الصداقة وقيمتها الحقيقية في حياة الإنسان

الإنسان كائن اجتماعي بفطرته لا يستطيع أن يعيش بمنعزل عن محيطه الاجتماعي، فالاختلاط بالناس هي حاجة ضرورية ومستمرة منذ ولادته إلى مماته، وهذا ما يدفعه إلى تكوين علاقات اجتماعية أينما حلّ حيث يتعرف بدايًة على الناس، ومع الوقت تتوطد علاقته بهم فيصبحون من المقربين له لتتحوّل علاقة التعارف إلى علاقة صداقة قوية قد تمتد إلى آخر العمر، ونظرًا لأهمية الصداقة في حياة الإنسان سنتحدث اليوم عنها بشكل تفصيلي.



تعريف الصداقة:

  • في اللغة العربية تشتق كلمة الصداقة من الصدق، وتعرّف الصداقة بأنها علاقة اجتماعية تربط شخصين أو أكثر على أساس الثقة، والمودة، والتعاون بينهم.
  • الصداقة هي علاقة إنسانيّة تجميع بين الأفراد وتقوم على عدة أركان أهمها الصدق، والمحبة، والتعاون، والإخلاص، والتفاهم، والثقة، وتنتهي الصداقة إلى الأبد بمجرد ذهاب أحد هذه الأركان.
  • الصداقة هي اجتماع الأفراد وتعاهدهم على المحبة، والود، وحسن المعاملة، ومشاركة المشاعر، والهموم، والوقف إلى جانب بعضهم في السراء والضراء.
  • الصداقة هي علاقة اجتماعية وإنسانية بامتياز تقوم بين شخصين أو أكثر لا تجمعهم علاقة قرابة بل تجمعهم مشاعر نبيلة وسامية كالمحبة، والصدق، والوفاء، والإخلاص.

أهمية الصداقة في حياة الإنسان:

1- الصداقة تحمي الصحة الجسدية والنفسية:

أثبتت الدراسات العلمية أنّ الناس الذي لا يملكون علاقات صداقة هم أكثر عرضة للأمراض والاضطرابات النفسية، وذلك لما للصداقة من دور هام في تحسين الحالة المزاجية العامة، والتنفيس عن الشحنات السلبية.

2- الصداقة تخلّص الشخص من صفة الانطوائية:

الشخص الانطوائي يشعر بأنه وحيد في هذا العالم لا أحد يحبه، لذلك يحرص على البقاء بعيدًا عن الناس، لكن عندما ينجح في تكوين الصداقات تتغير حياته تمامًا، فيصبح شخص منفتح قادر على الانخراط مع مختلف البيئات الاجتماعية.

اقرأ أيضاً: 12 طريقة فعّالة تخلصك من الشعور بالوحدة

3- الصداقة تعمّق إحساس الانتماء:

يعاني الشخص الذي لا يمتلك الأصدقاء بالعزلة الاجتماعية فيشعر أنه غريب عن هذا العالم، لكن الصداقة تعيد له ثقته بنفسه وتجعله يشعر بأنه جزء من هذا المجتمع، فيجتهد ويعمل ويساعد كل من حوله ليحقق نهضة بلده ومجتمعه.

اقرأ أيضاً: ثلاثة أنواع من الأصدقاء نحتاج لهم في حياتنا

4- الصداقة التعامل مع الصدمات العاطفية:

الأصدقاء المخلصين والأوفياء هم من نحتاج إليهم في لحظات الهم والحزن فهم يساعدوننا ويساندوننا حتى نتجاوز الأزمات بسلام، باختصار الأصدقاء هم السند القوي الذي يمكن أن نعتمد عليهم في الحياة.

5- الصداقة ملجأ للشعور بالراحة:

لا يخفى على أحد أن الأصدقاء هم محفظة أسرارنا فعندما نواجه أي مشكلة أو مأزق نلجأ إليهم لنأخذ بعض المشورة والنصيحة، وهذا ما يساعد في التخفيف من أعباء الحياة، كما أنّ قضاء الوقت معهم يجعلنا نشعر بالراحة والسلام.

6- الصداقة مصدر هام للسعادة:

الجلوس مع الأصدقاء يفتح المجال لتبادل وسماع النكات، إضافة لتذكر المواقف الطريف والمضحكة التي مروا بها، كما أن الجلوس مع الأصدقاء يسمح بمراجعة الذكريات القديمة وهذا ما يجعلنا نشعر براحة نفسية وسعادة كبيرة، فهم مصدر هام للسعادة والهناء والفرح.

كيف تكوّن علاقات صداقة متينة؟

يمتلك بعض الناس مهارة وقدرة على اجتذاب الآخرين وتكوين علاقات صداقة معهم، في حين أنّ البعض الآخر لا يمتلك هذه المهارة ما يجعلهم يعيشون بعزلة اجتماعية وانطوائية، فماهي الطرق التي تسهل عليك تكوين علاقات صداقة متينة؟

1- تلبية كل الدعوات الاجتماعية:

إنّ تلبية الدعوات الاجتماعية كأعياد الميلاد، وحفلات الأعراس والخطوبة، وحفلات التخرج، وعشاء العمل، وغيرها تفسح المجال للتعرف والاختلاط مع أناس كثر ما يسهل عليك فرصة التقرّب منهم والتعرف عليهم، لذا احرص على تلبية كل الدعوات.

2- شارك في الأعمال الخيرية:

المشاركة في الأعمال الخيرية لها أثر كبير في المجتمع، وكذلك توفر هذه الأعمال فرصة جميلة للاجتماع مع أشخاص من بيئات وثقافات مختلفة لكن يجمعك معهم وحدة الاهتمامات، والرسالة النبيلة، وبالتأكيد ستجد وسط هؤلاء الناس أصدقاء حقيقيين ومقربين.

3- اعتمد على مواقع التواصل الاجتماعي:

لقد أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي التويتر، الفيس بوك، الانستغرام من أهم الوسائل للتعارف ولإنشاء الصداقات، حيث تتيح هذه المواقع فرصة التعرف على ناس من مختلف البلدان وتكوين علاقة صداقة معهم على الرغم من بعد المسافات.

4- حسن التعامل مع كل الناس:

الناس تحبّ أن تتواصل مع الشخص الخلوق الصادق الوفي، لذا احرص على التحلي بالأخلاق الحميدة حتى تكسب محبة من حولك، وتعامل باحترام مع الجميع، وراعي الكبير والصغير، ولا تترّدد عن تقديم يد العون والمساعدة للمحتاجين، بذلك فقط ستنجح في تكوين علاقات صداقة متينة.

5- اهتم بمظهرك الخارجي:

نحن لا نقول لك أن تهتم بمظهرك بشكل مبالغ بل أن تعتني بنظافتك الشخصية بشكل أساسي، كما يجب أن ترتدي الملابس النظيفة والأنيقة والتي تناسب المكان الذي ستذهب إليه، كما من المهم أن تهتم بتسريحة شعرك، فالمظهر الجذّاب يسهل عليك تكوين الصداقات.

6- تعلّم فنون الحديث والحوار:

حتى تتمكّن من تكوين علاقات صداقة متينة بسهولة عليك أن تتعلّم فنون الحديث والحوار كأن تستمع وتنصت لمحدثك، أن تختار الكلام الواضح والبسيط والمفهوم، أن تتجنّب النقد السلبي، وأن تشعر الآخر بأهمية كلامه ورأيه، فكل ما سبق سيساعدك على كسب الصداقات.

صفات الصديق الصالح:

  1. الصدق: الصديق الصادق هو الذي يقول كلمة الحق حتى وإن كان سيُعرّضه هذا للخطر، ويرفض كل أشكال الكذب والخداع والخيانة.
  2. الأمانة: الصديق الأمين هو الذي يحفظ الأمانات، ويصون الود، ويعطي كل شخص حقه، كما أنه يؤدي واجباته اتجاه الناس بضمير وبإخلاص.
  3. الوفاء: الوفاء من أروع الصفات وأنبلها على الإطلاق، فهي التزام الصديق بالعهد، وحفظ المواثيق والوعود بعيدًا عن الخيانة، والغدر، والخداع.
  4. الحكمة: أن يمتلك الصديق الرؤية والرأي السديد في القول والفعل، فلا يقول إلا صوابًا، ولا يفعل إلا ما هو صحيح، ومعقول، ومنطقي.
  5. الكرم: صفة أصيلة لا يمتلكها إلا الصديق النبيل والأصيل، ومعناها حبّ العطاء والخير، والإنفاق والمساعدة ماديًا ومعنويًا دون شرط أو مقابل.
  6. التسامح: التسامح هو تجاوز الصديق عن أخطاء الآخرين مهما كان نوعها، ومقابلة الإساءة بالإحسان، والعفو وحب الخير لكل البشر.
  7. الإيجابية: الصديق الإيجابي هو الذي يمتلك تفكير سليم وعقلاني، فهو يرى الجانب المشرق من الأمور دائمًا ما يجعله دائم الفرح، والتفاؤل.
  8. الشفافية: تعني الشفافية ما رق حتى يرى ما خلفه، أي تعني الوضوح وهي عكس التعتيم والسرية، بمعنى أن الصديق الذي يتّصف بالشفافية هو الصادق في القول والفعل.
  9. الإيثار: هو التزام أخلاقي يتجلى بتفضيل الصديق راحة ورفاهية الآخرين على نفسه، وبذل كل ما بوسعه لمساعدة وإسعاد كل من حوله.
  10. الإغاثة: تعتبر إغاثة الملهوف من أعمال الخير التي تدلّ على مدى نبل صاحبها، والصديق الجيد يسعى باستمرار لفك كرب وهموم الناس.

صفات الصديق السيء:

  1. الانتهازية: يحرص الصديق الانتهازي على التقرّب من الناس بغرض استغلال ما يمتلكوه لتحقيق مصالحه الشخصية، متجاهلًا مصلحة من حوله.
  2. الكذب: هو الذي يسعى إلى تزييف الحقائق جزئيًا أو كليًا، وخلق روايات بنية الخداع لتحقيق هدف معين، أو مصلحة تنفعه وتضر الآخرين.
  3. البخل: من أسوأ الصفات وأقبحها، حيث يقوم هذا الصديق باكتناز المال وجمعه وعدم إنفاقه والعيش على حساب الآخرين، فهو يأخذ ولا يعطي.
  4. الغدر: صفة قبيحة تدلّ على رخص النفس وحقارتها، والصديق الغدار هو من يخالف بعهوده ووعوده، ويبيع ذمته لتحقيق أغراضه الشخصية.
  5. الخيانة: الصديق الخائن هو الذي يخرق العهد والأمانة والثقة عن سابق إصرار وترصد، متجاهلًا علاقة الصداقة والمحبة التي يبادلها الناس له.
  6. الأنانية: الصديق الأناني صاحب نفس ضعيفة لا يرى إلا نفسه، ولا يحب إلا ذاته، ولا يعمل إلا لتحقيق أهدافه ومصلحته حتى لو كان هذا على حساب من هو أولى منه.
  7. النميمة: هذا الصديق يبتسم بوجهك ثم يحتقرك في غيابك بالنميمة، وكثيرًا ما تراه ينصت ويتلصّص على الناس بغية انتهاك خصوصياتهم وفضحهم أمام الجميع.
  8. التكبر: لا يعترف هذا الصديق برأيك، ولا بحقك لأنه ببساطة يعتبر نفسه أعلى مرتبة وشأنًا من كل البشر، ويظن أنه لا بأس بالسخرية منك ومعاملتك بطريقة مهينة.
  9. الخداع: هو الترويج للاعتقاد بشيء غير حقيقي، ويستخدمه الصديق السيء لإخفاء أمر ما عنك بغية تحقيق مصلحته الشخصية.
  10. التشاؤم: يعتبر هذا الصديق مصدر للإحباط والمشاعر السلبية، فهو حريص على نشر النكد والقلق والحزن أينما ما حل.

كيف نتعامل مع الصديق السيء؟

في حياتنا قد نتعرّف على أصدقاء يكونون في البداية لطيفين في التعامل لكن ما هي إلا فترة بسيطة حتى نكتشف أنهم أشخاص في غاية السوء، ولكي تتجنب الانخراط مع مثل هؤلاء الناس سنقدم لك بعض النصائح التي تساعد على التعامل معهم.

1- راقب تصرفاته عن كثب في البداية:

مهما حاول الشخص أن يخفي صفاته السيئة بالتأكيد سيبدر عنه على غفلة تصرف ينذر بأنه شخص سيء، مثلًا إذا اقترض منك الأموال أو المقتنيات ولم يعيدها في الوقت المتفق عليه فهذا يدل على أنه يصادقك طمعًا بوضعك المعيشي، حاول أن تتحاشى الاختلاط به وتدريجيًا اقطع علاقتك به نهائيًا.

2- صارحه بما يثير إزعاجك:

من أهم الطرق التي تسهل عليك التعامل مع صديقك السيء أن تخبره بما يثير إزعاجك منه، وصارحه بكل شفافية أن التصرّفات التي يقوم بها بحقك تجعلك في غاية الإحباط، وأنك تتمنى أن توطد علاقتك معه لكن استمراره بارتكاب الحماقات سيدفعك لقطع العلاقة معه إلى الأبد.

3- قم بالرد على تصرفاته السيئة بتصرفات جيدة:

عندما يرتكب صديقك تصرفات سيئة بحقك قم بمسامحته ورد عليه بتصرفات جيدة تظهر بها حسن نيتك وحبك له، بالتأكيد سيشعر بالخجل من نفسه وسيتوقف عن أذيتك وإزعاجك، ومع الوقت ستلاحظ أنه تغيّر وأصبح شخصًا أفضل، لتصبح المحبة والمودة هي ما يجمعكم.

4- اطلب المساعدة من الجهات الرسمية:

عندما يكون صديقك السيء شديد العدوانية ويسعى لنصب المكائد لك هنا بالتأكيد لا ينفع التعامل معه بسلام، لذا عندها اطلب المساعدة من الجهات الرسمية كالمدير أو المسؤول عن العمل أو قسم الشرطة، سيضمن هذا حقك بشكل قانوني وسيحد من تعرّضه لك.

حكم عن الصداقة:

  1. إذا كنت تملك أصدقاء، إذًا أنت غني. بلوطس
  2. لُم صديقك سِراً، وامدحه أمام الآخرين. ليوناردو دافنشي
  3. ليس الضحك بداية سيئة للصداقة، ومازال أفضل نهاية لها. أوسكار وايلد
  4. الصداقة تبدأ عندما تشعر أنك صادق مع الآخر وبدون أقنعة. زكريا ياسين
  5. الـرفيـق قبـل الطـريـق. مثل عربي
  6. من يبحث عن صديق بلا عيب، يبقى بلا صديق. مثل تركي
  7. المرء بخليله. مثل عربي
  8. صداقة زائفة شر من عداوة سافرة. مثل عربي
  9. الحسابات الجيدة تصنع أصدقاء جيدين. مثل فرنسي
  10. قل لي من تعاشر أقل لك من أنت. سرفانتس
  11. صحبة الأخيار تورث الخير، وصحبة الأشرار تورث الندامة. عبد الله بن المقفع.

الصداقة هي كنز لا يقدر بثمن والعيش بدونها أمر مستحيل، لذا احرص عزيزي على تكوين علاقات صداقة متينة وابتعد عن الأصدقاء السيئين فهم مصدر الهم والحزن.

 

المصادر:

  1. ويكيبيديا
  2. كيف يمكنك تكوين صداقات حقيقية ؟
  3. كيف تتعرف على أصدقاء جدد
  4. كيفية تحديد الأصدقاء السيئين
  5. حكم عن الصداقة



مقالات مرتبطة