تاريخ اللغة الإنكليزية، وأهم النصائح لتعلّمها

بدأت القصة سنةَ 400 ميلاديَّة، حيثُ كان سُكان ما يُعرَفُ اليوم ببريطانيا من قبائل الكِلت، وكانت لُغتهمُ الأمُ هي اللغة الكلتيَّة، ولم يكن هناك شيءٌ اسمهُ اللغة الإنكليزية في ذلك الوقت. ومع توسُّع الإمبراطورية الرومانيَّة، احتلَّت قبائل الكِلت وحَكَمَتهُم، ولكنَّ هذا الاحتلال كانَ لهُ فائدةٌ كبيرةٌ لقبائلِ الكِلت الفقيرةِ، حيثُ أنَّ الرومان كانوا يحمونهم من القبائل السكسونيَّة المُتوحشة، والتي كانت تعيش في شمال أوروبا.



وبعدَ أن ضَعُفَت الدولة الرومانيَّة، وبدأت تأخذ بالانهيار، ومع رحيل قوَّاتها العسكرية من بريطانيا، أصبحت بريطانيا مَحَلَّاً لمَطامِع القبائل الجرمانيَّة المُجاورة، وبالتحديد أربعَ قبائل، هي: (The Angles - Saxons - Jutes- Frisians)، حيث عَبرت هذهِ القبائلُ البَحرَ عن طريق المراكب الخشبيَّة، وأبادت شَعبَ الكِلت - كانَ بريطانيا الأصليين- عن بكرة أبيهم؛ وكوَّنوا مَملكَتهم على أنقاض قبائل الكِلت، وعاشوا فيها لقرون عديدة، وكانت لغتهم هي الأنجلو سكسونيَّة (Anglo-Saxon)، فتغيَّرت لغةُ بريطانيا من الكِلتيَّة -التي أُبيدَ شَعبُها بالكامل- إلى اللغة الأنجلو سكسونيَّة.

يُشيرُ بعضُ العُلماءِ إلى أنَّ هذهِ اللغةُ هي اللغةُ الإنكليزيةُ القديمةُ، فإذا حَدَّثكَ أحدهم عن الإنكليزيةِ القديمةِ (Old English)، فهو يَقصِدُ بها اللغةَ الإنجلو سكسونيَّة. ولكن في الحقيقةِ، هذا الأمرُ مغلوطٌ تماماً، حيثُ أنَّ لغةَ الإنجلو هي لغةُ قبائلِ الإنجل، واللغةُ السكسونيَّةُ نِسبةً إلى قبائل الساكسون، كما أنَّ هذه اللغة لاعلاقة لها بالإنكليزية، ولا يوجدُ أيُّ وجهٍ للتشابه بينهما من حيث الحروف، أو الكتابة، أو النُطق.

فبعدَ عِدَّة قرون، وحوالي سنة 700 ميلاديَّة، بدأت سلسلةُ غزواتٍ لقبائل الفايكينغ، الذين كانَ مُعظمهم من الدنمارك؛ وبقيت هذه الغزواتُ مستمرَّةً إلى أن وُقِّعَت مُعاهدةٌ تَقسِمُ بريطانيا إلى نصفين، نصفٌ للإنجلو سكسونيين، الذين كانت لغتهم الإنجلو سكسونية؛ والنصفُ الثاني للفايكينغ، والذين كانت لغتهم الإسكندنافيَّة القديمة. وبذلك، أصبح هُناكَ لغتان رئيستان في بريطانيا: الإنجلو سوكسينيَّة، والإسكندنافيَّة القديمة. وبما أنَّ النساء الدنماركيات جميلات، فقد بدأ الرجال الإنجلو سكسونيين بالزاوج منهن، ونَتَجَ عن هذا التزاوج ذوبانُ الحدودِ وتداخلُ اللغات، حيثُ حدث خلطٌ بينَ اللغة الإسكندنافيَّة القديمة، واللغةُ الإنجلو سكسونيَّة.

وبعدَ حوالي 300 عام، احتلَّت مجموعةٌ من القبائلِ البربريَّة منطقةً في شمال فرنسا، اسمها النورماندي؛ وأسَّسوا فيها دولةً قويَّةً اسمُها (The Normans)، وبما أنَّ بريطانيا كانت مَطمَعاً لجميعِ الدول القويَّة، لذا احتلَّها النورمان، وعيَّنوا عليها ملكاً مِنهم اسمهُ: وليام الفاتح، وأصبحت اللغةُ الرسميَّةُ في بريطانيا هي اللغة الفرنسيَّة، وهي لغةُ الحُكمِ والقوانين، وانقسمَ المُجتَمعُ البريطانيُّ إلى طبقتين: الطبقةُ الأرستقراطيةُ التي تتحدَّثُ اللغةَ الفرنسيةَ، والطبقةُ الفقيرةُ التي تَتَحدَّثُ باللغةِ الخليطِ بين الإسكندنافيَّة القديمةِ والإنجلو سكسونيَّة. لكنَّ النورمان جَلبوا معهم رجالَ الدينِ عند احتلالهم لبريطانيا، والذينَ أدخلوا كثيراً من الكلماتِ اللاتينية، حيثُ أنَّ الإنجيلَ لديهم كانَ مُترجماً باللغةِ اللاتينيَّة. فأصبحت في بريطانيا مجموعةٌ من اللغاتِ، وهي: اللاتينية، والإسكندنافيَّة القديمة، والإنجلو سكسونية. كوَّنَ هذا المزيجُ الجديدُ اللغة الإنكليزية، وتُقسَّمُ أصولُ كلمات اللغة الإنكليزية -وفقاً لما سبق- على النحو التالي:

  • 29% من أصولٍ فرنسيَّة.
  • 29% من أصولٍ لاتينيَّة.
  • 26% من أصولٍ جرمانيَّة.
  • 7% من أصولٍ يونانيَّة.
  • 10% من لغاتٍ أخرى.
إقرأ أيضاً: تعرّف على فوائد تعلّم اللغة الإنكليزية

تاريخ اليوم العالمي للغة الإنكليزية:

بدأ الاحتفال بيومِ اللغة الإنكليزية مُنذ عام 2010م، عندما قامت اليونسكو في الأممِ المُتحدةِ بمُبادرةٍ من أجلِ تحديدِ يومٍ للاحتفالِ باللغة، والهدفُ من هذا الاحتفال: التثقيفُ، والتسليَّةُ، وتوعيَّةُ المُجتمعاتِ بثقافات بعضها بعضاً؛ وذلكَ لكلِ لغةٍ من اللغاتِ الرسميَّةِ الستِ في الأممِ المُتحدة، وهي: (الفرنسيَّة، والإنكليزيَّة، والإسبانيَّة، والعربيَّة، والروسيَّة، والصينيَّة). وقد حُدِّدَ يومُ 23 من أبريل كيومٍ عالميٍّ للغةِ الإنكليزية (وهو اليوم الذيّ يُحتَفلُ فيهِ بميلادِ وليام شكسبير، أعظمُ كاتبٍ مسرحيٍّ عبرَ التاريخ).

يُبرِز هذا اليوم أهميَّةَ اللغةِ الإنكليزية، والتي:

  1. تُعَدُ اللغةَ الرسميةَ لـ 67 دولةً من دولِ العالمِ، منها: الولايات المتحدة الأمريكية، وكندا، وبريطانيا، وجنوب إفريقيا، وأستراليا، وأيرلندا، ونيوزيلندا. مع الاحتفاظ بحق اختلاف اللهجات طبعاً.
  2. لا تَقتصِرُ هذهِ اللغةُ على بُلدانها فقط، إنمَّا تعدَّت لتكونَ لغةَ العَصرِ الحديثِ، حيثُ أنَّها اللغةُ الثانيةُ، والمشتركةُ لغالبيةِ سُكَّانِ الكرةِ الأرضيَّة.
  3. تُعدُّ من اللغاتِ المُعتَمدةِ في المُراسلاتِ التجاريةِ، ومُراسلاتِ عالمِ الأعمالِ المُختلفةِ.
  4. اللغةُ الرسميةُ الثانيةُ للأمانةِ العامَّةِ للأممِ المُتحدةِ.
  5. من أكثرِ لغاتِ العالمِ استخداماً في مواقعِ الإنترنت، حيثُ أنَّ حوالي 80% من البياناتِ والمعلوماتِ الموجودة في الإنترنت، مكتوبةٌ باللغة الإنكليزية.
  6. لغةُ العلوم والتكنولوجيا، وتُعدُّ اللغةَ الأمَّ للإعلامِ العالمي.
  7. لغةُ البحرِ والجو، حيثُ أنَّها اللغةُ الرسميةُ للتواصلِ بين الطيَّارين، والبحارة في جميعِ أنحاءِ العالم.
  8. من اللغاتِ المُتَجدِّدةِ باستمرار، وتُعتَبر من أسرعِ اللغاتِ من ناحيةِ التوسُّعِ، حيثُ يزدادُ عددُ الكلماتِ بمعدَّل أربع ألافِ كلمةٍ سنويَّاً.
  9. وعلى الصعيد الفردي: فإنَّ اللغة الإنكليزية سوف تفتحُ أمامك كلَّ أبوابِ العملِ تقريباً، حيثُ أنَّها ستُضيفُ إلى سيرتكَ الذاتيةِ المُقدَّمةِ من أجلِ أيِّ وظيفةٍ مُتاحةٍ - بريقاً خاصاً، وستزدادُ أسهُمكَ لدى رؤسائك.
  10. إذا كُنتَ من هواةِ السفرِ، فإنَّها تُسهِّلِ عليك الحصولَ على أيِّ مساعدةٍ، وفي أيِّ بلدٍ كنتَ فيهِ.
  11. تزيدُ من ذكائكَ، وتُبقي دماغكَ في حالةِ نشاطٍ مُستمرٍ، وتُحسِّنُ ذاكرتكَ بنسبةٍ كبيرةٍ. فلقد أثبتت الدراساتُ أنَّ تَعلُمَ لغةٍ ثانيةٍ غير لغتكَ الأم، يحمي عقلكَ من الإصابةِ بمرضِ النسيان (الزهايمر).

ولكنَّ السؤالَ الذي يتبادرُ إلى أذهاننا: كيف يُمكِنُنا تَعلُّمُ هذه اللغة؟

شاهد بالفيديو: 7 طرق لتحسين مهارة القراءة باللغة الإنجليزية

سنقدِّم إليكم فيما يلي بعض النصائح لتعلُّم اللغة الإنكليزية:

  1. الخطوة الأولى: هي أن تكون واثقاً من نفسكَ، وألَّا تخجل من أخطائكَ، وألَّا تَخاف من آراء الناس وانتقادهم لك. يقولُ وليم شكسبير: (لا تأبه بالمُحبِطينَ، حافظ على نفسكَ من أعداءِ النجاحِ).
  2. في حال وجود أشخاصٍ يتحدَّثون اللغةَ الإنجليزية في المُحيط الذي تَعيشُ فيهِ، ننصحُكَ بتمضيَّةِ أكبر وقتٍ ممكنٍ معهم.
  3. حاول أن تَسمعَ الأغاني، أو تُشاهدَ الأفلامَ، أو المُسلسلات، أو حتَّى الأخبارَ - باللغة الإنكليزية، حتَّى لو لم تكن تفهمُ شيئاً منها، لكنَّ عقلكَ اللاواعي هو الذي يتعلَّم.
  4. تعلَّم جُملاً إنجليزيةً كاملةً، وليسَ كلماتٍ فقط، هذا سَيُرسِّخُ معاني المفردات في ذاكِرتك.
  5. اختياركَ للوقت الذي تتعلَّمُ فيهِ هذه اللغة، هو أمرٌ هامٌّ جداً؛ لذا اختر الأوقاتَ التي لا تكونُ مشغولاً فيها.
  6. حدِّد هدفكَ، ولا تستعجل في تحقيقهِ، خُذ وقتكَ الكافي، وضَع في اعتباركَ أنَّ تَعَلُّمكَ وإتقانكَ للغةِ الإنكليزية لن يحدث بينَ عشيَّةٍ وضُحاها، لذا عليكَ بالصبرِ، فالاستعجالُ قد يُصيبكَ بالإحباط.
  7. حاول أن تقرأ قصصَ الأطفالِ، والصحف، والمجلات المكتوبة باللغةِ الإنكليزية، حتَّى إن لم تَعرِف معاني الكلماتِ جميعها، ولكن من المُمكنِ أن تستخلِصَ المعنى العام.
  8. ننصحُكَ أيضاً بالاستعانةِ بالتطبيقاتِ والمواقعِ الإلكترونية المُخَتصةِ بتعليمِ اللغة الإنكليزية، إذ من المُمكن أن تُفيدكَ بشكلٍ كبيرٍ.
  9. حاول أن تُحمِّل على جوالك ألعاباً مُختلفةً باللغةِ الإنكليزية، وأهمُّها ألعابُ الكلماتِ المتقاطعةِ، فهي من المُمكن أن تُحَسِّنَ ذاكرتكَ في استرجاعِ معلوماتكِ من المُفردات.
  10. لا تُرهِق نفسكَ في تَعلُّمِ اللهجاتِ الإنكليزية، الهامُّ أن تلفِظَ الكلمةَ بشكلٍ صحيحٍ.
  11. كما أنَّهُ منَ الضروري تَعلُّمِ قواعدِ اللغةِ الإنكليزية، ليكونَ استخدامكَ للكلماتِ والجملِ التي تَعلَّمتها في مكانِه الصحيح.
  12. حاول دائماً أن تَختَبِرَ نفسكَ، ودرجة تَطوُّركَ في التَعلُّم؛ ولكن لا تجعل نتيجةَ أيّ اختبارٍ سلبيَّةً، وتدعها تؤثِّر على عزيمتكَ، فمن جدَّ وجد، يجِبُ عليكَ الاستمرارُ في التعلُّم والمحاولة. يقول أينشتاين: "الإنسانُ الذي لم يُخطئ، لم يُجرِّب شيئاً جديداً".
  13. أنت من يَعلمُ نُقاطَ القوَّةِ والضَعفِ لديك في اللغةِ الإنكليزية، كن صادقاً مع نفسكَ، وحاول أن تُطَوِّرَ نُقاطَ ضعفِكَ وتقوِّيها.
  14. المُمَارسة ثمَّ المُمَارسة، إذا توقَّفتَ عن مُمَارسةِ اللغةِ الإنكليزية، فإنَّ مُستواكَ سَينخَفِضُ لا مَحالة.
  15. تَجَنَّب ساعاتِ الدراسةِ الطويلةِ للغة الإنكليزية، فإنَّ ذلكَ يَدفَعُ بِكَ إلى المَللِ، حاول أن يكون وقت دراستكَ لا يتجاوز ال ـ20 دقيقةً.
  16. وهناك نصيحةٌ عامَّةٌ تُقَدَّمُ إلى مُحبِّي تَعلُّمِ اللغة الإنكليزية، وهي: احفظ خمس كلماتٍ يومياً، وفي آخر كلِّ أسبوعٍ راجِع هذهِ الكلماتِ، سيكونُ لديكَ مجموعةٌ مُتَميِّزةٌ من المُفردات في فترة قصيرةٍ.
  17. ومن النَصائح التي يمكن أن نُقدِّمُها إليكَ، أن تحاول تدوينَ يومياتكَ باللغةِ الإنكليزية.
  18. كما يوجد في اللغة الإنكليزية أفعالٌ شاذةٌ كثيرة، يتوجَّبُ عليكَ معرفةُ الفارقِ بينها.
  19. يقولُ ديل كارنيجي: (لا يُمكن تَحقيقُ النجاحِ، إلَّا إذا أحببتَ ما تقومُ بهِ)، وكذلكَ الأمرُ بالنسبةِ إلى تعلُّمِ اللغة الإنكليزية، إذ يجبُ أن تَتَعلَّمها بِحُبٍّ، وليسَ كواجبٍ عليكَ القيامُ بهِ.
  20. تَذكَّر دائماً، وضَع نُصبَ عينيكَ أنَّك طالما أردتَ واجتَهدتَ من أجلِ النجاحِ في تعلُّمِ اللغةِ الإنكليزية، سوف تُحَقِّقُ هدفكَ بالتأكيدِ، وسَتَنجح. يقولُ نابليون هيل: (أحرِق كُلَّ مراكبِ العودةِ، بذلكَ تُحافِظُ على حالةٍ ذهنيَّةٍ اسمُها: الرغبةُ الجامِحةُ في النجاحِ، اللازمةُ لإدراكِ أيِّ نجاحٍ).

إنَّ اللغة كما عَرَّفها ابن جني: (أصواتٌ يُعَبِّرُ بها كُلُّ قومٍ عن أغراضهم)، وهي كما وصَفها ابن خلدونَ بقوله: (أعلمُ أنَّ اللغات كُلُّها مَلكَاتٌ شبيهةٌ بالصناعة، إذ هي مَلكَاتٌ في اللسانِ للتعبير عن المعاني وجودتِها وقُصورها، بِحَسبِ تمامِ المَلكَةِ أو نُقصانِها؛ وليسَ ذلكَ بالنظر إلى المُفردات، وإنَّما بالنظرِ إلى التراكيب). فلكلِّ شعبٍ من الشعوبِ لُغَتُهُ الخاصَّةُ، وهي طريقةُ البشر للتَعارُف والتفاهُم فيما بينهم.




مقالات مرتبطة