المنافسة في العلاقات ضمن حدود المعقول

قد تجلب المنافسة قدراً لا بأس به من الإثارة وتقود حياتك وعلاقاتك، على الرغم من أنَّ تتبُّع مَن يقوم بالمهام المنزلية كالتنظيف والترتيب يمكِن أن يكون متعةً صحية، إلا أنَّ السماح لها بالتغلب على كل جانب من جوانب حياتك قد يكون ضاراً.



المنافسة جزءٌ من طبيعتنا:

انطلاقاً من الرغبة في نقل مورِّثاتنا إلى الجيل التالي، تنتج المنافسة في جميع أنحاء المملكة الحيوانية، وهذا ما يفسر أشكال السلوك الغريب كافة، وتُعزِّز ثقافتنا المعتقدات التنافسية من خلال الأعمال والرياضة وحتى في عائلاتنا، حيث قد نشعر أنَّه يتعين علينا التنافس مع أحد الأشقاء لكسب ثناء أو اهتمام أحد الوالدين، فعندما نصل سن الرشد، تترسخ فكرة التنافس في عقولنا، ويمكِننا أن نبدأ في رؤية كل شيء على أنَّه لعبة غير مربحة، حيث إذا فاز شخص آخر، تخسر تلقائياً.

التعمُّق في البحث:

عندما نكون في علاقة، من المفترض أن نكون شخصين بالغين يتفاعلان كراشدين، ولكن لا يكون هذا هو الحال عادةً عندما نكون غاضبين أو خائفين، وتؤثر الأحداث التي دارت في طفولتنا في رؤيتنا للأمور الآن، فعندما نشعر بالضيق، نتفاعل مع المواقف الحالية بخوف كالأطفال.

يظهر الطفل الذي في داخلنا في كثير من الأحيان في تلك المواقف العصيبة؛ فلا نرى إلَّا ما نريده، بدلاً من محاولة إجراء مناقشة عقلانية تأخذ في الحسبان رأي شخصٍ آخر.

حدِّد حوافزك؛ إذ قد يكون من الصعب رؤية الحافز وراء ما يدفعنا، ومن الأسهل بكثير تركيز انتباهنا على تصرفات شخص آخر، حيث يمكِن أن يمنحنا النظر داخل أنفسنا نظرةً ثاقبة حول سبب شعورنا بالمنافسة، فقبل أن تُلقي اللوم على سلوك شريكك، تأكَّد من إلقاء نظرة صادقة على نواياك، وتذكَّر الأشياء كلها التي يفعلها شريكك حتى لا تضطر إلى ذلك.

إقرأ أيضاً: 10 قواعد مهمة لبناء علاقات إجتماعيّة ناجحة

حدِّد أنماطك:

توقَّف لبرهة وفكِّر في جميع الأوقات في حياتك التي قيل لك فيها إنَّك شديد التنافسية، وفكِّر ملياً ثمَّ:

  • دوِّن الأمور التي تتنافس عليها: توقَّف واسأل نفسك مَن الذي تنافسه، وحاوِل أن تلاحظ متى تظهر هذه المشاعر بصورة طبيعية في حياتك، ومن الصعب تغيير النمط عندما لا تتمكن من رؤيته أو معرفة السبب الكامن خلفه.
  • واجِه: غالباً ما نعتقد أنَّه إن تجنَّبنا الأشياء التي تُسبب لنا الألم أو تجعلنا نشعر بالدونية سنكون أكثر سعادةً، ولكن عندما نتوقف حقاً ونفكر ونواجه الأشياء التي تُسبب لنا الألم، يحدث النمو الفعلي.
  • تحدَّث إلى شخص محايد: قد يكون من الصعب أن نرى أنماطنا؛ لذا فكِّر في التحدث إلى معالج أو صديق مقرَّب أو منتور حول العادات التنافسية التي تُحدِّدها.
إقرأ أيضاً: 5 أمور تُشير إلى أنك تعاني من قلّة الثقة بالنفس

السؤال بشكلٍ دائم عن الأمور التي تنغِّص علاقتك مع شريكك:

تحدَّث مع شريكك عن أيِّ شيء يزعجك وعن الأنماط التي تراها، فمن السهل أن تشغلك الحياة، لكن تذكَّر أنَّ العلاقات لا تنجح إلا إذا فعلتَ ذلك، فاستمِر في سؤال شريكك عما يمرُّ به وتحدَّث إليه عن تجاربك أيضاً:

1. الاستفادة من الضعف: قد تجد صعوبةً في طلب المساعدة، خاصة إذا كنتَ دائماً المعيل للأسرة، وقد لا تؤدي مشاركة العبء إلى تحسين وضعك الفعلي، لكنَّها تساعد في التحدث عن المشكلات، خاصة مع شخص تحبه، ومن المؤكد أنَّ شريكك لديه مخاوفه الخاصة، وإيجاد حل لمخاوفكما معاً يمكِن أن يقرب علاقتكما.

2. التعبير عن الامتنان: أصبحَت قوائم الامتنان مبتَذَلةً بعض الشيء، لكن يمكِن للتفكُّر في النعم التي لديك أن يساعدك في رؤية عالمك بصورة مختلفة، وفي كثير من الأحيان، الأشياء التي نأخذها كأمر مُسلَّم به هي أشياء تمنَّى شخص آخر امتلاكها، فعبِّر عن الامتنان من خلال ما يلي:

  • استخدِم قائمةً أو يوميات لتتبُّع الأشياء التي تشعرك بالامتنان وشارِكها مع شريكك.
  • اطلب منه عمل قائمة خاصة به وقارنا الملاحظات سويةً.
    • هل هناك أوجه تشابه في القوائم الخاصة بك؟
    • هل يمكِنك تقدير الأشياء التي يشعر بالامتنان لها؟

3. التعبير عن الحسد: كما هو الحال مع تحديد الأشياء التي تثير فينا مشاعر الامتنان، فإنَّ تحديد الأشياء التي تثير فينا مشاعر الحسد يمكِن أن يمنحك أيضاً بعض البصيرة، فإذا كنتَ تراقب غيرك وتحسدهم على منازلهم أو علاقاتهم، فيمكِن أن يساعدك ذلك في تحديد أهدافك وما تريد العمل لتحقيقه.

  • كما هو مذكور أعلاه، ضع قائمةً بالأشياء التي تحسد عليها الآخرين كالمال أو العاطفة أو الناحية الروحية.
  • قارِنها بالقائمة التي تضم الأمور التي يحسد شريكك الآخرين عليها.
  • استخدِم هذه القوائم كنقطة انطلاق لمناقشة قيمك وإنشاء قائمة بالأهداف التي تريدان العمل عليها سويةً.

توجد فوائد للمنافسة، ولكن تأكَّد من تحكُّمك في سلوكك، فقد يكون من الصعب تغيير أنماطنا والتحول بصورة مدروسة نحو منحنى جديد في الحياة، ولكن من خلال العمل مع شريكك بدلاً من التنافس معه، فإنَّك تقوي روابطك وتزيد من احتمالية نجاحك.

 

المصدر




مقالات مرتبطة