صناعة السعادة (الجزء 5): تحديد وتحقيق الأهداف

سنتحدث عن تحقيق الأهداف في الجزء الأخير من سلسلة المقالات هذه التي تسلط الضوء على طرائق تحقيق السعادة في حياتنا.



لقد تطرقنا إلى هذا الموضوع عند الحديث عن النشاطات المتَّبعة لتحقيق أقصى إنتاجية بمتعةٍ أكبر، ومع ذلك، تتوسع الأهداف لتتخطى الإنتاجية العالية؛ إذ ترسم الأهداف اتجاهنا في هذه الحياة، كما تعزز شعور التقدم والنجاح، وتساعدنا على الارتقاء بأنفسنا، فلنلقِ نظرة على كيفية تحديد أهداف مميزة لحياة سعيدة.

فرحة تحقيق الأهداف:

تحدَّثنا في جزء سابق من المقال عن السعادة التي نستمدها من إنجاز المهام الموجودة في قائمتنا؛ إذ يؤدي ذلك إلى إطلاق هرمون "الدوبامين" (Dopamine) المسؤول عن الشعور بالسعادة؛ هذا يعني أنَّك إن خططت لترتيب سريرك، ثم قمت بترتيبه، فأنت تساعد في إفراز "الدوبامين"، أو إن نشرت صورةً على تطبيق "إنستغرام" (Instagram)، وحصَّلت كثيراً من الإعجابات عليها، فإنَّ دماغك سيفرز الدوبامين أيضاً.

لهذا السبب، يشعِرك الوصول إلى الأهداف المرغوبة بشعورٍ لا يوصف، ومع ذلك، توجد طرائق أخرى تربط بين الأهداف وزيادة السعادة:

  1. يمنحك العمل لغايةٍ محددة إحساساً بالقيمة، ويوفر أساساً تستند إليه في حياتك، فإن امتلأت حياتك بالفوضى والإجهاد، فما عليك سوى تحديد أهدافٍ بسيطة سهلة الوصول لتحفِّزك على التحكم وإنجازٍ المهام الصعبة.
  2. يُعَدُّ إحراز تقدمٍ شخصي في أثناء شق الطريق نحو الأهداف أمراً ممتعاً للغاية؛ إذ إنَّ النمو الذاتي جزءٌ أساسي من عملية تحقيق الأهداف العليا، وحتى في أبسط الحالات كترتيب سريرك كل يوم، سيجعلك هذا شخصاً أكثر انضباطاً، وقد لا تلاحظ ذلك في البداية، لكنَّك سترى تغيُّر شخصيتك مع مرور الوقت.
  3. إنَّ تحديد الأهداف يعني رسم المستقبل بعناية؛ وذلك لأنَّك لا تنتظر المستقبل نظرة سلبية؛ وإنَّما تخطط له فتطوِّر نفسك، وتصل إلى إنجازاتك، وتغيِّر بيئتك استعداداً لاستقباله، وهذا سيعزز تحكُّمك في أحداث حياتك.

كما ترى، فإنَّ تحديد الأهداف - الكبيرة منها أو الصغيرة - يزيد سعادتك بعدة طرائق؛ فلا يهم من أين بدأت، ما دمت تستمر في البحث عن المحفِّز الذي يولد الإثارة، ثم تحدد لنفسك بعض الأهداف الذكية (SMART) للعمل عليها.

شاهد بالفيديو: 6 أمور تسرق منك السعادة إياك والقيام بها

اسعَ إلى نيل السعادة:

السعادة هدفٌ في متناول أيِّ شخص؛ إذ إنَّك تستطيع اقتناص فرص العيش بسعادة في أسوأ البيئات، أو حالات المرض، أو الافتقار إلى الفرص؛ وذلك لأنَّ السعادة عقلية؛ لذا إنَّ أحد الأهداف التي قد تحددها لنفسك هي بناء عقلية السعادة.

لن تُولَد بمهارة تُسمى السعادة، فالأطفال يتمرنون على الابتسام والضحك، وهذا ما غفِل عنه الكبار الذين يميلون إلى إيجاد سعادتهم باقتناء الأشياء، بدلاً من البحث عنها داخلهم.

إقرأ أيضاً: سر السعادة الحقيقية في ثلاث خطوات

نصائح لتحقيق المزيد من السعادة:

السعادة مسألة ذهنية بحتة، ستجدها من خلال تركيز الانتباه على الأشياء الصحيحة لتحقيق مزيد من السعادة في حياتك، وسواء في الأيام الجيدة أم السيئة، إليك بعض النصائح:

  1. كن ممتناً لما لديك وجسِّد امتنانك بأفعالك.
  2. ركز على الجانب الإيجابي من المواقف السلبية؛ أي ما الذي يمكنك تعلُّمه والامتنان لحدوثه؟
  3. خطط لتحقيق أهدافٍ صغيرة ونجاحات بسيطة في حياتك اليومية.
  4. ليكن لديك شخص، أو احتفظ بقائمة تشغيل أغانٍ، أو بكتاب في متناول اليد، لينقذك وقت الحاجة.
  5. اكتب أفكارك ومشاعرك، حتى لا تضطر إلى كبتها طوال الوقت، ثم تخلَّص منها على الورق.
  6. خطِّط لنشاطات قادمة تبعث فيك السعادة، كلقاء الأصدقاء أو تجربة نشاطٍ لطيف.
  7. أمعن النظر في التفاصيل الإيجابية؛ فقد تأخذ الأمور الكبيرة حيزاً من تفكيرنا، إلا أنَّ التفاصيل الصغيرة قد تثبت أهميتها أيضاً في صنع السعادة.
  8. انظر إلى الأمور بنظرة شمولية بعيدة الأمد؛ فغالباً ما تكون الحياة بين صعودٍ وهبوط، فإن جارت عليك الدنيا، فاعلم أنَّ هذا لن يدوم، وستشرق الحياة باللحظات السعيدة قريباً.

المصدر




مقالات مرتبطة