ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون تايلر ترفورين (Tyler Tervooren)، ويُحدِّثنا فيه عن أهمية التحكم بقراراتنا.
يشرح جون أنَّ تشارلي سيتخلَّص من إدمانه بطريقة أو بأخرى، فإمَّا أن يختار التخلي عنه بإرادته، أو يتخلص منه بعد أن ينتهي ما بحوزته.
سواء كنت تعتقد أنَّ جون هو بطل أم شخص سيئ؛ فإنَّ المأزق الذي وضع تشارلي فيه هي إحدى المشكلات التي يواجهها معظمنا كل يوم بطريقة ما؛ إذ يمكننا إمَّا اتخاذ القرار الأفضل الآن أو تأجيله إلى وقت لاحق.
تكمن المشكلة في أنَّ التسويف في اتخاذ القرارات الجيدة يصبح أسهل كلَّما فعلنا ذلك، وتزداد صعوبة تغيير الاتجاه كلَّما تأخرنا في اتخاذ القرارات؛ لذلك إليك طريقة مفيدة للتفكير في القرارات التي تتخذها كل يوم.
تحكم بقراراتك أو ستتحكم بك:
إنَّ نفسيتك هي شيء رائع ومعقد في آنٍ واحد؛ فكل قرار تتخذه يؤثر في الخيار التالي الذي يليه، وهذه هي الطريقة التي تتشكل بها عاداتنا وتترسخ؛ فكلَّما اتخذتَ نفس القرار، يصبح من السهل اتخاذه مرة أخرى، وعلى الرَّغم من صعوبة فهم نفسك، فمن السهل رؤية كيف أدَّت القرارات التي اتخذتها إلى أن تصبح الشخص الذي أصبحت عليه الآن.
توجد طريقتان أساسيتان لتصنيف نفسك:
1. أنت المتحكم بقراراتك:
أنت تواجه الفرص والمآزق كل يوم، وتقرر بشكلٍ واعٍ كيفية الاستجابة لها؛ إذ إنَّ حياتك عبارة عن سفينة في محيط هائج، لكن يوجد قبطان ماهر ليقودها.
2. قراراتك متحكمة بك:
لا يمكنك تحمُّل الحياة، والخيارات المتاحة أمامك مربكة بالنسبة إليك، فأنت تدع غرائزك الأساسية - تلك المتعلقة بالمكاسب قصيرة الأمد فقط - تقودك في حياتك؛ لذا فكِّر في بعض المواقف التي قد ترغب في تغييرها في حياتك واسأل نفسك كيف تتعامل معها.
شاهد بالفيديو: 7 خطوات لاتخاذ القرارات والالتزام بها
من الأمور التي يجب أن تسأل نفسك كيف ستتعامل معها ما يأتي:
1. المواعيد النهائية في العمل:
إنَّ هذه المواعيد ستحين شئنا أم أبينا، أتستعد لها الآن أم ستنتظر حتى تحين؟
2. خسارة الوزن:
إذا كان وزنك زائداً ونظامك الغذائي غير صحيٍّ ستضطر إلى القيام بشيء ما لمعالجة الأمر، أتنتظر إلى أن تجبرك الحياة على معالجته أم ستختار التعامل مع الأمر بشكل استباقي؟
3. الإقلاع عن التدخين:
هل سترمي علبة السجائر بأكملها أم ستنتظر حتى تفرغ العلبة؟
4. تحسين وضعك المادي:
إذا كنت تنفق المال بشكل لا يمكنك السيطرة عليه فسوف تُفلس في النهاية، ومن ثمَّ لن تستطيع إنفاق أيٍّ من المال، فهل ستنتظر حدوث ذلك الأمر، أم أنَّك ستتخذ الخطوة الأولى نحو تحسين وضعك؟
5. تطوير حياتك المهنية:
إنَّ تغيير الوظائف هو أمر مخيف، ومن السهل بالنسبة إليك انتظار مديرك في العمل لترقيتك أو السماح لك بالرحيل، إذا كنت تريد احتمالات أفضل من أن تتخذ قراراً من بين هذين القرارين، فقد تحتاج إلى البدء في التواصل مع من حولك بشكل أكثر فاعلية وتوضيح طموحك أكثر.
6. العلاقات:
هل ستنتظر وتأمل إلى أن يأتي شخص ما بطريقة سحرية ليلبي احتياجاتك التي تريدها تماماً، أم أنَّك ستلبي احتياجاتك وتتحمل مسؤولية العثور على شخص يكمل الحياة التي بنيتها؟
قراراتك يمكن أن تجعلك شخصاً قوياً:
عندما تسلك الطريق الأسهل، غالباً ما ينتهي بك الأمر غير راضٍ وغير منجِز لشيء، إنَّ هذا الأمر يُشعرك بالفراغ ويفقدك القدرة على التحكم بقراراتك، والأسوأ من ذلك أنَّه يسهِّل عليك اتخاذ القرار الأسهل مراراً وتكراراً حتى يصبح الأمر عادةً بالنسبة إليك.
فكر الآن في الأوقات التي اخترت فيها القيام بالأمور بالطريقة الصحيحة، حتى لو كانت صعبة، ولا بد من أنَّ بذل الجهد كان صعباً، لكنَّه يُشعرك بالقوة، وبهذه الطريقة يكافئك دماغك على قدرتك على التحكم بقراراتك، وهذا الأمر يعزز تدفق مادة الدوبامين (Dopamine)؛ أي يُشعرك بالارتياح لاتخاذ القرار الصعب والالتزام به، لكنَّ هذا الشعور لا يأتي على الفور، مما يجعل الأمر صعباً بالنسبة إليك، لكن عندما يحدث فعلاً، يُشعرك بالرضى الشديد.
اتخاذ القرارات الصعبة يصبح سهلاً:
في كل مرة تتخذ فيها قراراً صعباً يصبح من السهل عليك القيام بذلك مرة أخرى؛ لذلك تستمر في القيام بهذا الأمر إلى أن يصبح قراراً تلقائياً، وفي كل مرة تختار فيها تولي زمام الأمور، تزداد قوة.
إنَّ الطريق إلى القوة ليس بالأمر السهل؛ إذ لا يمكنك اكتساب القوة من خلال المقاومة، ولكنَّ أجر القوة عظيم جداً، فهي توفر لك حياة مليئة بالتوجيه والرضى.
في الختام:
ألقِ نظرة على القرارات التي ستتخذها على مدار الساعات القليلة القادمة، فعندما تواجه قراراً صعباً - تفضِّل عدم اتخاذه - اسأل نفسك عما كنت ستفعله إذا كان هذا القرار سهلاً بدلاً من ذلك، وإذا أعجبتك الإجابة، اتخذ هذا القرار على الفور.
أضف تعليقاً