الطب البديل ودوره في علاج أمراض الرشح والزكام

بالرغم من تطوّر العلوم والطبّ في العالم إلّا أنّ الطب البديل ما زال يُستخدم وبشكلٍ واسع في علاج العديد من الأمراض البسيطة منها والمُستعصي، حيث أنّ غالبيّة الأشخاص في العالم يرغبون باتّباع الطرق الطبيعيّة التي يعتمد عليها الطب البديل للشفاء من مختلف الأمراض، بدلًا من استخدام الأدويّة الطبيّة التي تحتوي على مواد كيماويّة ضارة، فيما يلي سنُسلّط الضوء على موضوع الطب البديل، ودورهِ الفعّالة في مساعدة الإنسان على الشفاء من أمراض الرشح والزكام.



أولًا: تعريف الطبّ البديل وأنواعهِ

الطب البديل هو أي ممارسة للتطبيب لا تقع ضمن نطاق الطب التقليدي، ويُطلق عليهِ اسم الطب المُكمّل أيضًا، وهذا النوع من الطب يشمل العديد من العلاجات التي تندرج ضمن هذا المجال، ومعظم هذهِ العلاجات مصدرها من آسيا، ودول الصين والهند، وحديثًا بات ينتشر وبكثرة في دول أوروبا وأميركا، وذلك لقدرة هذا الطب على تحقيق الشفاء التام للعديد من الأشخاص الذين أصيبوا بأمراضٍ خطيرة.

وخلال السنوات الأخيرة، أقيمت العديد من العيادات الخاصة بالطب البديل، في المشافي والمراكز الصحيّة لمعالجة المرضى الراغبين بالخضوع لهذا النوع من العلاج، كما وأصبحت التأمينات الصحيّة، تُغطي نفقات علاج الطب البديل.

أشهر أنواع الطب البديل هي:

1- العلاج بالأعشاب:

تجتاح العالم في الآونة الأخيرة موجة تطالب بالعودة للطبيعة سواء في الغذاء أو الدواء، ويعتبر التداوي بالأعشاب الطبية على قمة قائمة هذه التطلّعات، لأنّ القدرة الشفائية لها معروفة منذ آلاف السنين وما زالت هذه القدرة ظاهرة حتي اليوم، ولكن بشرط أن يتم تناولها بجرعاتٍ محسوبة وبدقة، وذلك لكي لا تسبب أي اختلاطات تعود بشكلٍ سلبي على جسم الإنسان، ويجب أن تأخذ تحت إشراف الصيادلة فقط.

2- العلاج باليوجا:

إنّ ممارسة تمارين اليوجا تعيد للجسم توازنه وتجعله يحتفظ بصحّته وحيويته، وتُعتبر اليوجا نوع من أنواع التمارين الرياضيّة التي تساعد على تقوية العضلات والجسم وإعادة الحيويّة لجلد الإنسان، كما وأنّ التنفس العميق يزيد من التروية الدموية للخلايا والأنسجة داخل الجسم، ويساعد على إفراز الأندروفينات في الجسم، هذهِ المواد التي تساعد على تسكين الأوجاع، وعلى زيادة قدرة الإنسان على التركيز.

ومؤخرًا أكدّت العديد من التجارب قدرة اليوغا على معالجة أمراض التنفس والزكام، وتوسيع الشعب الهوائيّة.


اقرأ أيضاً:
تمارين اليوغا والتنفس وفوائدها للصحة


3- العلاج بالإبر الصينيّة:

في عصرنا الحالي تطوّر مجال استخدام الإبر الصينيّة، حيث أصبحت تُستخدم لعلاج مشاكل الإدمان، التحكّم بالألم، بالإضافة لعلاج مختلف المشاكل التنفسيّة التي تصيب الإنسان.

4- العلاج بالأصوات:

ويقوم هذا العلاج باستخدام موجات صوتيّة معينة وتوجيهها على خلايا الجسم، مما يُساعد على زيادة معدّل الدم والتمثيل الغذائي والطاقة، لتخليص الجسم من كل الفيروسات المسببة لأمراض الرشح والزكام ومختلف الأمراض الخطيرة.


اقرأ أيضاً:
العلاج بالموسيقى: هل يمكن استخدام الموسيقى بديلاً عن الدواء؟


ثانيًا: تعريف مرض الرشح والزكام

الرشح أو الزكام هوَ مَرض فيروسي مُعدٍ يُصيب السبيل التنفسي العُلوي، ويؤثر بشكلٍ خاص على الأنف، كما ويؤثر على الحلق وَالحُنجرة وَالجيوب المُجاوِرة للأنف، وعادةً ما تبدأ أعراض المَرض بالظُّهور بعدَ أقل من يومين من التَّعرُّض للفيروس ويتعافى المصاب منهُ خلال سبعة إلى عشرة أيام من بداية الإصابة.

يوجد أكثر من 200 سلالة من الفيروسات تؤدي إلى حدوث نزلات البرد، وتنتشر هذه الفيروسات من خلال الهواء أثناء الاتصال المُباشر مع الأشخاص المُصابين بالمرض، كما وأنّها تنتقل بشكلٍ غير مباشر من خلال الاتصال مع الأجسام في البيئة نتيجةً لانتقال الفيروس لها من الفم أو الأنف.

و يُعتبر الزُّكام من أكثر الأمراض المُعدية شيوعًا بين البَشر، حيثُ يُصاب البالغ بالزُّكام بمعدل مرتين إلى أربعة في السنة، أمّا الطفل فيُصاب بمعدل ست إلى سبع مرات في السنة، وينتشر الزُّكام بشكل أكبر في فصل الشتاء عن باقي فصول السنة.

أسباب الإصابة بمرض الزكام:

  1. تعرَض الإنسان لأحد الأنواع من الفيروسات المُسببة لمرض الزكام أو الرشح، كفيروس المخلوي التنفسي، الفيروسات الأنفية، الفيروسات المكللة، الفيروسية الكوكساكية، والفيروسات الغذائية التي تنتقل إلى الإنسان عن طريق الاختلاط، والتصافح مع الآخرين، أو استخدام أدواتهم الشخصّة كفرشاة الأسنان.
  2. الإصابة بالزكام نتيحة التعرّض للهواء الملوث بالفيروسات ودخولها إلى الجهاز التنفسي عن طريق الكلام والتنفس.
  3. سوء التغذية وضعف الجهاز المناعي في جسم الإنسان ممّا يُعرّضه للعدوى.
  4. كثرة تواجد الإنسان في الأماكن المزدحمة.
  5. التعرّض للتعب والإرهاق النفسي، الذي يجعل الإنسان أكثر عرضةً للإصابة بالزكام.
  6. التعرّض للهواء المليئ بدخان السيارات، ودخان السجائر.
  7. الانتقال من الجو الدافئ إلى الجو البارد بشكلٍ مفاجئ.
  8. عدم الاهتمام بالنظافة الشخصيّة، وعدم غسل اليدين قبل تناول الطعام.

أعراض الإصابة بمرض الرشح أو الزكام:

  1. سيلان الأنف، ونزول بعض الإفرازات منه، وقد تكون هذهِ الإفرازات سميكة، وبلون أصفر أو أخضر.
  2. الإصابة بالتهاب في الحلق.
  3. السعال الشديد، واحتقان الأنف.
  4. الشعور بأوجاع في الجسم، وصداع بين خفيف ومتوسط وشديد.
  5. المعاناة من الحّمى والقشعريرة.
  6. الشعور بالتّعب والخمول، وألم بسيط في العينين.
  7. فقدان الشهيّة، وآلام في عضلات الجسم.

نصائح للوقاية من الإصابة بالرشح أو الزكام: 

  1. غسل اليدين بالماء والصابون وتعقيمهم قبل تناول الطعام، وبعد الخروج من المرحاض.
  2. تطهير أدوات الطبخ، ألعاب الأطفال، والأدوات الخاصة بشكلٍ دائم.
  3. استخدام المناديل الورقيّة أثناء السعال أو العطاس.
  4. عدم مشاركة الأكواب والأواني مع الأشخاص الآخرين.
  5. تجنب الاتصال المباشر مع الشخص المصاب بالزكام.
  6. شرب السوائل الدافئة التي تساعد على تقوية الجهاز المناعي، والابتعاد عن عوامل القلق والتوتر النفسي.
  7. تجنّب كل الأجواء التي تمتلئ بالدخان والسجائر.
  8. شرب كميات كبيرة من المياه يوميًا، بالإضافة لشرب العصائر الطبيعيّة الغنية بالمعادن والفيتامينات.
  9. ارتداء الملابس التي تؤمن حرارة جسم معتدلة، بعيدًا عن ظروف البرد القارس.


اقرأ أيضاً:
أمراض الشتاء: الإنفلونزا، الزكام، التهابات الحلق والمفاصل، البرد

 

ثالثًا: علاج الرشح والزكام باستخدام الطب البديل والوصفات الطبيعيّة

وصفة العسل:

يحتوي العسل على كميّةٍ كبيرة من الأنزيمات والمواد التي تساعدُ على قتل كل الفيروسات المسببة للزكام والرشح، وتُستخدم هذهِ الوصفة عن طريق:

  1. مزج ملعقتين من العسل الطبيعي، مع ملعقة من عصير الليمون الطازج.
  2. تناول ملعقة كبيرة من المزيج كل ثلاث ساعات في اليوم.
  3. تكرر الوصفة يوميًا حتّى يتم الشفاء.

وصفة الزنجبيل:

يحتوي الزنجبيل على الكثير من المواد التي تساعدُ على تقوي الجهاز المناعي، والتخلّص من كل السموم المسببة للإلتهابات الخطيرة، وتستخدم الوصفة عن طريق:

  1. غلي كوب كبير من الماء.
  2. إضافة ملعقة من الزنجبيل إلى الماء.
  3. إضافة ملعقة من العسل والليمون الطبيعي إلى المزيج.
  4. شرب كوبين من المزيج يوميًا.


اقرأ أيضاً:
الفوائد الصحيّة للزنجبيل


وصفة الثوم:

يتميّز الثوم بقدرتهِ الكبيرة على تطهير المجاري التنفسيّة، وتنظيفها من كل العوامل المسببة للرشح والزكام، وتُستخدم وصفة الثوم عن طريق:

  1. تقشير حوالي فصين صغيرين من الثوم.
  2. شرب الثوم يوميًا مع كوب كبير من الماء.
  3. تكرر الوصفة يوميًا حتّى يتم الشفاء.

اقرأ أيضاً: 8 فوائد صحيّة للثوم


وصفة القرفة:

تعمل القرفة وبفعاليّة على تقوية الجهاز المناعي في جسم الإنسان، لوقايتهِ من الإصابة بأمراض الرشح والزكام خلال الشتاء، وتستخدم وصفة القرفة عن طريق:

  1. غلي كوب كبير من الماء على النار.
  2. إضافة ملعقة صغيرة من مسحوق القرفة إلى الماء.
  3. إضافة ملعقة صغيرة من العسل الطّبيعي إلى المزيج.
  4. شرب كوبين من المشروب يوميًا.

وصفة خل التفاح:

يحتوي خل التفاح على العديد من المركبات التي تساعدُ في القضاء على كل أنواع الجراثيم المسببة لأمراض الرشح والزكام، وتستخدم هذهِ الوصفة عن طريق:

  1. تدفئة كوب من الماء على النار.
  2. إضافة ملعقة صغيرة من خل التفاح إلى الماء الدافئ.
  3. شرب كوب أو كوبين من المزيج يوميًا.

وصفة القرنفل والثوم:

يُمكن لهذهِ الوصفة أن تساعد الإنسان في التخلّص من كل الأسباب التي تؤدي لإصابتهِ بالزكام والرشح، وتستخدم وصفة القرنفل والثوم عن طريق:

  1. هرس مقدار فصين من الثوم.
  2. مزج ملعقة كبيرة من من القرنفل مع الثوم.
  3. تناول ملعقة من المزيج يوميًا.

وصفة الميرميّة:

تتميّز الميرميّة بخصائها المطهرة، والتي تساعد في مكافحة كافة أنواع الإلتهابات التي تصيب الجسم، بما فيها التهاب الشعب الهوائيّة والطرق التنفسيّة، وتستخدم الوصفة عن طريق:

  1. تجفيف أوراق الميرميّة جيدًا.
  2. وضع أوراق الميرميّة المجففة في كوب من الماء المغلي.
  3. ترك المزيج يستنقع لمدة نصف ساعة.
  4. غرغرة الفم بالمزيج يوميًا لمدة ثلاث مرات.

الحليب والزنجبيل:

تُساعد هذه الوصفة على تهدئة السعال، والتخفيف من كل الأسباب التي تؤدي لتفاقم حالة الزكام والرشح، وتُحضّر عن طريق:

  1. غلي مقدار كوب كبير من الحليب.
  2. إضافة القليل من الزنجبيل إلى الحليب ومزجهم جيدًا.
  3. شرب كوب من الحليب يوميًا قبل النوم.

وصفة شاي الأعشاب:

وهي من أكثر الوصفات الفعّالة التي تساعد على تهدئة السعال، وعلى ترطيب الحلق والبلعوم والقضاء على أوجاعهم، وتستخدم الوصفة عن طريق:

  1. غلي كوب كبير من الماء.
  2. إضافة ربع ملعقة صغيرة من المكونات التاليّة اليانسون، النعناع، الكراوية، والزعتر.
  3. ترك المزيج يستنقع لمدة نصف ساعة.
  4. شرب كوب يومي أو كوبين من هذا المزيج.

تبخيرة المياه الساخنة:

وهي من الوصفات الفعّالة التي تساعدُ في فتح المجاري التنفسيّة، والتخلّص من مشكلة انسداد الأنف الذي يترافق مع حالات الإصابة بالرشح والزكام، وتستخدم الوصفة عن طريق:

  1. غلي مقدار كوب من الماء.
  2. تغطية الرأس بمنشفة قطنيّة.
  3. استنشاق البخار الصاعد من المياه لمدة دقيقة.
  4. نكرر الوصفة مرتين في اليوم.

رابعًا: أطعمة طبيعيّة للوقاية من حالات الرشح والزكام

الخضروات الورقيّة الصفراء والبرتقالية:

تحتوي هذهِ الأنواع من الخضروات على كميّةٍ وفيرة من المواد المضادة للأكسدة والبيتا كاروتين، هذهِ العناصر التي تساعد على تعزيز عمل الجهاز المناعي في جسم الإنسان، لوقايتهِ من الإصابة بالزكام والرشح، ومن هذهِ الخضار القرع، الجزر، والفلفل الأحمر الحلو.

الجوز:

يحتوي الجوز على كميّة وفيرة من المواد المضادة للأكسدة، هذهِ المواد التي تساعد في  القضاء على كل الأسباب التي تؤدي لإصابة الإنسان بالرشح، لهذا ينصح بتناول حوالي ربع كوب من الجوز بشكلٍ يومي.

السبانخ:

يحتوي السبانخ على كميّاتٍ وفيرة من الفيتامينات بما فيها فيتامين ج الذي يُساعد على تعزيز عمل الكريات البيضاء التي تقوي الجسم والجهاز المناعي، وتجعلهُ يتصدى لكل الأمراض المعدية، لهذا يُنصح بتناول وجبة يوميّة من السبانخ وبشكلٍ خاص في موسم البرد والشتاء.

الفاكهة الحمضيّة:

تحتوي الحمضيات بأنواعها المختلفة على كميّةٍ وفيرة من فيتامين c الذي يُعتبر من أهم أنواع الفيتامينات المساهمة في وقاية الإنسان من الإصابة بأمراض الرشح والزكام والإنفلونزا، لهذا عليك أن تتناول كميات يوميّة من هذه الفاكهة الحمضية، كالبرتقال، الجريب فروت، الليمون الحامض، واليوسفي.

 

كما رأيت عزيزي فإنّ الطب البديل يُساعد في الشفاء من الأمراض التي تصيب الإنسان في فصل الشتاء، بما فيها أمراض الرشح والزكام.

 

المصادر:

  1. ويكيبيديا
  2. ويكيبيديا
  3. أسباب الرشح
  4. استخدم الطب البديل لعلاج التهاب الشعب الهوائية بالأعشاب
  5. 14 نوع من الطعام لمحاربة الزكام



مقالات مرتبطة