1- التعليم متعدّد الحواس:
يتمحور التعليم متعدد الحواس حول منح المتعلمين فرصةً لاستخدام عدة حواس في أثناء التدريب، إذ إنَّه من المُثبَت أنَّ معدلات الاحتفاظ بالمعلومات ترتفع عند استخدام استراتيجيات التعليم متعدد الحواس.
فقد حضرت منذ عدة سنوات دورةً "تدريبية" تبيَّن أنَّها ليست إلَّا محاضرةً يقدمها أحد الخبراء. ولسوء الحظ لم يحفِّز المتكلِّم لدى المتعلمين في أثناء المحاضرة إلَّا حاسة السمع، لذا فإنَّني غادرت المحاضرة على المستوى الذهني بعد عشر دقائق ولم أخرج منها إلَّا بقليلٍ من المعلومات.
وبعد عدة أشهر حضرت محاضرةً أخرى يُقدِّمها مُدرِّسٌ خبير يعرف بوضوح قيمة التعليم مُتعدد الحواس. فقد قدم محاضرته بشكلٍ موجز مُستخدماً تقنياتٍ جعلتني أبقى مُتفاعلاً معه من خلال تغيير حجم صوته ونبرته واستعمال عدة وسائط تتضمَّن شرائح وصوراً ملونة. والأهم من ذلك أنَّه عندما أنَّهى محاضرته التي كانت على درجة كبيرة من التفاعل مَنَحَ المتعلمين فرصةً لتطبيق المحتوى من خلال أنشطة وتمارين متنوعة.
أستطيع أن أقول بصدق إنَّني أتذكر من التدريب الثاني قدراً أكبر بكثير من الذي أتذكره من التدريب الأول لأنَّني استخدمت فيه كلَّاً من حواس السمع، والبصر، واللمس.
اقرأ أيضاً: قائمة نصائح شاملة من "برايان تريسي" في مجال الحديث أمام الجمهور
2- اللغة الوصفية:
ما اللغة الوصفية؟ تتضمَّن اللغة الوصفية استخدام صور مجازية متنوعة (كالاستعارة، والقياس، والقصص، والحكايات) في أثناء تقديم محتوى الدورة.
وعلى الرغم من أنَّه من السهل الاكتفاء بقراءة المعلومات مباشرةً من دليل المُسهِّل أو من شرائح الوسائط المتعددة إلَّا أنَّ تقديم المحتوى بهذه الطريقة سيخفق في زيادة قدرة المتعلمين على الاحتفاظ بالمعلومات.
فانطلق وارسم صوراً في أذهان المتعلمين، إذ قد يساعدهم القيام بذلك على ربط محتوى الدورة بصوتٍ سمعوه، أو رائحةٍ اشتموها، أو لمسةٍ شعروا بها في حياتهم. وسيبعث استخدام هذه التقنية الحياة في دوراتك وسيجعلها أكثر أهميةً بالنسبة إلى جمهورك وأكثر إثارةً لاهتمامهم. ويمكن أن تُستخدَم اللغة الوصفية كذلك لافتتاح دورتك أو اختتامها، فاستخدم المفاجآت أو اكسب اهتمام المتعلمين بعد الغداء أو الاستراحة.
اقرأ أيضاً: كيف تستخدم التسلية في التعليم!
3- تدوين الملاحظات:
ذكِّر المتعلمين أنَّك ترحب بتدوينهم الملاحظات بأي طريقة مناسبة بالنسبة إليهم (سواءً بكتابة الخطوط العريضة، أم بكتابة جمل كاملة، أم بالتخطيط الذهني) في أثناء عرضك. ووفقاً للمدوِّن "داستين واكس": "عندما ندوِّن شيئاً ما فإنَّنا بقدر ما نكون مهتمين سيبدو الأمر كما لو أنَّنا نقوم بذاك الشيء. فكتابة المعلومات تبدو كأنَّها تعمل عمل التدريب المُصغَّر على تلك المعلومات".
من النقاط الأخرى المرتبطة بكتابة الملاحظات والتي يجب مراعاتها هي تشجيع المتعلمين على كتابة الملاحظات بخط أيديهم بدلاً من استخدام الكومبيوتر أو الأجهزة المحمولة. إذ تُعَدُّ كتابة الملاحظات بخط اليد عمليةً متأنية ومنهجية بشكلٍ أكبر تدفع المتعلمين إلى الاستماع والتلخيص باستعمال كلماتهم. ويُظهِر أحد الأبحاث أنَّ استيعاب المعلومات وكتابتها بأسلوبك يمكن أن يساعد على تعزيز استيعاب المعلومات والاحتفاظ بها.
لا تُعَدّ زيادة قدرة المتعلمين على الاحتفاظ بالمعلومات دائماً أسهل مهمةٍ يمكن إنجازها في الصفوف، بيد أنَّه مع استعمال عدة حواس، واستخدام اللغة الوصفية، والتشجيع على تدوين الملاحظات سيحتفظ المتعلمون بقدرٍ أكبر من الذي يتعلمونه في أثناء التدريب بحيث يتمكنون من إعادة استخدامه في العمل.
أضف تعليقاً