دور المرشد في علاج التنمر المدرسي وكيف يتعامل معه

إنَّ دور المرشد في علاج التنمُّر المدرسي يتجلى في حل الظاهرة ومساعدة الطفل المعنف من قبل أصدقائه، فتعد ظاهرة التنمُّر من الظواهر التي لها آثار سلبية في حياة من تعرَّض له سواء جسدية أم نفسية؛ لذلك إن كنت تود معرفة دور الأخصائي النفسي في علاج التنمُّر وكيف يمكن الحد منه إلى جانب أسبابه وأعراضه تابع قراءة المقال.



ما هو دور المرشد في علاج التنمُّر المدرسي؟

المرشِد في علاج التنمُّر المدرسي أحد أهم أعماله تكون خلال فترة وجوده في المدرسة وخاصة مع انتشار مفهوم التنمُّر في الفترة الأخيرة بشكل كبير، فالتنمُّر يؤدِّي إلى أذى جسدي ونفسي للطالب والمتنمِّر معاً على الأمد البعيد؛ فيعمل المرشد على معرفة تفاصيل الحادثة للحد منها وحل المشكلة، ويتجلى دوره فيما يأتي:

  • توعية الأطفال وإقامة حصص تعليمية يبين فيها الآثار السلبية للتنمر وكيفية مواجهته، إضافة إلى عدم استخدامه مع زملائهم وكيف نتعامل معه.
  • التواصل مع والدَي الطفل وإخبارهما أنَّه تعرض لأذى جسدي أو لفظي قد يؤثر في نفسيته.
  • المتابعة الدائمة لأحوال الطلاب ومعرفة إن كانت لديهم مشكلات نفسية أو اجتماعية في منزلهم.
  • تحفيز التعاون بين الطلاب من خلال القيام بنشاطات تعاون فيما بينهم.
  • وضع عقوبات رادعة لكل طالب يمارس أسلوب التنمُّر ضد زميله.
  • بناء ثقة الطفل بنفسه والعمل على تعزيزها وتقوية شخصيته بحيث يستطيع مواجهة التنمُّر في حال التعرض له.
  • توعية الأطفال وحثهم على مشاركة مشكلاتهم مع المرشد؛ وذلك لتُعالَج آثار التنمُّر المؤذية لنفسيتهم.
  • مراقبة سلوك الطالب من خلال وضع كاميرات مراقبة في المدرسة.
  • إقامة حملات توعية للأهل تبين فيها دورهم في مساعدة أطفالهم من خلال التقرب منهم ودعمهم نفسياً، إضافة إلى تقديم الحب والحنان بشكل دائم ومنحهم الثقة في حال وقع عليهم فعل التنمُّر.

كيف يتعامل المرشد مع التنمُّر؟

إنَّ الدور الأساسي الذي يمارسه المرشد في المدارس هو معالجة أي ظاهرة تضر بصحة الأطفال النفسية والجسدية، وخاصة ظاهرة التنمُّر المنتشرة بين الطلاب حديثاً، وهو قيام طفل قوي أو مجموعة أطفال بضرب زميل لهم ضعيف أو شتمه والسخرية منه، وهنا يأتي دور الأخصائي النفسي في علاج التنمُّر لما له آثار سلبية، وهي:

  • الشعور بالقلق الدائم إضافة إلى إصابة الطفل في بعض الأحيان بالاكتئاب.
  • حدوث انطواء اجتماعي لدى الطفل والابتعاد عن أصدقائه والوسط المحيط به بحيث يصبح منعزلاً على نفسه.
  • فقدان الثقة بالنفس والشعور بالعجز ومن الممكن أن يصاب بأمراض عقلية.
  • في حال كان التنمُّر جسدياً، فيمكن حدوث عاهات دائمة في جسد الطفل إضافة إلى الشعور بالآلام الجسدية.
  • تدهور تعليمهم والحصول على درجات منخفضة إلى جانب التشتت الذهني الذي يصيبهم، وهذا يؤدِّي إلى فقدان الفرصة في التعلم.
  • الشعور بصعوبة في التواصل مع الوسط المحيط بهم ورفض مشاركتهم بأي نشاط اجتماعي يُطرَح عليهم.
  • صعوبة في تكوين أسرة مستقبلية، وعدم الشعور بالحب تجاه أي شخص وفقدان الثقة بالآخرين.

قد يتعامل المرشد مع التنمُّر من خلال:

1. وضع قوانين حازمة للسلوك الصفي:

على المرشد في المدرسة وضع قوانين حازمة بالاتفاق مع الطلاب لمن يتجاوز التعليمات ويتنمر على أصدقائه، وبهذه الحالة يلتزم عدد كبير من الأطفال بالتعليمات كي لا تتم معاقبتهم أمام زملائهم وأمام طلاب المدرسة، وإنَّ وضع عقوبات بالتعاون مع الأطفال يشعرهم بالثقة بنفسهم وأنَّ لديهم مَن يقدِّر وجودهم.

شاهد بالفديو: أعراض التنمر المدرسي وعلاجه

2. وضع خطط للطلاب لتنفيذها عند تعرضهم للتنمر:

إنَّ دور الأخصائي النفسي في علاج التنمُّر وضع خطط للطلاب يمكن تنفيذها في حال تعرضوا للتنمر من قبل أصدقائهم، إضافة إلى تعليمهم كيفية بناء الثقة بالنفس لمواجهة مثل هذه الحالات، وكيف يمكن التعامل مع الاستهزاء والسخرية من قبل الوسط المحيط بهم، وتعليمهم طرائق للحذر من الوقوع في مثل هذه الظاهرة، إلى جانب جمل للرد على التنمُّر اللفظي.

3. مساعدة من هم بحاجة:

على المرشد في المدرسة معرفة الأطفال الذين لديهم حساسية شديدة والعمل على توفير حماية دائمة لهم، ويمكن ذلك بالاستعانة مع مدرسين آخرين لمراقبتهم طوال أوقات الدوام.

4. مساعدة الطلاب الضعفاء:

يجب العمل باستمرار على مساعدة الطلاب الضعفاء على بناء ثقتهم بنفسهم، وكيف يمكن تقدير ذاتهم من خلال العمل في أوقات الفراغ وقراءة الكتب ذات المضمون التنموي، والعمل على زيادة نشاطاتهم الاجتماعية وممارسة هواياتهم باستمرار.

5. إقامة حصص توعية دورية:

إنَّ دور المرشد في علاج التنمُّر المدرسي يتجلى بإقامة حصص لتوعية الأطفال ووالديهم فيما يتعلق بمفهوم التنمُّر وما هي آثاره، إلى جانب كيفية التعامل معه والحد من انتشاره، ووضع إجراءات وعقوبات لكل مَن يمارس أي نوع من أنواع التنمُّر.

إقرأ أيضاً: التنمّر وأشهر الشخصيات العالميّة التي عانت منه

6. تشجيع الطلاب على اللجوء إلى المساعدة:

يجب إخبار الطلاب دائماً بأنَّ المرشد موجود لحمايتهم وحل مشكلاتهم؛ لذلك يجب اللجوء إليه في حال تعرَّض أحدهم للتنمر؛ وذلك من خلال طرائق سرية للمحافظة على الخصوصية في حال عدم رغبة الطالب في التحدث، ويمكن ذلك من خلال إنشاء صندوق أسرار يضع فيه الطالب مشكلته، ليأتي دور المرشد في استدعائه لمتابعتها والعمل على حلها.

7. العمل على تقسيم الأطفال إلى مجموعات:

على المرشد معرفة من هم الأطفال الأقوياء الذين يملكون ثقة بنفسهم ومن هم الأطفال المستضعفون المعرضون للتنمر، إضافة إلى معرفة من هم الفئة المستخدمون للعنف ضد أصدقائهم، وتقسيمهم إلى مجموعات، بحيث يوضع كل طالب ضعيف بجانب الطالب الواثق بنفسه ويوضع كل طالب يثير العنف والتنمُّر بجانب الطالب القوي.

8. المناقشة مع الطلاب:

يجب مناقشة حالات التنمُّر التي تحدث في المدرسة مع الطلاب باستمرار، ولكن دون ذكر أسماء وذكر كيف حدثت الحالة وما هي طرائق التنمُّر المستخدمة.

9. حث الأطفال العنيفين على الاعتذار:

يجب نشر ثقافة الاعتذار بين الأطفال، ويمكن تقوية هذه الثقافة من خلال اعتذار الطفل العنيف من الطفل المعنَّف عند قيامه بالتنمُّر عليه، وتشجيع الطفل العنيف من خلال تقديم الجوائز والهدايا عند تحسين سلوكه، وشكره باستمرار أمام أصدقائه لتعود ثقة الأطفال الآخرين به.

شاهد بالفديو: 8 ممارسات لتزرع الثقة في نفس طفلك

10. مشاركة روح الجماعة:

تنبيه الأطفال باستمرار في حال تعرَّض أحد زملائهم للتنمر المسارعة في مساعدته؛ وذلك من خلال التبليغ عن الحادثة وعدم نشر أي شائعة عن الطالب.

11. أسباب التنمُّر المدرسي وأعراضه:

إنَّ التنمُّر في المدارس يعني تعرُّض الطفل إلى أذى جسدي من خلال الضرب أو أذى نفسي من خلال الكلام الجارح، ويكون من قبل شخص قوي أو مجموعة أشخاص أقوياء ضد طفل ضعيف، وجاء التنمُّر بسبب سعي الطفل إلى إظهار قوته والسيطرة على زملائه، إضافة إلى حب لفت الانتباه له، وأحياناً يكون السبب الغيرة الزائدة من الأطفال.

أسباب التنمُّر المدرسي لدى الأطفال:

  • عدم توعية الأطفال وتوجيههم بشأن حقوقهم وواجباتهم وكيفية احترام المدرسين وزملائهم معاً.
  • ظهور الثورة التكنولوجية، فالأفلام المنتشرة حديثاً تبيِّن أنَّ البقاء دائماً للأقوى، إضافة إلى أنَّه من الضروري ممارسة العنف للحصول على ما يريده الطفل.
  • إدمان الألعاب الإلكترونية التي تستخدم العنف بوصفها فكرة أساسية للفوز بها.
  • في حال كان الطفل من أسرة فقيرة لا توفر له سبل العيش الصحيح ويعيش في وضع اقتصادي صعب جداً.
  • غياب دور الأسرة في تنشئة الفرد وتربيته تربية صالحة سليمة، واستخدام العنف معه إضافة إلى الأسلوب الصارم المتبع.
  • وجود خلافات في أسرة الطفل بين الأبوين وصراعات ضمن العائلة، فهذا يثير سلوكاً عدوانياً لدى الطفل يمارسه على زملائه في المدرسة.

أعراض حدوث التنمُّر لدى الأطفال:

  • عدم الرغبة في اللعب مع الأصدقاء وانسحابه بشكل مفاجئ.
  • التصرف مع أصدقائه بشكل عنيف من خلال ضربهم أو شتمهم.
  • الشعور بالقلق في أثناء النوم إضافة إلى رؤيته للكوابيس باستمرار.
  • فقدان ثقته بنفسه إلى جانب التلعثم بالكلام والهروب من التحدث مع الآخرين.
  • عدم الذهاب لأي مناسبة اجتماعية سواء عائلية أم مناسبة داخل المدرسة.
  • التهرب من الذهاب إلى المدرسة من خلال اختلاق حجج غير مقنعة.
  • ملاحظة وجود كدمات وضربات على جسد الطفل أو أنَّ ثيابه تمزقت، إضافة إلى تعطيل أغراضه الدراسية كالكتب والحقيبة.
  • التغير المفاجئ في شهيته على الطعام إما من خلال زيادتها بشكل مفرط أو فقدان وزنه بشكل ملحوظ.
  • عدم استخدام مصروفه الشخصي وعدم استخدام حاجاته والتنازل عنهم لأصدقائه دون طلب ذلك منه.
  • إصابة الطفل بالحزن المفاجئ أو الفرح الشديد وتغير حالته المزاجية دون وجود أي مبرر.

إقرأ أيضاً: ظاهرة التنمر الإلكتروني وآثارها السلبيّة على الشخص

في الختام:

لقد ذكرنا في هذا المقال دور المرشد في علاج التنمُّر المدرسي، وكيف يمكن التعامل مع هذه الظاهرة، إضافة إلى ذكر أسباب التنمُّر وما هي أعراضه.




مقالات مرتبطة