حافظ على سعادة موظفيك لكي يظلوا يعملون لديك

كان يوم 20 من شهر آذار/ مارس هو اليوم العالمي للسعادة، وكان لدى المحتفلين هدف واحد موحد في أذهانهم: خلق مزيدٍ من السعادة في العالم من حولهم.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدونة "نتالي بومغراتنر" (Natalie Baumgartner) من معهد "آتشيفرز وركفورس" (Achievers Workforce)، والذي تخبرنا فيه عن تجربتها في ضمان سعادة الموظفين في العمل.

من الهام أن نميز هذا اليوم؛ فوفقاً لتقرير السعادة العالمية، بينما احتلت الولايات المتحدة المرتبة الثالثة بين دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في عام 2007، فقد تراجعت جداً إلى المركز التاسع عشر في عام 2016.

يمكن الشعور بالآثار المترتبة على هذا الهبوط الحاد عبر الشركات في أمريكا الشمالية؛ فقد وجد بحث جديد صادر عن معهد "آتشيفرز" (Achievers)؛ حيث أعمل، أنَّ 74% من الموظفين في أمريكا الشمالية يخططون للبحث عن وظيفة جديدة هذا العام. يحتاج أرباب العمل إلى التعمق في فهم السبب الرئيس لانخفاض سعادة الموظف إذا كانوا سيحُولون دون حدوث أزمة في الاحتفاظ بالموظفين في مؤسساتهم.

وفقاً لتقرير السعادة العالمي، تشمل العوامل التي تؤثر في تصنيفات السعادة ما يأتي: وجود شخص يمكن الاعتماد عليه، والكرم، والتحرر من الفساد. كل هذه العوامل تغذِّي السعادة المتضائلة في جميع أنحاء العالم، وهو انخفاض قد يؤثر في الموظفين في مؤسستك.

الموظفون الذين لا يشعرون أنَّ لديهم شخصاً يعتمدون عليه في العمل أو لا يشعرون بالحرية، يمكن أن يعانوا من الإرهاق والاحتراق الوظيفي والتعاسة في وظائفهم. قد يدفعهم هذا الألم وعدم الراحة إلى البحث عن السعادة مع رب عمل آخر؛ لذا يمكنك المساعدة على إبقاء موظفيك سعداء من خلال الخطوات الأربع الآتية:

1. تقدير النجاح كل يوم:

من أجل الحفاظ على رضى الموظفين في العمل، يُعَدُّ التقدير الهادف والمتكرر أمراً هاماً جداً؛ إذ يشير معظم موظفي أمريكا الشمالية إلى الافتقار إلى التقدير بوصفه السبب الرئيس للتخطيط لتغيير مهنتهم؛ ومع ذلك، فإنَّ تكريم ومكافأة كل موظف على أساس يومي أسهل قولاً من فعله؛ وهذا هو السبب في أنَّه من الضروري جعل التقدير مجهوداً جماعياً.

امنح الموظفين والمديرين الفرصة لتقدير بعضهم بعضاً؛ مما يسمح للجميع بالاحتفاء بنجاح بعضهم بعضاً، وادع الأشخاص إلى تسليط الضوء على إنجازات بعضهم بعضاً داخل وخارج مكان العمل في أثناء اجتماعات الشركة واجتماعات الفريق الأسبوعية؛ فالتقدير الشخصي لا يُقدَّر بثمن.

تضع هذه الأساليب قوة التقدير في يدي كل موظف، وهذا يسهِّل عليهم تقدير الآخرين، مع شعورهم بالتقدير أيضاً. سيضمن تقديم الثناء لجهود منتظمة على مستوى الشركة أن يصبح تقدير الموظفين أمراً جوهرياً في ثقافة شركتك.

شاهد بالفديو: 7 نصائح لتحفيز الموظفين من دون اللجوء إلى المال

2. الإنصات المتعمد:

إنَّ الإنصات لتغذية الموظفين الراجعة ليس مفهوماً جديداً، ولكن عندما يشعر الموظفون أنَّه ليس لديهم مَن يعتمدون عليه في العمل، فمن غير المرجح أن يقدموا مداخلات. هذا النقص في التواصل الصريح ثنائي الاتجاه، لا يحسِّن رضى الموظفين؛ بل يضر بالاحتفاظ بهم.

أظهر لموظفيك أنَّهم يستطيعون الاعتماد على قادة شركاتهم من خلال بدء المحادثة معهم، واتخاذ إجراءات بناءً على تغذيتهم الراجعة. وبدلاً من انتظار الموظفين لتقديم تغذية راجعة من خلال استطلاع سنوي، تفقَّد موظفيك دائماً باستعمال استطلاعات جس النبض اليومية أو الأسبوعية لقياس مقدار الرضى عن مكان العمل والشركة.

عند جمع التغذيات الراجعة المتكررة، من الهام أن تكون الأسئلة قصيرة ولطيفة؛ لذا اسأل فريقك عن شعوره، واعرض عليه بعض الردود المحددة مسبقاً للاختيار من بينها. يمكن أن تكون أسئلة المتابعة مفتوحة لتسهيل البحث العميق، وجمع رؤى مفيدة يمكن استعمالها لتحسين رضى الموظفين.

بعد جمع الملاحظات لبضعة أشهر، ابحث عن التوجهات البارزة؛ هل هناك أيام محددة يقول فيها فريقك دائماً إنَّهم غير سعداء؟ وهل هناك وقت تكون فيه ملاحظات الجميع إيجابية جداً؟

نظراً لأنَّ الموظفين يرون التغييرات بناءً على التواصل المنتظم والصريح، فإنَّ الثقة بالقيادة ومعنويات الشركة ستتحرك في اتجاه تصاعدي.

إقرأ أيضاً: كيف تقدم تغذية راجعة بناءة في مكان العمل؟

3. خلق الشعور بالانتماء:

لا ينبغي أن تجذب ثقافة شركتك الموظفين بوصفهم مجموعة، ولكن أيضاً لكل فرد. ولتعزيز ذلك، أنشئ شعوراً كبيراً بالانتماء؛ وذلك من خلال التركيز على دورة حياة تجربة الموظف بأكملها؛ إذ يبدأ ذلك بعملية الإعداد.

ساعد الموظفين الجدد على العثور على مكانهم داخل الشركة؛ وذلك من خلال تقديرك لإكمالهم مراحل التدريب، أو تحقيق هدف عملهم الأول. إنَّ نشر ثقافة التقدير في وقت مبكر من دورة حياة الموظف يؤكد له أنَّه جزء هام من الفريق، ويغرس فيه الشعور بالانتماء.

بصرف النظر عن مكان عمل الموظف خلال دورة حياته العملية، يجب أن يشعر بالارتباط بعمله. استمر في رعاية الشعور بالانتماء من خلال توصيل أهداف الشركة دائماً، والتأكد أنَّ الأهداف الفردية مرتبطة بتلك الأهداف الشاملة. تساعد استمرارية الهدف الموظفين على معرفة مقدار ملاءمتهم للنجاح الشامل لشركتهم.

إقرأ أيضاً: كيف تصبح قائداً أفضل من خلال تعزيز انتماء فريقك؟

4. الحفاظ على تدفُّق الزخم:

مع تحسُّن الاحتفاظ بالموظفين، من السهل أن تنسى التركيز على تحسين سعادة الموظفين؛ لكن مع وجود خيارات وظيفية عدة، فإنَّ إغراء البحث عن فرص جديدة ومثيرة للاهتمام موجود دائماً لدى موظفيك؛ لذلك يجب أن يكون الاستثمار في رضى الموظفين الفردي والإجمالي عملية مستمرة.

حافظ على سعادة الموظف - ومن ثمَّ الاحتفاظ به - من خلال تنفيذ نهج سهل ومتسق من أجل: تقدير إنجازاتهم، والإصغاء إلى مخاوفهم، وخلق ثقافة الانتماء. وضِّح لموظفيك أنَّك تولي اهتماماً من خلال اتخاذ إجراءات لجعل شركتك مكاناً يمكنهم فيه الازدهار الآن ولسنوات قادمة.

المصدر




مقالات مرتبطة