سرطان البنكرياس: أسبابه وأعراضه وسبل علاجه

سرطان البنكرياس هو نوع من السرطان يبدأ في خلايا البنكرياس؛ إذ تبدأ هذه الخلايا بالنمو دون حسيب ولا رقيب، وتشكِّل ورماً يمكن أن يغزو الأنسجة والأعضاء المجاورة، أو ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإنَّ سرطان البنكرياس هو السبب الرئيس السابع للوفيات المرتبطة بالسرطان في جميع أنحاء العالم، ففي عام 2020 كان ثمَّة ما يُقدَّر بنحو 495773 حالة جديدة من سرطان البنكرياس في جميع أنحاء العالم؛ لذلك سنستعرض في هذا المقال أهم أعراض سرطان البنكرياس، وما هي أسبابه، وكيفية علاجه، فإذا كنت من المهتمين فتابع معنا.



ما هي أسباب سرطان البنكرياس؟

يحدث سرطان البنكرياس عندما تنمو الخلايا في البنكرياس على نحو لا يمكن السيطرة عليه مكوِّنةً الورم، والسبب الدقيق لسرطان البنكرياس غير مفهوم جيداً، لكن ثمَّة عوامل عديدة قد تزيد من خطر الإصابة بالمرض، تتضمَّن بعض عوامل الخطر المعروفة ما يأتي:

1. العمر:

تزداد الإصابة بسرطان البنكرياس مع تقدُّم العمر؛ إذ تحدث غالبية الحالات لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن الستين عاماً، ووفقاً لجمعية السرطان الأمريكية تُشخَّص نحو ثلثي حالات سرطان البنكرياس لدى الأفراد الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً أو أكثر، ويزداد خطر الإصابة بسرطان البنكرياس مع كل عقد من العمر، ويبلغ متوسط ​​العمر عند التشخيص 70 عاماً.

يمكن أن يحدث سرطان البنكرياس في أي عمر، لكنَّه نادر الحدوث نسبياً لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 40 عاماً، ومع ذلك ثمَّة بعض الحالات الجينية الموروثة، مثل التهاب البنكرياس الوراثي، ومتلازمة "لينش"، التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بسرطان البنكرياس في سن أصغر.

يجب على الأفراد وخاصة أولئك الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً أن يكونوا على دراية بأعراض سرطان البنكرياس، مثل آلام البطن، وفقدان الوزن غير المبرر، واليرقان، وعليهم مناقشة أي مخاوف مع مقدِّم الرعاية الصحية الخاص بهم؛ إذ يعدُّ الاكتشاف المُبكِّر أمراً هاماً جداً في تحسين النتائج للأفراد المصابين بسرطان البنكرياس.

2. الجنس:

سرطان البنكرياس أكثر شيوعاً عند الرجال منه لدى النساء.

3. التدخين:

يعدُّ التدخين عامل خطر كبيراً للإصابة بسرطان البنكرياس؛ إذ تشير التقديرات إلى أنَّ المدخنين أكثر عرضة للإصابة بسرطان البنكرياس مرتين أو ثلاث مرات مقارنة بغير المدخنين، الآلية الدقيقة التي يتسبَّب بها التدخين في الإصابة بسرطان البنكرياس ليست مفهومة تماماً، لكن ثمَّة طرائق عدة يمكن أن يساهم فيها التدخين في تطور المرض:

  • يُعرِّض التدخين البنكرياس لمواد كيميائية ضارة، مثل الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات، والنيتروزامين، والبنزين، ويمكن أن تتسبَّب هذه المواد الكيميائية في إتلاف الحمض النووي في خلايا البنكرياس، ممَّا قد يؤدي إلى حدوث طفرات ونمو غير طبيعي للخلايا.
  • يمكن أن يسبِّب التدخين التهاباً في البنكرياس، ما قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان البنكرياس، فالالتهاب المزمن عامل خطر معروف لعديد من أنواع السرطانات، ومن ذلك سرطان البنكرياس.
  • يمكن أن يضعِّف التدخين وظيفة البنكرياس، ما قد يساهم أيضاً في الإصابة بسرطان البنكرياس، على سبيل المثال يمكن أن يؤدي التدخين إلى زيادة إنتاج الإنزيمات الهضمية في البنكرياس، ما قد يؤدي إلى تلف العضو وزيادة خطر الإصابة بالسرطان.
  • إنَّ الإقلاع عن التدخين يمكن أن يقلِّل من خطر الإصابة بسرطان البنكرياس، ووفقاً لجمعية السرطان الأمريكية، فإنَّ خطر الإصابة بسرطان البنكرياس يتناقص مع مرور الوقت بعد الإقلاع عن التدخين، وبعد عشر سنوات من الإقلاع عن التدخين يمكن أن يكون الخطر مماثلاً لغير المدخنين.

4. التاريخ العائلي:

يعدُّ التاريخ العائلي للإصابة بسرطان البنكرياس عامل خطر للإصابة بالمرض، فإذا كان أحد الأقارب المقربين أو أكثر، مثل أحد الوالدين، أو الأخ، أو الطفل مصاباً بسرطان البنكرياس، فإنَّ خطر إصابتك بالمرض يزداد.

قد يشير وجود اثنين أو أكثر من الأقارب من الدرجة الأولى (مثل أحد الوالدين أو الأشقاء) مصابين بسرطان البنكرياس إلى وجود متلازمة سرطان وراثية، مثل سرطان البنكرياس العائلي، أو "متلازمة لينش" التي تُعرِّض الأفراد للإصابة بسرطان البنكرياس.

إذا كان لديك تاريخ عائلي للإصابة بسرطان البنكرياس، فيجب مناقشة هذا الأمر مع طبيبك الذي قد يوصي بإجراء اختبارات فحص إضافية أو اختبارات جينية لتقييم خطر الإصابة بالمرض، وقد يوصي طبيبك أيضاً بتغييرات في نمط الحياة، مثل الحفاظ على وزن صحي، وممارسة الرياضة بانتظام، وتجنُّب التدخين، والإفراط في استهلاك الكحول والتي يمكن أن تساعد على تقليل خطر الإصابة بسرطان البنكرياس.

شاهد بالفديو: 8 أمراض مستعصية يُحاربها زيت الزّيتون

ما هي أعراض سرطان البنكرياس؟

قد لا يسبِّب سرطان البنكرياس أي أعراض ملحوظة في مراحله المبكرة، وذلك قد يجعل من الصعب تشخيصه، ومع نمو السرطان وانتشاره قد يتسبَّب في مجموعة متنوعة من الأعراض، وتشمل بعض الأعراض الأكثر شيوعاً لسرطان البنكرياس ما يأتي:

  • ألم في البطن: غالباً ما يكون هذا ألماً خفيفاً، قد يصبح أكثر حِدَّة مع مرور الوقت.
  • فقدان الوزن غير المقصود: قد يحدث هذا بسبب مزيج من انخفاض الشهية والتغيرات في التمثيل الغذائي في الجسم.
  • اليرقان: اصفرار الجلد والعينين يحدث عندما يسدُّ السرطان القناة الصفراوية، وذلك يمنع المادة الصفراء من مغادرة الكبد.
  • آلام الظهر: قد يحدث هذا إذا وصل هذا السرطان إلى أعصاب أو عظام في الظهر.
  • الغثيان والقيء: قد يحدث هذا إذا كان السرطان يسد الجهاز الهضمي، أو يسبِّب تغيرات في الهضم.
  • التعب: يمكن أن يحدث هذا العرض بسبب السرطان نفسه واستجابة الجسم للسرطان وأعراض أخرى.
  • تشمل الأعراض المحتملة الأخرى لسرطان البنكرياس التغيُّرات في لون البراز، والتغيرات في لون البول، ومرض السكري الجديد.

إنَّ هذه الأعراض يمكن أن تكون ناجمة عن عديد من الحالات الأخرى، وإنَّ وجود واحد أو أكثر من هذه الأعراض لا يعني بالضرورة أنَّ الشخص مصاب بسرطان البنكرياس، فإذا كنت تعاني من أي من هذه الأعراض، أو لديك مخاوف بشأن صحتك، فيجب عليك التحدث إلى مقدِّم الرعاية الصحية الخاص بك.

كيف نعالج مرض سرطان البنكرياس؟

تعتمد العلاجات الرئيسة لسرطان البنكرياس على مرحلة السرطان وموقعه، إضافة إلى الصحة العامة للفرد، قد تشمل خيارات العلاج ما يأتي:

إقرأ أيضاً: أعراض وأنواع مرض لوكيميا الدّم أو سرطان الدّم

1. الجراحة:

إذا كان السرطان محصوراً في البنكرياس، ولم ينتشر إلى أعضاء أخرى، فقد تكون الجراحة خياراً، والهدف من الجراحة هو إزالة أكبر قدر ممكن من السرطان، واعتماداً على موقع الورم قد تتضمَّن الجراحة إزالة جزء من البنكرياس، أو البنكرياس بأكمله، أو بعض الأعضاء الأخرى المجاورة.

2. العلاج الكيميائي:

يشمل العلاج الكيميائي استخدام الأدوية لقتل الخلايا السرطانية، ويمكن استخدامه قبل الجراحة أو بعدها، أو بوصفه علاجاً أولياً لسرطان البنكرياس المتقدِّم أو النقيلي.

3. العلاج الإشعاعي:

يتضمَّن العلاج الإشعاعي استخدام إشعاع عالي الطاقة لقتل الخلايا السرطانية، ويمكن استخدامه قبل الجراحة أو بعدها أو بالاشتراك مع العلاج الكيميائي.

سرطان البنكرياس

4. العلاج الموجَّه:

تستهدف عقاقير العلاج الموجَّه جزيئات معينة تشارك في نمو الخلايا السرطانية وانتشارها، ويمكن استخدامها مع العلاج الكيميائي، أو بوصفها علاجاً مستقلاً لسرطان البنكرياس المتقدِّم.

5. العلاج المناعي:

تعمل أدوية العلاج المناعي من خلال مساعدة جهاز المناعة على التعرف إلى الخلايا السرطانية ومهاجمتها، ويمكن استخدامها مع علاجات أخرى لسرطان البنكرياس المتقدِّم.

من الشائع استخدام مزيج من هذه العلاجات لعلاج سرطان البنكرياس، ويجب على الأفراد المصابين بسرطان البنكرياس مناقشة خيارات العلاج مع مقدِّم الرعاية الصحية الخاص بهم لتحديد أفضل نهج لحالتهم الخاصة.

إقرأ أيضاً: 7 نصائح للوقاية من السرطان

ما هي أنواع سرطان البنكرياس؟

ثمَّة أنواع عدة من سرطان البنكرياس، ومنها:

  • سرطان البنكرياس الغدي: هذا هو النوع الأكثر شيوعاً من سرطان البنكرياس، ويمثِّل نحو 85% من الحالات، ويبدأ في الخلايا التي تبطن قنوات البنكرياس.
  • أورام الغدد الصم العصبية: وهي أقل شيوعاً من أورام البنكرياس الغدية؛ إذ تمثِّل نحو 5% من الحالات، وتتطور أورام الغدد الصم العصبية من الخلايا المنتجة للهرمونات في البنكرياس.
  • سرطان الخلايا الأسينار: يبدأ في خلايا البنكرياس الأسينار والتي تنتج إنزيمات هضمية.
  • سرطان الغدة النخامية: يحتوي على خلايا غدية وخلايا حرشفية.
  • سرطان الغدد الليمفاوية للبنكرياس: يبدأ في النسيج الليمفاوي للبنكرياس.

يجب معرفة أنَّ العلاج والتشخيص لكل نوع من أنواع سرطان البنكرياس قد يختلف، ويُعالج النوع الأكثر شيوعاً وهو (سرطان البنكرياس الغدي) بالجراحة، أو العلاج الكيميائي، أو العلاج الإشعاعي، اعتماداً على مرحلة السرطان وموقعه، وقد تتطلَّب أنواع أخرى من سرطان البنكرياس، مثل أورام الغدد الصم العصبية أساليب علاجية مختلفة، ويجب على الأفراد المصابين بسرطان البنكرياس مناقشة خيارات العلاج مع مقدِّم الرعاية الصحية الخاص بهم لتقديم أفضل علاج متناسب مع نوع المرض.

في الختام:

بعد أن أبحرنا بعيداً في موضوع سرطان البنكرياس، وأصبحنا على بيِّنة من هذا المرض، ونستطيع بعدها الاستشعار بقدومه نوعاً ما، فما تبقى علينا سوى الحذر ومراقبة صحتنا كي نكشف مبكراً عن المرض، ومن ثمَّ نستطيع القضاء عليه قبل أن يستفحل في أجسادنا.




مقالات مرتبطة