صفات يتمنى كل زوج وجودها في المرأة

يشبِّهون الزواج بالبطيخة في الأمثال الشعبية، تلك التي تتورط بشرائها قبل أن يُتاح لك استكشاف ما بداخلها، ثم تتكل على حظك لتعرف إذا ما كانت حلوة وشهية أم سيئة معدومة الطعم واللون، وفي الزواج _ تُظهر العِشرة طباع الإنسان وتجرِّده من تصنعه _ تقف أمام احتمالين: الأول أن تكون بطيخة زواجك جيدة فتعيش حياتك هادئاً مستقراً مرتاح البال، والثاني أن يكون حظك عاثراً فتصبح الشراكة مرهقة.



في الحقيقة ومع أنَّ اتفاق شريحة لا بأس بها من المجتمع مع هذه النظرية، فإنَّها ليست منطقية، فالزواج علاقة تحتاج إلى اهتمام وعمل كبيرَين لإنجاحها، وكثير من المرونة والتقبل والصبر للنجاة بها نحو شاطئ الاستقرار والسعادة.

من حسن حظ معشر النساء أنَّ دفة قيادة سفينة الزواج بين أيديهن؛ لذا سنضيء لهن على بعض مفاتيح الحياة السعيدة، ونطلعهن على مجموعة صفات يتمنى كل زوج وجودها في المرأة، علها تكون منارة لهنَّ نحو مرافئ الأمان.

صفات يتمنى كل زوج وجودها في المرأة:

فيما يأتي مجموعة صفات يتمنى كل زوج وجودها في المرأة؛ لذا احرصي عزيزتي على التحلي بهذه الصفات لتأسري قلب شريكك:

1. الاحترام:

هو أول صفة بين مجموعة الصفات التي يتمنى كل زوج وجودها في المرأة، فمهما ساهم الزواج في إلغاء الحدود والإتيكيت بين الرجل وزوجته، إلا أنَّ صفة الاحترام عامة والاحترام والتقدير أمام الآخرين خاصة، لها حصة خاصة في قلب الرجل.

الاحترام يعني احترام خصوصية الرجل فلا تبحثي في جواله، واحترمي وقت راحته فلا تشغلي المكنسة الكهربائية في أثناء نومه، واحترمي أهله وذويه فاستقبليهم أحسن استقبال، وبالتأكيد وقبل كل شيء احترام شخصه فلا تجرحي كبرياءه ولا تهيني كرامته بقول أو بفعل.

لا تقاطعيه في أثناء حديثه، ولا تستخفي بعبارة قالها أو موقف قام به أمام الآخرين، واحرصي على أن تسكبي له الطعام في الولائم الجماعية.

إقرأ أيضاً: 8 قواعد لاستمرار مشاعر الحب بعد الزواج

2. البشاشة:

لا شيء أقسى على الرجل من عودته متعباً من عمله، فتفتح زوجته الباب له بوجه متجهم؛ لذا فإنَّ صفة البشاشة والابتسامة صفة هامة بين مجموعة صفات يتمنى كل زوج وجودها في المرأة. إنَّ المرأة البشوشة هي المرأة "الهنيَّة" التي لا تفارق الابتسامة وجهها (هذا تعبير مجازي فلا أحد يستطيع الابتسام لمدة 24 ساعة).

نقصد أنَّها تقدم لزوجها وأطفالها الطعام مع ابتسامة، تودع وتستقبل أهل بيتها بابتسامة، تتفاعل مع المواقف بروح مرحة، لديها حس الدعابة فتجعل من الحضور في مجلسها جلسة تشافٍ من آلام الحياة ومصاعبها.

إنَّ الابتسامة قادرة فعلاً على أن تصنع فرقاً، فحتى عبارة "لا تنسَ أخذ القمامة" مع ابتسامة ومزاح لها وقع آخر مختلف عن قولها بوجه غاضب وصوت مرتفع.

3. الوضوح:

هذه الصفة الأهم بين مجموعة الصفات التي يتمنى كل زوج وجودها في المرأة؛ فجميع الرجال يودون قتل مخترع عبارة "لو أحببتني لعرفت وحدك"، هوني عليك يا أختاه، لماذا كل هذه الدراما، أليس من الأسهل أن تقولي بوضوح سبب غضبك أو سبب حزنك أو سبب انزعاجك؟ لماذا يجب إلقاء زوجك في حقل ألغام التوقعات الخاطئة؟

كوني واضحة مع نفسك أولاً، وامتلكي مهارات الذكاء العاطفي التي تمكِّنك من فهم مشاعرك ومعرفة أسبابها والطرائق الأمثل للتعامل معها، ثم كوني واضحة مع زوجك؛ فتفكير الرجال يختلف تماماً عن تفكير النساء، وما ترينه أنت خطيراً وكارثياً "مثل نسيان تاريخ زواجكما"، يراه رجال كثيرون حجزاً تافهاً لمساحة من الذاكرة.

لذا إذا ما رغبت في باقة من الورد وعشاء في ذكرى عيد زواجكما، ما عليك سوى أن تخبريه بلطف أنَّك ترغبين في ذلك، لا أن تقومي بحزم أمتعتك والارتحال إلى بيت أهلك وتركه محتاراً يضرب الأخماس بالأسداس، قولي له: "حبيبي، غداً ذكرى زواجنا الأولى، ما رأيك أن نتعشى في الخارج ونشتري بعض الزهور"، أرأيت كم هو سهل ذلك.

شاهد بالفيديو: 10 أمور تزيد من سعادة الزوجين

4. القدرة على النقاش والحوار:

تتطلب مواقف الحياة منا مرونة بالغة؛ لذا من الضروري أن تتمتعي بصفة القدرة على الحوار؛ لأنَّها صفة هامة بين مجموعة الصفات التي يتمنى كل زوج وجودها في المرأة، فإنَّ القدرة على النقاش بمنطقية وعقلانية، والمهارة في التعبير عما يدور في رأسك من أفكار تزيد من احترام الرجل وتقديره لك، كما أنَّها مهارات تشعره بذكائك، فمن خلال النقاش معك واستحضار أفكارك (التي قد تكون مغايرة تماماً لأفكاره)، تستطيعين أن تجدي حلولاً لمشكلات عديدة تواجهه في عمله وحياته، فأحياناً يكون الشخص البعيد عن المشكلة قادراً على رؤيتها رؤية أوضح، فحاولي أن تكوني مستشاره الشخصي.

5. التقبُّل:

إنَّ أصعب شعور يمر به الشريك هو شعوره بأنَّ الآخر يسعى إلى تغييره، هذه الفكرة كافية لتؤثِّر في ثقته بنفسه، فيجد نفسه غير كافٍ أو غير ملائم أو لا يعجب شريكه، فيدخل في دوامة المقاومة أو انخفاض الاستحقاق؛ لذا يجب أن تكتب صفة التقبل بماء الذهب بين مجموعة الصفات التي يتمنى كل زوج وجودها في المرأة.

زوجك يدخن مثلاً والتدخين مضر بصحته وجيبه، وقد يرفضه بعضهم لأسباب دينية؛ لكنَّك لن تستفيدي شيئاً إذا ما حزمت أمتعتك مرة أخرى وهددت زوجك بالرحيل إلى بيت أهلك إذا لم يترك التدخين.

لا يحق لك يا عزيزتي التدخل بهذه الطريقة المتسلطة، إنَّ له عليك حق النصح وليس الفرض، وخاصة إذا ما كان صريحاً معك منذ البداية وأخبرك عن هذه النقطة، فتجاهلي نصائح أمك وأمه عن كونه سيترك التدخين بذكائك.

أخبريهم أنَّ "الله لا يغير ما في قوم حتى يغيروا ما في أنفسهم"؛ فالتغيير قرار ينبع من داخل الإنسان، ولا يحق لأحد فرض التغيير في الشكل أو التصرفات أو الكلام؛ بل يكون أمام خيارين: التقبل والاستمرار أو الرفض والتخلي.

6. حب الذات والاهتمام بها:

لن يستطيع أي إنسان حب إنسان آخر إن لم يستطع حب نفسه أولاً، وحب المرأة لذاتها هو صفة أساسية بين مجموعة الصفات التي يتمنى كل زوج وجودها في المرأة.

إنَّ المرأة التي تعتني بجمالها امرأة تحب نفسها، تلك التي تخلق لنفسها ساعة يومية بين أكوام المهام لتسترخي مع فنجان قهوة وحلقة من برنامجها المفضل، تلك التي تذهب إلى النادي الرياضي لتقوي صحتها، تلك التي لا تشتري لأولادها ملابس فخمة وتترك نفسها بملابس بالية، إنَّ الرجل ميَّال للمرأة التي تحب نفسها وتحنو عليها كما تحب أسرتها وتحنو عليها.

أتفهم جيداً نموذج المرأة المُضحِّية الذي جهدت الأمهات والجدات في غرسه في رؤوس الصبايا المقبلات على الزواج، لكن هذا الزمان مختلف تماماً؛ فالرجل يحب أن تهتمي بنفسك وبجمالك وصحتك وأن يراك بأبهى حلة، وإلا فإنَّ أنظاره سوف تتحول نحو الأخريات، وأرجو ألا تفهمي كلامي على أنَّه دعوة إلى الأنانية، إنَّه دعوة إلى التوازن والمساواة فقط.

شاهد بالفيديو: 8 عبارات ترغب كل زوجة سماعها من زوجها

7. الاستقلالية:

يحب الرجل المرأة المستقلة، والاستقلالية صفة ذهبية بين مجموعة الصفات التي يتمنى كل زوج وجودها في المرأة؛ فالرجال يحبون المرأة القادرة على تدبر شؤونها بنفسها، تلك التي لا تتوقف الحياة عندها إذا ما سهر زوجها مع رفاقه ليلة الخميس.

الرجال يحبون المرأة التي تملك عالماً خاصاً وعملاً خاصاً واهتمامات مستقلة، ولا يحبون المرأة التي تكون تابعة لهم في كل شيء، ونسخة طبق الأصل عن اهتماماتهم وتطلعاتهم.

إذا ما سهر زوجك خارجاً لا تشعريه بأنَّك ستمضين ليلة من التأمل في الجدران وأنَّك لا تستطيعين فعل أي شيء بغيابه، أخبريه بأنَّ لك مخططاتك أيضاً، مشاريعك التي تمنحك سعادة وشعوراً بالإنجاز بمنأى عنه، رواية تقرئينها أو مسلسلاً تشاهدينه، أو صديقة تتحادثين معها عبر الإنترنت؛ فالرجل إضافة جميلة إلى الحياة وليس محور الحياة يا عزيزتي.

8. الاحتواء:

مع قساوة الرجل وفظاظته في بعض الأحيان، فإنَّ العطف والاحتواء هما أكثر ما يحتاج إليه، وهذا ما يجعل صفتَي الاحتواء والتعاطف من بين أهم صفات يتمنى كل زوج وجودها في المرأة، فلا يريد الرجل _ ولا أي إنسان آخر _ أن يلومه شخص آخر على خطأ قام به وأقر بذلك.

إذا ما جاءك زوجك نادماً أو منزعجاً على تصرُّف ما قام به إياك أن تلوميه؛ بل استمعي إليه جيداً ودعيه يخرج كل ما في قلبه من كلمات ومشاعر، ثم طبطبي عليه واحتويه، ودعيه يجد كتفك متكأ يريح عليه رأسه بغير اتهامات ولا تقريع؛ فالرجل إنسان يا عزيزتي، يقاسي المشاعر التي تقاسيها النساء؛ لكنَّ المجتمع عوَّده على الكبت وأرغمه على السكوت.

9. الامتنان:

إنَّها صفة هامة من مجموعة الصفات التي يتمنى كل زوج وجودها في المرأة؛ فالرجل لا يحب المرأة الجاحدة التي تنكر كل ما يقدمه لها؛ بل يحب المرأة التي تمتن لجهده ووقته ولطفه إذا ما تذكرها بقطعة شوكولا في أثناء عودته.

لا نقصد بذلك أنَّ المرأة لا تستحق وأنَّ إكرامها منَّة من الرجل، لكن نقصد صفة الامتنان عامة، والتي تدخل ضمن الطباع البشرية وتسمح للإنسان برؤية الجانب المشرق من كل شيء، نقيض بعض الناس الذين ينظرون إلى النصف الفارغ من الكأس.

مثلاً عاد زوجك من السوبر ماركت ومعه أغراض المنزل وقطعة من الشوكولا المفضلة لك، أنت أمام خيارات ثلاثة: أن تأخذي الشوكولا بامتنان وشكر لأنَّه تذكَّرك في غمرة انشغاله ومهامه وتستطيعين أن تتقاسميها معه وقت القهوة، أو أن ترمي الشوكولا في وجهه وتقولي: "شوكولا؟ ليتك تذكرتني بحقيبة غوتشي أورجينال"، أو تستطيعين تجاوز الموضوع والتهام الشوكولا وحدك في المطبخ، لكن تذكَّري أنَّ كل تصرُّف بين التصرفات الثلاثة سينعكس على حياتك بطريقة مختلفة.

إقرأ أيضاً: سايكولوجيا العلاقات العاطفية بين الرجل والمرأة وسر نجاحها

في الختام:

إنَّ ذكرنا لمجموعة من الصفات التي يتمنى كل زوج وجودها في المرأة لا يعني أنَّنا نقبل بسحق النساء لأنفسهن لإرضاء أزواجهن؛ إنَّما نهدف إلى لفت أنظارهن نحو تصرفات صغيرة لكنَّها ذات تأثيرات كبيرة في تحسين حياتهن.




مقالات مرتبطة