الحساب الذهني للأطفال: تعريفه، وفوائده، وأهم استراتيجياته
يُعدُّ الحساب الذهني من الوسائل التعليمية الممتعة للأطفال، لكن ما الحساب الذهني؟ وما فائدته للأطفال؟ هذا ما سنقدمه إليكم أعزاءنا القرَّاء في هذا المقال؛ لذا تابعوا معنا في السطور القليلة القادمة.
ما هو الحساب الذهني؟
يُقصد بالحساب الذهني، القيام بالعمليات الحسابية المختلفة باستخدام العقل البشري وحسب، من دون اللجوء إلى استخدام أي أدوات مساعدة مثل: الآلة الحاسبة، أو الأوراق والأقلام. وبرامج الحساب الذهني عادةً ما تكون مخصصة للأطفال في مرحلةٍ عمريةٍ محددة بين (4 إلى 12) عاماً، وهي المرحلة التي يكون فيها الدماغ قابلاً للتطور بشكلٍ سريع. ويقسم الحساب الذهني إلى مرحلتين هما:
- المرحلة الأولى: هي المرحلة التمهيدية، وتشمل الأطفال الذين لم يبدأوا الدراسة بعد.
- المرحلة الثانية: هي المرحلة المتقدمة، ينتقل إليها الأطفال الذين أنهوا المرحلة التمهيدية.
فوائد الحساب الذهني للأطفال:
هناك كثيرٌ من الفوائد التي يكتسبها الطفل من خلال الحساب الذهني، ومن أهم هذه الفوائد نذكر لكم الآتي:
1. هل يساعد الحساب الذهني على تطوير قدرة الطفل على الاتسماع والملاحظة؟
تستخدم "بطاقات الاستذكار" (Flash Cards) في عمليات التدريب على الحساب الذهني، وتساعد على تنشيط الذاكرة، حيث يتم عرض "بطاقات الاستذكار" (Flash Cards) بشكلٍ سريعٍ جداً لا يتجاوز ثوانٍ قليلة، ليبدأ الطفل بعد ذلك حل المسائل الحسابية التي تم عرضها ذهنياً؛ الأمر الذي يؤدي إلى تعزيز وتطوير قوة الملاحظة لديه، ثم إنَّ التدريب المتواصل على الاستماع في الحساب الذهني يهدف إلى تحسين قدرة استماع الطفل إلى الأرقام، حيثُ يتمكن الطفل من حل المسائل الرياضية بعد سماع الأرقام مرة واحدة فقط، من خلال اعتماده على قوة مهارة الاستماع والذاكرة.
2. هل يعزز الحساب الذهني على السرعة والدقة في إعطاء النتائج الصحيحة؟
إنَّ التدريب على إعطاء نتائج صحيحة خلال وقتٍ زمني قصيرٍ جداً، والمحافظة على دقة النتيجة المعطاة، هي إحدى أهم المهارات التي يكتسبها الطفل من الحساب الذهني.
3. هل يعزز الحساب الذهني ثقة الطفل بنفسه؟
إنَّ تطوير قدرات ومهارات الطفل المختلفة له دور كبير في تعزيز ثقته بنفسه وبمعلوماته؛ الأمر الذي يساعده بشكلٍ كبير على مواجهة التحديات والعقبات التي تواجهه في حياته المستقبلية، سواءً على الصعيد العملي، أم الشخصي.
4. هل يعزز الحساب الذهني قدرة الطفل على التركيز؟
إنَّ الحساب الذهني يعتمد على القيام بعدة مهام في الوقت نفسه؛ لذلك فهو يساهم بشكلٍ كبير في تعليم الطفل كيفية التركيز التام على الأعمال التي يقوم بها.
5. هل يعزز الحساب الذهني قدرة الطفل على التصور والتخيل؟
إنَّ تعلُّم الطفل الحساب الذهني يساهم بشكلٍ كبير في تعزيز وتطوير قدرته على التصور والتخيل، وذلك من خلال استخدام الأباكس (المعداد) التخيلي باستمرار في حل المسائل الرياضية.
6. هل يقوي الحساب الذهني ذاكرة الطفل؟
عند تدريب الطفل على الحساب الذهني، فإنَّه يتعلم كيفية التعامل مع الأرقام المختلفة على أنَّها صور الخرزات المرتبة على الأباكس، وعند قيام الطفل بحل أي مسألة رياضية يصبح قادراً على أن يتذكر لحظياً كل صورة جديدة مشكَّلة على الأباكس الافتراضي، واتباع هذه الطريقة من شأنه أن يحفز ذاكرة الطفل ويقويها، وخاصةً ما يُعرف باسم "الذاكرة الفوتوغرافية".
7. هل يحفز الحساب الذهني الدماغ والقدرة على الإبداع؟
إنَّ المهارات الرياضية تنشط الجانب الأيسر من الدماغ، وبالمقابل فإنَّ الحساب الذهني يطور القدرة على التركيز، والتصور، والتخيل، علاوة على أنَّه يقوي الذاكرة والمهارات الأخرى؛ الأمر الذي يؤدي إلى تنشيط الجانب الأيمن من الدماغ، وهو الجانب المتخصص بالتفكير والإبداع. وبذلك يكون الدماغ بالكامل نشيطاً.
8. هل يحسن الحساب الذهني الصحة العقلية؟
أثبتت دراسات عديدة أنَّ الحساب الذهني يُحفز منطقة الفص الجبهي الظهراني الموجودة في الدماغ، والمرتبطة مباشرةً بالإصابة بالقلق والاكتئاب، حيثُ يمكن للإنسان التحكم في عواطفه وأفكاره عند المرور بمواقف صعبة، كلما كانت هذه المنطقة أكثر نشاطاً.
9. هل يساعد الحسب الذهني في بناء أساس متين في مجال الدراسة والتحصيل الأكاديمي؟
نتيجةً لكل الفوائد المذكورة آنفاً، فمن الطبيعي أن يكون لدى الطفل أساس متين وقوي يساعده على التفوق وتطوير إمكانياته العلمية، فضلاً عن زيادة فرص التحصيل الأكاديمي المميز.
شاهد بالفيديو: 10 تمارين ذهنية سريعة ومسلية
استراتيجيات الحساب الذهني:
1. استراتيجية الجمع والطرح:
من أهم استراتيجيات الجمع والطرح، نذكر لكم الآتي:
- تعليم العدِّ إلى الوراء عند الطرح حتى ثلاثة أرقام، حيثُ يمكنه الطرح عن طريق العودة من أول رقم إلى الوراء، من دون الحاجة إلى إجراء عمليات حسابية معقدة؛ على سبيل مثال: طرح العدد 3 من العدد 9، فيكون العدُّ من الـ 9 حتى الـ 6.
- تعليم العشرات من الأرقام.
- تعليم طريقة الدوران عند الجمع، أي يمكنه البدء من الرقم الأخير مباشرةً، ولا يتوجب عليه العودة من الرقم الأول لإعطاء ناتج العملية الحسابية؛ مثال: عند إضافة العدد 4 إلى العدد 8، يمكنه بدء العد من العدد 8.
- تعليم المزدوج من الأعداد، وبذلك يمكنه اختصار العمليات الحسابية، فمثلاً ضعف العدد 5 هو العدد 10 وهكذا.
- تعليم تقريب الأرقام إلى العدد 10، أي تدريب الطفل على جمع أو طرح أي عدد ليصبح المجموع 10.
2. استراتيجية الضرب والقسمة:
يمكن البدء باستراتيجية الضرب والقسمة من خلال تعليم الطفل ما يأتي:
- مضاعفة العدد 4 مرات، حيثُ يمكن تعليم ذلك للطفل على مرحلتين، من خلال مضاعفة العدد مرتين؛ مثال: ضرب الرقم 4 بالعدد 10، يمكن البدء بمضاعفة العدد 10 بضربه بالعدد 2، ثم ضرب الناتج (20) مرة أخرى بالعدد 2، فيكون الناتج النهائي (40).
- مضاعفة العدد 5 مرات، وتتم بهذه الاستراتيجية مضاعفة الرقم لـ 5 أضعاف؛ مثال: يمكن البدء بالرقم 5 وضربه بالعدد 20، ثم يُقسم الناتج على 2، ثم يضرب الناتج عن ذلك بالعدد 5 مرةً أخرى.
- تعليم تقسيم عملية الضرب إلى أجزاء، وفيها يمكن للطفل استخدام أكثر من استراتيجية معاً، فمثلاً عند ضرب العدد 32 في 4، يمكن تعليم الطفل كيفية تجزئة هذه العملية من خلال ضرب العدد 30 في 4 فيكون الناتج (120)، ثم ضرب العدد 2 في 4 فيكون الناتج (8)، ومن ثم جمع الناتجين، لتكون النتيجة النهائية (128).
ومن الجدير بالذكر هنا، أنَّه حتى تؤتي هذه الاستراتيجيات النتيجة المطلوبة، لا بدَّ من القيام بالأمور الآتية:
- تدريس الاستراتيجيات آنفة الذكر خلال فتراتٍ زمنيةٍ منتظمة.
- تدريس الطفل قوانين وخصائص وسمات الأعداد.
- مساعدة الطفل على تصور وتخيل العمليات الحسابية التي يجريها.
- تدريس هذه الاستراتيجيات بشكلٍ مباشر.
- إيجاد وقت مخصص لممارسة العملية.
- إعطاء وقت كافٍ للطفل من أجل المناقشة والتجربة وتصحيح الخطأ.
وبذلك أعزاءنا القرَّاء، نكون قد قدمنا إليكم مفهوم الحساب الذهني وفوائده للأطفال، وأهم استراتيجياته.