سايكولوجيا العلاقات العاطفية بين الرجل والمرأة وسر نجاحها

إنَّ أيَّة علاقة تبدأ بالتوهُّج والفرح الكبير وحالة السعادة العارمة التي لا يمكن قياسها، لكن بعد عدَّة أشهر يسيطر على العلاقة نوع من الهدوء وربما بعض الملل، ويتوه الطرفان في حال لم يُدركا بحق ما هي رسالة العلاقة والهدف منها؛ لذا فإنَّ الإعجاب بالشكل والمظهر الخارجي واللباس وما إلى ذلك من مظاهر خارجية هو أمر جميل ونحبُّه جميعاً ولكنَّه سيخفت مع الوقت، سنتعرَّف في هذا المقال إلى طرائق حل هذه المعضلة من وجهتي النظر الذكورية والأنثوية.



حقائق علمية عن سايكولوجيا الحب:

  1. وجد العلماء والباحثون أنَّ القبلة الصباحية قادرة على تحفيز هرمونات في الجسم، وتساعد الإنسان على تقبُّل الضغوطات اليومية والتعامل معها بطريقة سليمة.
  2. وجد خبراء علم النفس أنَّ الإنسان عندما يصيبه الحنين تجاه علاقة حب حدثت وانتهت في الماضي، فإنَّ حنينه يكون إلى الحالة التي كان يشعر بها في تلك العلاقة، وليس إلى الحبيب السابق بحد ذاته.
  3. إنَّ كلمة (Love) باللغة الإنجليزية مشتقة من كلمة يونانية تعني الرغبة، وهذا ما يؤكِّد أنَّ القدماء قد علموا تماماً أنَّ الحب غالباً ما يكون ممزوجاً بالرغبة.
  4. وجد العلماء أنَّ هرمون الحب الذي يزداد إنتاجه بشكل كبير عند الشريكين المنخرطين في العلاقة العاطفية له نفس تأثير مادة الكوكائين؛ ويسبب الإدمان مثله تماماً، وهذا ما يُفسِّر حالات الانهيار النفسي عند انتهاء العلاقة بشكل مفاجئ؛ أي ما يشبه بشكل أو بآخر التوقف المفاجئ عن تعاطي الكوكائين.
  5. إنَّ كثرة التحديق تؤدي إلى الوقوع في الحب؛ لذلك في حال كنتَ لا تود أن تنخرط في علاقة ينصحك علم النفس ألَّا تُطيل النظر؛ لأنَّك ستقع في الحفرة بشكل شبه مؤكَّد.
  6. يؤكِّد العلماء أنَّ أكثر ما يمكن أن يشفي الإنسان من التعب ويريحه من الإرهاق النفسي والجسدي هو حضن الشريك؛ وذلك بسبب الهرمونات التي تتحرَّض.

ما هو أهم شيء تريده المرأة من الرجل في العلاقة العاطفية؟

  1. إنَّ سايكولوجية المرأة تختلف تماماً عن سايكولوجية الرجل بشكل عام، وبشكل خاص في العلاقات العاطفية؛ إذ إنَّ المرأة تريد أمراً أساسياً من الرجل وهو الحضور؛ أي أن تكون قادراً على الحضور حتى في لحظات غيابك؛ وذلك ما يمكنك تحقيقه من خلال التباع النصائح الآتية:
  2. كن دائم الاتصال بها والاطمئنان عليها ومناقشتها بأصغر الأمور التي تمر في حياتها، وعَدُّ أيَّة عثرة بسيطة تمر بها موضوعاً يستدعي اهتمامك وتوقُّفك عنده.
  3. اختر الهدايا التي تذكِّرها بك طوال الوقت؛ إذ يمكن أن تهديها الشوكولا المغلفة التي تدوم لديها لوقت طويل؛ إذ لا تشعر هي بغيابك عنها، وتشعر بوجودك وحضورك كما لو أنَّك موجود.
  4. استمع لها ولو في أوقات انشغالك، وحاول أن توجد الوقت ولو اضطررت إلى إيقاف المهمة الموجودة بين يديك بشكل مؤقَّت؛ وذلك لأنَّ إحساسها بأنَّك مشغول يمكن أن يكسر حضورك.

ما هو الاحتواء الحقيقي الذي يجب على الرجل أن يقدِّمه للمرأة؟

يوجد شيء أساسي وهام جداً بالنسبة إلى المرأة في العلاقة العاطفية وهو القدرة على الاحتواء، فالمرأة بسبب هرموناتها المتداخلة التي تبقى في حالة حركة مستمرة وصعود وهبوط تمرُّ بما يُسمى الفصول العاطفية؛ إذ إنَّ مزاجها قد يمر بعدَّة فصول ليس فقط خلال السنة؛ وإنَّما خلال الشهر الواحد أو الأسبوع الواحد أو حتى خلال اليوم الواحد.

هذا بخلاف سايكولوجية الرجل، والذي يسعى إلى الاستقرار ويسيطر على مزاجه الخط المستقيم وهو ما يعجبه في غالبية الحالات، فهو يشعر بالتوتر حيال ما يراه من صعود وهبوط متكرر في مزاج الأنثى، وهنا يأتي دور الاحتواء من قِبَل الرجل؛ وذلك لا يكون من خلال أن يكبت نفسه ويحاول تهدِئتها بينما هو متوتر من الداخل ويريد أن تنتهي هذه الحالة على الفور؛ وإنَّما يكون بأن يتقبَّل هذه الحالة التي تمر بها الأنثى، وأن يتقبلها وهي في هذه الحالة، ويحبها وهي في هذه الحالة تحديداً، وهذا هو الاحتواء الحقيقي.

في حال كان الرجل قادراً على الاحتواء الحقيقي لفصول المرأة وحالاتها، فإنَّه سينعم بوجود طاقة أنثوية هائلة تساعده في جميع مجالات حياته المهنية والعلمية والاجتماعية والنفسية والعاطفية.

شاهد: 10 أمور تزيد من سعادة الزوجين

ما هي الأساسيات التي يجب على كل امرأة أن تتقنها في التعامل مع الرجل؟

  1. الرجل يمتلك عقلية الصياد: يجب على كل امرأة أن تعلم تمام العلم أنَّ أي رجل مهما كان مستوى تفكيره الحالي ومستواه العلمي والثقافي، فهو تاريخياً كائن صياد، يخرج منذ الأزل من المنزل ثم يعود وبيده ما يُطعم به زوجته وأطفاله، ويسعَد بما يتلقاه من مديح سواء عبر الكلام بشكل لفظي أم على وجوه زوجته وأطفاله من سعادة وحبور بما جلبه معه من صيد.
  2. المديح في كل وقت وحين: استناداً إلى ما سبق يُعَدُّ المديح أهم شيء يحفِّز الرجل ويعطيه السعادة والثقة وتحقيق الذات، ولا بدَّ للمرأة أن تكثر من هذا المديح؛ وذلك لأنَّ المديح دوماً ما يجعله سعيداً، ويذهب هو باتجاه أن يجعلها سعيدة ليشاركها هذه السعادة التي منحته إياها.
  3. منحه الثقة: من الهام لكل امرأة أن تعطي شريكها ما يحتاج إليه من الثقة كي تأخذ منه ما تريد، فالذكورة هي القوة والرسالة وتشكيل القدوة، وهي أمور لن يتمكن الرجل من تحقيقها إلَّا بواسطة الثقة بالنفس؛ أي كرري العبارات التي تعطيه الثقة الكاملة بنفسه مثل: "أنا أثق بقدراتك ثقة عمياء، بالطبع إنَّك قادر على فعلها، أنتَ زوجي وحبيبي وأقوى رجل في العالم"، فعندما يمتلك الرجل هذه الثقة سينطلق نحو رسالته وهدفه وسيغمر الطرف الآخر بالسعادة والنشوة التي سيصل إليها بفضل هذه الثقة.
  4. الوضوح في التعبير: بحكم الوظيفة التاريخية للمرأة برعاية الأطفال، اكتسبت المرأة عبر العصور مهارات الذكاء العاطفي والتواصل بشكل غير لفظي وقراءة لغة الجسد؛ وذلك لأنَّ الأطفال الصغار غير قادرين على التعبير عمَّا في داخلهم بالكلام، فكان على الأم أن تحاول قراءة لغة الجسد لديهم باستمرار، وفهم كل ما يريدونه من تعابير الوجه والبكاء، إلَّا أنَّ هذه المهارة ليست موجودة عند الرجل بحكم أنَّ أدواره التاريخية لم تكُن مماثلة للمرأة؛ لذلك فالرجل عاجز نوعاً ما عن إدراك والتقاط التلميحات البعيدة التي تطلقها المرأة ظناً منها أنَّه يفهم ما تقصد؛ لذا يجب على المرأة أن تكون واضحة فيما تريده من الرجل.
  5. حبُّه على ما هو عليه: إنَّ الرجل بحكم عقلية الصياد المتجذِّرة في داخله من ملايين السنين هو كائن يكره الخسارة، وربما يسيطر عليه الانكسار والإحباط عند الهزيمة، وهنا يأتي دورك كأنثى ليس فقط بالوقوف إلى جانبه؛ وإنَّما بأن تبرزي له محبَّتك حتى في أحلك الظروف، وتثبتي له أنَّك تحبينه كما هو سواء كان فائزاً أم خاسراً، غنياً أم فقيراً، ناجحاً أم فاشلاً، وهذا النوع من الحب هو الحب غير المشروط وهو أقصى درجات الحب.
  6. مساعدته على تأدية رسالته: إنَّ الرجل يصرُّ على أن يكون له دور محوري وأساسي في الحياة، وغايته الأساسية تكون إيصال رسالته، فساعديه على حاجاته وتحقيق أهدافه، وهو في المقابل حين يشعر بذلك سيرد لك الجميل أضعافاً مُضاعفة.
  7. السماح له بتحرير مشاعره: مهما كان الرجل قاسياً من الخارج وتبدو عليه ملامح القوة والشخصية المسيطرة، إلَّا أنَّه في داخل كل رجل طفل صغير مليء بالمشاعر والأحاسيس التي هي بحاجة إلى الاحتضان، واعلمي جيداً أنَّ بكاءه في حضنك ليس فقط دليلاً على حبِّه لك وقربك منه؛ وإنَّما أيضاً دليل على قوته الذهنية والنفسية، فهو يعلم تماماً أنَّه إنسان في نهاية المطاف، وكل إنسان لديه مشاعر، وهذه المشاعر يجب أن تخرج لكي تجعله أقوى من قبل، وليست دليلاً على الضعف.
  8. السماح له أن يعيش حياته: في حال وجود الثقة المتبادلة من الهام جداً أن تكوني مرنة حيال حياته الشخصية وأصدقائه، فمن الأفضل أن تتركي له حرية الخروج مع أصدقائه من الجنسين، وكوني سعيدة بذلك لأنَّ تضييق الخناق عليه سيجعله ينفر من العلاقة بشكل أو بآخر، وربما يدفعه إلى الكذب من أجل أن يخرج في نزهة مع أصدقائه؛ إذ إنَّ أكثر ما يخيف الرجل من الارتباط هو خوفه على حريته.
إقرأ أيضاً: 10 أسباب تجعل التكنولوجيا تدمر العلاقات العاطفية!

ما هو سر نجاح العلاقة بين الشريكين؟

إنَّ أهم عنصر في نجاح العلاقة بين الرجل والمرأة هو النيَّة، فإن كانت نيَّة أحد الطرفين من الارتباط أو الزواج أن يتخلَّص من حزنه أو أن يصبح شخصاً سعيداً أو تلبية لرغبة نفسية أو جسدية، بالتأكيد لن يلاقي أي نجاح في علاقته هذه، فإن كان هدف الشخص من العلاقة تحقيق مكاسب شخصية، فالفشل مصيره المحتم.

هذه النية التي تتَّسم بالغرور والأنانية ستحوِّل العلاقة إلى منفعة من طرف واحد وهذا غير منطقي؛ إذ إنَّ كلمة علاقة تقتضي وجود شخصين وليس شخص واحد؛ لذا فإنَّ سر نجاح أيَّة علاقة هو فهم رسالة العلاقة، ألا وهي التطور والارتقاء بنفسك والآخر من الذات السفلى إلى الذات العليا، وتوظيف طاقة الحب في سبيل حل المشكلات التي تواجهكما، والحصول على واقع أفضل سواء من ناحية الظروف المادية والخارجية المحيطة، أم من ناحية الاستقرار النفسي والسلام الداخلي لكلًّ من الطرفين.

إقرأ أيضاً: سيكولوجيا إدمان العلاقات العاطفية وأسبابها

في الختام:

إنَّ الشريك الحقيقي هو الشريك الذي يُخرج طاقاتك ويشجعك على استغلالها بالشكل الأمثل، وهو الذي يحتضنك في وقت الضعف، ويساعدك على أن تتطور وتزدهر وتحسِّن من نفسك وحياتك.

المصادر: 1،2،3،4




مقالات مرتبطة