الحمل بعد الاستئصال الجراحي لخلايا عنق الرحم

تُجرى عملية الاستئصال الجراحي لخلايا عنق الرحم باستخدام العُروة الكهربائية بهدف تشخيص وعلاج الحالات المرضيَّة الشاذة أو السرطانية في السبيل التناسلي السفلي لدى المرأة، ومن الطبيعي للغاية أن تقلق النساء اللواتي سيخضعن لعملية الاستئصال الجراحي لخلايا من عنق الرحم بالعروة الكهربائية بخصوص تأثيرها في خصوبتهنَّ وحملهن المستقبلي؛ إذ تنطوي على هذه الطريقة الشائعة، والتي تتمثل باستئصال الخلايا الشاذة من عنق الرحم لمنع الإصابة بالسرطان، بعضُ المخاطر النادرة الحدوث، وفقاً لما أوضحته الدكتورة "دانا باراس" (Dana Baras)، متخصصة التوليد وأمراض النساء في مستشفى "هاورد كاونتي" (Howard County) العام.



لا داعي إلى القلق لدى أغلب النساء اللواتي خضعن لهذه العملية وفقاً للدكتورة "باراس"، والتي تجيب عن أبرز أسئلة النساء المتعلقة بالخصوبة ومشكلات الحمل بعد عملية الاستئصال الجراحي لخلايا عنق الرحم باستخدام العروة الكهربائية.

إمكانية الحمل بعد هذه العملية:

تُوجد خطورة منخفضة لتشكُّل نسيج تندُّبي فوق فوهة عنق الرحم، مسبِّباً ما يُدعى بالتضيُّق العنقي بعد إجراء عملية الاستئصال الجراحي لخلايا عنق الرحم باستخدام العروة الكهربائية، وفي حال تضيُّق أو انغلاق قناة عنق الرحم، قد يؤدي ذلك إلى انقطاع الدورات الشهرية أو عدم انتظامها، أو تشكيل عائق يمنع النطاف من عبور عنق الرحم والوصول إلى الرحم ثمَّ إلى البوقين لتلقيح البويضة الأنثوية.

على أيِّ حال، فإنَّ التضيُّق العنقي نادر الحدوث، وينجم غالباً عن إزالة كمية كبيرة من الأنسجة العنقية خلال هذه العملية للوقاية من تحوُّلها إلى خلايا سرطانية، أو بعد الخضوع لعملية الاستئصال الجراحي أكثر من مرة.

بعد القيام بالإجراءات التشخيصية كتنظير عنق الرحم المكبَّر - عملية يُدخل بها منظار مجهري خاص لرؤية عنق الرحم باستخدام فلتر ضوئي أخضر اللون، ممَّا يسمح للأطباء بالبحث عن أيِّ تغيُّرات عيانية في عنق الرحم وأخذ خزعة منها - يقرِّر طبيبكِ النسائي كمية الأنسجة التي ينبغي إزالتها من عنق الرحم، وذلك اعتماداً على موقع الخلايا الشاذة فيه.

إقرأ أيضاً: 3 أمراض تتعرض لها المرأة خلال فترة الحمل

متى يجب البدء بمحاولات الحمل بعد إجراء هذه العملية؟

يستغرق الشفاء الفوري بعد عملية استئصال الخلايا العنقية بالعروة حوالي أسبوعين، ونوصي بأن تتجنَّب النساء الخاضعات لهذه العملية الجماع وإدخال أيِّ شيء داخل المهبل لمدة أربعة أسابيع، ويستغرق الشفاء الكامل لعنق الرحم 6 أشهر، وتنصح الدكتورة "باراس" مريضاتها اللواتي لم يظهر لديهنَّ بنتائج الخزعة أيُّ مؤشِّر على وجود سرطان عنقي، بالانتظار مدة ستة أشهر بعد عملية الاستئصال ليبدأن بمحاولات الحمل.

كيفية التحقُّق من نجاح عملية الاستئصال الجراحي لخلايا عنق الرحم:

للتأكُّد من التخلص من جميع الخلايا العنقية الشاذة، نوصي بإجراء فحوص متابعة لدى طبيبكِ النسائي، واعتماداً على نتائج تقرير التشريح المرضي المُجرى على خزعة الخلايا التي أُخذت من عنق الرحم، قد تحتاج المريضة إلى إجراء فحوص إضافية كإعادة اختبار مسحة عنق الرحم، أو التحرِّي عن إصابتها بالفيروس الورمي الحُليمي البشري، أو القيام بكشط باطن عنق الرحم - طريقة لأخذ الخزعة من داخل عنق الرحم - أو حتَّى القيام باستئصال كلِّي للرحم.

شاهد بالفيديو: 6 معتقدات خاطئة عن الحمل

إمكانية تأثير عملية الاستئصال الجراحي لخلايا عنق الرحم في الحمل:

إن كُشف عن إصابتكِ بخلايا عنقية شاذة عالية الدرجة في أثناء فترة حملك، يجب عليك الانتظار إلى ما بعد الولادة لإجراء عملية الاستئصال الجراحي لخلايا عنق الرحم باستخدام العروة الكهربائية، وتجدر الإشارة إلى أنَّ إجراء هذه العملية قبل الحمل، لا يزيد من احتمالية حدوث الإجهاض لدى المرأة، لكنَّه قد يسبِّب صعوباتٍ خلال المراحل الباكرة من المخاض - تقلصات رحمية متكررة وقوية تحدث في نهاية فترة الحمل وتنتهي بحدوث الولادة، وتتجلى عند المرأة بآلام شديدة أسفل البطن - عند عددٍ قليلٍ من النساء اللواتي تطوَّر لديهنَّ تضيُّق عنقي بعد إجراء هذه العملية.

إذ تستغرق هؤلاء النساء وقتاً أطول لحدوث الاتِّساع في عنق الرحم أكثر من الوقت الطبيعي اللازم لذلك - ينبغي انتظار حدوث الاتساع والامِّحاء الكامل لعنق الرحم كي يُولد الجنين في الولادة الطبيعية بالطريق المهبلي - ويمكن للطبيب النسائي استخدام عدة طرائق للمساعدة على تمدُّد العنق وتسهيل الولادة المهبلية.

لقد اعتاد الأطباء في الماضي على قياس طول عنق الرحم لدى النساء الخاضعات لعملية الاستئصال الجراحي لخلايا عنق الرحم باستخدام العروة الكهربائية، بسبب ارتفاع احتمالية إصابتهنَّ بقصور وتقاصُر عنق الرحم، والذي ظنَّ الأطباء أنَّه يؤثر في قابلية عنق الرحم للبقاء مغلقاً خلال الحمل، ممَّا قد يؤدي إلى الولادة الباكرة.

لكنَّ الدراسات الحديثة تشير إلى أنَّ خلل التنسُّج العنقي - وجود خلايا شاذة ما قبل سرطانية في عنق الرحم ناتجة عن الإصابة بالفيروس الورمي الحليمي البشري - وغيره من عوامل الخطورة الأخرى كالتدخين، تؤدي إلى حدوث الولادة الباكرة بدرجة أكبر من عملية الاستئصال الجراحي لخلايا العنق نفسها.

إقرأ أيضاً: النجاح في الحمل: 10 نصائح لتزيدي فرصتك في الحمل

في الختام:

تُعَد عملية الاستئصال الجراحي لخلايا العنق طريقةً آمنةً وفعَّالة لإزالة الخلايا الشاذة من عنق الرحم، والتي قد تتحول إلى خلايا سرطانية، ونادراً ما تؤثر هذه العملية في الخصوبة والحمل، لكن مع ذلك، عليكِ مناقشة جميع الأمور التي تقلقكِ مع طبيبكِ النسائي.

المصدر




مقالات مرتبطة