الطاقة الداخلية عند الإنسان: مفهومها، مصادرها، مراكزها، وطرق تطويرها

ما المقصود بطاقة الإنسان الداخلية؟ وما مفهومها من المنظور النفسي؟ وهل هناك مصادر لهذه الطاقة؟ وما مرتكزاتها؟ وكيف يمكننا تطويرها؟ وما مفاهيمها؟ وما مراكزها داخل جسم الإنسان؟ سنقدم لكم كل ذلك أعزاءنا القراء في السطور القليلة القادمة، فتابعوا معنا.



تعريف الطاقة الداخلية:

من وجهة نظر عامة كل شيء في هذا الكون هو عبارة عن طاقة، والتي تعتبر ظاهرة علمية وفيزيائية، وإما أن تكون هذه الطاقة عبارة عن طاقة إيجابية تعين المرء على النجاح في الحياة إن أحسن المرء استثمارها، أو أن تكون طاقة سلبية تجعل من المرء حزيناً، أو مستسلماً، وفي بعض الأحيان قد تكون عدوانية تجاه الآخرين.

ما المقصود بالطاقة الداخلية؟

هي قوة لا يمكن لمسها أو مشاهدتها أو الإحساس بها عن طريق حواسنا، ولكن يمكننا أن نشعر بالأثر الذي تحدثه فينا، أو يمكن أن نلاحظ الفعل الذي تقوم به، وتأثيرها في الأشخاص المحيطين والبيئة التي نعيش فيها؛ وهي ليست حديثة النشأة، وإنَّما موجودة منذ القدم، ويمكن للإنسان أن يستخدمها لخدمته وقضاء احتياجاته.

تُعرَّف أيضاً على أنَّها القوة الداخلية للانسان، وهي عبارة عن موجات كهرومغناطيسية تنبعث من جميع المخلوقات، وتتميز هذه الموجات الكهرومغناطيسية الصادرة عن مختلف الأجسام بأنَّها مختلفة في مقدار التردد والذبذبات والطول الموجي، ومتشابهة في السرعة.

مفهوم الطاقة الداخلية عند الإنسان من المنظور النفسي:

هي النشاط النفسي أو الذهني الذي يدفع كلَّاً من النفس والعقل للقيام بالأعمال المختلفة، وتقسم مصادر رغبات النفس التي شرحها فرويد في مدرسة التحليل النفسي إلى:

  1. "الهو": وهو المتحكم بمحرك الطاقة الذهنية والنفسية، وبمحركات الموت والنفس.
  2. "طاقة الليبيدو": وهي المحرك للرغبة الجنسية.

اهتم كلٌّ من أدلر ويونغ وميلاني كلين بما يُسمَّى مفهوم الطاقة النفسية، وعملوا على تطوير نظريات تُسمَّى "الديناميكا النفسية"، والتي تندرج تحت مفهوم أنَّ جميع الكائنات تنطوي تحت منظومة من الطاقة لها قوانين كيميائية وديناميكية وفيزيائية في محاولة منها للحفاظ على الطاقة، والتي يمكن استخدامها في علاج اضطرابات العلاقات الاجتماعية والنتائج السلبية الصادرة عنها، بالإضافة إلى حالات القلق والتوتر.

شاهد بالفيديو: 5 أمور أساسيّة مسؤولة عن استنزاف الطاقة

ما هي مرتكزات القوة الكامنة؟

1. آراء الآخرين:

يتأثر الإنسان بشكل كبير بأفكار وآراء الأشخاص الآخرين المحيطين به، ولكنَّ هذه الآراء ليست إيجابية دائماً، وتكون في كثير من الأحيان آراء وأفكار سلبية؛ لذلك يجب عليك ألَّا تتأثر بها، وأن تكون متصالحاً مع نفسك لتستطيع أن تجعل من آراء الآخرين طريقاً لتقوية نقاط ضعفك.

2. الاهتمام بالذات:

يجب عليك أن تعتني بنفسك، وأن توليها الرعاية والاهتمام، وأن تكون مستقلاً ذاتياً، وألَّا تسمح لأيِّ مصدر خارجي بأن يسيطر عليك.

3. تقبُّل الذات:

يعدُّ تقبل الذات من أهم المرتكزات التي يمكنها أن تدعمك دائماً؛ فهو يعني أن تؤمن بقدراتك الداخلية والخارجية، وأن تتقبل ذاتك كما هي، وتتجنب تضخيم الأمور والمبالغة، وألَّا تكون حساسيتك مفرطة عند رفض أحد الأشخاص لك أو لأفكارك.

4. راحة البال:

يمكن تلخيص مفهوم راحة البال بأنَّها النية الحسنة، وتقبل الأشياء المفيدة، وعمل كل ما هو جيد وصحيح؛ ولكن هذا كله ليس شيئاً يمكن تحقيقه بسهولة.

5. إسعاد النفس:

يجب عليك أن تعيش يومك كأنَّك تموت غداً، وألَّا تفكر في الغد في الوقت نفسه؛ كما عليك أن تكون على يقين بأنَّك من تقدم السعادة لنفسك، وأن تتذكر أنَّك تعيش في هذه الحياة مرة واحدة فقط؛ لذا عشها كما تحب وتريد.

6. عدم السماح للآخرين بالتلاعب بك:

يجب عليك أن تتحلى بالصدق والشجاعة والإخلاص، وأن تتحيز قليلاً لنفسك، وألَّا تسمح للأشخاص الآخرين بالتلاعب بك وبمشاعرك. 

استخراج الطاقة الكامنة في جسم الإنسان:

 كل إنسان لديه مجموعة من الطاقات الكامنة التي من الممكن جداً أن يستثمرها في يوميات حياته ويستفيد منها، وإن أولى الخطوات من أجل استخراج هذه الطاقات هو تمكن الإنسان من معرفتها، من أجل وضعها في الإطار المناسب واستخدامها بشكل صحيح، وهذا يتطلب من المرء القيام ببعض الخطوات التي تساعد على هذا الأمر، وهي كالآتي:

  • الاهتمام بالصحة النفسية للمرء، وعدم الركون إلى السلبية، والحزن والاكتئاب، واستبدال تلك الطاقات المحبطة بالتفاؤل، والإيمان واليقين بالوصول إلى الهدف.
  • الاهتمام بالصحة الجسدية من خلال ممارسة الأنشطة الرياضية والابتعاد عن الأشياء التي تضر الصحة بشكل عام.
  • ممارسة الأنشطة الاجتماعية وتنمية الهوايات لما لها دور من تعزيز الحالة النفسية للمرء.
  • الاستماع لنداءات الجسد، وتلبية حاجاته عند طلب أخذ قسط من الراحة، أو تلبية شعور حاجة المرء للترفيه من قضاء عطلة على الشاطئ أو في الغابة، أو الصحراء.

ما مصادر الطاقة الداخلية في جسم الإنسان والمواد غير الحية؟

تنتج الطاقة الداخلية في المواد غير الحية والجماد نتيجة دوران الإلكترونات حول النواة باستمرار في الذرة، أمَّا القوة الداخلية للانسان وطاقته فتكون نتيجة للموجات الكهرومغناطيسية الموجودة داخل خلايا جسم الإنسان، والتي لها إشارات سالبة أو موجبة.

لعلَّ سبب نشوء هذه الموجات هو النشاط الدائم داخل خلايا الجسم المختلفة، وذلك عن طريق حدوث تفاعلات كهروكيميائية تحوِّل الطاقة إلى مواد كيميائية، أو العكس. 

مفاهيم الطاقة الداخلية:

  1. تتأثر الطاقة الداخلية الموجودة في جسم الإنسان بشكل كبير بأفكاره، وتعدُّ الفكرة بحد ذاتها طاقة.
  2. تعدُّ الطاقة بأنواعها ظاهرة علمية وفيزيائية.
  3. كلُّ شيء موجود في هذا الكون الشاسع هو عبارة عن طاقة.
  4. الطاقة نوعان: طاقة إيجابية، أو طاقة سلبية.

كيف يمكن تطوير الطاقة الكامنة في جسم الإنسان؟

من خلال:

  1. تنظيم الوقت.
  2. الحصول على ساعات كافية من النوم، وألَّا يقل عدد ساعات نوم الإنسان عن ست ساعات يومياً للشخص البالغ.
  3. تجنُّب التفكير السلبي، والحرص على تخزين الأفكار الإيجابية في العقل الباطن.
  4. اتباع نظام غذائي محدد وصحي ومتوازن.
  5. شرب كميات كافية من المياه، حيث تقدر حاجة الإنسان اليومية للماء بنحو 8 أكواب في الأحوال الطبيعية؛ ولكن يجب شرب كميات أكبر من الماء عند ممارسة الرياضة أو بذل أي نوع من الجهد.
  6. من أكثر الأمور التي تساعد الإنسان في الحصول على الراحة: التقرب من الله عز وجل من خلال الذكر والدعاء والصلاة والاستغفار.

شاهد بالفديو:6 طرق للتخلص من انخفاض طاقة الجسم منتصف النهار

أنواع الطاقة في جسم الإنسان:

تتعدد أنواع الطاقات في جسم الإنسان، إلا أنه توجد ثلاث أنواع رئيسة منها، وهي:

1. الطاقة الروحية:

وتعد هذه الطاقة من أهم الطاقات الداخلية عند الإنسان، لأنها المسؤولة عن تعزيز القدرات، وإطلاق الآفاق، وتعزيز الإيمان في داخل الإنسان، ومن يملك مثل هذه الطاقة يكون قادراً على فعل كثير من الأشياء التي كان يعتقد في يوم من الأيام أنه لا يستطيع القيام بها، فإيمان المرء بقدراته يعني أنه يمكنه القيام بما يريد.

2. الطاقة الذهنية:

وهي الطاقة المسؤولة عن تطوير القدرات العقلية والفكرية عند الإنسان، ويعد التعلم، والتفكير، والتجريب من أهم الأدوات التي يمكن من خلالها زيادة معدل هذه الطاقة عند الإنسان.

3. الطاقة الجسدية:

وهي الطاقة المسؤولة عن تحريك الجسد من الركض والجلوس والمشي، ويعد الغذاء الصحي، والابتعاد عن الأشياء التي تضر الصحة هي المزود الأساسي لهذا النوع من الطاقة لدى الإنسان.

ما مراكز الطاقة الداخلية في جسم الإنسان؟

يوجد 7 مراكز للطاقة الرئيسة في جسم الإنسان، والتي تُسمَّى بـ "الشاكرات" -أي عجلات دوَّارة من الطاقة- حيث تلتقي خطوط الطول المختلفة للطاقة في الجسم في تلك المراكز.

هذه الشاكرات هي:

1. شاكرا "التاج":

تعدُّ البوابة ونقطة المصدر في التنوير، وهي المسؤولة عن السماح لنا في الوصول إلى حالات أعلى من الوعي، وتقع في الجزء العلوي من الرأس.

لون شاكرا "التاج" أرجواني؛ لذلك يعدُّ اللبان وزيت اللافندر واللون الأرجواني والأحجار الكريمة "جمشت" من العوامل التي تساعد في الحفاظ على توازنها.

2. شاكرا "العين الثالثة":

تمثل المعرفة الداخلية والحدس، وهي تمثل نقطة التقاء تيَّارين هامين في الجسم، وتقع في منتصف الدماغ حيث توجد الغدة الصنوبرية.

لون شاكرا "العين الثالثة" هو الأزرق، وهي تعمل على تحفيز كلٍّ من: الحنجرة، والوجه، والعينين، والأذنين، والرأس.

3. شاكرا "الحلق":

تعدُّ المسؤولة عن مهارات التحدث والإصغاء والتعبير، ومركز الطاقة الخاصة بالإنسان.

تقع في الرقبة، ولونها هو اللون الفيروزي أو الأزرق الفاتح، وهي تتأثر بحركة الرأس والرقبة.

4. شاكرا "القلب":

تعدُّ أقوى مركز للطاقة ومقعداً للروح، وتقع في الفقرات الأولى والثانية والثالثة من العمود الفقري، وغالباً ما تتأثر بحركات الصدر والقفص الصدري.

لشاكرا "القلب" لونان: اللون الأساسي هو اللون الأخضر، واللون الثانوي هو اللون الوردي؛ وهي مسؤولة عن تحفيز كلٍّ من: القلب، والرئتين، والغدة الكظرية، والكبد، والكلى، والحجاب الحاجز، والمعدة، والبنكرياس، والإثني عشر، والأمعاء الدقيقة، والمثانة، والمرارة، والثدي.  

5. شاكرا "مركز المعدة":

تقع شاكرا "مركز المعدة" في المعدة والبطن، وهي تمثل قوة الإرادة والطاقة المادية، ومركز الطاقة الخاص بالإنسان.

6. شاكرا "الجذر":

تقع في نهاية العمود الفقري للإنسان، واللون الخاص بهذه الشاكرا هو الأحمر؛ لذلك سيساعد زيت الباتشولي وارتداء الأحجار الكريمة -كالعقيق- في توازن هذا المركز.

تمثل شاكرا "الجذر" اتصال الإنسان بالأرض، وهي مسؤولة عن الاحتياجات الغريزية وبقاء الإنسان على قيد الحياة، وتؤثر حركة الحوض تأثيراً مباشراً فيها، وهي تُحفِّز عند تحريكها تبادل الطاقة بين الساقين والعصعص المستقيم والأعضاء الجنسية.

7. شاكرا "الضفيرة الشمسية":

تقع شاكرا "الضفيرة الشمسية" حيث توجد المعدة وزر البطن، وهي تمثل قوة الإرادة والطاقة البدنية، ولون هذه الشاكرا هو الأصفر اللامع.

إقرأ أيضاً: 5 دلائل تنذر بأنّ "الشَّاكرات" لديك تفتقد إلى التوازن

معلومات هامة عن مراكز الطاقة في جسم الإنسان:

  1. ستشعر بالحيوية عندما تكون هذه المراكز مفتوحة ومفعمة بالطاقة.
  2. هي المسؤولة عن التحكم بتوزيع الطاقة في جسمنا.
  3. يكون جسم الإنسان قادراً على البقاء بصحة جيدة وخالية من الأمراض عندما تبقى جميع مراكز الطاقة مقفلة.
  4. يمكن أن يصل الإنسان إلى مراكز الطاقة من خلال ممارسات الشفاء والتأمل واليوغا والتنفس بعمق؛ ولكن لا يمكن للإنسان رؤية هذه المراكز؛ ذلك لأنَّها ليست جسدية.
  5. يلعب نمط حياة الإنسان وعاداته اليومية دوراً كبيراً في الحفاظ على إنتاجية وصحة مراكز الطاقة في جسمه.
  6. عندما تكون مراكز الطاقة في جسم الإنسان مفتوحة ومفعمة بالطاقة والحيوية، يكون الجسد والعقل متوازنان، والقلب مفتوحاً للمغامرات والفرص.
  7. إنَّ مراكز الطاقة هي اتصال جميع القنوات التي توزع كل طاقة الإنسان على الذهن والجسم؛ لذلك فإنَّ المحافظة عليها واضحةً يضمن للإنسان طاقة حيوية متدفقة في جميع الأوقات.

ختاماً: خطوات لتعزيز القوة الداخلية للانسان

إذا كنت حريصاً على تعزيز القوة الداخلية لديك، فاتبع هذه الخطوات البسيطة:

  1. كن أفضل صديق لنفسك.
  2. أعط الأولوية لنفسك دائماً.
  3. لا تُدخِل الخوف بالحسبان عند اتخاذ أي قرار مهما كان صعباً.
  4. اسأل نفسك "لماذا؟"، ثمَّ ابحث عن الإجابة.
  5. اهتم بالرياضة والغذاء، لكونهما ضروريان لصحتك العقلية.

المصادر: 1، 2، 3




مقالات مرتبطة