زنار النار أو الحزام الناري: أعراضه، وأسبابه، ومضاعفاته، وطرق علاجه

يُعدُّ زنار النار (الحزام الناري) من الأمراض الخطيرة الشائعة، والذي بمجرد سماع اسمه، ينتابنا شيء من الخوف، فنُسارع إلى الإنترنت لمعرفة ماهية هذا المرض!



ما هو مرض زنار النار؟

زنار النار أو ما يُعرف بالحزام الناري، أو داء المنطقة، أو الهربس النطاقي، أو القوباء المنطقية، هو مرض فيروسي، يظهر على شكل نطاق أو حزام من الطفح الجلدي في جهة واحدة من الجسم، مُسبباً ألماً وحكة شديدين، وغالباً ما يلتف حول أحد جانبي الخصر، وهو الأمر الذي أكسبه تسميته بالحزام الناري، إلا أنَّ هذا لا يعني عدم ظهوره في مناطق أخرى من الجسم.

قد يُصيب زنار النار جميع الأعمار من الأطفال وكبار السن، إلا أنَّه يندر تحت عمر 10 سنوات، وهو أكثر شيوعاً لدى كبار السن، ممَّن هم فوق 50 سنة من ذوي المناعة المنخفضة.

وعلى الرغم ممَّا يُسببه زنار النار من آلام حادة للمُصاب، إلا أنَّه لا يُعدُّ مرضاً مُهدداً للحياة؛ إذ تُشفى معظم الحالات في غضون أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، ونادراً ما يُصاب الإنسان بزنار النار أكثر من مرة واحدة في حياته؛ لذا تبقى احتمالية الإصابة به مرة ثانية أمراً وارداً.

أعراض الحزام الناري:

تستمر أعراض زنار النار مدة تتراوح بين 2-6 أسابيع، ومن الأعراض الشائعة للمرض:

  • آلام على شكل لسعات كهربائية.
  • شعور بالحرقة، والخدر، والوخز.
  • حساسية شديدة تجاه أي لمس.
  • طفح جلدي أحمر، والشعور بكثير من الحكة.
  • حساسية من الضوء.
  • الشعور بالبرد والصداع.
  • ظهور شريط من البثور الممتلئة بسائل، بحيث تكون قابلة للانفجار، وتتكون عليها قشور.

هناك بعض الأشخاص ممَّن تتجاوز الأعراض لديهم الألم والطفح الجلدي؛ إذ قد تشمتل الأعراض لديهم على الحمى، والقشعريرة، والإعياء، وضعف العضلات، والتعب والإرهاق.

أسباب زنار النار:

يُعدُّ الفيروس المسبب لجدري الماء، هو نفسه الفيروس المسبب للإصابة بمرض زنار النار؛ إذ إنَّنا غالباً ما نُصاب بجدري الماء في الصغر ونُشفى منه، ولكن تبقى كمية صغيرة من هذا الفيروس نائمة -بحالة غير نشطة- في النسيج العصبي قرب الحبل الشوكي والدماغ، وقد يستيقظ وينشط فجأة بعد عدة أعوام، مُؤدياً إلى التهاب العصب والجلد التابع له، ليُصاب الإنسان بزنار النار.

ولا يزال سبب عودة الفيروس لنشاطه، بعد بقائه سنوات في وضع الخمول، أمراً مجهولاً، ولكن يُرجح الباحثون أنَّ السبب الرئيس في ذلك؛ هو ضعفٌ في الجهاز المناعي، ولهذا يُصاب بالحزام الناري كبار السن؛ إذ يضعف جهاز المناعة مع التقدم في العمر.

ما مراحل ظهور مرض زنار النار؟

  • عادةً ما يُصيب الفيروس عصباً واحداً، على جانب واحد من الجسم، فتظهر أعراض المرض في منطقة الجلد، التي يُغذيها هذا العصب.
  • يكون الشعور بالألم أول عرض يُعاني منه المريض. وقد لا يترافق هذا الألم بطفح جلدي أحياناً، فيعتقد المريض أنَّ الألم مصدره العضو القريب منه؛ فمثلاً إذا كان الألم ناحية القلب، يظن المريض أنَّ الألم في قلبه.
  • يشعر المريض بالصداع، وأعراض البرد، والحساسية من الضوء، ثم يُعاني من ألم وحكة، وخدر ووخز، في منطقة معيَّنة من الجسم، ويكون مكان الألم حساساً جداً تجاه اللمس.
  • يبدأ ظهور الطفح بعد يوم إلى خمسة أيام من بدء الإحساس بالألم، ويكون على شكل حويصلات حمراء ناعمة، مُصطفة بجانب بعضها بعضاً، وغالباً ما تكون في جهة واحدة، على الجذع الأيمن أو الأيسر، أو حول عين واحدة، أو على جهة من الوجه أو العنق.
  • ثم يتطور إلى بثور مملوءة بسائل، تُشبه طفح جدري الماء، ويكون ذلك في المنطقة التي يُغذيها العصب المتأثر، وقد يتأثر اثنين أو ثلاثة من الأعصاب إلى جانب بعضها، فتندمج البثور وتُشكل بقعة حمراء صلبة، كأنَّها حروق شديدة.
  • يستمر ظهور بثور جديدة مدةً تصل إلى أسبوع، ثم تأخذ بالجفاف تدريجياً، وتتشكل عليها القشور بعد سبعة إلى عشرة أيام من ظهورها، وتأخذ بالزوال، وقد تبقى بعض الندبات في مكان البثور بعد الشفاء.
  • تبدأ الأعراض بالزوال تدريجياً، حيث تكون مدة الشفاء بين 2-3 أسابيع بالنسبة إلى الأطفال والبالغين، وبين 3-4 أسابيع بالنسبة إلى كبار السن.
إقرأ أيضاً: مرض الجرب الجلدي، وأهم النصائح للوقاية منه

عوامل خطر الإصابة بزنار النار:

هناك عوامل خطر تزيد من احتمالية الإصابة بزنار النار، وهي:

  • من تجاوز عمره 50 عاماً، فالنسبة العظمى من الإصابة بزنار النار تكون بين الأشخاص الذين تجاوزوا الـ 50 عاماً.
  • أن يكون الشخص مصاباً بأمراض معيَّنة تُضعف جهاز المناعة؛ مثل: مرض السرطان، أو مرض السكري، أو فيروس نقص المناعة المكتسبة.
  • يُحفز الخضوع للعلاجات الكيميائية والإشعاعية، أو علاجات الكورتيزون، الإصابة بزنار النار؛ ذلك لأنَّها علاجات تضعف القدرة على مُقاومة الأمراض.
  • تناول أنواع معيَّنة من الأدوية؛ مثل: الستيرويدات، أو الأدوية المخصصة لتخفيف مقاومة الجسم للأعضاء المزروعة.
  • الضغوط النفسية، والحالات العصبية الشديدة.

هل هو مرض معدٍ؟

يُمكن أن ينتقل الفيروس من الشخص المصاب بزنار النار، إلى أي شخص ليس لديه مناعة ضد فيروس جدري الماء. وتحدث العدوى عادةً عند مُلامسة إحدى بثور الطفح الجلدي المفتوحة التي تنزُّ، أي ينزل منها سائل. والمُثير للاستغراب أنَّ من يلتقط العدوى، لن يُصاب بزنار النار، وإنَّما بجدري الماء.

قد نتساءل، هل يمكن أن ينتقل فيروس زنار النار في الهواء؟ الإجابة هي لا، لا ينتقل فيروس زنار النار عبر الهواء، فلا يُمكن أن ينتشر من سُعال أو عُطاس الشخص المُصاب، أو مُشاركة كأس شربه أو أدوات الأكل الخاصة به.

مضاعفات زنار النار:

يُمكن أن يتسبب زنار النار بمضاعفات خطيرة لدى فئة قليلة من الأشخاص، وفيما يلي بعض هذه المضاعفات:

1. ألم عصبي:

يُعدُّ الألم العصبي أكثر المضاعفات شيوعاً، حيث ينتج عن زنار النار ألم عصبي يستمر حتى بعد اختفاء البثور والطفح، وذلك بسبب الأعصاب المتضررة، والتي تقوم بإرسال إشارات خاطئة بالألم إلى الدماغ.

2. اعتلال الأعصاب المحيطي الحركي:

يُعدُّ اعتلال الأعصاب المحيطي الحركي ثاني أكثر المضاعفات شيوعاً؛ إذ يُعاني المريض بسببه من ضعف العضلات.

3. فقدان البصر:

قد يؤدي ظهور زنار النار قرب العين، إلى التهابات مؤلمة فيها؛ الأمر الذي قد يُلحق ضرراً دائماً بها.

4. التهابات جلدية:

قد تنشأ وتتطور التهابات وعدوى بكتيرية في البشرة، ما لم يتم علاج البثور الناتجة عن زنار النار بالشكل الصحيح.

5. مُتلازمة رامزي هانت:

تحدث مُتلازمة رامزي هانت عندما يؤثِّر زنار النار في أعصاب الرأس؛ إذ إنَّه قد يُؤدي إلى الشلل الجزئي في الوجه، أو فقدان السمع، وذلك في حال تُركت المتلازمة من دون علاج. ولكن إذا عولجت خلال 72 ساعة، فمعظم المرضى يتعافون تماماً.

6. من مضاعفاته أيضاً:

التهاب رئوي، أو التهاب في الدماغ، أو شلل في الوجه، أو فقدان التوازن، أو صعوبات في السمع.

علاج زنار النار:

1. علاج زنار النار طبياً:

ليس هناك من علاج معروف لزنار النار حتى الآن، حيث يقوم الأطباء في يومنا هذا بوصف بعض الأدوية التي تُفيد في الحد من انتشار المرض وأعراضه، وتُسرع من عملية الشفاء، وتُقلل من تطور مضاعفات المرض؛ من هذه الأدوية:

  • مضادات الفيروسات: تُستخدم مضادات الفيروسات لإبطاء تطور الطفح الجلدي خلال الـ 72 ساعة من الإصابة به، ومن أمثلتها: الأسيكلوفير، الفالاسيكلوفير.
  • مُسكِّنات الألم: تُوصَف مُسكِّنات الألم للمصاب، وذلك لما يُرافق زنار النار من آلام حادة والتهابات في المنطقة المصابة؛ من هذه الأدوية: الأسيتامينوفين، والأيبوبروفين.
  • أدوية مُخدرة للمنطقة: تُوصَف بعض الكريمات أو البخاخات أو اللاصقات، التي تحتوي على مواد مُخدرة، لوضعها على المنطقة المُصابة وتخفيف الألم.
  • المُضادات الحيوية: يصف الطبيب المضادات الحيوية، فقط إن ترافق الطفح الجلدي مع وجود عدوى بكتيرية.
  • مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات: يتم استخدام هذه الأدوية في حال استمرَّ الألم، على الرغم من شفاء الطفح الجلدي.
إقرأ أيضاً: تعرّف على أهم المعلومات عن مرض الحزام الناري

2. علاج زنار النار منزلياً:

ليس هناك وصفة منزلية تشفي من زنار النار، ولكن يُمكن القيام ببعض الأمور التي تُخفف من الأعراض؛ مثل:

  • أن يأخذ الشخص المصاب حمامات باردة لتنظيف وتلطيف المنطقة.
  • استخدام كمادات باردة ومُبللة، ووضعها على الطفح الجلدي، لتخفيف الألم والحكة.
  • استخدام غسول الكالامين، أو معجونٍ مصنوع من صودا الخبز أو نشا الذرة والماء، لتخفيف الحكة.
  • الاهتمام بتناول الأطعمة الغنية بفيتامينات أ، ب 12، ج، هـ، والأحماض الأمينية، التي تُقوي جهاز المناعة.

 

المصادر: 1، 2، 3، 4




مقالات مرتبطة