النجاح في العمل يحدث لسبب، ماهو؟

أن تكون ناجحاً في حياتك الشخصية لا يقل أهمية عن النجاح في العمل؛ فبالنسبة إلى أي رائد أعمال طَموح لا يوجد فارق بين العمل والحياة الشخصية، فالعمل هو الحياة والحياة هي العمل؛ إذ يصب رواد الأعمال شغفهم في عملهم ويتدفق هذا الشغف إلى مجالات أخرى من حياتهم، وخلاف ذلك صحيح.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن "إيفان تارفر" (Evan Tarver)، ويُحدِّثُنا فيه عن كيفية أنَّ كل شيء يحدث لسبب ما.

فالتركيز في التمتع بحياة إيجابية ومرضية لا يقل أهمية عن استراتيجية العمل الذكية، ويمكن أن تكون أهم استراتيجية عمل، ومن الهام أن تنظر إلى حياتك نظرة شاملة؛ إذ تتكون حياتك من عدَّة أجزاء مختلفة أحدها هو حياتك المهنية، وإهمال أي جزء من أجل التركيز وقضاء المزيد من الوقت على حياتك المهنية لتصبح رائد أعمال ناجح، سيؤدي إلى عدم توازن حياتك.

قسِّم حياتك إلى سبعة أجزاء وتأكَّد من عدم إهمال أي جزء منها:

الرجل الأكثر شهرة بحديثه المُلهم "زيغ زيجلار" (Zig Ziglar) يُسمي هذه عجلة الحياة؛ حيث يشير زيجلار إلى أنَّ حياتك تتكون من سبعة أجزاء وهي: الحياة المهنية والمالية والروحية والبدنية والفكرية والعائلية والاجتماعية، وإهمال أي جزء من هذه الأجزاء من أجل التركيز في جزء آخر سيؤذي حياتك بالفعل ولن يساعدها.

فعندما تطمح إلى النجاح تأكَّد من أنَّك تركز في أن تصبح ناجحاً في كل جزء من حياتك؛ فأن تصبح ناجحاً في حياتك الاجتماعية - على سبيل المثال - سيساعدك بالتأكيد على أن تصبح أكثر نجاحاً في حياتك المهنية، وأن تصبح ناجحاً فكرياً سيساعدك بالتأكيد على أن تصبح ناجحاً نجاحاً أكبر من الناحية المالية؛ فجميع الأجزاء السبعة من حياتك - على الرغم من عدم ارتباطها مباشرةً بحياتك المهنية - لها دور تؤديه في أن تصبح رائد أعمال ناجح.

إقرأ أيضاً: 10 أسباب لبدء التخطيط لحياتك

أصغر تغيير إيجابي في حياتك يمكن أن يهيِّئك لكثير من النجاح في المستقبل:

إذاً كيف يمكننا أن نصبح ناجحين في هذه المجالات المختلفة من حياتنا؟ هذا سهل؛ وذلك من خلال اتخاذ خطوة تلو الأخرى، فمن خلال إجراء تغييرات يومية صغيرة، يمكننا إعداد أنفسنا لتحقيق النجاح في المستقبل، فعندما يقول الناس إنَّ كل شيء يحدث لسبب ما، فإنَّهم على حق، ولكن ليس للسبب الذي قد تتوقعه؛ إذ إنَّ أعمالنا اليومية - مهما كانت صغيرة - تقودنا دائماً إلى ما نحن عليه اليوم، ومن خلال إجبار أنفسنا على إجراء تغييرات إيجابية صغيرة في حياتنا، فإنَّنا نضع الأساس للعادات الإيجابية التي ستدفعنا إلى تحقيق النجاح.

الأفعال الإيجابية اليومية في حياتك ستصبح عادة وستؤدي إلى النجاح:

عندما تتخذ خطوات يومية صغيرة نحو هدفك ستصبح ناجحاً؛ لأنَّ النجاح سيتحول إلى عادة، وبعد ذلك عندما تحقق كل شيء وتراجع حياتك، سترى أنَّ كل شيء حدث لسبب؛ وهو أنَّ كل شيء في الماضي قادك إلى نقطة النجاح، لكن لن يكون ذلك بسبب القدر؛ بل لأنَّك بذلت الجهد اليومي لإجراء تغييرات صغيرة ترشدك إلى طريق حياتك.

شاهد بالفيديو: 5 أسئلة تحدد هدفك في الحياة

تعلَّم شيئاً جديداً كل يوم:

أنا من أشد المؤمنين بأنَّ النجاح يعني الفرصة بالإضافة إلى الاستعداد؛ وبسبب هذه الفلسفة فإنَّني أحرص على قراءة المحتوى التعليمي والاستماع له باستمرار، وهدفي هو الاستماع لاثنتين على الأقل من التدوينات الصوتية المرتبطة بالتجارة أو النجاح في اليوم، كما أحاول تدوين الملاحظات عندما يمكنني ذلك، وأحاول دائماً استخلاص الدروس التي يمكنني استخدامها في حياتي اليومية.

فقبل عدة سنوات، كنت أصف نفسي برائد أعمال طموح؛ إذ عملت في وظيفة تقليدية جيدة لكنَّني لم أرغب في شيء أكثر من العمل المستقل كرائد أعمال مؤهل، وكنت أعلم أنَّ فرصتي ستأتي يوماً ما وأنَّه كان علي فقط الاستعداد؛ لذا بدأتُ بمتابعة المحتوى التعليمي وبذلت قصارى جهدي لمقابلة شخص جديد أو تعلم شيء جديد كل يوم.

ذات يوم عندما كنتُ أتفقد شقة للإيجار، بدأت بالتحدث إلى أحد زملائي الحاليين في السكن، وسرعان ما اكتشفنا أنَّنا نتشارك شغفاً بالتكنولوجيا وريادة الأعمال؛ فبدأت أشارك معه جميع الدروس والمبادئ التي تعلمتها من خلال الاستماع للتدوينات الصوتية؛ إذ كان شغفي ومعرفتي بالأعمال وريادة الأعمال واضحاً، وسرعان ما بدأ يبتسم.

ما حدث هو أنَّني كنت أتحدث إلى رجل بدأ مؤخراً شركة برمجيات خاصة به تضم تسعة موظفين، والشركة كانت تبحث عن قائد مالي وصانع قرار، وكانت لدي الخبرة المطلوبة، وبدأنا الحديث عن تفاصيل عمله وفي غضون شهر أصبحت شركته أول عميل لي، وأستطيع أن أقول بقناعة تامة إنَّني لو لم أبذل جهداً للاستماع للتدوينات الصوتية الخاصة بالأعمال كل يوم، لما امتلكت المعرفة لإجراء محادثة هادفة معه؛ إذ كانت المحادثة التي أجريتها معه هي التي عززت التواصل بيننا ومنحتني المصداقية التي أحتاج إليها لجذب موكلي الأول، فلقد اتخذت خطوتي الأولى نحو ريادة الأعمال.

إقرأ أيضاً: 3 أسباب خفية وراء إخفاقك فيما تقوم به

في الختام:

ستكون لدينا أيام لا نريد أن نكون إيجابيين فيها، وستكون لدينا أيام لا نريد أن نكون منتجين، لكن إذا نظرنا إلى حياتنا ككل وبذلنا جهداً صادقاً لتحسينها يومياً، فلا شك أنَّ كل شيء سيحدث لسبب ما؛ وهذا السبب هو أنت.

المصدر




مقالات مرتبطة