تعرّف على أهم المعلومات المتعلقة بصداع الشقيقة

صداع الرأس من الحالات الصحية الشائعة جدًا في العالم، وهو عبارة عن ألم في منطقة الرأس أو أعلى الرقبة، تتراوح شدته في معظم الأحيان بين الخفيف إلى المتوسط، وفي حالات معينة نشعر بالصداع الشديد، طبعًا هناك مئات الأنواع من صداع الرأس وكل منها يختلف من حيث الشدة والمكان والسبب الذي أدى إلى حدوثه، لكن اليوم سنتحدث عن أكثر أنواع الصداع ألمًا هو الصداع النصفي أو الشقيقة.



ما هي الشقيقة؟

الشقيقة عبارة عن اضطراب عصبي مزمن يشعر على أثرها الشخص بالألم المتكرّر من جهة واحدة من الرأس، وتتراوح شدة الألم من معتدل إلى شديد، وفي كثير من الأحيان يكون هذا الألم بالاشتراك مع عدد من أعراض الجهاز العصبي اللاإرادي.

لماذا سميت بالشقيقة؟

مصطلح الشقيقة كلمة إنكليزية مشتقة من اللغة اليونانية، والتي تعني الألم في جانب واحد من الرأس، أما سبب تسمية الشقيقة بهذه التسمية نظرًا لإصابتها لأحد شقيّ الرأس دون الآخر.

أعراض الإصابة بالشقيقة:

صداع الشقيقة يختلف عن أنواع الصداع الأخرى، وهناك جملة من العوارض الواضحة التي تدلّ على الإصابة بالشقيقة هي:

  1. يأتي الألم على شكل نوبات متكرّرة.
  2. زيادة ألم الرأس عندما يرافقه جهد جسدي.
  3. فقدان القدرة على التركيز.
  4. الشعور بحالة من الغثيان، وفي بعض الحالات يتعرض المصاب للقيء.
  5. حساسية شديدة للضوء، والضجيج.
  6. يكون الألم بين المعتدل والشديد، في أحد شقي الرأس أو في الجانبين في حالات نادرة.
  7. خدر في الأطراف.
  8. تعكّر المزاج وسوء الحالة النفسية.
  9. تيبّس عضلة الرقبة.
  10. الشعور بالتعب والإرهاق بشكل عام.
  11. اضطراب الرؤية.
  12. صداع الشقيقة يرافقه الشعور بنبض أو ضربات في الرأس.
  13. يبدأ صداع الشقيقة كصداع خفيف، ثم يتطوّر إلى ألم نابض شديد.

المراحل الأربعة التي يمر بها صداع الشقيقة:

تستمر نوبات الشقيقة ما بين 4 -72 ساعة في حال لم يتم علاجها، أما تواتر النوبات فهي تختلف من شخص لأخر، مثلًا البعض يعاني من نوبات الشقيقة عدة مرات في الشهر، أو مرة، أو مرتين فقط في السنة، وهناك أربعة مراحل ممكنة لنوبة الصداع هي:

  1. المرحلة البادرة: يشعر الشخص بمجموعة من الأعراض مثل الكآبة، الإمساك، فقدان الشهية، زيادة النشاط، القلق، تشنجات الرقبة، التثاؤب، تظهر هذه الأعراض قبل الصداع بساعات أو أيام، ويشعر بها 60% من المصابين بالشقيقة.
  2. مرحلة الأورة: هي ظاهرة عصبية بؤرية تحدث قبل أو أثناء الصداع، أما أعراضها تكون ذات طبيعة بصرية، أو حسية، أو حركية، ويعاني الكثيرون بأكثر من نوع واحد منها،

وتشمل الأعراض:

  1. الاضطرابات الحركية: وهي غير شائعة، تتمثل بعدم القدرة على تحريك الأطراف.
  2. الاضطرابات البصرية: أكثرها شيوعًا، وتتمثل في رؤية أشكال متعددة، أو مناطق مضيئة، أو لمعان أضويه، أو في بعد الأحيان فقدان البصر.
  3. الاضطرابات النطقية: فقدان القدرة على الكلام، والتعبير.
  4. الاضطرابات الحسية: الشعور بالوخز في القدمين واليدين.
  1. مرحلة الألم: يطلق على هذه المرحلة اسم مرحلة الصداع، حيث يشعر المصاب خلال هذه المرحلة بألم حاد في أحد جانبي الرأس، طبيعة الألم تكون شديدة نابضة يرافقها تحسس من الضوء والصوت، وفي بعض الحالات من الروائح مع حالة من الغثيان والتقيؤ، واضطراب الرؤية، كما في بعض الأحيان يتعرّض المصاب لحالة إغماء خفيف.
  2. الأعراض النهائية: آثار صداع الشقيقة قد تستمر لعدة أيام حتى بعد انتهائه، حيث يشعر الشخص بحالة من التعب العام، وصعوبات في الإدراك، وأعراض هضمية، وتغيرات في المزاج، والاكتئاب، كما أن هناك من يشعر ببعض النشاط.

من هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالشقيقة؟

وجدت الأبحاث العلمية أنّ نسبة الإصابة بالشقيقة أكبر عند الفتيان مقارنة بالفتيات في مرحلة ما قبل سن البلوغ، لكنه يصيب الضعف إلى ثلاثة أضعاف عدد النساء مقابل الرجال، وتم التوصل إلى أن نسبة الإصابة بالشقيقة تتناقص خلال فترة الحمل.

تصنيف الشقيقة:

وضعت جمعية الصداع الدولية آخر تحديث لتصنيفها للصداع، ووفقًا لهذا التصنيف صنفت حالات صداع الشقيقة لعدة أنواع هي:

  1. الصداع النصفي الذي لا يترافق مع مرحلة الأورة، ويطلق عليه اسم "الصداع النصفي الشائع".
  2. الصداع النصفي المترافق مع مرحلة الأورة، ويطلق عليه اسم "الصداع النصفي الكلاسيكي".
  3. الصداع الذي يصيب الأطفال، حيث تظهر مقدمات الصداع النصفي التقيؤ الدوري، وتسمى بالشقيقة البطنية حيث يعاني المصاب بألم في منطقة البطن، وغالبًا ما يترافق بغثيان، والدوار الانتيابي الحميد.
  4. الشقيقة العينية وتشمل الصداع النصفي يرافقه اضطرابات بصرية قد تصل إلى درجة العمى المؤقت في عين واحدة.
  5. يقصد بمضاعفات الصداع النصفي بأنه الصداع النصفي أو أشكال الأورة الطويلة بشكل غير عادي، أو تلك التي تتكرر بشكل غير عادي، أو الحالات التي ترتبط بالاختلاجات أو إصابة الدماغ.
  6. الصداع النصفي المحتمل هي الحالة التي يعاني بها الشخص من خصائص الصداع النصفي، لكن لا يوجد دليل كافي لتشخيص الصداع النصفي بشكل دقيق.
  7. الصداع النصفي المزمن هو صداع مستوف للمعايير التشخيصية للصداع النصفي، ويحدث على فترات زمنية أطول.


اقرأ أيضاً:
10 نصائح للتعامل مع الصداع النصفي


الأسباب التي تقف وراء الإصابة بالشقيقة:

لم يتوصل العلم إلى سبب مؤكد وراء الإصابة بالشقيقة لكن يرجح أن هناك مجموعة من الأسباب تزيد من احتمال الإصابة بها:

  1. الوراثة: وكغيرها من الأمراض تلعب الوراثة دورًا أساسيًا في الإصابة بالشقيقة، بمعنى إذا كان أحد الأبوين أو أقارب الدرجة الأولى يعاني منها فهناك احتمال 90% أن ينتقل المرض بالجينات الوراثية إلى الأبناء، والأجيال القادمة.
  2. الاضطرابات الهرمونية: تعاني النساء خلال الدورة الشهرية من اضطرابات هرمونية في مستوى هرمون الإستروجين، وهذا ما يعرضهم بحسب رأي الأطباء لاحتمال الإصابة بنوبات الشقيقة.
  3. الجنس: كما ذكرنا في السابق أنّ النساء أكثر عرضة للإصابة بالشقيقة من الرجال، لكن خلال مرحة البلوغ يكون الصبيان أكثر عرضة للإصابة به من الفتيات.
  4. البيئة المحيطة: التقلّبات المناخية وتعاقب فصول السنة، والتواجد في بيئة ملوثة، والتعرّض للأضواء الساطعة أو الأصوات العالية، جميعها يزيد من احتمالية الإصابة بنوبات الشقيقة.
  5. العمر: تحدث الشقيقة في كل الأعمار حيث يصاب بها الصغار والكبار على حد سواء، لكنها تظهر بشكل واضح خلال سن المراهقة وفي عمر الأربعين تبدأ أعراضها بالتراجع، وتقل عدد مرات نوبات الصداع.
  6. العقاقير الطبية: أكّدت الدراسات العلمية أن تناول أدوية منع الحمل، وأدوية الهرمونات التعويضية، والأدوية المنومة، والأدوية الموسعة للشرايين يزيد من احتمال الإصابة بصداع الشقيقة.
  7. العادات الغذائية: إنّ العادات الغذائية الخاطئة تسهم في الإصابة بالشقيقة مثل قلّة الأكل، وتجاهل وجبة الإفطار، والتعرّض للجفاف، وشرب الكحول، والإسراف في شرب المنبّهات، وأكل الشوكولاتة.
  8. الأنشطة الجسدية المجهدة: ممارسة التمارين الرياضية العنيفة، العمل بصورة مستمرة دون أخذ فواصل راحة، السهر لوقت متأخر والحرمان من النوم، جميعها عوامل تزيد من احتمال الإصابة بالشقيقة.
  9. الاضطرابات العاطفية: القلق، التوتر، العصبية، سرعة الانفعال، الكآبة، سوء المزاج، والفرح، الحزن، الخوف جميعها يسهم في الإصابة بالشقيقة.

نمط الحياة الصحي وفاعليته في علاج الشقيقة:

نماط الحياة الصحي يسهم بدرجة كبيرة في علاج الشقيقة، ولذلك يجب على من يعاني من الشقيقة التقيّد بهذا النمط حتى يتجنّب التعرّض لنوبات الصداع المزمنة، يمكن حصر نمط الحياة الصحي بالنقاط التالية:

  1. اكتفي بكوب واحد من الشاي أو القهوة أو النسكافيه لأن الكافيين الموجود بها تثير وتنبه الأعصاب وقد تتسبب بالصداع، والعكس صحيح إذا شربت كمية أقل من العتاد عليها يوميًا قد تكون من مسببات الصداع.
  2. احرص على تناول الأطعمة الغنية بالبروتينات والألياف الغذائية والكربوهيدرات المعقدة، فهي تساعد على ضبط معدل السكر في الدم ما يجنبك التعرض لصداع الشقيقة.
  3. توقّف نهائيًا عن شرب المشروبات الكحولية فهي تحتوي على مادة الكبريتيت المسببة للصداع، كما أن الكحول يزيد من تدفق الدم إلى منطقة الرأس، مما يزيد من احتمال التعرض لصداع الشقيقة.
  4. حاول أن تتجنّب تناول الأغذية المصنعة وكل الأطعمة التي يضاف إليها المواد الحافظة، والصبغات بشكل عام، واحرص على تناول الأطعمة الطازجة والطرية فهي أسلم لصحتك الجسدية.
  5. تجنّب تناول المضاف الغذائي أحادي جلوتومات الصوديوم، والأطعمة التي تحتوي على النتريت كمواد حافظة، حيث تتواجد بكثرة في اللحوم المصنعة مثل النقانق.
  6. يجب أن تتجنب تمامًا تناول الأغذية التي تحتوي على نسب عالية من السكريات على الريق أو عند الاحساس بالجوع، وابتعد عن شرب المشروبات الغازية التي تستخدم المحلي الصناعي الاسبرتام.
  7. من النصائح الغذائية المهمة تجنّب تناول بقايا الطعام المحفوظة في الثلاجة لما تجاوز مدة يومين، ولا ينصح بتناول الأطعمة المجمدة.
  8. أهم ما يجب أن تقوم به حتى تحد من احتمال التعرّض لنوبة الشقيقة أن تتوقف عن تعاطي السجائر، وعدم التعرض للتدخين السلبي لأن التبغ يحتوي على مواد سامة قد تفاقم أعراض الصداع.
  9. احرص على تناول الوجبات الثلاث الرئيسية بمواعيد ثابتة، ويفضل أن تقسم الوجبات إلى وجبات صغيرة على مدار اليوم، سيجنبك هذا الشعور بالجوع فيتناقص احتمال التعرض للشقيقة.
  10. أكثر من شرب المياه أي اشرب ما لا يقل عن لتر ونصف في اليوم وزيادة الكمية أوقات الحر الشديد، سيحافظ هذا على رطوبة جسمك، وسيحميك من الجفاف.
  11. تجنّب الأطعمة التي تتسبّب في التعرّض للشقيقة مثل الشكولاتة، الحليب ومنتجاته من لبن وكريمة، الجبن المعتق، الفول السوداني الزبيب والتين، البصل، الحمضيات، الموز الناضج، اللحوم المدخنة وخاصة السمك، الكبد.
  12. تجنّب قدر الإمكان الأطعمة التي تحتوي على مادة التيرامين لأنها تحفز الصداع، وهي موجودة في المكسرات، والمخللات، والزيتون، واللحوم المصنعة.
  13. تجنّب السهر لساعات متأخرة وحافظ على مواعيد النوم والاستيقاظ، أي نم في حدود الساعة ،11 واستيقظ عند الساعة 7 صباحًا، واحصل على قسط كافي من النوم ليلًا، أي نم ما لا يقل عن 8 ساعات يوميًا.
  14. احرص على ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة كالمشي في الهواء الطلق، أو المشي على رمال الشاطئ، كما يمكنك أن تمارس تمارين التمدّد والاستطالة فهي ستريح جسدك.
  15. لا بأس من ممارسة بعض تمارين التأمل والاسترخاء فهي تساعد على إعادة التوازن لجسدك، وعقلك ما يسهم في الحد من تكرار نوبات الشقيقة، كما أن هذه التمارين تساعد على الشعور بالسكينة وتحسن المزاج.

عقاقير طبية توصف في علاج الشقيقة:

يتم استعمال مجموعة من الأدوية التي تساعد في التخفيف من أعراض نوبات الشقيقة مثل المسكنات الأسبرين، أوالأيبيبروفين، وأدوية التريبتان، وأدوية الإروقوتامين والكفايين المدموجة، والأدوية المضادة للغثيان، كما يوصف بعض الأدوية المخدرة، وأدوية الغلوكوكورتيكوستيرويدز، كما ويتم اللجوء إلى العلاج بالوخز بالإبر الصينية، وفي بعض الحالات يتم استخدم الارتجاع البيولوجي والمنباه العصبي فهما يقيان من الإصابة بالشقيقة.

الشقيقة حالة مرضية مزمنة يتطلب علاجها الكثير من الجهد والصبر، لذا احرص عزيزي على الاستفادة من المعلومات الواردة في هذا المقال حتى تتمكن من معالجتها، ومتابعة حياتك بصورة طبيعية.

 

المصادر:




مقالات مرتبطة