الصدمات النفسية للأطفال: أنواعها، وأعراضها، وكيفية التعامل معها

يتعرَّض الأطفال كما البالغين للصدمات النفسية الناتجة عن حوادث مختلفة، مثل: العنف، أو حوادث الطرق، أو الجرائم، أو غيرها من التجارب الحياتية المُخيفة، وفي هذا المقال سنقدم لكم أعزاءنا القراء كيفية التعامل مع الصدمات النفسية للأطفال، وأنواع الصدمات النفسية، وأهم أعراضها؛ لذا تابعوا معنا في السطور القليلة القادمة.



أنواع الصدمات النفسية:

هناك نوعان من الصدمات النفسية، وهما:

1. الصدمات النفسية الناتجة عن كوارث طبيعية:

وهي التي تحدث نتيجة التعرُّض للكوارث الطبيعية، مثل: الأعاصير، أو انفجار البراكين، أو الزلازل، أو الفيضانات، وغيرها من الكوارث الطبيعية.

2. الصدمات النفسية الناتجة عن صنع الإنسان:

وهي التي تحدث بفعل الإنسان، مثل: الاغتصاب، أو الأسر، أو الاعتداء، أو الانفجارات بكل أنواعها، وأكثر هذه الكوارث خطورةً هي الحروب؛ حيثُ إنَّها تخلق جواً محيطاً بالموت يهدد أعداداً كبيرة من البشر.

إقرأ أيضاً: أكثر الأمراض النفسيّة انتشاراً في عصرنا الحالي

الأعراض الرئيسة للشخص المصاب بالصدمة:

هناك العديد من الأعراض التي تظهر على الشخص المصاب بالصدمة سواء كان طفلاً صغيراً، أم شخصاً بالغاً، ومن أهم هذه الأعراض نذكر لكم ما يلي:

1. تذكُّر الحدث الذي سبَّب الصدمة:

إنَّ استرجاع الحدث الذي سبَّب الصدمة يسبِّب للفرد ردات فعل جسدية أو عاطفية مبالغ فيها تجاه جميع الأشياء التي تذكِّره بالحدث، أو يمكن أن يسبب ذلك كوابيس ليلية.

2. الحذر المبالغ فيه والمفرط:

قد يعاني الفرد الذي تعرَّض للصدمة من عدد من السلوكات غير الإرادية، مثل:

  • صعوبة التركيز والقيام بالأعمال الاعتيادية.
  • النوم لساعاتٍ طويلة نوماً متواصلاً.
  • عدم القدرة على النوم بسهولة.
  • نوبات غضب مفاجئة لأسبابٍ تافهة.
  • الشعور والإحساس الدائم بالخطر والخوف عند الوجود في أي مكان، وليس فقط في الأماكن المرتبطة بحدوث الصدمة.
  • المبالغة في ردات الفعل تجاه المواقف المختلفة.

3. التجنُّب:

ويقصد بذلك تجنُّب جميع المشاعر، أو الأماكن، أو المواقف، أو الحديث عن الأحداث التي رافقت الصدمة، عدم الرغبة والقدرة على عمل أي شيء، وتجنُّب التواصل الاجتماعي مع الآخرين، والانطواء على النفس، والانعزال عن الآخرين والانسحاب من حياتهم.

إقرأ أيضاً: العزلة الاجتماعية: أنواعها، وأسبابها، وأعراضها، وطرق علاجها

4. الاكتئاب:

يعاني الكثير ممن يتعرضون للصدمة من الاكتئاب، ولوم أنفسهم على ما حدث، وتحميل الذات المسؤولية عن الأحداث التي سبَّبت لهم الصدمة.

5. عدم السيطرة على نوبات البكاء:

يجعل تذكُّر الأحداث التي سبَّبت الصدمة الفرد يعاني من نوباتِ بكاءٍ شديدة لا يمكنه السيطرة عليها وإيقافها، ويمكن أن تكون هذه النوبات صامتة، أو مترافقة مع الصراخ.

أعراض الصدمة النفسية عند الأطفال:

يمكن ألا تظهر أعراض الصدمة النفسية عند الأطفال مباشرةً بعد الصدمة، فيمكن أن تظهر بعد أيامٍ أو أسابيع، ومن هذه الأعراض نذكر لكم ما يلي:

  1. أحلام مخيفة وكوابيس، وصعوبة في النوم.
  2. قلة التركيز.
  3. معاناة الطفل من التبول الليلي.
  4. مص الإصبع.
  5. خوف الأطفال وقلقهم من فقدان ذويهم.
  6. سيطرة الأحداث التي سبَّبت الصدمة على تفكير الطفل وسلوكه.
  7. معاناة الطفل من آلام جسدية مثل: ألم المعدة، أو الصداع.
  8. توتر الطفل، وعدم التزامه بتوجيهات ذويه.

يمكن للطفل تجاوز جميع هذه الأعراض بتقديم الدعم النفسي له من قِبل الأبوين، والأهل، والأصدقاء، لكن هناك بعض الصدمات النفسية تسبِّب للطفل آثاراً بعيدة الأمد؛ حيث يعاني من القلق النفسي والكآبة لأسابيع عديدة، وفي حال تدهور صحة الطفل النفسية لفترة أطول من ذلك عندها يجب استشارة طبيب نفسي لمعالجته.

كيف نتعامل مع الصدمات النفسية للأطفال؟

هناك عدد من النصائح التي يجب على الأبوين اتباعها لمساعدة طفلهما على تجاوز الصدمة النفسية التي يعاني منها، ومن أهم هذه النصائح نذكر لكم ما يلي:

  1. حرص الأبوين على عدم ترك الطفل لوحده ظناً منهم أنَّ ذلك يجعله ينسى الأحداث التي مرَّ بها، كما يجب على الأبوين تقبُّل الاضطراب النفسي الحاصل للطفل بعد تعرُّضه للصدمة، ومحاولة تقديم الدعم له من خلال التحدث معه عن مجريات الأحداث التي وقعت، أو مساعدته على تمثيل كل ما جرى من خلال الرسم.
  2. حرص الأبوين على التحدث مع طفلهما يساعده على التعايش مع التجربة المؤلمة التي عاشها، كما أنَّ مساعدة الطفل على سرد جميع الأحداث التي وقعت بهدوء وبدون أي توتر تساعد على تقييم الوضع، واستعادة السيطرة على سلوك الطفل وعواطفه.
  3. في حال عدم موافقة الطفل على التحدث مع ذويه عن مجريات الأحداث التي سبَّبت له الصدمة، يمكن للأبوين عرض الطفل على متخصصين في تقديم الدعم النفسي بهدف تقليل التأثيرات الضارة الناتجة عن الصدمة وعودة الطفل إلى حالته الطبيعية.
  4. يُعد طلب المساعدة من الطبيب النفسي لمعالجة الطفل ضرورياً جداً في الحالات التالية: 
    • استمرار تأثير الصدمة لأكثر من شهر.
    • تدهور حالة الطفل وسلوكه.
    • عدم قدرة الطفل وذويه على ممارسة الأعمال الاعتيادية اليومية بسبب القلق الذي يعانون منه.
    • معاناة الطفل من آثار ما بعد الصدمة لمدةٍ زمنيةٍ تتجاوز الشهر.
إقرأ أيضاً: نصائح مهمة لوقاية الأبناء من الأمراض النفسيّة

خصوصية التعامل مع الصدمات النفسية للأطفال:

يوجد العديد من الأسباب التي تجعل التعامل مع الصدمات النفسية للأطفال يمتاز بخصوصية مختلفة جذرياً عن التعامل مع الصدمات النفسية للبالغين، ومن أهم هذه الأسباب نذكر لكم:

  1. عدم قدرة الأطفال على التعبير عن مشاعرهم، وأفكارهم، وعواطفهم، مقارنةً مع البالغين.
  2. اختلاف تفسيرات الطفل عما يشعر به، فهو لا يعرف أي كلمة بالضبط يمكن أن تعبر عما يعانيه من ألم ومعاناة نفسية.
  3. الحاجة إلى أساليب مناسبة لتحقيق التواصل الفعَّال مع الأطفال تبعاً للمرحلة العمرية، كما أنَّ كل طفل يحتاج إلى طريقة تواصل مختلفة عن بقية أقرانه.

وبذلك أعزاءنا القراء نكون قد قدمنا لكم أهم أعراض الصدمة النفسية للأطفال وكيفية التعامل معها.

 

المصادر: 1، 2، 3




مقالات مرتبطة