حسن الصيام من حسن الابتغاء

من حسن صيام المرء أن يكون صيامه وعمله مكلّل بالابتغاء لوجه الله تعالى لأن العمل الخالص في كل العبادات يجب أن يكون لوجه الله عندها يكون سبب للفوز العظيم.



فإنّ حسن الابتغاء سبب للنجاح والفلاح والتقرّب إلى الله والاتصال به سبحانه، وإنّ هذه الأمور لا يستطيع أن يطلع عليها أحد من الناس إلّا الله تعالى "وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ" النمل - 74، ولربّما يتّضح لبعض البشر في بعض الأعمال ومن خلال هذه النظرية والعلم عند الله تعالى كما ذكرنا.

لننظر إلى قوة الوازع الديني إذا كان الوازع الديني موازناً للأعمال فهذه الأعمال ومنها الصيام دون شك تكون هذه الأعمال والصيام مجردة من الرياء فتكون مكلّله بالابتغاء لوجه الله تعالى فيكون العمل لصاحبه لا عليه، فلا يخسر الإنسان نفسه ولا عمله ولا يكون محبطاً.

إقرأ أيضاً: الصيام المتقطِّع: هل هو مناسب لك؟

إنّ حسن الابتغاء مهم جداً وبالذات في الصيام فهو يضاعف الأجر والثواب والحسنات بقوله تعالى "نَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ۖ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا"  النساء - 40.

أمّا إن كان الابتغاء ضعيفاً فيكون ممزوجاً بالرياء والعياذ بالله، فهو على صاحبه لا له، فيخسر الإنسان عمله ونفسه في آن واحد.

وكما قال الإمام حسن البصري رحمه الله: "أيها الناس اتقوا الله، فمن اتق الله فقد غنم، وإنّ أكيس الناس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، واكتسب من نور الله نور لظلمة القبر، وليخشى العبد أن يُحشر أعمى وقد كان بصيراً، واعلموا أنه من كان الله له لم يخف شيئاً ومن كان الله عليه فمن يرجوا بعده؟".

الصيام وسائر العمل إن كان لله فهو متصل، وأمّا إن كان غير ذلك فهو منفصل، ولا يتحقّق من الانفصال إلّا الخسران المبين فلا يحسن صنعاً. "قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالأخْسَرِينَ أَعْمَالاً* الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ في الْحَياةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا* أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بآياتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً) الكهف 103-104-105.

إقرأ أيضاً: شروط صيام رمضان كما جاء في المذاهب الفقهيّة

فلنجعل من سعينا في الحياة الدنيا ابتغاء لوجه الله تعالى من الصيام والقيام وكل الأعمال كما أسلفنا.

ها هو شهر رمضان اقترب رحيله وأزف تحويله فهو شاهد لنا أو علينا، فمن أودع عملاً صالحاً ابتغى به وجه الله تعالى فقد أحسن صنعاً وليبشر بحسن الثواب فالله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.

أمّا من أودع عملاً سيئاً فليتب إلى الله توبة نصوحاً مكلّله بالإقلاع عن الذنب والندم على ما فات فالله يتوب على من تاب ويقبل من أناب.

فلنحمد الله على ما يسّر لنا بإدراك رمضان فرحين في الصيام والقيام وتلاوة القران والصدقات وغيرها من الطاعات فإنّ ذلك خيرٌ من الدنيا وما فيها "قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ" يونس - 58.

إقرأ أيضاً: 5 طرق لتشجيع طفلك على صيام شهر رمضان

إنّ حسن الابتغاء من أسباب المغفرة والتخلّص من الآثام، فالمؤمن يفرح بحسن الابتغاء ليتبع هذا الفرح فرحة عيد الفطر فيوم الفطر يوم الجائزة حيث شرع الله لنا التكبير عند إكمال العدة من غروب الشمس ليلة العيد إلى صلاة العيد "وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" البقرة - 185.

اللَّهُمَّ تقبّل صيامنا وقيامنا واجعلنا عندك من المقبولين، وكل عام والجميع بخير.

 

المصدر: مكتوب




مقالات مرتبطة