسم عليها.

5. الشعور ببرودة في أصابع اليدين والقدمين:

السؤال: أشعر ببرودة في أصابع يدي وقدمي في أثناء التأمل، ولا أعرف ما إذا كان تأملي سطحياً أم عميقاً عندما يحدث هذا؛ وعلى مدار اليومين الماضيين، بدأت أشعر بالبرودة نفسها في جسدي ككل حتى عندما لا أتأمل، وأشعر بها أحياناً في منطقة الصدر والساقين واليدين والرأس؛ لكن يبدو أنَّ مركز هذه البرودة ينبع من أسفل العمود الفقري؛ فما الحل؟

الإجابة: يتسق الشعور بالبرودة التي تصاحب توسُّع الوعي، ولكنَّ الأحاسيس في حدِّ ذاتها لا تعني شيئاً، وما يهم هو مدى استيقاظ الذات وتأهبها.

من الأفضل عدم توقع أي شيء محدَّد في أثناء التأمل، فمثل هذه التجارب شديدة التأثر بالتوقعات؛ لذا، يُفضَّل ترك ما يحدث لينكشف بصورة طبيعية دون أي توقعات، وما دامت هذه التجارب ليست مزعجة ولا تعيق روتينك اليومي، فاستمر في حياتك كالمعتاد.

لا داعي للقلق بشأن مدى عمق التأمل، فما يهم هو ممارسته بفاعلية، وسيحدث باقي الأمر من تلقاء نفسه، وتحصل بهذه الطريقة على التجربة التي تحتاج إليها في تلك اللحظة، سواء كانت "عميقة" أم "سطحية".

6. موجات من الطاقة والصداع:

السؤال: شعرت في أثناء تأملي قبل يومين بموجة من الطاقة تتصاعد وتحرِّك عقلي 360 درجة، ولم أتمكَّن من فعل أي شيء أو التخلُّص من ذلك، فأوقفت عملية التأمل؛ ولكنَّ المشكلة أنَّني شعرت ببعض الألم في منتصف رأسي خلال اليومين الماضيين، فهل يمكن تفسير ذلك إذا أمكن؟

الإجابة: يبدو أنَّ هذه الموجة من الطاقة قد أدَّت إلى إطلاق بعض التوتر والإجهاد العميق أو التكييف الذي لم يتحرر بالكامل بَعد، حيث يستغرق الأمر أحياناً بضعة أيام أو حتى أسبوعين حتى تُشفَى من الإجهادات المتراكمة تماماً، وقد يشعر الجسم خلال هذا الوقت ببعض الانزعاج لأنَّه يتأثر بذلك؛ وعندما تشعر بذلك، احصل على قسط إضافي من النوم ليلاً، ومارس اليوجا وتمرينات التنفس قبل البدء في التأمل.

7. الشعور بالدوار وعدم التوازن:

السؤال: أمارس التأمل بانتظام مرتين في اليوم لمدة عشرين دقيقة في كل مرة، وأشعر أحياناً في أثناء التأمل بأنَّني لا أُحِسُّ بجسدي، وأفقد الشعور بالتوازن، وأشعر أنَّني أتحرك عكس عقارب الساعة بصورة دائرية؛ فهل يمكن مساعدتي في فهم ما يحدث؟

الإجابة: إنَّه لمن الأفضل إجراء فحص جسدي شامل إذا استمر الشعور بالدوار في أثناء الجلوس؛ وبمجرد استبعاد أي مشكلات عضوية، يجب أن تعلم أنَّ مثل هذه المشاعر المؤقتة من النزوح أو عدم التوازن ليست غريبة؛ إذ يشفي الجسم الصدمات المختلفة المُخزَّنة في الحواس.

لا يدوم ذلك عادةً لأكثر من لحظات معدودة؛ لكن إذا استمر الأمر وأصبح غير مريح، فتوقف عن تكرار المانترا خاصتك وافتح عينيك؛ وبعد أن تستعيد التوازن، يمكنك إعادة ترديد المانترا التي تستخدمها؛ وبمجرد التخلص من التوتر والإجهاد الكامن في حواسك، ستستعيد شعورك الطبيعي بالتوازن والراحة.

8. الشعور بالغثيان والحرارة:

السؤال: لقد كنت أتأمل ذات مساء، واجتاحتني بعد نحو ثمانية وعشرين دقيقة موجة هائلة ومفاجئة من الغثيان والحرارة، وتوقفت عن التأمل لأخذ أنفاس عميقة والاستلقاء، وتلاشى حينها الشعور بالغثيان؛ وسؤالي هو: "هل يجب أن أستمر في التأمل بافتراض أنَّ هذا كان مجرد شعور عابر، أم ما فعلته كان صحيحاً؟

الإجابة: لقد تعاملت مع الأمر بصورة صحيحة؛ فعندما ينتابك شعور غريب وقوي لدرجة تجعل الاستمرار في التأمل أمراً صعباً، يصبح إيقاف التأمل لفهم هذا الإحساس حتى يهدأ أو يزول هو الحل المناسب؛ ولكن إذا لم تكن هذه المشاعر قوية للغاية، فيمكنك التعامل معها كأيِّ فكرةٍ أخرى تراودك في أثناء التأمل، والعودة إلى ترديد المانترا؛ ولكن بما أنَّ الغثيان والحرارة تَغَلَّبَا عليك، لا يجب أن ترغم عقلك على العودة إلى ترديد المانترا؛ إذ إنَّك تفعل الشيء الصحيح من خلال إيقافها، والتنفس بعمق، والانتظار حتى تختفي هذه الأحاسيس.

9. الشعور بالألم في الجزء العلوي من الجسم:

السؤال: لقد تعلمت أساسيات التأمل في العام الماضي، ومنذ ذلك الوقت وأنا أتأمل كل صباح ومساء؛ ولكنِّي عانيت مؤخراً من آلام كثيرة في الرأس والكتفين والظهر، وتغدو الآلام في أثناء التأمل أقوى، وتثقل كتفي وذراعي؛ وعندما أشعر بهذا، لا أستطيع الاسترخاء؛ فهل هذا طبيعي، أم يوجد خطأ في أسلوب التأمل؟

الإجابة: قد نشعر أحياناً بألم في المفاصل والعضلات في أثناء التأمل، نظراً إلى تحرير الجسم والعقل من الصدمات الماضية العميقة؛ حيث لا يعني ذلك أنَّك تتأمل بطريقة غير صحيحة، بل يعني أنَّ ممارستك فعَّالة وصحيحة لأنَّك تشفي التكييف القديم بسرعة كبيرة.

استمرَّ في التأمَّل ولا تهتم كثيراً بعملية التحرُّر الجسدي، إذ سينتهي هذا الألم بعد التخلُّص من الضغوطات المخزَّنة، ويساعد القيام ببعض وضعيات اليوجا قبل التأمل وبعده الجسم على التخلُّص من الآلام القديمة.

حاول أيضاً الحصول على جلسة تدليك ولو لمرة واحدة في الأسبوع، واغتسل بأملاح الاستحمام كل يوم حتى يتلاشى هذا الشعور.

إقرأ أيضاً: انفوغرافيك: كيف تتأمل يومياً وتجعل من يقظة عقلك عادة يومية

10. الشعور بالتمدُّد والتمايل:

السؤال: عندما أتأمل، أشعر أنَّ جسمي يكبر ويتمدد، وكأنَّ حجمه يتضاعف وأملأ الغرفة بأكملها؛ كما أشعر أحياناً أنَّني أميل 45 درجة إلى اليمين رغم أنَّ جسدي مستقيم؛ فلماذا تصيبني هذه المشاعر الغريبة؟

الإجابة: هذه التجارب شائعة جداً لدى المتأملين؛ فمع صقل الوعي وتطوره، يبدو الأمر كما لو أنَّ الحدود المكانية واتجاه الجسد يطرأ عليهما شيءٌ غير طبيعي؛ لذلك قد نشعر بالطول أو الضخامة أو الميل، ويقول الناس أحياناً أنَّ أجسامهم تبدو ثقيلة وغريبة بالنسبة إليهم، وهذه كلها إحساسات تأمل طبيعية نتيجة اختبار العقل لمجالات تفكير أكثر دقة.

إخلاء مسؤولية: الآراء والمسائل المطروحة في هذا المقال لا تعبر بالضرورة عن آراء النجاح نت. ويقع أي خلل في المعلومات المنشورة على عاتق المصدر الأصلي.

 

المصدر




مقالات مرتبطة