خمس خطوات لتصبح فاشلاً مثالياً

إذا كنتَ مهتماً بأن تكون فاشلاً مثالياً، نقدم لك في هذا المقال الخطوات الخمس لتُحقِّق ذلك بسرعة كبيرة.



يمكِن تقسيم غالبية سكان أيَّة مدينة إلى خمس فئات في أيامنا هذه:

  1. أرباب الأعمال: يمكِن أن يؤسس أرباب الأعمال شركاتهم، أو يشتروها، أو يرثوها ببساطة، ويمكِن أن يكون لهم شركاء أو قد لا يكون، كما قد يكون مدخول شركاتهم منخفضاً أو مرتفعاً.
  2. الموظفون: الموظف هو الشخص الذي يوظفه شخصٌ، أو مجلسٌ، أو عددٌ من السكان، ويكون لهم سلطةٌ عليه، بغضِّ النظر عن طبيعة العمل، سواء كنتَ المدير التنفيذي لشركة ما، أم حارس المرمى في فريق كرة قدم، أم رئيس الدولة، وإذا كان بإمكانك إدارة عملك، فأنت موظف.
  3. رواد الأعمال: رواد الأعمال هم مَن يبدؤون مشروعاً، وينطلقون فيه، ويخاطرون بأموالهم، ونحن نعتقد أنَّ مصطلح (رواد الأعمال) يشير فقط إلى الأشخاص الذين يضعون النظارات، ويرتدون السترات السميكة مع سراويل الجينز، ذوي الشعر الحليق تقريباً من الجانبين، والذين يعملون على حواسيبهم المحمولة الموضوعة على الطاولات الخشبية العملاقة، في مكان عمل مشترك يمتاز بديكور صناعي، ولكنَّ الأمر ليس كذلك؛ فهو يتجاوز هذه الصور النمطية؛ وهو ذلك الشخص الذي لديه الدافع لتنفيذ أفكاره لصالح قضية ما، إما في شركته الخاصة (المبتدئة أو القوية) أو في المكتب كموظف (فقد تكون موظفاً في شركة، إلا أنَّ إسهاماتك تُخوِّلك لأن تندرج في فئة رواد الأعمال).
  4. العاطلون عن العمل: العاطل عن العمل هو الشخص الذي لا يملك وظيفة، لا كربِّ عمل ولا كموظف، ونحن لا نحاول أن نلقي بالذنب عليه في هذا المقال، ولا أن نتَّهمه بضعف الإرادة؛ فالبطالة ببساطة مجرد حالة يمر بها أي شخص في مرحلة ما من حياته.
  5. الفاشلون: الفاشلون هم فئة منفصلة قد تندرج في أيٍّ من الفئات الأربع الأخرى، وهم موضوع هذه المقالة، ولا تشعر بالارتباك، فلا تشير هذه الصفة إلى مَن يرتكب الكثير من الأخطاء أو يفقد رأس ماله، فهؤلاء لا يزالون رواد أعمال في مرحلة التعلم، والفاشلون هم مَن يستسلمون؛ فهم العاطلون عن العمل الذين يشتكون دائماً دون أن يعملوا على تحسين بيئتهم، والسياسيون الذين لا يفعلون شيئاً سوى الراحة والمزاح، ورواد الأعمال المبتدئين الذين لا فائدة منهم في مناصبهم.

شاهد بالفيديو: 20 شيئاً ستندم عليها إذا لم تفعلها الآن

خمس خطوات لتصبح فاشلاً مثالياً:

1. عدم فعل أي شيء ذي صلة بأهدافك:

تشعر بالراحة بوضعك ومكانك الحاليين؛ فقد تكون واحداً من أولئك الذين يؤمنون بالنظام الطبقي، ويعتقدون أنَّ لديك مكان ثابت في هذا الكون، سواء كنتَ منبوذاً أم رائداً؛ وبالتالي فإنَّ التحرك وتقديم الاقتراحات والقيام بشيء جديد أو مختلف يمكِن أن يخلَّ بنظام هذا الكون؛ لذا من الأفضل لك أن تستمر في أكل الفتات أو تستغل مرؤوسيك، حسب طبقتك الاجتماعية.

2. التفكير في نفسك فقط:

ادخل مكتبك متغطرساً دون إلقاء التحية على الحارس عند المدخل أو عامل النظافة، ولا تدعم زميلك لأنَّه الشخص الذي سوف يسطع نجمه وينجح وليس أنت، ولا تُفكِّر في أيَّة فرصة لتحسين مكان عملك، فهذه تصرفات غريبة؛ فما دامت أساليب العمل تنجح معك، ما الداعي إلى تغييرها؟ كما لا تتبرع بالمال أو تُخصِّص وقتاً من أجل أيَّة قضية خيرية؛ لأنَّ الأثرياء هم فقط مَن يهتمون بذلك ليتهربوا من دفع ضرائبهم، وإياك وأن تُفكِّر في تطوير وتنمية موظفيك؛ فهُم كُسالى ومتنمرون، وسيأكلونك حياً إذا واصلتَ التفكير بتحسين أدائهم.

إقرأ أيضاً: 9 علامات تدل على الشخص الأناني

3. إلقاء اللوم على الآخرين:

لا تترك عملك إن كان مديرك أحمق ولا يسمح لك بفعل أي شيء، فكيف ستؤمِّن لقمة العيش لأطفالك إن تركتَه؟ وإذا كان لديك العديد من الأفكار المبتكرة، ولكن لا أحد يهتم بالإصغاء إليها؛ فاهمس بها وابتسِم بنفاق، ويوماً ما سيتحسن كل شيء بطريقة سحرية، وفي الواقع، يتحمل الجميع في هذه الحياة اللوم على ما يَحدث من حولهم؛ لذا يجب أن تُحدِّد ما إن كنتَ مهتماً بالمشاركة في هذا الشعور بالذنب بطريقة إيجابية أم سلبية.

4. اتِّباع أسلوب الرفض دائماً:

إنَّها الطريقة التي ستجعلك تدَّعي بأنَّك لستَ مخطئاً، وستشعرك بالمزيد من الأمان، ويمكِنك حتى القيام بهذا ضمنياً، وهو ما يُنصح به، فارفض أي مقترح يسعى إلى التحسين أو أي اقتراح يُقدِّمه إليك الموظفون أو العملاء، ولا تسعى إلى صياغة أي مقترحات لأنَّ للتفاوض مع مديريك من أجل تحقيقها سيكون مرهقاً أو حتى مستحيلاً، ولا تريد إعطاء صورة سيئة عن نفسك.

إقرأ أيضاً: 5 خطوات لوضع حدود شخصية لنفسك

5. الاتِّكال على الآخرين:

لا يَعرف مَن يظلُّ غافلاً ما يَحدث مِن حوله؛ فلا شيء أفضل من العيش بهدوء والانعزال في مكان ناءٍ، وتذكَّر أنَّك تزوجتَ بالفعل من امرأة ثرية ورائعة؛ فاسترخِ، فقد منحك والد زوجتك وظيفةً بالفعل؛ لذا يمكِنك إضاعة وقتك والاسترخاء، وتخلَّص من الكتب المرتبطة بالرحالة وأدب الرحلات جميعها، فما السفر إلا وهم كبير، ولن تطأ قدماك أي بلد في الحقيقة، ومن الأفضل أن تفعل ما يفعله الآخرون وتسترخي، وستشعر بالأمان النفسي والراحة (على الأقل حتى تُطرَد من عملك، أو يستولي شخص آخر على شركتك التي أهملتَها، أو تواجهك مشكلات في علاقتك الزوجية).

لذا فكِّر في نفسك فقط سواء أكنتَ موظفاً، أم رب عملٍ، أم عاطلاً عن العمل، واسترخِ ولا تفعل أي شيء ذي صلة بشركتك، وألقِ اللوم على الآخرين، وارفض أي مقترحات دائماً؛ لأنَّ هذا الخطأ المتمثل في التعلم عبر التكرار والذي يسمى بالالتزام، لن يأخذك بالضبط إلى حيث تعتقد، ومن الأفضل أن تبقى في منطقة راحتك (إلى أن تصل إلى الفوضى النهائية التي يسببها وضع مصيرك بين يدي الآخرين وقراراتهم)؛ لهذه الأسباب ولأسباب أخرى عديدة، ابدأ اليوم في التحول إلى فاشل!

المصدر




مقالات مرتبطة