القيادة الذاتية: كيف تكون مسؤولاً عن حياتك؟

كيف لنا في ظلِّ هذه المجريات والأحداث المتسارعة التي نمرُّ بها أن نحافظ على تماسكنا ونقود أنفسنا إلى ما نصبو إليه لتحقيق الأهداف والطموحات التي وضعناها، ونتحلى بالانضباط والالتزام لتحقيقها مع تحمُّلنا الكامل لمسؤولية حياتنا؟



في عالم اليوم المتسارع والمليء بالمشتتات التي تلهينا عن أنفسنا من مواقع التواصل الاجتماعي وآثارها السلبية العديدة في قراراتنا وأهدافنا وحتى في مستقبلنا، إضافة إلى المعاناة من أعباء الحياة ومصاعبها، تأتي القيادة الذاتية وتحمُّل المسؤولية عن حياتنا بوصفها حلاً ووسيلة تمنحنا الانضباط وخط السير الذي يساعدنا على الحفاظ على مسارنا الصحيح، فما هي القيادة الذاتية؟ وما هي أهميتها؟ وكيف لنا أن نكون مسؤولين عن حياتنا؟ هذا ما سنقدِّمه لكم في هذا المقال، فلنقرأ معاً.

ما هي القيادة الذاتية؟

1. القيادة الذاتية هي القدرة على إدارة حياتك بنفسك واتخاذ القرارات التي تؤثر في مستقبلك:

تُعَدُّ القيادة الذاتية مهارة أساسية لتحقيق النجاح والتميز في الحياة، فهي تمنحك القوة والتحكم الكامل في حياتك وتوجهاتك، بدلاً من أن تكون مرتبطة بظروف خارجية أو تعليمات من الآخرين.

2. القيادة الذاتية هي مهارة يمكن تعلُّمها وتطويرها من خلال التدريب والتجربة:

يمكن للمرء أن يصبح قائداً ذاتياً باتباع بعض الخطوات مثل تحديد الأهداف والقيم والرؤية، ووضع خطة عمل واقعية ومرنة، والتغلب على التحديات والمخاوف، والاستفادة من الفرص والموارد، والتعلم من النجاحات والأخطاء، والحصول على ردود فعل ودعم من الآخرين.

3. القيادة الذاتية هي فضيلة تمكِّن الفرد من العيش بشكل مستقل ومسؤول ومبدع:

تساعد القيادة الذاتية على تحسين الثقة بالنفس والاحترام الذاتي والرضى عن الذات، وتعزز القدرة على التكيف والابتكار والتعاون، وتحقق التوازن بين الحاجات الشخصية والمجتمعية، وتسهم في تحقيق السعادة والرفاهية.

4. القيادة الذاتية هي تحدٍ يواجهه معظم الناس في ظل التغيرات والتطورات السريعة في العالم الحديث:

تتطلب القيادة الذاتية من الفرد أن يكون على دراية بنفسه وبالواقع الذي يعيش فيه، وأن يكون قادراً على اتخاذ قرارات صائبة ومناسبة لمصلحته ومصلحة الآخرين، وأن يكون مستعداً لمواجهة التحديات والمخاطر المحيطة به، وأن يقتنص الفرص التي تلوح أمامه، وأن يكون ملتزماً بالتطور والتحسين المستمرين.

المهارات والصفات التي يجب أن تتوفر لتمارس القيادة الذاتية:

لكي تمارس القيادة الذاتية وتتحكم بقراراتك وتتحمل مسؤولية حياتك، لا بد من توفُّر بعض المهارات والصفات الضرورية التي تساعدك على ذلك، ومن هذه المهارات والصفات ما يأتي:

1. القدرة على الوعي الذاتي:

تعني القدرة على معرفة نفسك وما تريده وما تحتاجه وما تشعر به وما تفكر فيه؛ إذ يمنحك الوعي الذاتي القدرة على فهم نقاط قوَّتك وضعفك واهتماماتك وقيمك وأهدافك، ويمكِّنك من التعرف إلى الأشياء التي تحفزك وما يعرقل تقدُّمك، ويمكِّنك أيضاً من التعامل مع مشاعرك بشكل إيجابي، كما يعمل على تحسين علاقاتك مع الآخرين.

2. القدرة على تحديد الأهداف:

تعني وضع أهداف واضحة ومحددة وقابلة للقياس ومنطقية ومرتبطة بالزمن لما تريد تحقيقه في حياتك، فقد يساعدك تحديد الأهداف على تحديد الأولويات الهامة والتركيز عليها والتخطيط للخطوات المطلوبة، ومن ثمَّ تنفيذها وإجراء المتابعة لها، والقيام بعملية التقييم لمدى التقدم والتحلي بالمرونة لإجراء التغييرات الضرورية لتحقيق الهدف، وهذا يمكِّنك من الاستمتاع بالعملية والنتائج المترتبة عليها.

3. القدرة على إدارة الوقت:

تعني تنظيم وتوزيع واستثمار الوقت استثماراً فعالاً لإنجاز المهام والنشاطات والأهداف المطلوبة، فيمكن لإدارة وقتك بفاعلية أن تساعدك على تجنب التأخير والتسويف للمهام المطلوب تنفيذها أو للخطط التي وضعتها، والتعامل مع الضغط الناتج عن الالتزام بالمواعيد، كما تساعدك إدارة الوقت على التعامل مع عوامل التشتت التي تعترضك، وتمكِّنك من تحقيق التوازن بين جوانب الحياة المختلفة.

شاهد بالفديو: 6 أسرار لإتقان إدارة الوقت

4. القدرة على حل المشكلات:

بدايةً، لا بد من التعرف إلى نوع المشكلات، ومن ثمَّ تحليلها وإيجاد حلول مبتكَرة ومناسبة لها، وبإمكان إتقانك لحل المشكلات أن يساعدك على التغلب على التحديات والصعوبات والعقبات التي تواجهك في حياتك، وتحسين أوضاعك والظروف المحيطة بك والنتائج النهائية، كما يمكنك التعلم من الخبرات المتراكمة والأخطاء التي ترتكبها، وهذا يساعدك على تطوير مهاراتك وقدراتك وثقتك بنفسك.

5. القدرة على اتخاذ القرارات:

تعني القدرة على اختيار الخيار الأفضل من بين خيارات عدة متاحة لمواجهة موقف أو مشكلة معينة، وعبر اتخاذ القرارات بإمكانك تحديد الهدف وجمع المعلومات اللازمة له، كما يمكنك من تقييم البدائل والتفكير في العواقب والمخاطر والفوائد المترتبة عليه، وكذلك تنفيذ القرار ومراجعته وتعديله إذا لزم الأمر، ويمكِّنك من تحمُّل المسؤولية عن القرار ونتائجه.

إقرأ أيضاً: 9 خطوات لتكون حازماً في اتخاذ القرارات

6. القدرة على تحمُّل المسؤولية:

تعني الاعتراف بأنَّك المسؤول الأول والأخير عن حياتك وما تفعله وما تقوله وما تشعر به وما تفكر فيه، فتحمُّل المسؤولية يساعدك على الالتزام بالقواعد والقيم والمبادئ والأخلاق التي وضعتها لنفسك، ويمكِّنك من احترام نفسك وتقدير ذاتك والثقة والاعتماد على نفسك وعلى الآخرين، ويمكِّنك من الاعتراف بالأخطاء وتحمُّل مسؤوليتك عن وقوعها والاعتذار عنها وتصحيحها.

أهمية القيادة الذاتية:

القيادة الذاتية هامة لنجاحك في جميع جوانب حياتك، سواء كانت حياتك المهنية أم الشخصية أم الاجتماعية، كما تساعدك القيادة الذاتية على تحقيق أهدافك وبناء حياة مُرضية وناجحة.

تُعَدُّ القيادة الذاتية من العوامل المؤثرة في قيادة حياتك وتحقيق أحلامك وطموحاتك؛ وذلك لأنَّها تمنحك القدرة على التحكم في نفسك وفي مصيرك، وتجعلك مسؤولاً عن خياراتك وقراراتك وأفعالك، وتساعدك على تنمية مهاراتك وقدراتك ومواهبك، وتزيد من ثقتك بنفسك واحترامك لذاتك، وتحقق لك الرضى والسعادة والرفاهية.

تمكِّنك القيادة الذاتية من مواجهة التحديات والصعوبات والعقبات التي تقف في طريقك، وتجعلك قادراً على التكيف والابتكار والتعاون مع الآخرين، كما أنَّها تجعلك قائداً لنفسك وللآخرين، وتجعلك نموذجاً يحتذى به ومصدراً للإلهام والتأثير.

كيف تكون مسؤولاً عن حياتك؟

تقول الإحصاءات إنَّ 80% من الناس لا يتحملون مسؤولية حياتهم بالكامل؛ بل يميلون إلى الشكوى والتذمر والبحث عن الأعذار، ويلقون باللوم على الآخرين ويحمِّلونهم مسؤولية الأمور التي تحدث في حياتهم والتي لا يشعرون بالرضى عنها.

قد تكون هذه الطريقة في التفكير ذات تأثيرٍ سلبيٍ كبير، فقد تدمر أي أملٍ في النجاح والسعادة، فإنَّ تحمُّلك للمسؤولية بنسبة 100% يعني أنَّك الشخص الوحيد القادر على صنع كل ما يحدث لك، وأنَّك خلف كل الأشياء التي تحدث لك في حياتك.

قبل أن نوضح كيف تكون مسؤولاً عن حياتك، دعنا نلقي نظرة موجزة على الأسباب التي تؤدي إلى عدم تحمُّل المسؤولية عن حياتك، والتي تتلخص في الآتي:

1. التبرير واختلاق الأعذار:

يُعَدُّ التبرير من أهم الأسباب التي تدفعك إلى عدم تحمُّل المسؤولية عن حياتك، والتي تعطيك المشروعية لاختلاق الأعذار، ومن ثمَّ إظهار نفسك بمظهر الضحية وكأنَّك الحلقة الأضعف، وأنَّ لأفعالك وتصرفاتك وأقوالك ما يبررها، مثل تبرير تصرفك وإيذائك لشريك حياتك بأنَّك كنت غاضباً على سبيل المثال، أو تبرير أسباب تقاعسك عن تحقيق أهدافك الشخصية بأنَّها صعبة أو مستحيلة التحقيق، وبذلك تمنح نفسك أعذاراً واهيةً لتبرر ضعفك وتكسب التعاطف من قِبل الآخرين.

2. عدم القدرة على اتخاذ خطوات جادة نحو التغيير:

ينكفئ أغلب الناس على أنفسهم، ويحيطون أنفسهم بشرنقة الخوف الهشة ظناً منهم أنَّها قد تحميهم من رياح التغيير الذي يطرأ على المحيط من حولهم، فبدل أن يفردوا أجنحتهم لهذه الرياح ويستقبلونها بوصفها فرصة للوصول نحو الهدف المقصود، فإنَّهم يفضلون البقاء ضمن هذه الشرنقة متلحفين بالخوف من المجهول والخوف من الألم الذي يترتب على عملية التغيير فتنقضي حياتهم أمام أعينهم دون أن يأتوا بأيَّة حركة، ودون أن يبادروا لاقتناص الفرصة الكامنة بدل الخوف، معطِّلين بذلك قدرتهم على اتخاذ القرار ويسلِّمون أنفسهم للخوف عوضاً عنها.

بالمقابل، لكي تكون قادراً على التغيير، لا بد لك من تحمُّل الألم الناتج عن التغيير مهما كان كبيراً وثقيلاً على النفس، ووضع الجائزة نُصب عينيك، وهي الوصول إلى الهدف الذي ترجو تحقيقه وتطمح إليه، وأن تضع في حسبانك أنَّ خلف الألم الذي تعيشه اليوم يوجد أملٌ وسعادةٌ ينتظرانك، لذلك تحلَّ بالشجاعة والمسؤولية واتخذ هذه الخطوة المنتظَرة.

نصائح تدعم قدرتك على ممارسة القيادة الذاتية:

الآن، لننطلق معاً لنذكر النصائح التي تساعدك على أن تكون مسؤولاً عن حياتك وتدعم قدرتك على ممارسة القيادة الذاتية:

1. افهم قانون السبب والنتيجة:

لا بد أن تعرف أنَّك المسؤول عن كل النتائج التي تحصدها في حياتك، فقراراتك التي تتخذها اليوم هي ما سيشكل واقعك ومستقبلك، لذلك لا تغرق في الماضي فإنَّه قد ولى؛ بل عش حاضرك وادرس خطواتك، فعليها يترتب نجاحك في الحياة.

2. توقف عن لوم الظروف والأشخاص:

لا بد أن تتحمل المسؤولية كاملةً عن كل ما يحدث في حياتك، وأن تتوقف عن إلقاء اللوم عن كل ما لا يجري وفق خطتك التي وضعتها؛ لأنَّك بذلك تحرم نفسك من القدرة على التحكم في مجريات الأمور والقيام بالتغيير المطلوب.

بدلاً من ذلك، تقبَّل تحمُّل المسؤولية وابحث في الأسباب التي أدت إلى فشل خطتك، فهل أنت الطرف المقصِّر في ذلك؟ وما هي الحلول المتوفرة للعودة والمضي قدماً مرةً أخرى؟ غيِّر نفسك أولاً حتى تتغير أفعالك، ومن ثمَّ تتغير نتائجك لاحقاً.

3. توقف عن اختلاق الأعذار:

لا بد لك من التوقف عن اختلاق الأعذار بعدم توفُّر الوقت أو المال أو بعدم درايتك بكيفية القيام بعمل ما أو التحجج بحظك السيئ لتبرر لنفسك تقاعسك وعدم محاولتك إجراء التغيير الذي ينقلك إلى الضفة الأخرى للنجاح، فالأشخاص الناجحون لا يقفون عند هذه الأعذار ويدعونها تحطم أحلامهم؛ بل يجدون دوماً السبيل لكي يصلوا إلى أهدافهم التي وضعوها ويضعون أنفسهم في موقع السيطرة على حياتهم.

4. عِش الحاضر:

كن ابن وقتك، فالغرق في رمال الماضي لن يساعدك على المضي للأمام، كما أنَّ التفكير الزائد فيما سيحدث في المستقبل ومحاولة توقُّع المجهول سيجعلك مكبَّلاً لا تقوى على التقدم خوفاً مما قد يحدث فيما لو اتخذت هذه الخطوة أو تلك.

بدلاً من ذلك، خذ العبرة من دروس الماضي، وضع الخطط للمستقبل وتحلَّ بالمرونة للالتفاف على العوائق التي قد تواجهك، وبذلك فإنَّك ستتمتع بالسيطرة على مجريات حياتك وعلى مشاعرك، وستتمكن من بناء قراراتك على أرضية متينة وواثقة.

شاهد بالفديو: أمور يجب أن تتذكرها حتى لا تسبقك الحياة

5. لا تشخصن الأمور:

عندما تأخذ الأمور على محمل شخصي، فإنَّ ذلك يُفقِدك الثقة بما لديك من أفكار، ويحرمك من محاولة تجربة الأشياء الجديدة، فليس من المعيب ألا تنجح من المرة الأولى، فربما يعود ذلك إلى افتقادك للخبرة أو لعدم معرفتك كيف تقوم بذلك، وبدلاً من ذلك، امنح نفسك الوقت الكافي للتعلم والتجربة مرة تلو مرة حتى تتقن المهارة التي تنوي تعلُّمها، واسمح لنفسك بالخروج من منطقة الراحة الخاصة بك، وبذلك فإنَّك تتجنب الوقوع في دوامة الأعذار وعدم تحمُّل المسؤولية.

6. تحكَّم بردود فعلك:

إن طريقة تفاعلك مع الأحداث التي تجري من حولك هي ما يصنع ذلك الفارق الذي تريده في حياتك، فلومك للآخرين لن يجدي نفعاً وتجنُّبك لتحمُّل المسؤولية عن حياتك لن يؤدي بك إلى النتيجة التي تريدها وتطمح لها، فكن مثل الناجحين الذين لا يتهاونون عن إدارة حياتهم وتغيير طرائقهم ووسائلهم للوصول إلى أهدافهم، وتحلَّ بالحكمة لتغيير ردود فعلك، واصبر على ذلك، وتذكَّر دائماً أنَّ النتائج النهائية من صنعك أنت فقط ولا أحد سواك.

7. قدِّم أفضل ما لديك:

احرص في كل دقيقة تمر عليك أن تبذل كل ما في وسعك لتحقق أهدافك وطموحاتك، وإلا فإنَّك ستلحق الضرر بنفسك، فيجب عليك أن تلتزم بأهدافك التي وضعتها لنفسك، وأن تعمل على تحقيقها، وأن تبذل قصارى جهدك لتصبح حقيقة واقعة أمام عينيك.

تذكَّر أنَّ مستقبلك هو نتاج قراراتك واختياراتك الحالية، وأنَّ ما تزرعه اليوم ستحصده غداً، سواء كانت هذه القرارات تتعلق بتحسين وضعك المادي أم اتخاذك لقرارات وخيارات تتعلق بصحتك، فجميعها صنع يديك، لذلك التزم باتخاذ إجراءات عملية لا نظرية على الورق، وتحمَّل المسؤولية الكاملة عنها، والتزم بتنفيذها، وابذل قصارى جهدك، وقدِّم أفضل ما لديك.

8. تفاءل:

لا يخفى على أحد ما يمكن للتفكير الإيجابي أن يفعله بمن يدمن القيام به، فهو ما يعينك على تحمُّل المصاعب والمشاق التي تعترض طريقك، في حين أنَّ الغرق في دوامة التفكير السلبي قد يعوق تقدُّمك ويمنعك من تقديم أفضل ما لديك بسبب الشك الذاتي في قدراتك، ويمنعك من تحقيق التقدم الذي تريده.

لكي تكون مسؤولاً عن حياتك يجب عليك تعلُّم الإيجابية واستخدامها بوصفها سلاحاً تستخدمه عندما يداهمك الشك والتفكير السلبي، والتمسك بالتفاؤل في الأوقات الصعبة، فدون التفاؤل لن تصبح أحلامك حقيقة.

إقرأ أيضاً: كيف تدرب دماغك على التفاؤل؟

9. اعلم أنَّك أنت من يملك الاختيار دائماً:

لكي تكون مسؤولاً عن حياتك يجب عليك أن تتعلم أنَّك الوحيد المسؤول عن اختياراتك وعواقبها، فغالباً ما تتراءى أفضل الخيارات أمام أعيننا، ولكنَّنا لا نتمكن من رؤيتها بسبب خوفنا من اتخاذ زمام المبادرة في إجراء التغيير الذي قد يقودنا نحو الأفضل، والذي سيساعدنا على أن نكون أكثر تحكُّماً في حياتنا وقراراتنا.

10. غيِّر وجهة نظرك:

استمرارك بتبني نفس وجهة النظر تجاه كل ما يجري من حولك يقيِّد من حجم المعرفة التي قد تجنيها فيما لو قمت بتغييرها، كما قد يحد من قدرتك على إجراء التغيير الذي تريده في حياتك.

يجب عليك أن تدرك أنَّ تصوراتك ونظرتك للعالم من حولك هي ما يشكل واقعك، والتفكير في أنَّ الحياة تحدث وفقاً لشروطك أنت لا أحد سواك.

لا تقم بما يقوم به الجميع؛ بل كن استثنائياً، ولا تكن عادياً، فاجعل العالم يتكيف معك وليس العكس، فأعظم إنجازات البشرية كانت من أشخاص وضعوا شروطهم الخاصة للتغيير وتحمَّلوا المسؤولية عنها، وهذا ما غيَّر العالم من حولهم.

في الختام:

لا بد أن تدرك أنَّ تحمُّلك للمسؤولية عن حياتك هو أحد أهم المفاتيح لتحقيق النجاح ولكي تعيش الحياة الرائعة التي تريدها، ولكنَّ ذلك لا يمكن أن يتم دون ممارسة القيادة الذاتية للنفس والالتزام بالانضباط اللازم لتحقيق الأهداف والخطط التي وضعتها، فمن خلال العمل على تطوير مهاراتك القيادية، قد تصبح أكثر مسؤولية عن حياتك، وأن تحقق أهدافك، وأن تبني حياة شخصية مُرضية وناجحة.




مقالات مرتبطة