أنواع الصدقات في الإسلام:
أنواع الصدقة كثيرة، ولكن كثيرُ منا يعتقد أن الصدقة هو تخصيص مقدار مالي يتم توزيعه على الفقراء والمحتاجين، وهذا خطأ فهناك أنواع للصدقات عديدة ومتنوعة وفي عدة أشكال، وليست محصورة بالمال فقط، فقد تكون الصدقات عبارة عن توزيع أغذية وألبسة على المحتاجين، ويمكن أن تأخذ شكل تعميم الفائدة مثل تعليم الطلاب المحتاجين والذين لا يقدرون على تغطية تكاليف التعليم، ويمكن أن تكون على شكل نصيحة صادقة نابعة من القلب، وهنا لا بدّ من ذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال: تبسمك في وجه أخيك صدقة"، وهذا إن دلّ على شيء، فإنما يدل على أن كل فعل جيد يستفاد منه الآخرين يعد صدقة.
- الكلمة الطيبة كالأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر والموعظة الحسنة والنصيحة.
- إعانة المسلم لأخيهِ المسلم الذي يحتاح إلى مساعدة وعون.
- إبعاد الأذى عن الطريق، سقاية المياه، والإنفاق على الزوجة والأهل والأبناء، مع تثبيت النية لوجه الله تعالى.
- القرض الحسن، والتفريج عن المسلمين والصبر عليهم في السداد.
- السلام على من تعرف أو على من لم تعرف.
- التهليل، الحمد، الاستغفار، التكبير، وقول لا حول ولا قوة إلّا بالله.
- الابتسامة في وجه المسلم، وإرشاد الناس التائهين ومساعدتهم، والعفو عن المسيئين والإنفاق على طلب العلم.
- مساعدة الأعمى، والأصم، والأبكم، والمشلول، وإغاثة الملهوف، وإيوائهِ، ومنحهِ الأمان والراحة.
- تجنب كل أشكال الشرور والخطايا والآثام، والزروع والثمار التي يأكل منها الطير والحيوان والإنسان.
فوائد الصدقة:
إنّ فوائد الصدقة كثيرة، فتخصيص جزء من مالك، أو وقتك أو طاقتك لمساعدة الآخرين يعدّ صدقة، وقد تعتقد أنّ هذا الأمر يجعل العالم أفضل فحسب، إلا أن الحقيقة التي قد تخفى عنك أن للصدقة فوائد كبيرة عليك أنت أيها المتصدق؛ إذ تشير الدراسات إلى أن فعل رد الجميل للمجتمع يعزز سعادتك وصحتك وشعورك بالرفاهية.
- تُذهِب سخط الله سبحانه وتعالى على العبد، وتُطفئ في قلبهِ الغضب، وتمحو الذنوب، والخطايا، والسيئات.
- تحمي الإنسان من الدخول إلى النار، وتجعل العبد في ظل الله يوم القيامة، وهي سبب في الشفاء من الأمراض التي تُصيب الجسم وفي تسريع العلاج.
- ترقق قلب الإنسان وتمحي كل أشكال القسوة والتجبر، كما ويدفع الله بفضل الصدقة البلاء والمصائب عن العبد المُتصدق وأهل بيتهِ.
- يُصبح المُتصدق من البارين في العبادة، والذين أعدّ الله لهم أجراً وثواباً عظيماً، وتدعو الملائكة للعبد المُتصدق بالخير والبركة.
- يُضاعف الله سبحانه وتعالى الأجر والثواب للإنسان، ويدخلُ المُتصدق من باب في الجنة مُخصص فقط للمتصدقين، ويُسمى هذا الباب بباب الصدقة.
- تساعد الصدقة على شرح صدر الإنسان، وإراحة قلبهِ، وتبعث في النفس الطمأنينة، وتجعل العبد في أرفع المنازل عند الله سبحانه وتعالى وتُقرّبه إليهِ.
- الصدقة هي دليل واضح على قوة الإيمان، وصدق العبد.
- تُطهر الصدقة المال وتطرحُ فيهِ البركة، وتزيدُ في بركة العمر.
شروط الصدقة:
لكي يتقبل الله سبحانه وتعالى الصدقة من المسلم، عليهِ أن يحرص على بذل الصدقات على أن تكون خالصة لوجه الله تعالى، وأن لا يتبعها بالمن والأذى، وأن يُراعي جانب مهم وهو ألّا تكون الصدقة من الرديئ من المال أو الطعام أو اللباس، وأن لا يحتقرها أو يرجع بها.
لا تنسى في النهاية أن تواظب على أداء الصدقات لوجه الله تعالى، لتنال المزيد من الحسنات في الدنيا والآخرة.
أنواع الصدقة الجارية:
لو تأملنا العنوان قليلاً، لن يكون صعباً أن نفسر المقصود من أنواع الصدقات الجارية، والمقصود بها الصدقات المستمرة، والتي تتدفق باستمرار لمساعدة كل من يحتاجها، والتي تبقى مستمرة حتى بعد موت مقدمها، وهذا ما يمكن أن نطلق عليه مسمى الوقف، والذي يعرف بأنه حبس الأصل، ومنع التصرف به، وعدم وقف المنفعة منه، بل على العكس استمرار المنفعة والحصول عليها.
أنواع الصدقة الجارية غير المال:
تناولنا في الفقرة السابقة أنواع الصدقات الجارية ومعنى عبارة الصدقة الجارية، وفهمنا أنه ليس من الضروري أن تكون الصدقة الجارية عبارة عن تخصيص مبلغ مالي يصرف كل مدة معينة، فهناك أشكال عديدة للصدقات الجارية، وهي ليست مالاً، ومن أنواع الصدقات الجارية غير المال:
- كفالة الأيتام.
- بناء المستشفيات والمدارس والعيادات الخيرية، ودور العجزة، ومساعدة الأرامل.
- تخصيص المرء لجزء من وقته وماله للقيام بأعمال خيرية وبشكل مستمر.
- كفالة التعليم، وتقديم معونة الزواج للشباب.
- حفر الآبار في المناطق الصحراوية، أو في المناطق النائية، والمساعدة على تأمين الخدمات لتلك المناطق.
- التبرع بالكتب المدرسية، وكذلك التبرع بالملابس والأحذية وغيرها من المستلزمات.
أفضل أنواع الصدقة:
قد يتساءل المرء ما هي أفضل الصدقة؟
أشكال الصدقة عديدة ومتنوعة إلا أن أفضل الصدقات هي الصدقات الكثيرة والوفيرة، والمستمرة، ولذا تعتبر الصدقة الجارية والمساهمة فيها من أفضل أنواع الصدقة، وذلك لاستمرارية نفعها، وتحقيق الهدف منها في مشاركة المحتاجين وعدم نسيانهم.
ومن الضروري أن نشير إلى أمر مهم جداً، وهو ألا يتبع الصدقة أي نوع من المنّ والأذى، أو أن يحس المتصدق بأنه صاحب فضل على المحتاجين، فحقيقة الأمر أن الله استأمن عبداً من عباده على شيء من ماله، وعلى هذا العبد أن يكون أميناً في تصرفه مع هذه الأمانة وتطبيق واجباته في إعانة الفقراء والمحتاجين.
في الختام:
الصدقة من أفضل الأعمال التي يمكن للإنسان القيام بها، فهي تحقق الكثير من الفوائد والمنافع للفرد والمجتمع على حد سواء. فمن خلال الصدقة، يكسب الإنسان رضا الله تعالى والحظوة في الآخرة، كما أنها تُطهر النفس وتزكي العمل.
كما أن الصدقة تقوي الترابط الاجتماعي وتحقق التكافل بين أفراد المجتمع. ولا ننسى أن الصدقة تجلب البركة والرزق للمتصدق، فقد ورد في الحديث الشريف "إن الصدقة لتطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء".
لذلك على كل مسلم أن يسارع في إنفاق ماله في سبيل الله تعالى، فالأجر والثواب الذي ينتظره في الآخرة أعظم مما يتخيل.
أضف تعليقاً