صفات الطفل الموهوب وأهم الطرق لتنمية مواهب الطفل وصقلها

يُولد كل طفل بموهبةٍ فريدة تميّزه عن غيره ولا يوجد أي طفل في هذا الكون لا يمتلك موهبة فطرية نشأت معه وضمن جيناتهِ، ولكن هذه الموهبة تتأثر بشكلٍ مباشر بالبيئة التي تحيط بالطفل، فهي إمّا أن تكبر وتتطور، وإمّا أن تضمر وتختفي نتيجة عدم اهتمام الأهل بطفلهم وإهمالهم له، فيما يلي سنُسلّط الضوء على جوانب مهمة حول هذا الموضوع، وسنقدم لك مجموعةً من النصائح المهمة التي يجب أن تتقيّد بها لتساهم في تنمية مواهب طفلك وصقلها.



أولًا: مفهوم الموهبة

استُخدم مصطلح الموهبة للإشارة إلى الأشخاص الذين يصلون في أدائهم لمستوى مرتفع جدًا في العديد من المجالات التي لا تتعلق بالدراسات الجامعية والأكاديميّة، أي التفوق في الفنون المختلفة، الألعاب الرياضيّة، المهارات الميكانيكيّة، والقيادة الجماعيّة، وأكدّ بعض الخبراء بأنّ التفوق بهذهِ المجالات ليس له أي علاقة بالذكاء، وذلك لأنّ المواهب هي عبارة عن قدرات خاصة لا علاقة لها بالمستوى العقلي للإنسان، إذ أن هناك العديد من الأشخاص يمتلكون مواهب كبيرة بالرغم من معاناتهم من التخلف العقلي.

أمّا بعض الخبراء الآخرين أكدوا بأنّ هناك ارتباطًا بين المواهب الخاصة للإنسان ومستوى الذكاء، وبأنّ العلاقة بين الموهبة والذكاء هي علاقة إيجابيّة، حيثُ أنّ الذكاء هو عامل أساسي في تكوين المواهب لدى الإنسان.   

وعن علاقة الموهبة بالوراثة، فإنّ الخبراء أكّدوا بأنّ لا علاقة بينهما على الإطلاق، حيث أنّ الموهبة تختفي عند أبناء الموهوبين.

ثانيًا: الصفات الأساسيّة التي يتميّز بها الطفل الموهوب

الصفات المعرفية للطفل الموهوب:

  1. دقيق الملاحظة، وشديد الفضول لمعرفة كل ما يُحيط به واستكشاف الشيئ الغامض.
  2. يتمتّع بذاكرة قوية واهتمام كبير بالمعلومات.
  3. ينتبه إلى كل الأمور التي تحيطُ به، ويتميّز بمهارات عالية في التفكير.
  4. يمتلك مهارات كبيرة في حل المشاكل، وإنجاز كافة المهام التي تقع على عاتقهِ.
  5. يتميّز بقدرته على التعلّم السريع.
  6. يتميّز بخيالهِ الواسع.
  7. يحبّ قراءة الكتب والمجلات، ودائمًا ما يبحث عن أصول الكون والإنسان.
  8. يحبّ ممارسة الألعاب المعقدة.

الصفات الاجتماعيّة للطفل الموهوب:

  1. يعشق الطفل الموهوب الحوارات والنقاشات بمختلف القضايا الفسلفية والاجتماعية في عمرٍ مبكر.
  2. يميل إلى العزلة، وعادةً ما يكون عاطفيّا وحساسًا للغاية.
  3. يعشق الكمال في كل شيئ.
  4. يمتلك طاقةً كبيرةً وغير عادية.
  5. يجيد إقامة علاقات إيجابية مع أسرته وأصدقائهِ في المدرسة.
  6. يتصرّف ببرودة أعصاب خلال المواقف الصعبة والحرجة.
  7. يعشق النقد، ويتميزُ بشيئ من صفة الشك.
  8. يتمتّع بروح قيادية كبيرة.

الصفات اللغوية للطفل الموهوب:

  1. يتعلم الطفل الموهوب القراءة في عمرٍ مبكر في أغلب الأحبان، ويُجيد تعلّم العديد من اللغات الغريبة.
  2. عادةً ما يستخدم في حديثه كلمات معقدة وجمل طويلة نوعًا ما.
  3. يتكلم بسرعة مبالغ فيها.
  4. يطرح الكثير من الأسئلة.
  5. يمتلك قدرةً عالية على الإقناع.

ثالثًا: نصائح تساعد الآباء على اكتشاف وتنمية موهبة طفلهم

يؤكّد العديد من العلماء بأنّ كل الأطفال يولدون بمواهب مختلفة، ولكنّ الآباء هم من عليهم أن يكتشفوا هذه المواهب ليعملوا على تنميتها وصقلها قبل أن تندثر وتموت، ويكون هذا عن طريق تقيّد الآباء بالنصائح التي ستساعدهم على اكتشاف مواهب طفلهم وتنميتها وهي:

1- مراقبة الطفل:

وهي من أهم الخطوات التي يجب على الآباء أن يقوموا بها، والتي تقوم على مراقب الطفل منذ مراحل مبكرة من طفولتهِ، مراقبته وهو يلعب، وهو يتحرك، مع ملاحظة الأشياء الدقيقة التي يحبها والتي تلفت نظره، إن كان ألعاب مثلًا، أو برامج خاصة على التلفاز، أو انجذابه نحو رياضةٍ معينة، وهنا لا بد من أن نشير إلى موضوع في غاية الأهمية وهو أن تترك كامل الحرية لطفلك لأن يتصرّف بحرية حيال كل الأمور التي تلفت نظره واهتمامه.

2- تشجيع الطفل باستمرار:

مهما كانت موهبة الطفل بسيطة على الآباء أن يُشجعّوه بشكلٍ مستمر، وأن يُعبروا عن مدى سعادتهم وفخرهم بهِ، وذلك لأنّ التشجيع سيمنح الطفل دافعًا قويًا لتطوير ذاتهِ وموهبتهِ يومًا بعد يوم.

3- توفير الإمكانيات اللازمة له:

يجب على الآباء أن يوفروا الإمكانيات اللازمة التي تدعمُ موهبة الطفل وتُنميها، فمثلًا إذا كان يُحب الرسم عليك أن تشتري له الأقلام الملونة ودفاتر الرسم، وكل ما يُمكن أن يُساهم في تطوير هذهِ الموهبة، أمّا إذا كان يُحب الموسيقى فعليك أن تشتري له آلة مخصصة للعزف الشرقي أو الغربي حسب ميول الطفل، وأن تسجله في إحدى الأندية الموسيقيّة التي تعلمهُ أصول العزف.

اقرأ أيضاً: 4 عوامل سلبيّة تؤثر على ذكاء الأطفال

4- متابعة موهبة الطفل:

كُلّما تقدّم الطفل في العمر عليك أن تتابع معه تفاصيل موهبته، وأن تعمل على تطويرها من خلال مراقبة الطفل، ومراقبة التطورات التي يقوم بها، وتشجيعهِ على المشاركة في المسابقات المدرسيّة.

5- دعم الموهبة بالعلم:

يجب أن تزرع فكرة مهمة في عقل الطفل، وهي أنّ العلم والمعرفة يُساعدان على صقل موهبته، وبأنّ نجاحه في المدرسة سيُساهم في تنمية موهبتهِ، لهذا عليه ألّا يُهمل دراسته على الإطلاق.

6- زرع الأفكار الإيجابية في عقلهِ:

لتشجع طفلك على الإستمرار بتنمية مواهبهِ يومًا بعد يوم، عليك أن تبعده عن شعور الملل والاستسلام، ويكون هذا عن طريق زرع المزيد من الأفكار الإيجابيّة في عقلهِ ورواية بعض قصص النجاح له بطريقةٍ تتناسب مع المرحلة العمرية التي يمرُ بها، بالإضافة لترديد بعض العبارات التحفيزيّة أمامُ بشكلٍ دائم كأن تقول لهُ أنت موهوب، أنت ناجح، أنت متميز، وهناك مستقبلٌ جميل ينتظرك.

7- التحلّي بالصبر:

يجب على الآباء أن يتحلوا بالصبر الطويل عندما يتعاملون مع طفلهم الموهوب، وذلك لكي لا يشعر بالإحباط في حال فشل مثلًا في رسم لوحة جميلة، أو في عزف مقطوعة موسيقيّة بشكلٍ صحيح، وأن يحرصوا على غرس بعض الأفكار المهمة في عقلهِ وهي أنّ الفشل في تنفيذ أمر ما هو بداية لنجاح كبيرة ينتظرهُ في المستقبل القريب.

رابعًا: دور المدرسة في تنمية مواهب الطفل

1- مراقبة الطلاب:

يجب على الكادر التعليمي بأي مدرسةٍ كان، أن يحرصوا على مراقبة الأطفال خلال الحصص المدرسية وخلال النشاطات المدرسية اليوميّة التي يقومون بها، وذلك لكي يتوصلوا إلى اكتشاف الميّزات التي يتمتعُ بها كل طفل، ولتسهيل هذهِ الوظيفة يُمكن للإدارة أن توزع هذهِ المهام على المدرسين كأن يستلم كل مدرس مجموعة وعدد محدد من الطلاب.

2- مُحاورة الطلاب:

إنّ محاورة الطلاب تفتح المجال أمام المدرسين لاكتشاف مواهب طلابهم والعمل على تنميتها وصقلها، لهذا يجب على المدرسة أن تخصص جلسات حوارية خاصة يتم خلالها الجلوس مع مجموعة من الطلاب لتوجيهِ بعض الأسئلة لهم، ولسماع أسئلتهم أيضًا.

3- إظهار الثقة التامة بالطلاب:

على المدرسة أن تظهر ثقةً كبيرةً بطلابها وبكل المواهب التي يتميّزون بها، وذلك لأنّ الثقة هي كالوقود الذي يمدّ الطلاب بقوةٍ خارقة ومعنوياتٍ مرتفعة للعمل بكل جدٍ وإخلاص لتنيمة مواهبهم وصقلها بعيدًا عن الشعور بالملل، ومهما تعرض الطفل لمحاولاتٍ فاشلة في بداية السنوات الدراسيّة على الإدارة أن تستمر بتشجيعهِ وبث الإيجابيّة في داخلهِ.

4- إجراء الإجتماعات الدورية:

على المدرسة أن تحرص على إجراء الإجتماعات الدوريّة للمدرسين والإداريين، وذلك بهدف مناقشة أمور الطلاب ومواهبهم، والتطورات الجديدة التي طرأت خلال الأشهر، وذلك لوضع الملاحظات الدقيقة وتقييم كل طالب على حدى، لمعرفة مدى التطور الذي وصلت إليهِ مواهب الطلاب.

5- التشجيع المستمر:

من الضروري أن تستمر المدرسة بتشجيع طلابها، واحترام مواهبهم المختلفة مهما كانت بسيطة وغريبة، مع الحرص على عدم الانتقاص منها وذلك لكي لا يشعر الطالب بالعجز والضعف.

انفوغرافيك: ما الذي يجعل الأطفال سعيدين وناجحين في المدرسة؟

6- توفير الوسائل الضرورية لتنمية المواهب:

يجب على إدارة المدرسة وكادرها التعليمي أن يعملوا على توفير كافة الوسائل التي تساعدُ على تنمية مواهب الطلاب وصقلها بشكلٍ جيد، كأن تقوم مثلًا بتخصيص قاعات محددة تحتوي على آلات موسيقيّة ليتمرن الطلاب بها، وكذلك قاعات مخصصة للرسم، والرياضة، بالإضافة لتوفير بعض المخابر التي يُمكن للطلاب من خلالها أن يُمارسوا شغفهم باكتشاف علوم الفيزياء والكيمياء.

7- إقامة المسابقات الفصليّة:

وهي من الخطوات المهمة التي على المدرسة أن تُقيمها مرتين في السنة أي في الفصل الدراسي الأول والثاني، وذلك لكي تعرض من خلالها مواهب الطلاب عن طريق إجراء مسابقات تشجيعية وتقديم الهدايا المادية والعينيّة التي تساهمُ في منحهم معنويات عالية ودفعًا نحو الأمام.

8- توفير غذاء عقلي متكامل للطلاب:

ونقصد هنا بالغذاء العقلي قيام المدرسة بالعديد من الأنشطة التعليميّة التي تُثيرُ الطالب وتستهويهِ، ويكون هذا عن طريق  التخطيط للرحلات التعليميّة، إجراء البحوث والمشاريع الخاصة, إقامة الحلقات المدرسيّة، وإقامة النوادي الخاصة.

9- التخطيط للرحلات الترفيهيّة:

تساعد الرحلات الترفيهيّة على تنشيط عقل الطلاب، وتنيمة روح التعاون فيما بينهم، لهذا على إدارة المدرسة أن تخطط لرحلات ترفيهيّة تُسعد الطلاب وتبعدهم قليلًا عن أجواء الدراسة لتمدهم بدفعةٍ من الإيجابية والمعنويات المرتفعة.

10- القيام بالمعارض المدرسيّة:

يُمكن للمدرسة أن تساهم في إظهار مواهب طلابها إلى العلن، عن طريق إقامة المعارض الخاصة في المدرسة لعرض أعمال طلابها ومشاريعهم المميزة، بالإضافة لإقامة المسرحيات المميزة على مسرح المدرسة بمشاركة مجموعة من الطلاب الذين يمتلكون موهبة التمثيل والغناء والعزف.

11- تفعيل دور المرشد النفسي:

يلعبُ المرشد النفسي دورًا أساسيًا في مساعدة الطلاب على إبراز مواهبهم وتنميتها بعيدًا عن كل ما يُمكن أن يُشتت انتباههم ويؤثرُ سلبًا عليهم، لهذا يجب على المدرسة أن تفعّل دور المرشد النفسي، الذي يجب أن يتقرب من الطلاب بشكلٍ دائم، وأن يسعى لاكتساب ثقتهم وإظهار استعدادهِ الدائم لمساعدتهم على حل مشاكلهم وهمومهم بطريقةٍ سريعة.

اقرأ أيضاً: دور المدرسة في تنمية الفرد وتطوير المجتمع

خامسًا: دور المجتمع في إظهار مواهب الطفل وتنميتها

يلعب المجتمع دورًا مهمًا في المساعدة على تنمية مواهب الأطفال وصقلها بشكلٍ جيد، ويكون هذا عن طريق:

  1. إنشاء الدولة لمجموعة من المؤسسات والنوادي التي تهدف إلى رعاية مواهب الأطفال وتقديم كافة الخدمات الضرورية لهم.
  2. تقديم الدعم المادي لأسر الموهوبين، كمنحهم قروض معينة لشراء بعض الأدوات التي يحتاجها الطفل الموهوب كأدوات العزف، وأدوات الرسم والنحت.
  3. إنشاء بعض النوادي الرياضيّة بأسعار رمزية تسمح للطفل الموهوب بأن يُمارس هواياتهُ دون أن يتكلف المزيد من الأموال.
  4. توفير بعض المكتبات العامة المجانية التي تساعدُ على منح الأطفال القصص والكتب العلميّة التي تساهُمُ في تنمية قدراتهِ الإبداعية وتنمية مواهبهِ.

 

وأخيرًا نتمنى عزيزي أن تتقيّد بكافة النصائح المهمة التي قدمناها لك، وذلك لتساهم في تنمية موهبة طفلك وصقلها بشكلٍ صحيح.

 

المصادر:

  1. ويكيبيديا
  2. 16 صفة يمتاز بها الطفل الموهوب
  3. مواهب أطفالنا كيف نكتشفها وكيف ننميها؟
  4. الطفل الموهوب
  5. دور المدرسة فى تنمية الموهبة



مقالات مرتبطة