دليلك الشامل لإعداد ميزانية

هل وضعك المالي سيئ للغاية بسبب عدم قدرتك على إعداد ميزانية؟ ليس عليك القلق بعد الآن؛ فأنت بصدد التعرف على كيفية إنشاء ميزانية تسمح لك بتسديد فواتيرك وديونك، وتوفير مزيداً من المال.



يعدُّ وضع الميزانية مفتاح الإدارة السليمة للأموال؛ إذ لا يُنشئ معظم الناس ميزانية ظناً منهم أنَّه عمل متعِب، ويحدُّ من كيفية إنفاق أموالهم؛ ولكنَّ الحقيقة هي أنَّ الميزانية تفيدك في تتبع دخلك ونفقاتك.

إذاً، كيف يمكنك إدارة أموالك عبر إنشاء ميزانية فعالة، بحيث تتخلص من معظم مشكلاتك، ويتحسن وضعك المالي؟

فلتنسَ الكلام السلبي الذي ربما قد سمعته سابقاً عن الميزانية؛ فأنت لست بحاجة إلى ميزانية صارمة لتحقيق أهدافك المالية؛ إذ يمكنك أن تُنشِئ ميزانيةً، وتحظى بالقليل من المرح من وقت إلى آخر، والذي يُعدُّ الهدف من مقالتنا هذه؛ حيث ستتعرف فيها على كيفية إنشاء ميزانية فعالة.

7 خطوات بسيطة لإعداد ميزانية فعالة:

إنَّه لمن السهل أن تربكك إدارة أموالك؛ لذا ألقِ نظرة على الخطوات التالية التي ستساعدك على إنشاء ميزانية، وتعلُّم إدارة أموالك بصورة أفضل:

1. تحديد أهداف معينة:

ما هو هدفك من إنشاء ميزانية؟ إنَّه لمن المفيد أن يكون لديك إجابة مفصَّلة عن هذا السؤال قبل أن تبدأ إنشاء ميزانيتك؛ فغالباً ما تتمحور أهداف الإدارة المالية حول التوفير، أو الاستثمار، أو إنفاق الأموال على أمر ما خلال فترة معينة؛ وحينما تحدِّد بالضبط ما تريده، ستتيح ميزانيتك لك الحصول على مبتغاك.

على سبيل المثال: لنفترض أنَّك ترغب في توفير المال لشراء سيارة جديدة؛ من الأفضل إذاً اختيار طراز محدد، والعمل على توفير سعره؛ إذ من الصعب أن تتتبَّع تقدمك وتحافظ على إنتاجيتك حينما تكون أهدافك عشوائية.

لا ترتكب خطأ إنشاء ميزانية لـ "توفير بعض النقود" فحسب، دون معرفة كيفية استخدامها؛ فقد تنجح في توفيرها، ولكن يوجد احتمال كبير بأن تصرِف تلك الأموال الإضافية على الأنشطة الترفيهية أو غيرها من النفقات التي لا ضرورة لها، ولن يشكل ذلك تقدماً على الإطلاق.

2. جمع جميع سجلاتك المالية:

تُعدُّ سجلاتك المالية في غاية الأهمية لإنشاء ميزانية ناجحة؛ إذ عليك أن تحرص على أنَّ كل شيء تسجله يتوافق مع هذه المستندات، والتي تشمل ما يأتي:

  • كشوفات الحسابات البنكية.
  • بيانات بطاقة الائتمان.
  • فواتير الخدمات.
  • سياسات التأمين.
  • عقود الرهن العقاري.
  • بيانات التقاعد والاستثمار.
  • الإيصالات.

كلما وجدت مستندات أكثر، أصبح إعداد ميزانيتك أسهل؛ كما عليك الاحتفاظ بسجلاتك المالية الهامة في مكان آمن في حال احتجت إليها في المستقبل، ولن تحتار في أمرك عند اتخاذ قرارات مالية هامة بعدها.

3. تحديد صافي دخلك:

عليك في هذه الخطوة أن تحدِّد أرباحك الشهرية بدقة، حيث ستفيدك تقارير دخلك في هذه المرحلة، والتي تعرِض جميع الأموال التي تكسبها؛ وبالتالي ستتمكن من إنشاء ميزانية فعالة.

تذكَّر أنَّ ما نتحدث عنه هنا هو الدخل بعد حسم الضرائب وليس إجمالي الراتب؛ فإذا كنت موظفاً وتتلقى راتباً بانتظام، فمن السهل تحديد صافي دخلك.

يمكنك إضافة أي اقتطاعات تلقائية إلى المبلغ بعد حسم الضريبة، وإدراج النفقات ذات الصلة في ميزانيتك؛ وتشمل هذه الاقتطاعات الأموال المستحقة، والتأمينات، والمدخرات؛ أما بالنسبة إلى مصادر الدخل الأخرى، كوظيفة تعمل فيها بدوام جزئي مثلاً، فما عليك سوى أن تقتطع أي ضرائب مطبقة عليها، بالإضافة إلى نفقات العمل؛ ومن الأفضل أن تستخدم أقل الأرباح الشهرية التي حصلت عليها خلال العام الماضي، لكون ذلك يعزز من دقة تحديد صافي دخلك وميزانيتك.

إقرأ أيضاً: الاحتيال المالي، أشكاله وطرائق التصدي له

4. تدوين نفقاتك الشهرية:

عليك أن تُعِدَّ قائمة شاملة بكل ما تنفق أموالك عليه كل شهر؛ حيث تندرج معظم المصاريف الشهرية ضمن الفئات التالية:

  • المسكن.
  • الطعام.
  • الصحة.
  • وسائل النقل.
  • الخدمات.
  • وسائل الترفيه.

راجع بياناتك المصرفية، وفواتير بطاقة الائتمان، وفواتير الخدمات التي دفعتها مؤخراً، والإيصالات الخاصة بالأشهر القليلة الماضية لتأخذ فكرةً واضحة؛ وأضِف إليها أي ديون على بطاقة الائتمان، أو قروضاً طلابية أو شخصية؛ واحرِص على أن تكون المدفوعات الشهرية على رصيد الديون، وليس على الرصيد بالكامل.

تُعدُّ المدخرات جزءاً أساسياً من الميزانية أيضاً؛ فلا يوفِّر الشخص الذي يُتقن توفير أمواله المال في مرحلة متأخرة؛ إذ يُعدُّ تخصيص مبلغ معين من المال لتوفيره أمراً ضرورياً لتحقيق النجاح المالي.

يمكنك إدراج الديون والمدخرات في الفئات التي تنتمي إليها، كالسكن أو النقل؛ ولكن، تذكر ألَّا تحتسب أي شيء مرتين.

شاهد بالفديو: كيف تضع ميزانية تساعد على الادّخار؟

5. تحديد نفقاتك الثابتة والمتغيرة:

عليك أولاً أن تحدد نفقاتك الثابتة كل شهر؛ فهي لا تتغير على مدى فترة زمنية طويلة، ومن غير المحتمل أن تجد فرصة لتقليص نفقاتك الثابتة؛ ولكنَّ إدراجها في ميزانيتك يُريك أين تصرف أموالك شهراً تلو الآخر، والتي تشمل ما يأتي:

  • الرهن العقاري.
  • مدفوعات الإيجار.
  • فواتير الخدمات.
  • سداد القروض.
  • مصاريف السيارة، والمنزل، والتأمين الصحي.

وبعدها، اكتشف نفقاتك المتغيرة التي تتبدل من فترة إلى أخرى؛ فوفقاً لاستهلاكك، يمكنك العثور على نفقات تستطيع الاستغناء عنها قليلاً، وتضيف المال الإضافي إلى المدخرات أو الاستثمارات أو تسديد الديون.

تذكَّر أنَّ مصطلح "متغيرة" لا يعني أنَّ المصاريف غير ضرورية، بل أنَّها متقلبة وتتفاوت من فترة إلى أخرى؛ وتشمل النفقات المتغيرة ما يأتي:

  • البقالة.
  • صيانة السيارات.
  • إعالة الأسرة.

إذا واجهت صعوبة في تحديد مقدار النفقات المتغيرة، فاحسب مصاريف العام الماضي وقسِّمها على 12، ومن الجيد أيضاً أن تجهِّز نفسك للشهور القليلة التالية؛ حيث سيجنِّبك اتباع هذا النهج كارثة مالية في حال كانت النفقات المتغيرة أكثر من المتوقع.

6. حساب دخلك ونفقاتك الشهرية:

بمجرد أن تأخذ فكرة عن مجموع دخلك ونفقاتك، احسب الفارق فيما بينهما؛ إذ تعني النفقات المنخفضة والأرباح العالية أنَّ أمورك على خير ما يرام؛ حيث يمكنك توفير المال الإضافي، أو وضعه في استثمارات هادفة.

على الجانب الآخر، تشير النفقات المرتفعة والأرباح المنخفضة إلى أنَّك تبالغ في الإنفاق، وعليك أن تتخذ إجراءات سريعة؛ إذ يمكنك في هذه الحالة العمل كي تحقق دخلاً أكبر، أو محاولة تقليل إنفاقك.

في معظم الأوقات، يكون خفض نفقاتك أسهل بكثير من العثور على وظيفة ذات راتب عالٍ، أو إنشاء مشروع ناجح بين عشية وضحاها.

7. تغيير عادات الإنفاق:

إذا كنت تنفق أكثر مما تكسب، فعليك تعديل نفقاتك، وإتاحة مساحة لتحقيق أهدافك المالية، والذي يُعدُّ أساس إتقان إنشاء الميزانية؛ كما ينطبق الأمر نفسه إذا شعرت أنَّ نفقاتك لا تتناسب مع خطتك في تحقيق الحرية المالية.

ينفق معظمنا المال على أمور غير ضرورية من وقت إلى آخر، كتناول الطعام في الخارج، أو شراء ملابس جديدة، أو الذهاب في إجازة؛ ولكن ماذا لو استطعت استبدال ذلك بالطهي في المنزل، وشراء الملابس للمناسبات الخاصة فقط، وقضاء إجازتك في المدينة التي تقطن فيها؟

اكتشف المصاريف التي يمكنك التخلص منها، وتلك التي بإمكانك الاستغناء عنها لبعض الوقت؛ ومن الأفضل أن تبدأ بالتخلص من مصاريفك غير الضرورية ببطء واحدةً تلو الأخرى، وستتمكن خلال وقت قصير من العيش دونها وتخصيص أموالك لأشياء مفيدة أخرى.

إقرأ أيضاً: 6 أسئلة عليك أن تسألها لنفسك قبل أن تشتري سلعة باهظة الثمن

قاعدة 20-30-50 لإنشاء ميزانية:

الآن، بعد أن تعرَّفت على أساسيات إنشاء الميزانية، فإنَّ الخطوة التالية هي معرفة كيفية تحقيق أهدافك المالية؛ لذا إليك دليلاً حول كيفية استخدام قاعدة 20-30-50 لإنشاء الميزانية لبلوغ أهدافك المالية بصورة أسرع:

1. أنفِق 50% من راتبك الصافي على احتياجاتك:

تنص قاعدة 20-30-50 لإنشاء الميزانية على أنَّ عليك تخفيض المال الذي تنفقه على احتياجاتك إلى أقل من 50٪ من الدخل الصافي؛ حيث يشمل ذلك جميع نفقاتك الشهرية من النفقات الثابتة، والمتغيرة، وغير الأساسية.

عليك تحديد جميع النفقات التي تندرج ضمن فئة "الاحتياجات"، والتي غالباً ما تكون أموراً ضرورية يؤثِّر التخلي عنها بصورة كبيرة في حياتك؛ حيث تتضمن هذه الفئة المسكن، والخدمات، والمشتريات.

شاهد بالفديو: 6 نصائح من الملياردير وارن بافيت لحياة مالية متوازنة

2. أنفِق 30% من راتبك الصافي على رغباتك:

إنَّ رغباتك هي الأشياء التي تود اقتناءها، ولكن يمكنك الاستغناء عنها؛ ولا يعني ذلك الرحلات، والمطاعم الراقية، والملابس الجميلة فحسب؛ فقد ترغب في إصلاح "الأمور الصغيرة" التي تزعجك قبل أن تنتقل إلى الرفاهية.

فماذا عن إعادة طلاء منزلك، أو إجراء إصلاحات لتحسين مظهر سيارتك، أو تحسين شبكة الإنترنت في منزلك، وغيرها الكثير من الأمور؟ ما عليك سوى أن تتصوِّر وضعك، وتحدد رغباتك الهادفة.

3. خصص أكثر من 20% من المال المتبقي لمدخراتك وسداد الديون:

أقل نسبة عليك أن تخصصها للمدخرات وسداد الديون من دخلك الصافي هي 20٪؛ كما لا يجب أن تخصص آخر مبلغ يزيد من ميزانيتك لهذه الأمور فحسب؛ فإذا توفر أي مال إضافي بعد تطبيق قاعدة 20-30-50 لإنشاء الميزانية، فأضِفها إلى المدخرات وسداد الديون أيضاً.

إقرأ أيضاً: نصائح مهمة تساعدك على توفير أموالك بعيدًا عن الإسراف

الخلاصة:

يُعدُّ إنشاء ميزانية عادة مالية لها العديد من الفوائد، أهمها هي أن تحصل على فرصة لإدارة أموالك؛ حيث يمكنك من خلال الإدارة المالية السليمة أن تتخلص من جميع ديونك، وتدفع الفواتير في وقتها المحدد، وتوفر مزيداً من المال؛ والآن، بعد أن عرفت كيفية إعداد ميزانية، من الأفضل أن تبدأ إنشاء واحدة في الحال.

المصدر




مقالات مرتبطة