ثلاث نصائح للسعادة من تقرير السعادة العالمي لهذا العام

يقدم تقرير السعادة العالمية كل عام تصنيفاً شاملاً لأسعد البلدان في العالم. وللسنة الرابعة على التوالي، نالت فنلندا المركز الأول كأسعد دولة في العالم، مع أيسلندا والدنمارك وسويسرا وهولندا بمراتب ليست ببعيدةً عنها كثيراً.



بينما هناك الكثير من الأمور التي يمكننا معرفتها من المقارنات بين الدول، هناك طريقة أخرى لقراءة التقرير؛ ألا وهي البحث عن عِبر ودروس خفية يمكننا استخدامها لنصبح أكثر سعادة في حياتنا. إليك ثلاث رؤى من تقرير هذا العام الذي ينبغي علينا عدم إغفالها:

1. الإحسان أكثر أهمية لتُحقِّق السعادة من الراتب الشهري:

تُظهر البيانات بوضوح أن الناس يصبحون أكثر سعادةً في المجتمعات التي توجد فيها درجة عالية من الثقة بين الناس. إحدى الطرائق التي نعرف بها هذا الأمر، هي من خلال طرح سؤال افتراضي عن "الإحسان"، مُدرَج في تقرير السعادة العالمية، والتي تنص على:

"تخيل أنَّك فقدت محفظة أو حقيبة يد تحتوي على مئتي دولار. يرجى الإدلاء برأيك عن مدى احتمال عودة كل أموالك إليك، وما إذا عثر عليها شخص يعيش بالقرب منك".

الأشخاص الذين يعتقدون أنَّه من المحتمل جداً أن تُعاد إليهم محفظتهم المفقودة وفيها كل أموالهم، هم أكثر سعادة بحوالي نقطة واحدة على مقياس السعادة من 0 إلى 10.  ذلك أمرٌ هام؛ لأنَّه يمثل متوسط ​​فرق السعادة بين مواطني فنلندا (ذات المرتبة الأولى في السعادة) وجمهورية التشيك (في المرتبة السادسة عشرة) أو مواطني الولايات المتحدة (المرتبة الرابعة عشرة) ومنغوليا (المرتبة الخامسة والأربعين).

هناك طريقةٍ أخرى لقياس تأثير الإحسان في المجتمع على السعادة، وهي مقارنتها بالعوامل الأخرى التي تؤثر في السعادة. وما توصل إليه الباحثون بعد القياس هو أنَّ تأثير الإحسان يحمل في مضمونه قيمة أسمى بشكل مضاعف لما هو متوقع، من مضاعفة الدخل السنوي للفرد. بعبارةٍ أخرى، إنَّ الراتب مهم بالتأكيد، ولكنَّ العيش في مجتمعٍ يسود فيه الخير، فهو أمر له أهمية أكبر من ذلك بكثير.

يقول الباحثون: "هناك سعادة إضافية يشعر بها الناس عندما تسمح لهم الفرصة برؤية الخير في الآخرين، وتقديم الخير ذاته لهم".

إقرأ أيضاً: السعي وراء السعادة: إثبات الذات وخطأ هرم ماسلو للاحتياجات

2. العمل هو أمرٌ بالغ الأهمية، حتى أثناء وجود جائحة:

تشير مجموعة كبيرة من الأبحاث إلى أنَّ امتلاكنا إدراكاً قويّاً لغايتنا، هو أمر أساسي لراحتنا النفسية. وأنَّ واحدة من الطرق الجوهرية التي نستمد منها إدراكنا لغايتنا، هي وظائفنا. لذلك، ليس من المفاجئ أن الأفراد العاطلين عن العمل تظهر عندهم مستويات أقل بكثير من السعادة، ومستويات أعلى بكثير من القلق والاكتئاب، مقارنةً بالأفراد الذين يعملون بدوام جزئي أو بدوام كامل.

وجد الباحثون أن الموظفين كان رضاهم عن حياتهم أعلى بنحو 1.2 نقطة على مقياس الرضا عن الحياة من 0 إلى 10.

إضافةً إلى ذلك، كان العمل أحد أقوى العوامل المحدِّدة للرضا عن الحياة أثناء الجائحة. في بعض الحالات، أظهرت البلدان التي كانت أكثر فاعلية في الحفاظ على عمل مواطنيها - وخاصة العمال ذوي المهارات المتدنية - قدرة تحمل نفسية أكبر خلال الجائحة.

إقرأ أيضاً: دروس مستفادة من أزمة جائحة كورونا

3. قد تغيّر هذه الجائحة الأسلوب الذي نمارس فيه أعمالنا، لكنها لا تغيّر من الأمور التي تجعلنا سعداء في وظائفنا:

كما أنَّ الباحثين كانوا قد أجروا بعض التحقيقات حول ما يجعل الأفراد سعداء في وظائفهم. ومن خلال الخصائص الإحدى عشرة التالية، بحثوا في مدى قدرة بيئة العمل على تعريف السعادة: 

  • الشعور بتحقيق الأهداف في العمل.
  • وجود إدراك واضح للهدف.
  • الشعور بالتقدير.
  • الشعور بالانتماء.
  • وجود المرونة في توقيت ومكان العمل.
  • العمل ضمن بيئة محترمة وقادرة على احتواء الموظفين.
  • التعلُّم أثناء العمل.
  • وجود مدير يساعد الموظفين على تحقيق النجاح.
  • العدالة في الحصول على الأجر.
  • الشعور بالدعم.
  • وجود ثقة متبادلة بين زملاء العمل. 

وجد الباحثون أنَّ الدوافع الأربعة الأولى للسعادة في مكان العمل، كانت الانتماء والمرونة والشمولية والغاية. ومن المثير للاهتمام أنَّ وجود مدير متعاون، هو السّمة الأقل ارتباطاً بالسعادة في مكان العمل.

إضافةً إلى ذلك، تتبَّع الباحثون ردود الموظفين على هذه الأسئلة خلال الأشهر الأولى من الجائحة، من شهر ديسمبر 2019 إلى شهر يونيو 2020، ووجدوا أدلةً بسيطة على أنَّ الجائحة أثرت على دوافع السعادة في مكان العمل. على سبيل المثال: لم تكن هناك تغييرات في ترتيب الخصائص الإحدى عشرة المذكورة أعلاه من ديسمبر إلى يونيو.

يستنتج كاتبوا التقرير ما يلي: "حتى في الأوقات المضطربة، تعتمد سعادة العمال بشكل كبير على الدوافع الثابتة والأساسية. نتيجة لذلك، قد تكون أيضاً المنظمات التي ترعى بيئات العمل، لتعزيز والحفاظ على هذه الدوافع في الأوقات الجيدة، على استعدادٍ أفضل لتحمل صدمات سوق العمل، ودعم سعادة الموظفين في الأوقات الاقتصادية غير المستقرة.

المصدر




مقالات مرتبطة