المدرب الناجح أثناء التدريب

اذهب إلى مكان التدريب مبكراً للتأكّد من ترتيب المكان وعمل الوسائل المساعدة وتجهيز الحاسوب ولكي تكون هادئاً عند بدء التدريب، وتأكّد من أنّك قد نِلت قسطاً من الراحة في اليوم السابق للتدريب، ارتد ملابس لائقة بمكان ووقت التدريب وثقافة المتدريبن فالملابس اللائقة تختلف حسب الموقف فقد تكون زي العمل في حالة التدريب الداخلي وقد تكون ملابس نصف رسمية وقد تكون ملابس رسمية جداً.



بداية الدورة التدريبية:

1- ابدأ التدريب بالترحيب بالمتدربين وبالتعريف بنفسك، ثم اطلب منهم التعريف بأنفسهم كي تتعرّف على خبراتهم ومراكزهم.

2- انظر إلى المتدربين باستمرار موزعاً نظرك بين كل المتدربين وكن بشوشاً لا عبوساً.

3- حاول كسر الحواجز بينك وبين المتدريبن وبعضهم البعض وقد يكون تعريفهم بنفسك وتعريفك بنفسك كافياً وقد تلجأ إلى القيام ببعض التمارين الجماعية في البداية وهذا يتوقف على وقت التدريب ومدى رسميته وسِن ومراكز المتدربين. 

4- من المهم أن تتحدّث في البداية عن نظام التدريب من حيث إمكانية طرح أسئلة أثناء الشرح، استخدام الهاتف المحمول، الخروج والدخول من القاعة ومواعيد الراحات، وأي خدمات أخرى متاحة للمتدريبن، ومن المفضل عدم السماح باستخدام الهاتف المحمول داخل القاعة ومن المعتاد السماح بالأسئلة أثناء الشرح، أي حاول الحفاظ على النظام في قاعة التدريب ولكن بشيء من اللطف والحكمة.

5- تحدّث عن موضوع التدريب وحدّد ما سوف يتناوله وحاول التعرف على ما يتوقعه المتدربون، فإن كانت توقعاتهم مشابهه لما أعددته فهذا جيد وإن كانت مختلفة فإمّا ان يكون بالإمكان تلبيتها أو أن توضّح أن هذا البرنامج التدريبي لن يغطي بعض التوقعات. فمثلا قد يُطلب منك إعداد دورة تدريبية عن مبادئ تخطيط الإنتاج ثم تجد من يتوقع أن تحدثه عن تخطيط المبيعات فلا يكون معقولاً أن تغير الموضوع تماماً، ولكن في حالة عدم القدرة على تغطية بعض التوقعات فيكون من الجيد أن تَدل المتدرب على مصدر مثل كتاب او موقع إلكتروني قد يجد فيه بعض المعلومات التي تهمه أو أن تعطيه بعض المواد التدريبية التي قد تساعده.

6- حاول توضيح أهمية الموضوع للمتدربين في البداية وأثناء التدريب، فأحياناً يكون الموضوع هام جداً للمتدربين ولكن المدرب لا يوضح ذلك ولا يدرك المتدربين ذلك إلّا بعد انقضاء التدريب ولذلك لا يكونوا متحفزين أثناء التدريب.

إقرأ أيضاً: 3 طرق لزيادة نقل المعرفة والمعلومات أثناء التدريب

التعامل مع المتدربين:

1- عند التعامل مع المتدريبن ينبغي أن تحترم خبراتهم وعلمهم وألّا تعاملهم كتلامذة في المدرسة، ولا أقول أنّه عليك أن تصطنع الاحترام ولكنني أعني أن تكون مقتنعاً بذلك في نفسك فيكون الاحترام طبيعياً، فمن الممكن أن تصادف بعض المتدربين الذين يبدون آراءً تبدو سفيهة ولكن عليك أن تعالج الأمر بدون أن تُسفه آراءهم، وركّز على مهمتك وهي التدريب وخروج المتدربين وقد اكتسبوا معارف أو مهارات جديدة.

2- لا تخرج عن موضوع التدريب وحاول توجيه المتدريبن الذين يخرجون عن الموضوع إلى موضوع التدريب مرة أخرى بشيء من اللطف، واحذر الخروج عن الموضوع إلى مواضيع خارجية وخاصة المواضيع الدينية أو السياسية، واحذر تحوّل الدورة التدريبية إلى مجرد شكاوي من العمل ومن المدراء.

3- احرص على أن تتيح الفرصة للجميع بالمشاركة والاستفادة من التدريب.

4- لاحظ المتدريبن وتعبيرات وجوههم لمعرفة ما إذا كانوا متحمسين للتدريب أم لا.

5- حاول أن تجعل التدريب خبرة ممتعة للمتدربين بخلق بيئة جيدة ومريحة في قاعة التدريب.

6- توقّع أن تجد تفاوت بين المتدربين في الخلفية السابقة عن موضوع التدريب وفي الاستيعاب، وعليك أن تتعامل مع هذا الموقف بأن تظهر تقديرك لخبرات من له خبرة في الموضوع وبألّا تجعل من يسمع الموضوع لأول مرة يشعر بالحرج ويتمنى لو لم يحضر التدريب أصلاً! فمثلاً قد تستخدم بعض العبارات التي تظهر تقديرك لمن له خبرة في الموضوع بأن تقول مثلاً "ربما بعض حضراتكم له خبرة في هذا المجال" أو تقول عند مشاركة أحدهم "هذه معلومة هامة" قد تطلب ممّن له خبرة أحياناً توضيح بعض المواقف التي استخدم فيها موضوع التدريب فهذا يضيف أمثلة واقعية ويفيد المتدربين الآخرين ويشعر هذا المتدرب بأنّه مشارك في عملية التدريب، فمثلاً تقول "هل توضّح لنا ما هي الصعوبات التي واجهتها عند تطبيق هذا الأسلوب" أو "ما هي الفوائد التي حصلت عليها المؤسسة من تطبيق هذا النظام" وهكذا.

وعليك أن تدعم الشخص الذي يسمع الموضوع لأول مرة بأن تشرح بحيث يستطيع أن يفهم هو بدون أن تظهره بمظهر التلميذ الفاشل فيمكن أن تقول مثلاً "ربما بعضكم يعلم معنى التسويق ولكن دعونا نسترجع الموضوع مع بعضنا ونتعرّف على الجديد فيه" وقد تسمح للمتدربين بالمشاركة، وبالتالي فإنّ الشخص الذي لا يعرف معنى التسويق سوف يفهمه من شرحك ومن مداخلات الآخرين دون أن يشعر بحرج. 

7- عليك أن تساند المتدريبن أثناء القيام ببعض التمارين بأن تساعدهم بنفسك أو أن تشكل مجموعات تقوم بحل التمارين من اثنين فأكثر بحيث تكون كل مجموعة خليط من ذوي الخبرة في الموضوع ومن لا علم له بالموضوع من قبل، وبهذه الطريقة تستفيد من ذوي الخبرة ولا تُحرج الأقل خبرة ولكن عليك متابعة التعامل بينهم لكي لا يقوم أحد المشاركين بازدراء الآخر.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح لاستخدام الألعاب التعليمية في التدريب

التعامل مع الصعاب:

قد تجد أنّ بعض المتدربين لا يرغب في المشاركة وآخر يتحدث كثيراً وآخر يرفض التدريب أصلاً عليك أن تتعامل مع هذه المواقف بما يؤدي إلى نجاح الدورة واستفادة أكبر عدد من المتدربين.

1- فالشخص الثرثار يأخذ وقتاً أطول من الباقين وبالتالي يستهلك وقت التدريب ويؤثّر على مشاركة الآخرين لذلك فعليك أن تحاول تلخيص كلامه عندما يبدأ في التقاط أنفاسه ثم افتح الباب لمشارك آخر مشعراً المشارك الأول بتقديرك لكلامه، كذلك لا تكثر من طرح الأسئلة عليه ولا تكثر من النظر إليه عندما يتحدّث لكيلا تشجعه على الاستمرار، وبالطبع هذا لا يعني أن تهمله أو أن تتجنّب النظر إليه لأن هذا يعني أن يشعر بأنّه غير مرغوب فيه ويتحوّل إلى شخص رافض للمشاركة وللتدريب، يمكنك أن تستخدم اللطف والحكمة فتقول: "السيد فلان لديه نقاط كثيرة جيدة ولكن أستَأذِنك لنتيح الفرصة للآخرين" فقد يكون من المناسب أن تطلب من هذا الشخص إتاحة الفرصة للآخرين بالحديث ولكن انتبه إلى أنّ الشخص الثرثار قد لا يستطيع اختصار أفكاره، وهناك نوع آخر وهو الثرثار الذي يتكلّم في غير موضوع التدريب فهذا عليك أن توضح له أهمية ما يتحدّث فيه وأن تطلب منه بلطف أن يعود إلى موضوع التدريب.

2- قد تجد شخص كاره للتدريب نتيجة لشعوره بالضيق من أمر ما، استمع له لتتعرّف على سبب ضيقه وإحباطه وبناء عليه تُحدد أسلوب التعامل مع المشكلة، فإمّا أن تكون المشكلة خارجية ولا دخل لك بها فقد تتعاطف مع مشكلته وتشجّعه على الاستمرارا بجدية في التدريب وإمّا أن تحاول حل المشكلة إن كان لها علاقة بالتدريب نفسه كمكان جلوسه أو شعوره بأنّك لا تهتم بمشاركته او ما شابه.

3- بعض المتدربين يكون خجولاً أو يشعر بأنّ معلوماته أقل من الآخرين تشجيعك لهذا الشخص بالحديث يبدأ بسلوكك مع المجموعة عموماً ومعه خاصة، فكلّما أظهرت احترامك ورغبتك في الاستماع للمتدربين ولآرائهم مهما كانت بسيطة كلّما تشجع هذا المتدرب على المشاركة.

4- تجنّب أي تعليقات سلبية على رأي أي من المتدربين، فإن كان السبب هو ضعف مستوى المتدرّب مقارنة بالآخرين فحاول تنمية ثقته أو شعوره بمساندتك واهتمامك وذلك بمساعدته أثناء التمارين الفردية أو الجماعية والاهتمام بأسئلته.

إقرأ أيضاً: توفير البرامج التدريبية

لغة التدريب:

المقصود باللغة هنا لغة كتابة المادة التدريبية، استخدم اللغة المناسبة للمتدريبن وثقافتهم وطبيعة عملهم، كثيراً ما تستخدم اللغة الإنجليزية في التدريب بدون سبب وهو ما يتسبب في ضياع مجهود المتدربين في فهم الكلمات الغريبة عليهم بالإضافة إلى فهم موضوع التدريب نفسه. فمثلاً ما الداعي أن تستخدم اللغة الإنجليزية في موضوع التحفيز أو التقييم أو التوظيف؟ في بعض الحالات تكون مصطلحات الموضوع معلومة لدى المتدريبن بالإنجليزية أكثر منها بالعربية ففي هذه الحالة يكون التدريس باللغة الإنجليزية أفضل مثل أن تقوم بتدريب أطباء في موضوع متقدم في الطب وكذلك الكثير من المواضيع الهندسية.

بالطبع لغة الحوار تكون عادية بالعريبة ويتم استخدام اللغة الإنجليزية في المصطلحات الخاصة هذا إن كان لك حرية اختيار لغة الكتابة ولغة الحوار ولكن في بعض الأحيان يُطلب منك إعداد المادة التدريبية بلغة بعينها.

إقرأ أيضاً: تصميم فعّال وسريع للدورة التدريبية

الحركة أثناء التدريب:

1- تحرّك داخل قاعة التدريب ولا تجلس خلف المكتب أو تقف ثابتاً لفترات طويلة.

2- اقترب من المتدريبن وتفاعل معهم.

3- إن استخدمت الشرائح فلا تجعل كل جملة في الشرائح تظهر عند ضغطك على الفأرة لأن هذا سيجعلك تقف بجوار الحاسوب طوال الوقت.

4- قبل بداية التدريب تأكّد من وجود ممرات آمنة يمكنك التحرك بها بحرية بمعنى أن تكون هناك ممرات واسعة ولا يعوقك فيها أسلاك ممتدة في الهواء أو وضع عارض البيانات.

5- إن اضطررت لاستخدام مكبر الصوت فحاول استخدام المكبر اللاسلكي لكي لا يعوق حركتك وإن اضطررت لاستخدام المكبر السلكي التقليدي فحاول أن يكون السلك طويلاً بحيث يسمح لك بسهولة الحركة.

إقرأ أيضاً: توفير البرامج التدريبية

الأسئلة:

1- عليك ان تَسعَد بالأسئلة وأن تستمع لها باهتمام لأنّها توضّح اهتمام المتدربين وتساعد على توضيح الأمور للجميع.

2- حاول الإجابة بوضوح والتأكّد من أنّ السائل قد فهم الإجابة وذلك بسؤاله أو من خلال تعبيرات وجهه وما إلى ذلك.

3- بعض الأسئلة قد يكون بسيطة أو تافهة بعض الشيء ولكن على أي حال فإنّه يوضّح لك أن أحد المتدربين لم يفهم تلك المعلومة البسيطة فاستغل الفرصة للتوضيح.

4- الأسئلة التي لا علاقة لها بالموضوع ينبغي تجنّب الخوض فيها مع توضيح تقديرك لأهميتها.

5- قد لا تعرف الإجابة على بعض الأسئلة فيمكنك أن تعِد السائل بأن ترد عليه لاحقاً بأي وسيلة من وسائل الاتصال أو أن تفتح المجال لكي يرد من يعرف من الحاضرين إن وجد.

إقرأ أيضاً: كيف تطرح الأسئلة بشكل جيّد وتدهش الآخرين!

تقديم عرض أو محاضرة:

تحدثت في مقالة سابقة عن كيفية تقديم عرض تقديمي فعليك الرجوع إليها لأن بها الكثير من الملاحظات الأساسية في استخدام أسلوب المحاضرة ولا أريد أن أكررها مرة أخرى هنا.

ختام الدورة التدريبية:

1- أُشكر المتدربين على مشاركتهم وشجّعهم على الاستفادة من التدريب في عملهم.

2- تبادل التحية مع المتدربين ويمكنك أن تقدم لهم عنوان بريدك الإلكتروني لكي يتواصلوا معك بخصوص موضوع التدريب.

3- يفضل أن تتعرّف على رأي المتدربين عن طريق استبيان قصير لأن هذا يفيدك في إعداد الدورات التدريبية المقبلة.

4- بعد التدريب فكّر في الأشياء التي نجحت وتلك التي لم تنجح، حلّل أسباب فشل بعض أساليب التدريب لكي تستطيع تحسين نفسك في كل مرة، وخذ رأي المتدربين في الاعتبار وحاول تدارك الأخطاء في المستقبل.

5- إن كانت لك صلة بالمتدربين بعد التدريب فحاول معرفة ما إذا كانوا استطاعوا تطبيق شيء ممّا تدربوا عليه وإن لم يكن فحاول معرفة ما إذا كان السبب راجع لعدم قدرتهم على التطبيق أم لظروف خارجة عن إرادتهم.

إقرأ أيضاً: ملخص كتاب كيف تدير التدريب - الجزء الأول

أهم النصائح للمدرب:

سألتُ مجموعة من الزملاء الذين حضروا دورات تدريبية عديدة في الدول العربية والأجنبية عن أكثر ما يعجبهم وما لا يعجبهم في الدورات التدريبية وكانت إجاباتهم تدور حول ثلاث نقاط.

1- الدورات الناجحة تركّز على التطبيق، بمعنى أن يخرج المتدرب من التدريب وقد أتقن تطبيق شيء ما، أمّا الدورات الغير ناجحة فهي دورات يتحدّث فيها المدرب عن أمور جميلة ولا يقوم بتمرين المتدربين على تطبيقها في واقع عملهم بل وأحياناً يخبرهم المدرب بأنّ عليهم اكتشاف كيفية تطبيقها في واقعهم.

2- الدورات الناجحة يستطيع فيها المدرب أن يتفاعل مع المتدربين وأن يجعلهم يشاركوا بحماس في التدريب ويكون ذلك من خلال أسلوبه وتنوّع طرق التدريب، والمناقشات، ودراسة الحالات، وتمثيل الأدوار، والمحاكاة، أمّا الدورات الغير ناجحة فتتّسم باتباع أسلوب المحاضرة معظم الوقت.

3- الدورات الناجحة يقوم فيها المدرب بضرب أمثلة واقعية ويكون لديه خبرة نظرية وعملية، أمّا الدورات الغير ناجحة فتكون الأمثلة فيها بعيدة عن الواقع ويكون المدرب لديه خبرة نظرية فقط.

ولو تأملت في النقاط الثلاث لوجدت نقطة مشتركة بينهم وهي "التطبيق" أو "الناحية العملية"، وذلك قد يكون مرجعه إلى ضعف هذه النقطة في كثير من الدورات التدريبية المحلية، فانتبه لهذه النقطة واستخدم كل الوسائل التي تمكّنك من ربط التدريب بواقع عمل المتدربين وتأكّد من أن المتدربين أصبحوا ماهرين في استخدام ما تعلموه في واقعهم.

لذلك فإنّه يمكن القول أنّنا نحتاج لزيادة استخدام التمارين والمحاكاة وتمثيل الأدوار وكل وسائل التطبيق العملية، هذه النصيحة تلمس القصور المعتاد في الدورات التدريبية ولكنّها لا تكفي وحدها لنجاح التدريب فلابدّ من تضافر كل العوامل لنجاح التدريب.




مقالات مرتبطة