التلوث الضوضائي: أسبابه، وأنواعه، وأضراره، وحلوله

ما مفهوم التلوث الضوضائي؟ ما أنواعه، وأسبابه؟ وما أهم الحلول التي تساعد على التقليل أو الحد منه؟ هذا هو مدار حديثنا أعزاءنا القرَّاء في هذا المقال؛ لذا تابعوا معنا في السطور القليلة القادمة.



مفهوم التلوث الضوضائي:

التلوث الضوضائي هو نوع من التلوث الجوي/الاهتزازي، يصدر على شكل موجات، وهو مجموعة من الأصوات المزعجة غير المرغوب في سماعها، وتصدر عن الآلات، أو الأشخاص، أو الحيوانات، ويمكن أن يتسبب التلوث الضوضائي في أضرارٍ صحية، وآلامٍ جسدية متعددة، ومن الجدير بالذكر، أنَّ التلوث الضوضائي يأتي في المرتبة الثانية مباشرةً بعد تلوث المياه من حيث انتشاره.

معدل الضوضاء المُقرر عالمياً:

يُقاس مستوى شدة الصوت بوحدة "الديسيبل"، ومعدل الضوضاء المقرر عالمياً هو:

  1. من (20 إلى 35) ديسيبل مقبول في مناطق المستشفيات.
  2. من (30 إلى 40) ديسيبل مقبول في المناطق التعليمية.
  3. من (25 إلى 40) ديسيبل مقبول في المناطق السكنية.
  4. من (30 إلى 60) ديسيبل مقبول في المناطق التجارية.
  5. من (40 إلى 60) ديسيبل مقبول في المناطق الصناعية.

شاهد بالفيديو: 14 طريقة لتخلّص دماغك من الفوضى

ماهي أنواع التلوث الضوضائي؟

توجد ثلاثة أنواع من التلوث الضوضائي، وهذه الأنواع هي:

1. تلوث مؤقت يسبب أضراراً فيزيولوجية:

وهو تعرُّض الفرد فترةً محددةً ومؤقتة لمصدر أو مصادر التلوث الضوضائي، على سبيل المثال: يمكن أن يؤدي التعرض للمفرقعات والألعاب النارية، إلى حدوث ضرر وتلف في الأذن الوسطى.

2. تلوث مزمن:

وهو تعرُّض الفرد لمصادر التلوث الضوضائي دائماً وباستمرار؛ الأمر الذي يمكن أن ينتج عنه ضعف دائم في حاسة السمع.

3. تلوث مؤقت لا يُحدث أي ضرر:

وهو تعرُّض الفرد فترةً مؤقتةً لمصادر التلوث الضوضائي؛ حيث يمكن أن يؤدي هذا إلى حدوث ضعف بسيط في حاسة السمع، ثم يعود كل شيء إلى حالته الطبيعية بعد فترةٍ قصيرةٍ جداً، على سبيل المثال: التعرض لضجيج الأماكن المزدحمة والشوارع.

إقرأ أيضاً: متلازمة ديوجانس (Diogenes): تعريفها، وأسبابها، وأعراضها، وطرق علاجها

ماهي أسباب التلوث الضوضائي؟

يوجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى التلوث الضوضائي.، ومن أهم هذه الأسباب نذكر لكم الآتي:

1. عمليات التصنيع:

تستخدم غالبية المعامل والمصانع معدات وآلات كبيرة وضخمة جداً، تُنتج قدراً كبيراً من الضوضاء، فضلاً عن عدد من الآلات الأخرى التي تساهم أيضاً في إنتاج التلوث الضوضائي؛ نذكر منها:

  • مراوح العادم.
  • المولدات.
  • الضواغط.
  • الطواحين.

لذا كان لزاماً على العمال العاملين في مثل هذه المعامل والمصانع، ارتداء سدادات الأذن للوقاية من الأضرار الناتجة عن الضوضاء.

2. المناسبات الاجتماعية:

من الأماكن التي تُعدُّ مصدراً للتلوث الضوضائي، الأماكن التي تُقام فيها المناسبات الاجتماعية، مثل: أماكن إقامة الأعراس، والاحتفالات، أو أماكن العبادة، أو الحانات، فضلاً عن الأسواق الشعبية؛ حيث يعتمد بعض البائعين على استخدام مكبرات الصوت لعرض بضائعهم.

3. الإنشاءات والعمران:

إنَّ العالم بحاجة إلى أنشطة البناء المستمرة لاستيعاب التزايد السكاني، وازدحام الحركة المرورية، ولكنَّ هذه الأنشطة تتضمن عمليات كثيرة، تُستخدم فيها معدات وآليات ينتج عنها تلوث ضوضائي كبير، ومن هذه العمليات نذكر لكم:

  • بناء السدود.
  • التعدين.
  • إنشاء المحطات.
  • بناء الجسور.
  • إنشاء الأنفاق والطرق.

4. الحركة الجوية:

تساهم الحركة الجوية مساهمة كبيرة في زيادة التلوث الضوضائي؛ إذ إنَّ الصوت الصادر عن حركة طائرة واحدة فقط، يُنتج ضوضاءً تُقدَّر بـ 130 ديسيبل، وعليه، يمكن توقُّع مقدار الضوضاء الصادرة عن الحركة الجوية في مختلف أنحاء العالم.

5. أصوات الحيوانات:

تساهم الأصوات الصادرة عن الحيوانات أيضاً في التلوث الضوضائي، فعلى سبيل المثال لا الحصر: الأصوات الصادرة عن نباح الكلاب تُنتج ضوضاءً تُقدَّر بـ (60 إلى 80) ديسيبل.

6. وسائل النقل المختلفة:

إنَّ وسائل النقل المختلفة من: سيارات، وحافلات النقل، والقطارات التي تسير في الأنفاق، وغيرها، تساهم مساهمة كبيرة جداً في زيادة نسبة التلوث الضوضائي.

7. الأجهزة المنزلية:

تُعدُّ الأجهزة المنزلية التي نستخدمها في حياتنا اليومية، من العوامل التي تساهم في التلوث الضوضائي، وعلى الرغم من أنَّها قد تبدو غير ضارة، إلا أنَّ لها في حقيقة الأمر آثاراً ضارة بعيدة الأمد، ومن هذه الأجهزة نذكر لكم: المكانس الكهربائية، والتلفاز، والغسالة، ومجفف الشعر الكهربائي، والثلاجة، ومكيفات الهواء، والخلاط، والمطحنة، وغيرها من الأجهزة والأدوات المنزلية.

8. التلوث الضوضائي في المحيطات:

توجد مُسببات عدة للتلوث الضوضائي في المحيطات، ومن أهم هذه الأسباب نذكر لكم الآتي:

  • السونار العسكري: تساهم أجهزة السونار منخفضة ومتوسطة الموجة في حدوث التلوث الضوضائي؛ حيث تنبعث منها ترددات تزيد عن 100 موجة في كل ثانية، ومن الجدير بالذكر هنا، أنَّ أجهزة السونار تُستخدم في التدريبات العسكرية، والبحث عن غواصات العدو؛ لذا تُستخدَم لساعات عدة واستخداماً متواصلاً.
  • المتفجرات: ينحصر استخدامها بقوات الدفاع والجيش لأهدافٍ وأغراضٍ عدة، ولكنَّها للأسف تتسبب في حدوث مستويات عالية من التلوث الضوضائي.
  • البنادق الهوائية: تُستخدم في التنقيب عن النفط والغاز في قاع المحيطات والبحار، ونذكر منها: المسدسات الهوائية الزلزالية، بالإضافة إلى الأجهزة المستخدمة في عمليات المسح الجيوفيزيائية لقاع البحار.
  • سفن وبواخر الشحن: تُصدر السفن المستخدمة في شحن البضائع، أصواتاً تنتشر عبر مساحاتٍ واسعة، ويكون تردد هذه الأصوات منخفضاً؛ حيث يُقدَّر بين 10 هرتز إلى 1 كيلو هرتز، ومن الجدير بالذكر هنا، أنَّ حوالي 90% من البضائع حول العالم تُشحن بواسطة البواخر والسفن.

شاهد بالفيديو: 8 طرق لهدوء النفس

ما الحلول المناسبة للتقليل من التلوث الضوضائي والحد منه؟

للأسف، لا يوجد كثيرٌ من الحلول للتقليل أو الحد من التلوث الضوضائي، ولكن، يمكن لحكومات الدول أن تتخذ عدداً من التدابير والإجراءات التي تساهم مساهمة فعَّالة في تحقيق ذلك؛ نذكر لكم من هذه الإجراءات:       

  1. إبعاد المناطق السكنية إبعاداً إلزامياً عن أماكن التلوث الضوضائي، مثل: المطارات، ومحطات القطار.
  2. وضع قوانين للتحكم بمستويات الصوت في أماكن التجمعات، مثل: الحانات، والنوادي، وأماكن الحفلات، والأسواق، وغيرها.
  3. فرض غرامات على كل من يتجاوز حدود الضوضاء.
  4. إزالة مكبرات الصوت العامة، وعدم استخدام أجهزة التنبيه المزعجة، إلا في حالات الضرورة القصوى.
  5. العناية والاهتمام بزراعة الأشجار في المناطق السكنية والحدائق، لما لها من قدرة على امتصاص الضوضاء والضجيج.
  6. العمل على بناء المستشفيات والمدارس في أماكن هادئة، بعيداً عن مصادر التلوث الضوضائي.
  7. تشييد المطارات والسكك الحديدية والمصانع بعيداً عن المدن.
  8. إلزام عمال المصانع والإنشاءات استخدام سماعات كاتمة للصوت.

ماهي أضرار التلوث الضوضائي على صحة الإنسان؟

إنَّ التلوث الضوضائي يُلحق كثيراً من الضرر بصحة الإنسان، ومن أهم هذه الأضرار نذكر لكم:

1. ضعف السمع:

يؤثِّر التلوث الضوضائي بشدة في حاسة السمع عند الإنسان؛ حيثُ إنَّ التعرض فتراتٍ طويلةً لمصادر التلوث الضوضائي، يمكن أن يُحدث تلفاً في طبلة الأذن؛ الأمر الذي يؤدي إلى ضعف دائم في حاسة السمع، أو فقدانها فقداناً تاماً.

2. اضطرابات النوم:

يعاني الأشخاص المعرضون للتلوث الضوضائي دائماً، من اضطراباتٍ في النوم؛ الأمر الذي يؤثِّر في صحتهم ومزاجهم، وينتج عنه ضعف الأداء والإنتاجية في مختلف المهام، فضلاً عن التعب العام، والتقلبات المزاجية، وقلة التفاعل والتواصل مع الأشخاص الآخرين، وعلى الرغم من أنَّ مستويات الضوضاء في الليل تنخفض عمَّا هي عليه خلال ساعات النهار، إلا أنَّ تأثيراتها الجانبية تبقى موجودة في أثناء النوم.

3. الإصابة بأمراض القلب:

إنَّ تعرُّض الإنسان لفترات طويلة من التلوث الضوضائي، يزيد من نسبة خطر الإصابة بأمراض القلب؛ حيث إنَّ الضوضاء التي تزيد درجتها عن 60 ديسيبل، يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالعديد من أمراض القلب والأوعية الدموية، مثل: زيادة معدل نبضات القلب، أو ارتفاع ضغط الدم، أو ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم، أو عدم انتظام ضربات القلب، أو النوبات القلبية.

4. أضرار أخرى:

  • التقليل من إفرازات المعدة، وتأخير حدوث التقلصات فيها.
  • الإصابة بالأمراض التنفسية المزمنة.
  • الشعور بصداع في الرأس، وطنين في الأذن.
  • التأثير في المرأة الحامل، فضلاً عن التطور السلبي للجنين.
  • التأثير السلبي في مرضى السكري؛ وذلك بسبب حدوث اضطرابات في مستوى الجلوكوز في الدم.
  • عدم الاستقرار العاطفي، والقلق.
  • ضعف التركيز، وانخفاض الإنتاجية والقدرة على العمل.
  • ازدياد الاضطرابات النفسية لدى الأشخاص المصابين بالأمراض العقلية.

وبذلك أعزاءنا القرَّاء، نكون قد قدَّمنا شرحاً عن مفهوم التلوث الضوضائي، وأنواعه، وأسبابه، وحلوله، وأهم الأضرار الناتجة عنه، والتي تؤثِّر في صحة الإنسان. 

المصادر: 1، 2، 3، 4




مقالات مرتبطة