تأثير استخدام الأجهزة الإلكترونية على الأطفال: الفوائد والسلبيات

يريد الأطفال غالباً قضاء كثيرٍ من الوقت على الهواتف والأجهزة اللوحية، بينما يرغب الوالدان في الحدِّ من ذلك؛ ممَّا قد يجعل النقاش بمثابة معركة مستمرة، وفي الواقع، يكاد يكون من المستحيل تجنُّب التكنولوجيا تماماً في عصرنا هذا؛ إذ أصبحنا نعتمد عليها في مسائل هامَّة مثل: التعلُّم والتفاعل الاجتماعي، وليس للمتعة فحسب؛ وبالتالي، لم يَعُد من السهل تحقيق التوازن أو تحديد الوقت المناسب الذي يجب ألَّا يتخطَّاه الصغار في استخدام الأجهزة اللوحية.



ولكنَّ لحُسن الحظ، أظهرَت الدراسات الجديدة أنَّ التكنولوجيا قد لا تكون سيئة لأطفالك كما كان يُعتقَد من قبل، وأنَّ جودة المحتوى الذي يقضون وقتهم في مشاهدته أو استخدامه هو الذي يهم حقاً، وليس المدَّة الزمنية.

تأثيرات الأجهزة اللوحية على الأطفال:

لقد حيَّر هذا الموضوع العلماء كما حيَّر الآباء تماماً، ويختلف العديد من علماء النفس مع الاستنتاجات التي توصَّلَت إليها الدراسات المتوافرة؛ إذ لم تكن الأبحاث شاملةً بما فيه الكفاية، وكانت النتائج متضاربة، وليس هناك دليل يُذكَر على أنَّ الوقت المُستغرَق في استخدام الأجهزة اللوحية هو السبب الفعلي للمشكلات السلوكية والنفسية.

فلنتعمَّق أكثر في هذا الموضوع:

النقص في الأبحاث:

تُعدُّ التكنولوجيا عموماً شيئاً جديداً نسبياً؛ وبالتالي، لم يُتَح الوقت الكافي لإجراء دراسات قطعية النتائج وبعيدة الأمد، ومع ذلك، ليس الوقت هو المشكلة الوحيدة للأسف؛ إذ من الصعب أن تجد أبوَين يُلزِمان أطفالهما بقضاء ست ساعات يوميَّاً أو نحو ذلك أمام شاشات الأجهزة التكنولوجية مدَّةً طويلةً من الزمن، وهناك مشكلات أخرى أيضاً؛ فجزءٌ كبيرٌ من هذه الأبحاث مترابطة، أو مُستعرَضة، أو مبنية على التقرير الذاتي؛ إذ اعتمدَت الدراسات على ملاحظات ومشاعر الوالدين والطفل الشخصية؛ ممَّا يؤدي إلى ازدياد احتمالية انحياز البيانات أو انحرافها.

النتائج المتضاربة والمعلومات الجديدة:

قد تكون سمعتَ أنَّ الأجهزة اللوحية تتسبَّب في اضطراب النوم عند الأطفال، أو أنَّ قضاء كثيرٍ من الوقت في استخدامها قد يجعل طفلك مزاجياً أو مكتئباً؛ ورغم استناد هذه الأقاويل إلى دراسات سابقة وأنَّها حقائق مقبولة، ما زال الباحثون يتوصلون إلى استنتاجات أخرى.

ما مدى تَأثُّر مزاج الطفل ونومه فعلياً؟

لقد وجدَت إحدى الدراسات الحديثة أنَّ اضطراب النوم عند الأطفال بسبب الأجهزة اللوحية ضئيل للغاية، قد يصل إلى أقل من 3 إلى 8 دقائق فقط لكل ساعة يقضيها الطفل في استخدام الشاشات، ولكن قد يكون بعض الأطفال أكثر حساسية من غيرهم؛ لذا يجب أن تَعرف طبيعة طفلك.

قد يكون من المفيد استخدام حاجب الضوء الأزرق وعدم استخدام الأجهزة اللوحية قبل النوم بساعة، ومن الأفضل التركيز على روتين ما قبل النوم عموماً، وتحديد موعد للنوم وآخر للاستيقاظ.

كيف تُؤثِّر الأجهزة اللوحية في الحالة المزاجية؟

سيستغرق الأمر حسب الدراسات أكثر من خمس ساعات في استخدام الأجهزة اللوحية قبل أن يلاحِظ الآباء اختلافاً في الأداء النفسي والاجتماعي.

إقرأ أيضاً: لكل أمّ: 4 أمور تجهلينها من شأنها أن تؤثّر على نوم طفلك

هل تتسبَّب الأجهزة اللوحية في اكتئاب الطفل وقلقه؟

تُعدُّ العلاقة بين الوقت المستغرَق في استخدام الأجهزة اللوحية والصحة النفسية للطفل أو المراهق موضع تساؤل أيضاً؛ إذ لم تُسفر الدراسات عن نتائج متَّسقة ولم تُثبت وجود علاقة سببية؛ ممَّا جعل الباحثين يشكِّكون في وجود علاقة.

بالإضافة إلى ذلك، لا يَعلم أحد ما إذا كان المراهق يعاني من مشكلات نفسية بسبب كثرة استخدام الأجهزة اللوحية، أم أنَّه يستخدمها لمدَّة أطول بسبب مشكلات نفسية. في الواقع، لا يعني وجود علاقة متبادلة أنَّ هناك علاقة سببية، ولكن قد يكون الأطفال الذين يعانون من الاكتئاب والقلق أكثر عُرضة للإفراط في استخدام هواتفهم.

لماذا زاد التركيز مؤخراً على الجودة بدلاً من مقدار الوقت؟

يُصنَّف الوقت المُستغرَق في استخدام الأجهزة اللوحية غالباً في فئة واحدة، إمَّا جيد أو سيئ، ولكن يجد الباحثون أنَّ المسألة أعمق من ذلك، حيث يُشبه الأمر تناول الأطعمة؛ إذ لا تُؤثِّر جميع الأطعمة في الجسم بالطريقة نفسها؛ فبعضها مفيد للغاية، وبعضها الآخر أقل فائدة، وبعضها ضار، ومع ذلك، يوضَع الوقت في الحسبان أيضاً؛ إذ يختلف ضرر تناول عدد قليل من قطع الحلوى بين الفينة والأخرى عن ضرر تناول عدد قليل منها يوميَّاً على مدى سنوات؛ وبالتالي، لا تُعَدُّ التأثيرات قصيرة الأمد مقلقة مثل التأثيرات طويلة الأمد، وهنا، ينقسم نوع استخدام الأجهزة اللوحية إلى فئتين: استخدام فاعل، واستخدام سلبي.

1. الاستخدام الفاعل للأجهزة اللوحية:

يتضمَّن الاستخدام الفاعل تشغيل البرامج والألعاب التفاعلية التي تنشِّط الدماغ وتجعل الطفل يُفكِّر، وقد تكون على هيئة ألعاب فيديو، أو مقاطع فيديو، أو دردشة، أو تطبيقات تعلُّم، أو أيِّ شيء يُشجِّع على التفكير والإبداع ومهارات حل المشكلات.

2. الاستخدام السلبي للأجهزة اللوحية:

يكون استخدام الأجهزة اللوحية هنا وكأنَّه وقت الخمول الذي يقوم فيه الطفل بأشياء غير مجدية مثل: تصفُّح وسائل التواصل الاجتماعي ومشاهدة البرامج أو الأفلام، ورغم أنَّه من الجيد الاستمتاع بهذه الأشياء من حينٍ لآخر، فيجب القيام بها باعتدال؛ إذ قد يُؤثِّر الاستخدام السلبي هذا سلباً على الأطفال.

قد تعتقد أنَّ الأمر أصبح سهلاً هكذا، ولكنَّه في الواقع أعمق من ذلك؛ إذ لا يتوقَّف الأمر على اتِّخاذ قرارات بناءً على ما إذا كان الاستخدام فاعلاً أم سلبياً، ففي بعض الأحيان، قد تبدو اللعبة أو يبدو مقطع الفيديو تعليميين ولكنَّهما يُقدِّمان قيمة ضئيلة.

وبالمثل، قد يبدو شيء ما بلا فائدة ولكنَّه مفيدٌ جدَّاً من الناحية التعليمية؛ وبالتالي، من المستحيل التعمُّق في هذا الموضوع المعقد دون النظر في الجودة، ولكن يتطلَّب الأمر التصميم والوقت للتعمق أكثر.

فوائد استخدام الأطفال للأجهزة اللوحية:

تحيط التكنولوجيا الأطفال، ولا بُدَّ أن يتفاعلوا معها، ورغم النظرة السلبية إلى التكنولوجيا، فقد يساعدك إدراك الإيجابيات على إيجاد التوازن، فما هي الطرائق التي قد يستفيد منها الأطفال في أثناء الاستخدام الفاعل للأجهزة اللوحية؟

ألعاب الفيديو:

تتمتع ألعاب الفيديو بسمعة سيئة وتُعَدُّ عادةً مضيعة للوقت، ولكنَّها قد تُستخدَم استخداماً فاعلاً؛ إذ قد تختلف الفوائد اعتماداً على لعبة الفيديو، ولكنَّ معظمها يرتبط بما يلي:

  • المعالجة البصرية.
  • تركيز الانتباه.
  • التنسيق بين حركة اليد والعين.
  • المعالجة الفراغية.
  • القدرة على حل المشكلات.
  • تعزيز الإبداع.
  • التوجيه الذاتي.
  • التفاعل الاجتماعي.
  • الاكتشاف.

البرامج التعليمية:

قد تُسوَّق بعض البرامج بِعَدِّها برامج تعليمية، ولكنَّها لا تكون كذلك في الحقيقة، في حين يسعى معظم من يقدِّمون محتوىً جيداً ومفيداً للأطفال في توفير ما يلي:

  • الإلمام بالقراءة والكتابة.
  • التعرُّف إلى الألوان والأرقام والحروف.
  • تعزيز الخيال.
  • تطوير الشخصية.
  • معرفة أماكن وثقافات مختلفة.

بالإضافة إلى ذلك، قد يساعد استخدام التكنولوجيا الطفل على أن يصبح خبيراً في التكنولوجيا، وهي مهارة عظمية للمستقبل، كما يتمكَّن الأطفال من التكيُّف مع الأشياء الجديدة، ويمنحهم النمو في ظل التكنولوجيا فرصةً للتعرف إليها في أثناء تَعلُّم الإشراف الذاتي.

متى يكون الاستخدام الفاعل للأجهزة اللوحية غير جيد بما فيه الكفاية؟

يحتاج الأطفال دون سن الثانية إلى ما هو أكثر من الألعاب ومقاطع الفيديو التفاعلية؛ إذ تكون مهاراتهم المتعلقة بتمييز الرموز والتذكر والانتباه ليست ناضجة بما يكفي للتعلم من الوسائط الرقمية؛ وبالتالي لا يستطيعون الربط بين هذه الوسائط وواقع الحياة، وفي هذا العمر، تتطوَّر المهارات المعرفية، واللغوية، والحركية، والاجتماعية، والعاطفية للطفل من خلال التفاعلات الشخصية واللعب العملي.

لا يعني هذا أنَّه لا يجب على الأطفال الصغار استخدام الأجهزة اللوحية على الإطلاق، ولكن يجب أن يستخدموها بوقت محدود وجعل هذا الاستخدام بمثابة مهارة للتواصل.

التأثير السلبي لاستخدام الأجهزة اللوحية:

قد لا يكون قضاء الوقت في استخدام الأجهزة اللوحية أمراً سيئاً تماماً، ومع ذلك، يجب أن يتحقَّق عنصر التوازن؛ إذ لا يزال هناك كثيرٌ من المشكلات المحتملة التي يجب أن نعيها. في الواقع، لا تكون السلبيات قائمة بذاتها؛ ولكنَّها تكون عادةً أعراضاً لمشكلات أساسية.

على سبيل المثال: قد تَحِلُّ الأجهزة اللوحية محل الأنشطة الواقعية؛ ممَّا يؤدي إلى السمنة، وتقلُّب المزاج، واضطراب النوم، وقلة التركيز؛ نظراً لعدم القيام بالأنشطة الصحية؛ وبالتالي، ليست التكنولوجيا هي الأمر الخطير، ولكن الاستعاضة بها عن الأنشطة المفيدة هي التي تجعل الأطفال أقل نشاطاً، وتدفعهم نحو السهر لوقت متأخر؛ ممَّا يؤدي إلى تشتيت انتباههم.

على أي حال، يجب أن يهتم الآباء بالنصائح الحالية بشأن استخدام الأطفال للأجهزة اللوحية لتحقيق التوازن، كما يجب تشجيع الأطفال على اللعب والنشاط وحتى الشعور بالملل؛ فالملل هو شرارة الإبداع.

يقول "مايكل ريتش" (Michael Rich)، مدير مركز الإعلام وصحة الطفل في مستشفى بوسطن للأطفال (Boston Children’s Hospital)، والأستاذ المساعد في كلية الطب بجامعة هارفارد (Harvard Medical School): "يجب أن نتحلى بالمرونة الكافية للتطور مع التكنولوجيا، ولكن لا بُدَّ أن نستخدمها بصورةٍ صحيحة؛ فرغم أنَّ النار كانت اكتشافاً رائعاً لطهي طعامنا، إلا أنَّه كان علينا أن نتعلم أنَّها قد تؤذي وتقتل أيضاً".

قد يتعلَّم الأطفال والمراهقون الإشراف الذاتي من خلال الانتباه إلى شعورهم، وقد يتعلَّم أي شخص تحقيق التوازن، والتركيز على الأهداف، وإيجاد مغامرات حقيقية من خلال إدارة وقته.

إقرأ أيضاً: 7 آثار سلبية للتكنولوجيا على الأطفال

ماذا تفعل عندما تَعتقد أنَّ الطفل مدمن على استخدام التكنولوجيا؟

يجب أن تهتم بالتحذيرات، مثل: انزعاج الطفل الشديد عندما تحاول أخذ الجهاز اللوحي أو الهاتف منه، أو الاستخدام المفرط للأجهزة اللوحية وتفضيلها عن باقي الأنشطة، ومع ذلك، لا تقلق، هذا ليس إدماناً بالضرورة؛ فقد يكون ناجماً عن الإحساس بالإحباط فحسب.

كما قد يواجه الأطفال صعوبةً في تبديل المهام فجأة مثل الكبار تماماً؛ فيرون أنَّ المقاطعات أمر مزعج؛ لذا اسمح لطفلك بإنهاء الأمر تدريجياً؛ على سبيل المثال: أخبِر الطفل أنَّ وقت استخدام الجهاز سينتهي في غضون خمس أو عشر دقائق، وحاوِل أن تتحدَّث إليه وتجذب انتباهه لتساعده على تسهيل العملية، ولكن لو لم ينجح ذلك، أو لو بدأ استخدام الأجهزة اللوحية يتسبَّب في مشكلات أكبر؛ فهنا يجب الانتباه لعلامات اضطراب التعلق بالشاشات (Screen Dependency Disorder).

8 علامات تدل على اضطراب التعلق بالشاشات:

يشكِّل الإدمان مصدر قلق للآباء والأمهات لأنَّهم يشاهدون أطفالهم وهم يحدقون في الشاشات الإلكترونية ويغضبون عندما يحين الوقت لإيقاف تشغيلها؛ لذا إذا كنتَ تعتقد أنَّ طفلك يعاني من صعوبة السيطرة على هذا الأمر؛ فابحث عن هذه الأعراض، وهي وفقاً لموقع "نيروهيلث أسوسياتس" (Neurohealth Associates):

  • الانشغال المفرط بالهواتف والأجهزة اللوحية.
  • الانسحاب.
  • التساهُل المتزايد مع الأمور الأخرى.
  • عدم القدرة على تقليل استخدام الأجهزة اللوحية.
  • عدم الاهتمام بالمصالح الأخرى.
  • الاستمرار في الاستخدام رغم العواقب السلبية.
  • الكذب بشأن الاستخدام.
  • استغلال الأجهزة اللوحية كوسيلة للهروب من المزاج السيء.

اضطراب التعلق بالشاشات وصحة طفلك:

قد يُؤثِّر هذا الاضطراب سلباً في صحة طفلك على الأمد القصير والطويل، ويتسبَّب في مشكلات مثل:

1. مشكلات صحية قصيرة الأمد:

  • الأرق.
  • آلام في الظَهر.
  • زيادة الوزن أو فقدانه.
  • مشكلات في الرؤية
  • الصداع.
  • القلق.
  • عدم النزاهة.
  • الشعور بالذنب والوحدة.
  • العدوانية.

2. مشكلات صحية طويلة الأمد:

عندما يصبح استخدام الأجهزة اللوحية إدماناً، يفقد دماغ الطفل الأنسجة الموجودة في الفص الجبهي والجسم المخطط والفص الجزيري بمرور الوقت؛ ممَّا يُؤثِّر تحديداً في السلوك والنمو ويحرم الطفل من السيطرة على:

إقرأ أيضاً: مخاطر استخدام الأطفال للإنترنت وطرق حمايتهم

7 خطوات تساعد على التحكُّم في الدورة الزمنية لاستخدام الأجهزة اللوحية:

يُعدُّ الإدمان الحقيقي نادر الحدوث، ولكن ينبغي عليك حماية طفلك على كل حال؛ لذا فمن المفيد تقليل استخدام الأجهزة اللوحية عموماً، ويمكِنك القيام بذلك دون أن تتصاعد المشكلات من خلال 7 خطوات:

  1. وضع خطة: تحدَّث إلى طفلك، وناقِش مخاوفه، واحصل على تغذية راجعة من الجميع.
  2. اختيار تاريخ البدء: حدِّد تاريخاً في المستقبل، وامنح الأطفال وقتاً لقبول الخطة.
  3. عمل قائمة بالأشياء البديلة التي سيفعلونها: سوف يَشعر طفلك بالملل عندما تقلِّل وقت استخدام الأجهزة اللوحية؛ لذا يجب أن تُوفِّر أشياء بديلة مثل: الألعاب، والحِرَف اليدوية، والكتب.
  4. إبعاد الأجهزة عن الأنظار: ستساعد هذه الخطوة في تقليل الإغراءات.
  5. اللعب مع طفلك: قد يحتاج بعض الأطفال إلى دَفعة تُشجِّعهم على القيام بأشياء بديلة، وستجعلهم مشاركتك يرغبون في اللعب أكثر.
  6. أن تكون قدوة جيدة: يقلد الأطفال كل سلوك تقوم به؛ لذا يجب أن تحدِّد لنفسك أيضاً وقتاً لاستخدام الأجهزة اللوحية.
  7. إنشاء روتين جديد: يستخدم الأطفال الأجهزة اللوحية غالباً بدافع العادة؛ لذا ابحث عن الأوقات التي من المرجح أن يستخدمها طفلك فيها، وساعِده على ملء هذا الفراغ بشيء آخر.

كيف تحقِّق التوازن المناسب لعائلتك؟

تختلف الطباع باختلاف العائلة؛ وبالتالي، قد لا يَصلُح مع أحدها ما يَصلُح مع الآخر بالضرورة، وأنت تعرف أطفالك أفضل من أي شخص آخر؛ لذا نُقدِّم إليك بعض النصائح العامَّة التي قد تساعدك في تحقيق التوازن الصحيح، ولكن تذكَّر أنَّه قد ينبغي عليك إجراء بعض تعديلات مع كِبَر أطفالك في السن:

  • شارِك أطفالك أوقاتهم: يتعلم الأطفال بصورةٍ أفضل عندما يتفاعل أحد الوالدين معهم في أثناء استخدام الأجهزة اللوحية؛ لذا فهذه طريقة رائعة للتواصل مع طفلك، بالإضافة إلى ذلك، ستعرف ما الذي يشاهده ويلعبه؛ ممَّا يمنحك رؤيةً وتحكماً أفضل.
  • حدِّد أوقاتاً خالية من استخدام التكنولوجيا: قد يكون هذا في أثناء الأكل أو قبل النوم أو بعد المدرسة أو أي وقت يناسب عائلتك، الفكرة أن تحدِّد بعض الأوقات والأماكن التي لا يُسمح فيها باستخدام الأجهزة اللوحية.
  • تجنَّب تعدُّد المهام: يؤدي إجبار الدماغ على القيام بأشياء متعددة في وقت واحد إلى عمل رديء الجودة؛ لذا شجِّع أطفالك على التركيز في الأشياء واحداً تلو الآخر.
  • علِّمهم الإدراك والتنظيم الذاتي: عَلِّم طفلك الفَرق بين الاستخدام الفاعل والاستخدام السلبي، وساعِده على إدراك مشاعره في أثناء ممارسة الألعاب أو مشاهدة البرامج.
  • امنحهم بعض السيطرة: يبدو الأمر مناقضاً لبقيَّة النصائح، ولكن سيُعلِّمهم هذا المسؤولية ويقلِّل من شعورهم بأنَّ استخدام الأجهزة اللوحية أمر مميَّز؛ لأنَّها إذا استُخدِمت كوسيلة للمكافأة؛ فسيريدها الأطفال أكثر، بينما إذا أظهرتَ للأطفال أنَّها شيء طبيعي، سيملُّون منها بعد فترة.
  • احصل على مشورة الخبراء: قد تساعدك العديد من الموارد المفيدة في إعداد خطة لعائلتك؛ فاعرف السياسات والتوصيات الحالية الصادرة عن أطباء الأطفال وعلماء النفس.

تذكَّر أنَّ لا أحد يَعرف طفلك بقدر ما تعرفه، وأنَّ التوازن والسيطرة سيتحقَّقان تلقائياً إذا كنتَ قدوةً حسنة، وإذا كنتَ تشارك أطفالك في أنشطتهم، أو تُوفِّر لهم أنشطة عائلية بديلة عن استخدام الأجهزة اللوحية.

 

المصدر




مقالات مرتبطة