دليل توني روبنز لتحقيق إنجازات استثنائيَّة

كل شيء تجده أكبر في عالم توني روبنز، بدءاً من منزله الضخم الذي يقع بالقرب من بالم بيتش في ولاية فلوريدا الأمريكية، مروراً بالأثاث الأكبر من المعتاد، وصولاً للمشهد الذي يُرَى من غرفة معيشته، والذي يبدو وكأنه يطلُّ على عالَمِ مُحيطاتٍ لا قرارَ لها. إنَّه عالمٌ يبدو مفصّلاً بشكلٍ كاملٍ على مقاس ذلك المتحدث التحفيزي وكوتش الحياة الذي يفوقُ المترين طولاً. ذلكَ الرجل الذي يُلهم آلاف النَّاس العاديين كيف يتعاملون مع أعتى مشاكلهم، ويقدم النصح بشكل روتيني إلى بعض أكثر النَّاس سطوةً على هذا الكوكب. أصبح عمر توني 59 عامً مع بداية عام 2019، لكن يبدو أنَّه كان اسماً مألوفاً لعقود من الزَّمن. وقصةََ نجاح ملهمةٍ لفترةٍ طويلةٍ من الزمن.



بداية حياة توني روبنز:

قد يكون ذلك أحد العوامل التي جعتله يشعر بأنَّه مؤهَّلُ لكتابة أحد أهمِّ كُتُبه؛ "المال، إتقان اللعبة: 7 خطوات بسيطة لتحقيق الحرية المالية". وهو عبارة عن مجلد من 700 صفحة، أُعِدَّ خصيصاً لتمكين الأشخاص العاديين من الوصول للحرية المالية باستخدام كثيرٍ من المنهجيات المُتَّبعة. يقول توني وهو يجلسُ على كرسيّ كبير، وعلى أتمِّ الاستعداد لرواية قصة أو اثنتين بصوتٍ جَهْوَريٍّ يعكس طاقته وحيويته: "آمل أن يلجأ الأشخاص الذين لم يتعرفوا بعد على عملي إلى ذلك الكتاب. صحيحٌ أنَّه ليسَ كتاباً تحفيزياً، إلا أنَّه سوف يُلهمهم بكل تأكيد".

يمثل هذا الكتاب الجديد أحدثَ شغفه، فقد جاءَ ختاماً لعامَينِ مكثفين قضاهما في إجراء الكثيرِ من المقابلات، والتَّعلم من كبار رموز عالم المال من أمثال كارل إيكان وبول تيودور جونز، بالإضافة إلى بعضٍ من أصدقائه المشاهير، بما في ذلك ريتشارد برانسون وستيف وين وكايل باس.

لقد قطع روبنز شوطاً طويلاً منذ أن عُرف باسم "أنتوني مهافوريك" من غليندورا، كاليفورنيا. والذي عاشَ طفولة وصفها بأنَّها "عنيفة جداً"، بسبب أمٍّ مدمنة على الكحول وأزواجها الأربعة. أقل ما يقال عن تلك البيئة بأنَّها لا تساعد أبداً على إيجاد السلام، إلا أنَّ ذلك الصبي قد تمكن بطريقةٍ ما، بغرسِ اليقين في نفسه. "لقد جاء ذلك اليقين من القراءة"، كما يقول. "فأنا لم يكن لدي أي قدوة. وكنت أحب القراءة. لذا بدأت بقراءة كتب جيمس ألين وفيكتور فرانكل. لقد غيرت تلك الكتب عالمي. فقد جعلت مشاكلي تبدو وكأنَّها لا قيمة لها. ومازلت بعد مرور كل تلك السنين، أتأثر كلما فكرت بها. إذ بتُّ أصدق أنَّه:

  1. يمكن تغيير أيُّ شيءٍ للأفضل. وإن كنتَ لا تقدر على تغيير الظروف المادية، فلا زال بإمكانك أن تغيِّر تجربتك لها.
  2. يمكن للقراءة أن تنقلني إلى عالمٍ آخر، حيث بإمكاني أن أجد إجاباتٍ لأسئلتي.

لذا خضعت لدورة في القراءة السريعة وقرأت 700 كتاب في سبع سنوات، جميعها تتحدث عن علم النفس، وعلم وظائف الأعضاء، وأيُّ شيءٍ يمكن أن يُحدث فرقاً في الحياة".

تمكَّن روبنز -الذي أخذ اسمه من الزوج الثالث لوالدته- من أن يُحَوِّلَ نقمةَ تلك الطفولة المظلمة إلى نعمة. حيث يخبرنا بأنَّها قد أجبرته على معرفةِ الناس بشكلٍ أفضل.

"لقد حولت نفسي إلى ما يشبه "الطبيب النفسي" من أجل ألا أصل لحافَّة الجنون. فاضطررت إلى الخروج والتَّواصل مع العالم لأنَّ "أمي" لم تكن تغادر المنزل أبداً. فقد كانت امرأةً سمينةً بطول 150 سم وشعر رأسٍ مستعار. كنت أذهب إلى متجر البقالة كل يوم وأتسوق وأقوم بإعداد وجبات الطعام والعناية بأخي وأختي. كان الجمال الذي خرج من تلك الحياة المجنونة هو أنَّني قد تعرّفت إلى الناس. لقد أحببت الآخرين، وكان خروجي من المنزل بمثابةِ نوعٍ من الهروب من واقعي وحياتي".

في تلكَ الفترة، أخبره أحد أقاربه عن ندوةٍ قد تساعده على المضي قدماً في الحياة وتوفر عليه بعض الوقت، بدلاً من أن يُضطرَّ لتعلّم ذلك بالطريقة الصعبة. لذا اشترك ذلك المراهق في ندوة قام بها رجل يدعى جيم روهن. فكانت نتيجة ذلك أن أظهرَ ذلك المتحدث والمؤلف التحفيزي لروبنز لمحةً عن أشياءَ كبيرة قادمة.

"لقد حشرت نفسي في سيارة فوكس فاجن طراز 1968م وقدتها إلى فندق ساوث كوست بلازا في مقاطعة أورانج، كاليفورنيا. لقد استمعت إلى الندوة؛ كنت مرتاحاً ومتحمساً للغاية وخرجت واضعاً لنفسيَ أهدافاً كبيرة... قلت لنفسي: "أريد أن أغيِّر العالم". كان بإمكان توني أن يرى حياته كلها تومض أمام عينيه، وصولاً إلى أعلى منصب، رئيس الولايات المتحدة. لكن كان عليه أن يبدأ من مكانٍ ما، لذا رشَّح نفسه لرئاسة هيئة طلاب المدرسة الثانوية. يتذكر ذلك قائلاً: "لم أكن الصبي الأكثر شعبية على الإطلاق. لقد سعيتُ وراء قضايا حقيقية. وتحدثت إلى بعض الناس، وأنت لا يتعين عليك أن تفعل هذا في هذه الحالة؛ فما هي إلا مجرد مسابقة. لقد تعلمت أنَّه إن كنتَ صادقاً وعلى سجيتكَ وتهتم للآخرين، يمكنك أن تصل إلى الناس".

لقد كانت نقطة بداية. فقد تم انتخابه، وبدأ في تحقيق أحلام أكبر مثل أن يصبح معلقاً رياضياً. يخبرنا روبنز عن هذا: "لقد استطعت أن أجري بعض المقابلات مع بعض لاعبي كرة القدم الأمريكية، ومع المعلق هاوارد كوسيل، والذي كان من أشهر المعلقين في ذلك الوقت. وحدها عزيمتي من مكنتني من القيام بذلك".

بعد عدة أشهر فقط من ندوة روهن -عشية عيد الميلاد- طاردته والدته إلى خارج المنزل وهي تحمل سكيناً، فتعهد لنفسه بأن يسير بحياته وحيداً. وعندها شرع يبحث عن عمل.

"لقد بدأت العمل كناطور لإحدى المباني، ثم وضعت لنفسي استراتيجية لأفكر فيها بما يجب أن أفعله لكي أشقَّ طريقي. ثم فكرت، أريد أن أعمل لصالح ذلك الرجل، جيم روهن. فعثرت عليه مجدداً، وبدأت في العمل لصالحه وأصبحت الرجل الأول في شركته بعد مضي وقت قصير. لقد كلفوني بمهام في إحدى المناطق المحلية، ولم يعطوني مكتباً أو هاتفاً، بل قالوا لي: "أنت لوحدك في هذا يا صغيري"، لذا رحتُ أروِّج له. لقد تعلمت كيف أخرج وأقنع 500 شخص بأن يحضروا ندوةً يقيمها شخص آخر سواي".

شاهد بالفديو: 10 نصائح من أنتوني روبنز للوصول إلى النجاح

روبنز بعد التغلّب على الصعوبات:

أمّا في أيامنا هذه، يتوافد آلاف الناس على محاضرات توني روبنز. يحضرون ندواتٍ تدوم ساعاتٍ طوال، والتي تهدف إلى التَّغلب على الخوف والشك الداخلي الذي يمنع الناس من أن يتجاوزوا عقباتهم ويحققوا العظمة. كما كتب روبنز كتابين أصبحا فيما بعد من أكثر الكتب مبيعاً، ونشر عدداً كبيراً من الأشرطة الصوتية. وظهر في عدة أفلام، وأطلق برنامجاً تلفزيونياً ودرَّب قائمة لا حصر لها من أشهر النجوم؛ بدءاً من بيل كلينتون وأوبرا وينفري، وصولاً إلى الأميرة ديانا.

لدى توني روبنز العديد من المؤسسات منها منتجع في فيجي، وشركة تسويق وتأمين، وشركة استشارية، وعدة شركات تختص بالشؤون المالية منتشرة في جميع أنحاء العالم. يتجاوز مجموع الإيرادات السنوية لتلك الشركات مجتمعة حاجز 6 مليارات دولار. كما تقوم مؤسسة توني روبنز الخيرية بإطعام العائلات المحتاجة حول العالم، بقيمة تبرعات بلغت 42 مليوناً حتى الآن.

وقد وجد توني السعادة العائلية بعد فشل زواجه الأول. حيث يصف "سيج" -زوجته الثانية-، والتي مضى على زواجهما مدة 13 عاماً، بأنَّها: "أعظم شيء حدثَ في حياتي".

باختصار، كوَّن روبنز إمبراطورية لنفسه -وشخصية تتعدى حدود العمر- استناداً على الكوتشينغ الذي يقوم به. وطوَّرَ مفرداتٍ كاملة عن عالمٍ تحفيزي يتعلق بتحقيق "ذروة الأداء". فمثلاً، لا يتكل روبنز بشكلٍ كامل على العبارات التحفيزية التي تشعرك بالراحة لوحدها، بل يؤمن أنَّ السرَّ يكمن في تغيير الكيمياء الحيوية الخاصة بك، ومن ثم العمل وفقاً لذلك.

يستخدم روبنز قوة "المانترا"، وهي عبارة عن تأكيدات إيجابية قوية مقُتَرنة بتركيز مكثف، وتغيير لطريقة التنفس وممارسة التمارين الرياضية لتغيير الحالة العقلية للمرء وزيادة طاقته.

"أنا لا أبدأ بالعقل. فالعقل هو أضعف جزء قد تبدأ به. ابدأ بالجسم، فإن أنت غيرت كيميائيتك الحيوية، وإن قمت بذلك باستمرار ليلاً نهاراً، سيتحول ذلك إلى معيارٍ جديدٍ خاص بك، ومن ذلك المعيار، تأتي شرارة التغيير. ليقول عقلك بعدئذٍ: الآن بتُّ قادراً على رؤية ذلك! ليس الأمر مجرد مرحلة عمرية، إذ إنَّ ستيف واين أحد أهم أقطاب سلاسل الكازينوهات، يبلغ من العمر 72 عاماً، وهو مندفع ونشط قدر الإمكان. ويمكنني تسمية 20 شخصاً من ذلك القبيل".

استراتيجية روبنز لإحداث التغيير

يقول توني إنَّ الأمر الأول الذي يحتاج الناس إليه هو: "مستقبل باهر، شيء يتطلعون قدماً إلى تحقيقه. شيء من شأنهِ أن يجعلك تستيقظ باكراً ويبقيك صاحياً لوقتٍ متأخر. من الصعب القيام بذلك عندما تكون في حالة نفسية منخفضة، لذا أضع الأشخاص في بيئة يبدؤون فيها بالقيام بأشياءَ لا يعتقدون أنَّهم قادرين على القيام بها".

ومن أجل إحداث التغيير، يقترح روبنز أن يُغيِّرَ الناس "حالات" وعيهم عبر زيادة طاقتهم وصحتهم العاطفيَّة. إنَّ الكوتشينغ الذي يقوم به، إلى جانب الأدوات التي تُمكِّن الناس من الإبقاء على الزخم الكافي لفترة طويلة بعد ندواته، يوفر نوعاً من البيئة المكثفة التي يحتاجها كثيرٌ من الناس من أجل أن يبدؤوا تغيير مواقفهم وسلوكهم.

"إنَّ الحالة الذهنية التي أنت فيها تحدد قدراتك. فكلُّ شخص لديه القدرة. إنَّ الأمر يشبه اقتناء جهاز حاسوبٍ رائع، لكن إن لم أقم بتوصيله بالكهرباء، فلن أقدر على تشغيله، وبالتَّالي لن أستفيد منه".

من الضروري أيضاً وضع استراتيجية لإحداث التغيير، ومن ثم يأتي دور الآراء والمعتقدات التي نتشبث بها جميعاً، والتي يمكن أن تدفعك أو تعيقك. فمثلاً، قد تتضمن الآراء والمعتقدات النموذجية التي قد تعيق الناس أفكاراً مثل "أنا سمين لأنَّ عظامي كبيرة، أو لن أفلح أبداً لأنَّني تعرضت للإساءة عندما كنت طفلاً".

يقول روبنز في هذا الصَّدد: "ليست آراؤك هي السَّبب في أنَّك تراوح في مكانك. بل سبب ذلك أنَّك تصدق تلك القصة التي ترويها لنفسك. فتلك القصة (الآراء) إما سوف تقويك أو تضعفك. إنَّه لأمرٌ مريح، والسبب في ذلك هو أنَّنا جميعاً نخاف من الفشل".

إنَّ الخوف من الفشل هو موضوع يسري عبرَ عمل روبنز. وعلى الرغم من أنَّه يقول بأنَّ لديه نصيبه من الإخفاقات، إلا أنَّه ليس عبارةً عن مفهومٍ يؤمن به. "عانيتُ الكثير من الإخفاقات، لكنَّني لا أنظر إليهم بهذه الطريقة. ليس لأنَّني أعيش حالةً من الإنكار، لكن لأنَّني أجبر نفسي على أن أتعلّم شيئاً منهم. وذلك لكي لأجعلهم بمثابة نقطة انطلاق بدلاً من أن يكونوا مجرد اخفاقات".

يستشهد روبنز بفشلٍ مبكر عندما عمل لأكثر من ساعتين ضمن أحد ندواته -على مرأى ومسمعٍ من جمهوره- على مساعدة امرأة مصابةٍ "باكتئابٍ شديد"، لم يكن يبدو في حينها أنَّه سيقدر على ذلك. لم يَحِلّ روبنز المسألةَ بالكامل، وهو أمرٌ نادرٌ بالنسبة له. وعندما أحرز بعض التقدم معها، كان معظم الحضور قد غادروا الغرفة.

كانت هناك انتكاسة أخرى عندما تم إلغاء برنامجه التلفزيوني "Breakthrough" بعد عرض حلقتين منه. وهي نتيجة أُلقيَ باللوم فيها جزئياً على قلَّة التَّسويق، ولكن ربما أيضاً على ضعف تقبل شريحةٍ عريضةٍ من الجمهور لفكرة البرنامج بحدِّ ذاتها. قد يكون هناك العديد من حالات الفشل، لكن روبنز لا يتعامل بعُملَةِ الأسف. فكلُّ شيء تقريباً هو عبارة عن لحظة يمكن التَّعلم منها، ويرى أنَّ وجود هدف أسمى -مثل مساعدة الآخرين- هو أكثرُ ما يفيد في القضاء على الخوف من الفشل.

"أعتقد أنَّه يجب أن يكون لديك شيء أكبر من نفسك لكي تسعى من أجله، وإلا ستسمحُ لخوفك بأن يُهَيمِنُ عليك. لكن إن كان لديك شيء ما مثل أطفالك ووالديك، فسوف يزول ذلك الخوف. كما أنَّ الدافع لا يدوم أبداً. إذ يمكنك القيام بذلك لفترة من الوقت، لكن سيتراجع الحافز لديك في نهاية المطاف. وعندما تنجذب نحو شيء أكبر من نفسك، ستقدم التضحيات من أجله؛ وستفعل كل ما هو ضروري لأنَّ الأمرَ لم يعد يتعلق بك وحدك بعد الآن. أنا أؤمن من أعماق قلبي أنَّ الحياة تدعم من يدعمها".

إقرأ أيضاً: كيف تقضي على الخوف من الفشل؟

المشاريع الخيرية ومساعدة الناس:

تشمل الجهود الخيرية الأخرى التي يقوم بها روبنز خدمة SwipeOut، وهو تطبيق يتيح للمستهلكين توصيل بطاقات الائتمان الخاصة بهم بنظامٍ يُقرِّب قيمة كل عملية شراءٍ إلى أقرب دولار (كأن يتحول 6.8 دولار إلى 7 دولار)، ويتم التبرع بقيمة التغيير للمساهمة في القضاء على المجاعات، والأمراض المنقولة عن طريق المياه، والإتجار بالبشر. ويقوم برنامج "السِّلل الغذائية - The International Basket" بإطعام الناس من جميع أنحاء العالم، كما أنَّ "القمة العالمية لقيادة الشباب" يعدَُّ برنامجاً للتدريب على القيادة على مدار خمسة أيام.

يقول روبنز عن هذا: "هناك أشخاص مستعدون لأن يتخلوا عن حياتهم بلحظة في سبيل من يحبون. إذ توجد فينا تلك الخصلة بالفعل. إنَّها مثل العضلات التي تحتاج إلى استخدام أكثر. كانت الطريقة التي بَدَأْتُ العطاء بها هي إطعام عائلتين. وقد قمت بذلك لأنَّ أحدهم سبق له وأن أطعم عائلتي. ثم أطعمت أربعة، وبعدها ثمانية، وهكذا نمت شركتي ونما تأثيري. ولقد فعلت ما يكفي لكي أقول لنفسي: "سأطعم عدداً أكبر من الناس هذا العام أكثر من أي وقت مضى".

على الرغم من نجاحه، لا يزال روبنز يسافر معظم أيام السَّنة، حيث يعقد الندوات ويُدرِّبُ النَّاسَ الواحد تلو الآخر. ويقدم الإلهام لآلاف الأشخاص الخائفين والمحبطين. فابتداءً من الرغبة في إنقاص الوزن إلى بدء مشروع تجاري جديد، ومن إصلاح الزواج إلى تحقيق الثراء؛ يمتلك روبنز طريقة لمساعدة الغير. وغالباً ما يحصل على نتائج من ذلك. كما أنَّ رسالته لم تتغير على مرِّ السنين. وقد لا يكون مضطراً إلى محاولة بذل كثيرٍ من الجهد لإثبات نفسه، وربما يعرف أنَّ بعض الأمور تعمل بشكل أفضل من غيرها، لكنَّك تراه يقول: "أنا على ذات القدرِ من الحماسة كما كنت من قبل، بخلافِ أنَّني الآن أعرف من أنا". ومع ذلك، فإنَّ النتيجة واحدة. إنَّه الحب. إنَّه الشعور الذي يشعر به عندما يعلم بأنَّه قد ساعد أحدهم.

"إنَّها بهجة لا حدود لها. إذ تراني في بعض الأحيان أمشي وراء الكواليس وأجهش بالبكاء. يحدث ذلك عندما أرى ذلك النور في أعينهم، عندما أراهم في قمة حيويتهم. ليس ذلك بالأمر الهيِّن دوماً. إنَّها في بعض الأحيان لحظةٌ صعبةٌ للغاية. سأفعل كل ما يلزم للوصول إلى النَّاس من دون أن أضُرَّ بهم. ولهذا أنا قادرٌ على مساعدة الآخرين. فَهُم لديهم الكثير من الطُّرق لكي يُدخلوا حياتهم في مرحلة جمود، وأنا لدي الكثير من الطرق لكسر ذلك الجمود. كيف لي أن أعرف؟ يمكنك أن تشعر بذلك، يمكنك أن ترى ذلك. عندما ينمو عمل أحدهم بنسبة 30% في السنة. يمكنك أن تشعر بذلك عندما ينتقلون من الإحباط إلى البهجة. وعندما تراهم بعد ثلاثة أسابيع في حالةٍ جديدة، فإنَّ ذلك الأمر يسعدك حتَّى النُّخاع. ولهذا السَّبب، لديَّ أصدقاء من جميع أنحاء العالم".

لم اضطررت لتأليف كتابٍ يتحدث عن المال؟

يعترف توني بأنَّه قد مرَّ وقتٌ طويل منذ أن نشر كتابه الأخير الأكثر مبيعاً: "أيقظ العملاق الذي بداخلك" في عام 1991. ويقول إنَّ مردَّ ذلك إلى أنَّه يكره الكتابة.

"أولاً، أنا شخص ذو ايقاعٍ سريع. ولا يمكن لأصابعي أن تواكبَ دفق أفكاري. ثانياً، عندما أتحدث أستطيع أن أرى تأثير ما أقولُ على النَّاس. لذا أتغير باستمرار لأصل إلى حيث أريد (للوصول إلى النَّاس). أما في الكتب، إنَّ الأمر دائم، وتكون بطيء ولوحدك ولا تستطيع تلقي الملاحظات. لكن كل ذلك تغير عندما رأيت كم تأثَّر الناس بسبب الرُّكود. كنت غاضباً جداً. لقد رأيت كل آلام طفولتي في كُلِّ من حولي، بدءاً من مزين شعري وصولاً إلى عملائي الأثرياء".

وهنا بدأ العمل على أحد أهمِّ كُتُبه؛ "المال، إتقان اللعبة: 7 خطوات بسيطة لتحقيق الحرية المالية".

"على مدار العامين الماضيين، غيرت اتجاه عملي بالكامل، وبدأت بالكتابة وإجراء المقابلات بشكلٍ مكثف. كنت أرغب في كتابة كتابٍ نهائيٍّ حول هذا الموضوع. كتابٍ من شأنه أن يمهّد الطريق أمامَ الناس، وأن يعيد إليهم زمام السيطرة، وهذا من شأنه أن يوفر لك الاستقرار المالي الأساسي بحيث لا داعي لأن تقلق إذا ما أخذتَ بتلك الخطوات السبع".

المصدر




مقالات مرتبطة