دور برامج المكافآت الخدمية في الاحتفاظ بالموظفين

تنادي شائعات وسائل الإعلام وغيرها بين الحين والآخر، بعدم جدوى برامج الحوافز الوظيفية على الموظفين أو الشركات، وخاصة في ظل الاقتصاد المضطرب الذي يقوده جيل الألفية. وفي المقابل، يعترض الكثيرون على هذه الشائعات بدلائل وأرقام مثبتة منذ مدة طويلة.



المكافآت الخدمية تزيد من فرصة الاحتفاظ بالموظفين:

من خلال الأبحاث التي أقيمت في معهد "أو سي تانير" (O.C Tanner)، تم التوصل إلى أنَّ المكافآت الخدمية تؤدي دوراً هاماً في الثقافة العامة للشركة، وتزيد تفاعل الموظفين؛ وهذا ما يؤدي إلى بقاء الموظفين فترة أطول في الشركات التي تقدم برامج المكافآت الخدمية.

كما تتوقع الأبحاث استمرار الموظفين من المشاركين في البحث في الشركات التي تطبق "برامج المكافآت المرحلية" بمعدل (سنتين وتسعة أشهر) إضافية، عن المشاركين العاملين في شركات لا يوجد فيها "برنامج دعم الإنجاز الوظيفي". وهذا دليلٌ واضح على أنَّ الشركات التي تتضمن "برنامج المكافآت المرحلية" تزرع ولاءً أكبر في قلوب موظفيها.

تتأثر مشاركة الموظفين في بيئة العمل بعاملين هامين: شعور الموظفين باهتمام الشركة، وشعور الموظفين بانتمائهم إلى المكان؛ إذ تتأثر مشاركة الموظفين تأثيراً مباشراً بسلوكات إظهار الاحترام، أو تلقِّي "مكافآت مرحلية" طويلة الأمد؛ وهذا يزيد احتمال بقاء الموظفين في الشركة.

وحسب ما جاءت به الأبحاث السابقة، فقد شعر 19% من الموظفين باهتمام شركتهم الحالية بهم عندما عرضت الشركة حوافز وظيفية. كما عززت "الحوافز الوظيفية" شعور 18% من الموظفين بانتمائهم وملاءمتهم لشركتهم الحالية.

كشف تحليل قطاعي لاستطلاع واسع النطاق يضم مجموعات سكانية من ثقافات متنوعة عن تأثير "برامج المكافآت المرحلية" التي طُبِّقت عبر الأجيال، والتي أثرت في الموظفين الأكبر سناً والأصغر سناً على حدٍّ سواء؛ إذ بقي الموظفون من جميع الفئات العمرية فترةً طويلةً في الشركات السابقة، ويُتوقع بقاؤهم في شركاتهم الحالية، بفضل وجود "حوافز" طويلة الأمد.

شاهد: 7 طرق لتقليل إجهادك في يوم العمل

تطابق النتائج على مستوى العالم:

علاوةً على ذلك، تم تحليل الاختلافات الثقافية بين الموظفين المشاركين الأوروبيين والآسيويين والأمريكيين اللاتينيين، واكتشف الباحثون العلاقة بين فترة العمل المستمرة لسنوات ووجود "الحوافز الوظيفية" في المناطق الثلاث المذكورة؛ إذ تزيد "برامج المكافآت المرحلية" من ولاء الموظفين عبر تحسين مشاركة الموظفين ضمن جوٍّ يعزز الانتماء والتقدير بغضِّ النظر عن العمر أو الثقافة.

فقد بقي الموظفون الأمريكيون في الشركات السابقة وسطياً مدة عامين إضافيين عند اعتماد الشركة "برنامج المكافآت المرحلية". وبالنظر إلى تقارير "مكتب إحصاءات العمل في الولايات المتحدة" (The Bureau of Labor Statistics)، التي تُنبِّئ أنَّ متوسط مدة عمل الموظفين في مكانٍ واحد هي (5.1 سنوات) للعمال الذين تزيد أعمارهم عن 25 سنة، فمن الواضح أنَّ الشركات التي تعتمد "برامج المكافآت المرحلية" تحقق رقماً أعلى في متوسط مدة عمل الموظفين، في حين أنَّ الشركات التي لا تطبق أيَّ نظام حوافز تتخلف عن الركب.

إقرأ أيضاً: 4 خطوات لبناء ثقافة إيجابية في العمل وتحسين الإنتاجية

وبالمثل، تُقدَّر مدة بقاء الموظفين العاملين في الوقت الحاضر في شركات تعتمد "برامج المكافآت المرحلية" نحو (2.9 سنوات) إضافية، وهي مدة تفوق مدة عمل الموظفين في أيِّ شركة لا تعتمد أيَّ "برامج تحفيز"؛ إذ توضح الأرقام الفرق في مدة الزيادة من 8.6 سنوات إلى 11.5 سنوات.

وبقدر ما ترتفع جودة برامج المكافآت المرحلية، تطول مدة بقاء الموظفين؛ على سبيل المثال، يعتقد الموظفون العاملون ضمن شركة تعتمد "نظام حوافز" تم تقييمه (8 من 10) أنَّهم سيبقون في شركتهم نحو (سنتين وشهرين) إضافيين أطول من مدة بقاء الموظفين الذين صنَّفوا برنامج شركتهم (0-7 من 10)، و(أربع سنوات وشهر) إضافية أطول من الموظفين الذين "ليس لديهم برنامج المكافآت المرحلية". وتوفر هذه الاختلافات معلومات إحصائية وأدلة دامغة على أنَّ "برامج المكافآت المرحلية" ترتبط ارتباطاً وثيقاً بزيادة مدة عمل الموظفين.

برامج المكافآت الخدمية دليل على اهتمام الشركة:

تعمل برامج المكافآت الخدمية على تحسين شعور الموظفين باهتمام الشركة بهم، وتعميق شعورهم بالانتماء والملاءمة للمنظمة.

باختصار، فإنَّ حصاد تنفيذ برنامج المكافآت الخدمي لسنوات سيكون تعزيز شعور 20% من الموظفين باهتمام الشركة القوي، كما سيزيد شعورهم بالانتماء؛ ونتيجة لذلك، سيشارك الموظفون في بيئة العمل مشاركةً إيجابية؛ وهذا يعزز فرصة بقائهم أربع سنوات إضافية في شركاتهم مقارنةً مع موظفين آخرين لا يشاركون في بيئة العمل مشاركةً مماثلة. كما يُلاحَظ عدم اختلاف تأثير برامج المكافآت الخدمية عادةً بين الموظفين الصغار والكبار، أو حسب أهمية المنطقة في العالم.

نظراً إلى حجم التأثير الإيجابي لهذه البرامج، فمن المرجح أن يبقى الموظفون في عملهم الحالي، ومن المُستبعد أن يشعروا بعدم الانتماء أو عدم الفائدة.

المصدر




مقالات مرتبطة