الحروق الشمسية وطرق علاجها

نخرج من فصل الشتاء الذي يتميز بطقسه البارد وأشعة الشمس الخفيفة إلى فصل الربيع؛ إذ ترتفع درجات الحرارة رويداً رويداً لنصل إلى فصل الصيف المحبب لدى الكثيرين ممن ينتظرونه بفارغ الصبر؛ وذلك لأنَّ قدومه يعني لهم الخروج في رحلات ونزهات والتمتع بأشعة الشمس على شاطئ البحر والسباحة وغيرها من النشاطات التي ترتبط بفصل الصيف.



لكنَّ كل ما ذكرناه آنفاً يعني التعرُّض لأشعة الشمس لوقت طويل، وعلى الرغم من الفوائد الكثيرة لذلك مثل تقوية العظام وجهاز المناعة وتحسين جودة النوم وتحسين المزاج، إلَّا أنَّ أشعة الشمس تترك آثاراً سلبية في الجسم أيضاً؛ مثل الإصابة بضربة الشمس أو ظهور آثار حب الشباب أو الإصابة بحروق الشمس وهي الأكثر انتشاراً في فصل الصيف؛ والتي قد تتسبب في منع الكثيرين من الخروج في رحلات ترفيهية خوفاً من الإصابة بها، لكن لا يُعَدُّ ذلك حلاً؛ لذلك يجب التعرُّف إلى كيفية علاج الحروق الشمسية عند الإصابة بها وكيفية الوقاية من الإصابة بها أيضاً، وهو ما سنتحدَّث عنه في هذا المقال.

حروق الشمس:

هي إصابة في الجلد تحدث نتيجة التعرُّض المفرط لأشعة الشمس التي تصدر عنها الأشعة فوق البنفسجية، فعند تعرُّض الجلد للأشعة فوق البنفسجية ينتج الجسم الميلانين بشكل أسرع بوصفه وسيلة لحماية نفسه منها، ولكنَّ هذه الحماية غير كافية عند التعرُّض المفرط لأشعة الشمس، فالزيادة الكبيرة من الأشعة فوق البنفسجية تتسبب بحرق الجلد المعرَّض لها، ويساعد الشعر الموجود على البشرة على حمايتها نوعاً ما من الإصابة بحروق الشمس، لكن لا يُعَدُّ ذلك كافياً أيضاً.

توجد 3 درجات من حروق الشمس وهي:

  1. حروق من الدرجة الأولى: تحدث في الطبقة السطحية من الجلد فقط؛ والتي تحتاج إلى حوالي 3 أيام كحد أقصى للتعافي منها.
  2. حروق من الدرجة الثانية: تحدث للطبقة الداخلية والخارجية أيضاً من الجلد، وتحتاج عادةً إلى فترة لا تقل عن 5 أيام للشفاء وفي الحالتين تكون الإصابة مؤلمة.
  3. الحروق الخطيرة الحادة: التي تؤدي إلى حدوث التهاب حاد في الجلد، وقد تحتاج إلى فترة تتجاوز أسبوعاً كاملاً للتعافي منها.

كل مكان مكشوف من الجسم قد يتعرَّض للإصابة بحروق الشمس بما في ذلك فروة الرأس، وحتى الأماكن غير المكشوفة قد تتعرَّض للحروق الشمسية أيضاً إن كانت الملابس خفيفة تسمح بمرور الأشعة فوق البنفسجية إلى الجلد.

التعرُّض المتكرر للحروق الشمسية يؤدي إلى زيادة فرصة الإصابة بأمراض جلدية مثل شيخوخة الجلد المبكرة أو ظهور آفات جلدية محتملة للسرطنة، وتكون عادةً على شكل بقع قشرية خشنة، أو الإصابة بسرطان الجلد، ويمكن أن تحرق الشمس أيضاً العيون؛ إذ إنَّ الأشعة فوق البنفسجية تضر بالشبكية والقرنية وعدسة العين، ويمكن أن تؤدي إلى تلف العدسة.

أسباب الإصابة بحروق الشمس:

نحن جميعاً معرضون للإصابة بحروق الشمس، لكن يعتمد ذلك أيضاً على عدة نقاط منها:

  1. عمر الإنسان؛ فالأطفال ممن تقل أعمارهم عن 6 سنوات أو كبار السن ممن تزيد أعمارهم عن 60 سنة هم الأكثر حساسية للإصابة بحروق الشمس من غيرهم.
  2. لون الجلد؛ فامتلاك بشرة فاتحة يزيد من فرصة الإصابة بحروق الشمس، كما أنَّ نوع البشرة له دور في زيادة التعرُّض للإصابة بالحروق الشمسية؛ فمثلاً البشرة الدهنية تُعَدُّ أكثر أنواع البشرة مقاومة لأشعة الشمس؛ وذلك نتيجة الدهون التي تشكل طبقة واقية من أشعة الشمس.
  3. الموقع الجغرافي الذي تكون موجوداً فيه.
  4. خط الطول.
  5. الفترة الزمنية خلال النهار التي تتعرَّض فيها لأشعة الشمس.
  6. الفترة الزمنية من السنة التي تتعرض فيها لأشعة الشمس.
  7. العوامل البيئية الموجودة بشكل مرافق مع أشعة الشمس؛ إذ يصاب الإنسان بالحروق الشمسية بشكل أسرع في المرتفعات العالية؛ وذلك لأنَّ طبقة الهواء الرقيقة تسمح بوصول الأشعة فوق البنفسجية إلى الجلد بشكل أكبر.
  8. تناول بعض الأدوية التي تزيد من حساسية الجلد بشكل عام؛ فتزيد فرصة التعرُّض للحرق الشمسي مثل المضادات الحيوية.
  9. تناول الكحوليات بشكل دائم.
  10. العمل تحت أشعة الشمس عدة ساعات يومياً.
  11. الجلد الرطب معرَّض بشكل أكبر من الجلد الجاف للإصابة بحروق الشمس؛ لذلك تزداد الإصابات عند السباحة.
إقرأ أيضاً: 7 نصائح لتتجنب ضربة الشمس في الصيف

أعراض الإصابة بحروق الشمس:

تظهر الأعراض بعد تعرُّض الجلد لأشعة الشمس لبضع ساعات، وقد لا تظهر لبعد 24 ساعة، وعندما تبدأ الأعراض بالظهور تكون بالشكل الآتي:

أعراض حروق الشمس الطفيفة:

  1. تغيُّر لون الجلد إلى اللون الأحمر أو الوردي.
  2. سخونة الجلد مكان الحرق.
  3. الشعور بالألم عند لمس الجلد المصاب.

أعراض حروق الشمس الحادة:

  1. حدوث بثور وتقرحات على الجلد المصاب بالحرق الشمسي وتحتوي في داخلها على القيح.
  2. الشعور بالألم الشديد في مكان الإصابة.
  3. لون الجلد يميل إلى الأحمر الغامق.
  4. حدوث تسمم يسمى بتسمم الشمس؛ إذ تظهر الأعراض الآتية: حمى وصداع في الرأس وضعف في الجسم وإرهاق عام وغثيان وتقيؤ.
  5. في الحالات الخطيرة يتطور الأمر ليحدث إغماء أو انخفاض في ضغط الدم أو ارتفاع حاد في درجات الحرارة مصحوب بالقشعريرة.

علاج الحروق الشمسية:

يمكن العلاج بعدة طرائق كالآتي:

العلاج المنزلي:

يتم ذلك من خلال استخدام الوصفات الطبيعية التي يمكن تحضيرها في المنزل، والتي تساعد على الشفاء من الحالات الطفيفة، ومنها ما يأتي:

  1. غسل المنطقة المصابة به بخل التفاح.
  2. وضع شاي البابونج المبرَّد على مكان الحرق؛ إذ يساعد على ترطيب الجلد وتبريده أيضاً.
  3. استخدم نبتة الألوفيرا التي تحتوي على مادة هلامية بداخل أوراقها؛ إذ تخفف آلام الحرق فوراً وتساعد على ترميم الجلد.
  4. وضع البطاطا المسلوقة بعد هرسها على مكان الإصابة.
  5. وضع اللبن على الجلد المحروق؛ إذ يساعد على تبريده فيخفف من الحكة، ويمكن وضع الحليب أيضاً.
  6. وضع النشاء المخلوط بالماء على المكان المصاب.
  7. وضع قطعة قماش مبللة بمحلول الشاي الأخضر المبرَّد على مكان الإصابة والمسح بلطف عليه.
  8. وضع العسل المعقم طبياً على مكان الإصابة.
  9. غمر الجلد المصاب في حوض الاستحمام الذي يحتوي على ماء مضاف إليه الشوفان الغروي.
  10. وضع زيوت عطرية مع الماء واستخدامها كغسول للمكان المصاب مثل زيت جوز الهند أو زيت اللافندر أو زيت البابونج.
  11. وضع الخيار المهروس على الجلد المصاب.

العلاج الدوائي:

الحروق الشمسية الحادة لا يمكن علاجها منزلياً أبداً؛ وإنَّما تحتاج إلى عناية طبية؛ إذ يُتَّبَع ما يأتي:

  1. استخدام مسكنات الألم، والتي تُتناوَل فموياً أو تُطبَّق على الجلد المصاب بالحرق مثل مضادات الالتهاب اللاستيرويدية كالآيبروفين.
  2. استخدام كريمات جلدية بهدف تخفيف الالتهابات والحكة الناتجة عن الحرق مثل كريمات الهيدروكورتيزون.
  3. وضع كريمات مرطبة بهدف تبريد الجلد المصاب مثل جل الألوفيرا.
  4. إذا عانى المصاب من الجفاف، فتُستَخدَم سوائل وريدية.

شاهد بالفديو: 8 أسباب تؤدي لجفاف البشرة وتشققها

نصائح للشفاء السريع من الحروق الشمسية:

توجد عدة نقاط إن اتَّبعتها يمكن أن تسيطر على الحروق الشمسية وتتعافى منها بشكل أسرع، إليك منها ما يأتي:

  1. عدم التعرُّض لأشعة الشمس إلى حين الشفاء التام من الحرق، وفي حال ضرورة الخروج من المنزل ارتدِ الملابس التي تغطي الجسم ولا تتسبب في تسريب ضوء الشمس.
  2. الإكثار من شرب الماء؛ وذلك لأنَّ الحروق تؤدي إلى جفاف الجلد نتيجة سحب الماء إلى سطح الجلد، ومن ثم تقل كمية الماء في أعضاء الجسم الأخرى، ومن الضروري تعويضها كي لا يُصاب الجسم بالجفاف.
  3. الابتعاد عن استخدام الصابون بجميع أنواعه؛ وذلك لأنَّه يؤدي إلى تهيُّج الجلد المصاب بالحرق الشمسي.
  4. الاستحمام بماء فاتر دائماً وليس بارداً كما يعتقد بعضنا؛ وذلك لأنَّ الماء الفاتر يساعد على تخفيف الآلام وتبريد الجلد، ويفضل بعد تجفيف الجلد جيداً أن توضع الكريمات المرطبة أو يتم تزييت الجلد ليبقى رطباً.
  5. عدم العبث بالبثور المتشكلة في مكان الإصابة؛ وإنَّما تركها لفترة من الزمن وستشفى وحدها لاحقاً.
  6. تجنُّب الحك بشكل عام أو محاولة تقشير الجلد المحروق.
  7. الابتعاد عن استخدام الفازلين على الجلد المصاب.

نصائح للوقاية من الإصابة بحروق الشمس:

يجب علينا جميعاً اتِّباع النصائح الآتية للوقاية قدر الإمكان من التعرُّض للحروق الشمسية في الأيام الحارة:

  1. استخدِم الكريمات الواقية من أشعة الشمس قبل الخروج والتعرُّض لأشعة الشمس بمدة 30 دقيقة؛ إذ يكون عامل الوقاية موجوداً فيها والذي يرمز له SPF أكثر من 30؛ وذلك بهدف التقليل من تأثير الأشعة فوق البنفسجية في الجلد، مع الحرص على تطبيقه بكمية كافية ومدِّه على كافة الأماكن المعرَّضة لأشعة الشمس وحتى الأذنين، ويجب إعادة تطبيقه كل ثلاث ساعات أو ساعتين وذلك بحسب التعليمات المتعلقة بنوعه. أما عند السباحة فيُعاد تطبيق الواقي الشمسي بعد الخروج من الماء، كما يُعاد تطبيقه عند التعرُّق أيضاً، وحتى مرطبات الشفاه يفضَّل استخدام الأنواع التي تحتوي على واقٍ شمسي منها.
  2. غطِّ رأسك باستخدام قبعة ويفضَّل أن تكون ذات حواف عريضة كي تغطي كامل الرأس بما في ذلك الوجه.
  3. ارتدِ الملابس ذات الألوان الفاتحة عند التعرُّض لأشعة الشمس؛ وذلك لأنَّها قادرة على عكس أشعة الشمس، وذلك بعكس الألوان الغامقة التي تمتص أشعة الشمس فتزيد من خطر الإصابة بالحروق الشمسية.
  4. ارتدِ النظارات الشمسية فهذا أمر ضروري جداً لحماية العيون من خطر الأشعة فوق البنفسجية.
  5. لا تتعرَّض لأشعة الشمس في الفترة الزمنية الممتدة من العاشرة صباحاً إلى الرابعة عصراً إن أمكن ذلك.
  6. لا تستخدم المستحضرات الواقية من أشعة الشمس للأطفال دون عمر 6 أشهر، ويفضَّل عدم تعريضهم للشمس بشكل مباشر والحرص على توفير جو رطب ومنعش لهم.
  7. كُن على علم بالآثار الجانبية للأدوية التي تستخدمها كي تأخذ الاحتياطات اللازمة في حال كانت تزيد من خطر الإصابة بالحروق الشمسية.
إقرأ أيضاً: 6 ماسكات طبيعية للتخلص من حروق الشمس

في الختام:

التعرُّض لأشعة الشمس أمر ضروري جداً؛ وذلك لأنَّها تساعد جسم الإنسان على الحصول على فيتامين "د"، والفترة الزمنية التي يُوصى بها لا تتجاوز 15 دقيقة ولمرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع فقط، وبالإضافة إلى ذلك فإنَّنا مجبرون على التعرُّض لأشعة الشمس والخروج من المنزل حتى في الأيام الحارة؛ وذلك بقصد العمل أو الدراسة مثلاً.

لكن يمكن حماية أنفسنا من الإصابة بالحروق الشمسية قدر الإمكان من خلال اتِّباع التعليمات التي سبق ذكرها، وفي حال الإصابة بالحروق الشمسية يفضَّل عدم إهمالها كي لا يتطور الأمر لاحقاً ويصبح العلاج أكثر صعوبة ومدته أطول أيضاً، وكي لا يؤثر الحرق في المظهر العام للجلد فيشعر الشخص المصاب بعدم الارتياح وبالإحراج أيضاً؛ فلا يتمكن من الاستمتاع بوقته.

المصادر: 1، 2، 3، 4، 5




مقالات مرتبطة