الفاعلية مقابل الكفاءة: أي منهما هو الأكثر أهمية؟

تدفع الرغبة في تحقيق الأرباح الشركات للعمل بكفاءةٍ عالية، فمن الهام أن تبذل أقصى ما في وسعك في العمل باستعمال أقل قدر من الوقت والمال والموارد.

لهذا السبب، هناك ضغط في معظم ثقافات الشركات لتحقيق الكفاءة، والمشكلة هي أنَّ الكفاءة غالباً ما تتحقق على حساب الفاعلية، والحقيقة هي أنَّ الفاعلية أهم بكثير من الكفاءة.



وَفقاً لموقع "ديفن" (diffen.com) فإنَّ الفاعلية تعني القيام بالمَهمة الصحيحة واستكمال النشاطات وتحقيق الأهداف، وتتعلق الكفاءة بعمل الأشياء بالطريقة المثلى، على سبيل المثال:

القيام بذلك بأسرع طريقة أو بأقل تكلفة. نحتاج جميعاً إلى أن نتحلى بالكفاءة؛ ولكنَّ الكفاءة تكون في أفضل حالاتها عندما تساهم في تحقيق الفاعلية.

يقول "بيتر دراكر" (Peter Drucker) في كتابه "المدير التنفيذي الفعال" (The Effective Executive):

"الذكاء والخيال والمعرفة موارد أساسية؛ لكنَّ الفاعلية فقط هي التي تحوِّلها إلى نتائج".

مقارنة الفاعلية بالكفاءة:

تفسر النقاط الآتية لماذا تُعَدُّ الفاعلية أهم من الكفاءة:

1. المشكلة الحقيقية للكفاءة:

تكمن المشكلة الرئيسة في وضع الكفاءة قبل الفاعلية في أنَّ بعض الأشخاص ينتهي بهم الأمر بالرغبة في القيام بالأشياء بسرعة ومثالية، قبل أن يبدؤوا بفعلها على الإطلاق؛ وهذا بالطبع يؤدي إلى بعض المشكلات.

وسترى غالباً الأشخاص يماطلون، أو يحاولون إنهاء بعض التفاصيل الصغيرة، أو يستغرقون وقتاً طويلاً لبدء الأمور عندما يحاولون أن يكونوا فعالين قبل أن يكونوا أكفاء، وهناك بعض المفارقة هنا، وما يحدُث هو:

سيبدؤون بفعل شيء ما، ويدركون أنَّ المسار الذي اختاروه بطيء جداً ثم ينتقلون إلى عملية أخرى، والتأثير النهائي هو عدم الكفاءة وعدم الفاعلية.

في بعض الأحيان، يكون من الأفضل المغامرة والقيام بشيء ما بطريقة بطيئة ولكن مثبتة بدلاً من محاولة جعله أكثر فاعلية في البداية. من الأعراض الشائعة الأخرى أن يكون الناس عالقين في حلقة تعلُّم لا تنتهي، ويستوعبون المعلومات ويجمعونها للقيام بالأشياء بفاعلية، بدلاً من تجربتها أولاً.

ثمَّة بعض الطرائق للتغلب على هذا الاتجاه وتحقيق التوازن بين الفاعلية والكفاءة.

2. الهدف الحقيقي من الكفاءة:

هناك فرق بين الانشغال والإنتاجية، على سبيل المثال:

قد يكون الشخص فعالاً جداً في تكديس الصناديق، ربما يمكن لشخص ما تكديس 1000 صندوق في الساعة. يفعلون الأشياء فعلاً صحيحاً، ومع ذلك، إذا كانت مهمة الشركة هي إفراغ الصناديق وترتيبها، فإنَّ كل هذه الكفاءة تضيع في النشاط الخطأ.

وقد يقوم شخص واحد بمزيد من العمل في وقت أقل، ولكن ما هي القيمة الحقيقية إذا كان يفعل الأشياء الخاطئة؟ الهدف الحقيقي من الكفاءة هو أن تكون فعالاً في فعل الأشياء الصحيحة.

إقرأ أيضاً: الإنتاجية أم الكفاءة: أيُّهما أهم؟ ولماذا؟

كيف تكون فعالاً وكُفئاً؟

ابدأ بتنفيذ شيء ما ثم حسِّنه:

كما ذكرنا آنفاً، فإنَّ أكبر مشكلة في وضع الكفاءة قبل الفاعلية هي أنَّ معظم الأشخاص لم يبدؤوا أبداً بالمهمة، وينتهي بهم الأمر إلى البحث عن طرائق أفضل للقيام بذلك، ولا يذهبون إلى أي مكان آخر.

أفضل نهج هو التعلم في أثناء العمل والتكرار، الفكرة هنا أنَّه لا يمكنك تدوين وصفة الطبخ حتى تجرِّبها. جرِّبها أولاً، ودوِّنها، ثم كرِّرها حتى تتحسَّن طريقة طبخها، وتتمكن من طبخها طبخاً صحيحاً؛ وهو ما نصفه بالفعال. لا توجد طريقة يمكنك من خلالها فهم كل شيء عن مهمة أو عملية ما حتى تجرِّبها.

الآن، هناك استثناء لذلك، بعض الأشخاص لديهم القدرة على تشغيل عمليات المحاكاة في أذهانهم، وربط ما يفكرون فيه بالعالم الحقيقي، بالتأكيد لست واحداً من هؤلاء الأشخاص، ولو كنت كذلك، فستعمل بالفعل بين العباقرة في منشأة حكومية سرية في مكان ما.

إقرأ أيضاً: كيف تتغلب على الشعور بالإرهاق في العمل؟

أوجد التوازن بين الفاعلية والكفاءة:

نحن نحب القيام بالأشياء بسرعة وإتقان، ولكن هناك أيضاً أوقات يكون فيها الوصول إلى النتيجة أكثر أهمية من القيام بذلك بالطريقة المثلى.

التوازن الجيد بين الفاعلية والكفاءة هو المطلوب:

عندما تفعل شيئاً ما لأول مرة، مثل تعلُّم مهارة جديدة، افعل ذلك بالطريقة التي يوصي بها الأشخاص الذين فعلوها بالفعل أولاً، وعند تجربة طريقتهم، يمكنك العودة ومحاولة البحث عن طريقة أكثر فاعلية أو تعديلها.

هناك الكثير من الأشخاص الذين يحاولون تعلُّم التسويق عبر الإنترنت، وما يفعلونه هو أنَّهم يواصلون القراءة والبحث عن "طرائق أفضل"؛ أي الكفاءة، في حين يجب عليهم فعلاً تجربة طريقة واحدة أولاً، وفحص النتائج، ثمَّ تحسينها.

شاهد أيضاً: كيف تعمل بكفاءة أكبر من المنزل؟

أوقف المماطلة:

أمثلة شائعة إذ يمكنك المماطلة والإصابة بشلل التحليل:

لبدء مشروع شخصي كبير، فقط ابدأ بمهمة واحدة صغيرة ولا تتشدد للقيام بها بفاعلية. ثمَّ ضع إجراءات التشغيل القياسية؛ أي الوثائق والأنظمة قبل أن تحاول القيام بذلك.

هناك العديد من الحالات التي يمكن أن يظهر فيها هذا، في أي وقت تفعل شيئاً ما لأول مرة، ابحث عنه ولا تتشدد للقيام به بكفاءة، على سبيل المثال:

عندما تريد أن تتعلم التجديف لأول مرة، لا تهتم بالكفاءة، فقط جدِّف وأتقن ذلك، وعندما تحب التجديف وتواصل القيام به، ستصبح مجدفاً أكثر كفاءة.

لذلك استعمل هذا النهج في أي شيء في الحياة وستكون بخير. إنَّ القيام بعمل غير كامل، أفضل من عدم البدء لمعظم الأشياء في الحياة.

في الختام:

إذا كنت عالقاً في شيء ما في حياتك ولا يبدو أنَّك تحرز تقدُّماً فيه، فجرِّبه أولاً بالطريقة غير الفعالة، وعند الانتهاء من ذلك، كرِّر وحسِّن، حتى تتمكن من القيام به بكفاءة.

المصدر




مقالات مرتبطة